السعودية تدشن أول مدينة لصيانة الطائرات في جدة

بن سلمة لـ«الشرق الأوسط»: شركات تتفاوض لبناء مصانع مركبات في المملكة

خلال جولة نائب وزير الصناعة في المعرض المصاحب للمعرض (الشرق الأوسط)
خلال جولة نائب وزير الصناعة في المعرض المصاحب للمعرض (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية تدشن أول مدينة لصيانة الطائرات في جدة

خلال جولة نائب وزير الصناعة في المعرض المصاحب للمعرض (الشرق الأوسط)
خلال جولة نائب وزير الصناعة في المعرض المصاحب للمعرض (الشرق الأوسط)

أطلقت السعودية أول مدينة صناعية مخصصة لتصنيع وصيانة الطائرات في مدينة جدة (غرب السعودية)، كما أتاحت تراخيص صيانة وإصلاح وعَمرة الطائرات.

وانطلقت أعمال ملتقى صناعة الطيران في جدة؛ الاثنين، تحت رعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، وبتنظيم من المركز الوطني للتنمية الصناعية، بحضور عدد كبير من المسؤولين وصناع القرار وقادة عدد من الشركات، لمناقشة أبرز مُستجدات القطاع محلياً وعالمياً، وفرصه الاستثمارية الواعدة.

وأطلقت التراخيص الصناعية الجديدة بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني والهيئة العامة للصناعات العسكرية، والتي تتضمن عدداً من الأنشطة مثل إصلاح وصيانة الطائرات، والطائرات دون طيار، والأجهزة الملاحية والأنظمة الإلكترونية، وأعمال الإصلاح والصيانة والعَمرة للطائرات.

وأوضحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أن أنشطة التراخيص الصناعية الجديدة تتضمن أعمال الإصلاح والصيانة والعَمرة للطائرات، وإصلاح الأجهزة الملاحية والأنظمة الإلكترونية.

وستمكّن التراخيص المستثمرين من الاستفادة من مزايا الرخصة الصناعية والحصول على الممكنات والحوافز المقدمة للتراخيص الصناعية من الوزارة والمنظومة، وتُسهم في تنمية وتوطين قطاع صناعة الطيران باعتباره أحد أهم القطاعات الصناعية المستهدفة في الاستراتيجية الوطنية للصناعة.

كما أعلنت الوزارة عن تسليم أول ترخيص لصيانة الطائرات لشركة «الشرق الأوسط لمحركات الطائرات»، وترخيص آخر لشركة «الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران».

من جهته، قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، المهندس خليل بن سلمة لـ«الشرق الأوسط» إن الأرض ستكون مخصصة للصناعات المرتبطة بالطيران، وذلك لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والتي يبدأ العمل بتصنيع أجزاء الطائرات «الألمنيوم، التيتانيوم، معدات الهبوط، طائرات التنقل الحديث» وكلها تشمل بناء متكامل لاستراتيجية تصنيع الطائرات.

الاستراتيجية الوطنية للصناعة

وأضاف نائب الوزير أن صناعة الطائرات تُعد جزءاً من الاستراتيجية الوطنية للصناعة، عندما جرى إطلاقها واعتمادها، وفي كل مرحلة تحدد الاستثمارات المطلوبة، والبيئات التشريعية التي يحتاجها البلد لتطوير هذا القطاع، «لذلك فإن الهيئة العامة للطيران الشريك الاستراتيجي مع وزارة الصناعة، بقيادة المركز الوطني للتنمية الصناعية».

ولفت إلى وجود شركات عالمية مثل «أمبراير»، «تي آي» التركية، «بيونغ»، «إيرباص»، وجميعها تبحث عن بيئة توفر موردين محليين لصناعة الطائرات، مؤكداً على الحاجة الكبيرة لتطوير هذه الصناعة، سواء على مستوى الطائرات نفسها أو المكونات والمحركات، إذ يتوقع أن يكون هناك نقص كبير في توريد المكونات الأساسية بسبب الطلب العالمي، والسعودية تزخر بالمواد الخام الأساسية.

وبين بن سلمة، أنه بعد إعلان 3 شركات كبرى في صناعة السيارات بناء مصانعها في السعودية، يوجد اليوم نحو 30 شركة موردين -المستوى الأول والمستوى الثاني- يقتربون، سواء اتخذوا قرار الاستثمار أو قريبين من ذلك، بالإضافة إلى شركات سيارات أخرى تتفاوض الآن مع الجانب السعودي لبناء مصانع داخل المملكة.

ملتقى صناعة الطيران شهد حضور العديد من الشركات الكبرى (الشرق الأوسط)
ملتقى صناعة الطيران شهد حضور العديد من الشركات الكبرى (الشرق الأوسط)

رخص طيران جديدة

إلى ذلك، كشف رئيس هيئة الطيران المدني، عبد العزيز الدعيلج لـ«الشرق الأوسط» عن وجود شركات تقدمت بطلب لتقديم خدمات الشحن في السعودية، مفصحاً عن العمل حالياً على طرح رخصة جديدة في مطار الدمام (شرق المملكة)، تليها رخصة لناقل جوي في المدينة المنورة (غرب البلاد)، وكذلك القصيم خلال السنوات القادمة.

وتشرف هيئة الطيران على الاستراتيجية الوطنية للطيران في السعودية، وفقاً للدعيلج، الذي قال إن هذه الاستراتيجية مبنية على 3 أسس رئيسة تتمثل في مضاعفة عدد المسافرين، وزيادة عدد الشحن الجوي، والوجهات إلى أكثر من 250 وجهة مباشرة، وهذا يعني الحاجة إلى توسعة المطارات وزيادة الناقلات وأساطيل الطائرات، مع زيادة العمل على توفير خدمات الصيانة.

وتابع الدعيلج أن الملتقى مهم نظراً للتطور الذي تشهده السعودية في قطاع الطيران، والنمو الكبير في تنفيذ الاستراتيجية لمضاعفة عدد المسافرين والركاب والشحن الجوي لأكثر من 4 ملايين طن، وزيادة الوجهات من 100 إلى 250 وجهة، وجميعها تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لتوطين القطاع وتطوير الصيانة والخدمات الأرضية، وهو الهدف الأساسي الذي تعمل عليه الدولة في قطاع الطيران المدني أو العسكري، والوصول إلى 50 في المائة من الصناعات العسكرية محلياً.

خلال جولة نائب وزير الصناعة في المعرض المصاحب للمعرض (الشرق الأوسط)
خلال جولة نائب وزير الصناعة في المعرض المصاحب للمعرض (الشرق الأوسط)

الفرص الاستثمارية وشهد المعرض حضور العديد من الشركات والشخصيات في القطاعين العام والخاص، للتباحث وطرح الآراء حول مستقبل الطيران، مع تبادل الخبرات في مجال صناعة الطيران، ليشكل هذا الملتقى منصة حيوية لتبادل المعرفة والتعاون بين الشركات والمصنعين في هذا القطاع الاستراتيجي، كما يدعم جهود السعودية في تعزيز مكانتها في الصناعة من خلال استكشاف الفرص الاستثمارية والابتكارات التقنية في هذا القطاع.

وبالعودة إلى التراخيص الجديدة التي جرى تسليمها في النسخة الأولى من الملتقى السعودي لصناعة الطيران، فإنها تمكن المستثمرين من الاستفادة من مزايا الرخصة الصناعية والحصول على الممكنات والحوافز المقدمة للتراخيص الصناعية من الوزارة والمنظومة، وتُسهم في تنمية وتوطين قطاع صناعة الطيران باعتباره أحد أهم القطاعات الصناعية المستهدفة في الاستراتيجية الوطنية للصناعة.

وإتاحة تراخيص صناعية جديدة لصيانة وعمرة الطائرات بالتنسيق مع الهيئة العامة للصناعات العسكرية فيما يخص الطائرات العسكرية؛ ويحقق مستهدفات تطوير صناعة الطيران في المملكة، وتحويلها إلى مركز إقليمي وعالمي في صيانة وإصلاح الطائرات التجارية والطائرات دون طيار والطائرات العسكرية، وذلك من خلال تمكين الشركات الوطنية المتخصصة في القطاع، وتعزيز نموها وتوسّعها، ورفع قدرتها التنافسية.


مقالات ذات صلة

العيدية في السعودية... النقود الجديدة مطلوبة والألعاب تُحلّي اللَّمة

يوميات الشرق النقود الجديدة تترك بهجة خاصة لدى الأطفال المحتفلين بالعيد (الشرق الأوسط)

العيدية في السعودية... النقود الجديدة مطلوبة والألعاب تُحلّي اللَّمة

تلحُّ الحاجة إلى الفئات الصغيرة من العملة خلال الأعياد، نظراً إلى كثرة تبادل العيديات بين الأقارب والجيران والأصدقاء؛ مما يرفع معدل الطلب على الأوراق الجديدة.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد يعمل الموظفون في خط إنتاج لفائف الألمنيوم في مصنع بزوبينغ لدى مقاطعة شاندونغ بالصين (رويترز)

دول الخليج تفرض رسوماً لمكافحة الإغراق على صفائح وأشرطة الألمنيوم من الصين

أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، فرض رسوم نهائية لمكافحة الإغراق على واردات صفائح وأشرطة الألمنيوم من الصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه رئيس الاتحاد الأوروبي في بروكسل (مجلس التعاون)

تأكيد خليجي – أوروبي على ضرورة إنهاء أزمة غزة

أكد الجانبان الخليجي والأوروبي على ضرورة إنهاء الأزمة في قطاع غزة وفقاً للقرارات الدولية والأممية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الخليج المشاركون في «مؤتمر بروكسل التاسع بشأن سوريا» بالعاصمة البلجيكية (مجلس التعاون)

«التعاون الخليجي»: استقرار سوريا ضرورة إنسانية وأمنية للمنطقة بأسرها

عدَّ مجلس التعاون الخليجي إعادة إعمار سوريا واستقرارها «ضرورة إنسانية وأمنية للمنطقة بأسرها»، مؤكداً استمرار دعم المبادرات التي تضعها على مسار التعافي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
يوميات الشرق عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)

مبادرات شبابية للفوز بإفطار الصائمين على الطرقات في جدة

درج الصائم أن يُردد مع رفع أذان المغرب وقبل أن يتسلل الطعام إلى جوفه «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله»، هذه هي الحالة التي يخرج بها الصائم من يوم

سعيد الأبيض (جدة)

العالم يترقب رسوم «يوم تحرير» أميركا


 ترمب  ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)
ترمب ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)
TT
20

العالم يترقب رسوم «يوم تحرير» أميركا


 ترمب  ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)
ترمب ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)

يُطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الأربعاء)، ما يبدو أنها أكبر سياسة تجارية له حتى الآن، وهي الرسوم الجمركية المتبادَلة، مسمياً هذا اليوم بأنه «يوم التحرير» للتجارة الأميركية.

ويترقب العالم هذا اليوم لمعرفة تفاصيل خطط ترمب التي سيكشف عنها في مؤتمر صحافي، اليوم، وفقاً للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.

وفي وقت بقيت تفاصيل هذه الخطة غامضة، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن أن مسؤولين في إدارة ترمب وضعوا إطاراً لتطبيق رسوم جمركية بنسبة 20 في المائة على غالبية الواردات.

وحذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد السريع على رسوم ترمب. وقالت: «لا نرغب بالضرورة في الرد، لكن إذا لزم الأمر، فلدينا خطة محكمة للرد وسنستخدمها». وكانت أميركا قد استوردت من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، بما قيمته 606 مليارات دولار، وصدّرت بضائع بقيمة 370 مليار دولار إلى الاتحاد.