تعود السترات التي يرتديها قدامى المحاربين في الجيش البريطاني إلى الحياة من جديد، قبل أن تُعرض في معرض تشيلسي للزهور. وذكرت «بي بي سي» أنه تتم إعادة تدوير السترات الحمراء المميّزة ذات الأكمام السوداء والأزرار الذهبية التي يرتديها متقاعدو تشيلسي، الذين يعيشون في مستشفى تشيلسي الملكي في جنوب غربي لندن، إلى وسائد.
ويساعد المتقاعدون في تفكيك الملابس الصوفية، التي يجري التخلُّص منها تدريجياً للحصول على أقمشة أيسر في الارتداء، بينما يقوم السجناء بأعمال الخياطة من خلال مبادرة «فاين سيل وورك» الخيرية.
في هذا السياق، تقول آن لويد، وهي متقاعدة من تشيلسي: «إنه أمر علاجي جداً»، وهي تفكّ اللحام عن أحد الأزرار، وتقصُّ القماش من الزيّ القرمزي التقليدي. كل قطعة تُفكَّك وتُخيَّط على هيئة وسائد للجلوس في حديقة تشيلسي للمتقاعدين بساحة لندن ستُعرض في معرض الزهور في تشيلسي التابع للجمعية الملكية البستانية؛ الذي يُقام سنوياً في مايو (أيار) بمستشفى تشيلسي الملكي.
وتشعر لويد (79 عاماً) كأنها «فتاة جديدة» في مستشفى تشيلسي الملكي، بعدما انتقلت إلى هناك في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. إن ارتداء السترة القرمزية للمرة الأولى أمر لا يُنسى، وتتابع: «كم هذا رائع! إنه امتياز كبير! بمجرّد أن ترتديها، تصبح أطول بمقدار 6 بوصات»، مضيفةً أنها تتطلّع إلى رؤية النتيجة النهائية للزيّ الرسمي المتحوّل.
بعد معرض الزهور، ستُصبح الحديقة المعروضة مساحة خاصة للمتقاعدين من تشيلسي وأُسرهم وغيرهم من قدامى المحاربين غير المقيمين؛ بما فيها المقاعد والوسائد باللون القرمزي. وتضيف: «ستكون البهجة أيضاً في أننا نستطيع الاحتفاظ بها، ومن ثم يمكن لجميع المتقاعدين أن يذهبوا ويستمتعوا بالحديقة».
تهدف مبادرة «فاين سيل وورك» الخيرية إلى إعادة تأهيل الأشخاص الذين يقضون عقوبة السجن، أو الذين يغادرونه، من خلال منحهم مهارات في التطريز وأعمال الإبر. ويقول مدير ورشات العمل، جوردان كليف: «كان الهدف الأصلي عندما بدأنا العمل قبل 26 عاماً إتاحة الفرصة للسجناء لتعلُّم مهارات جديدة في التطريز وأعمال الإبر». ويضيف: «قبل نحو 7 سنوات، أنشأنا برنامجنا لمرحلة ما بعد الإفراج، ليتمكن أولئك الذين عملوا معنا في التطريز عندما كانوا في السجن من الانضمام إلينا بعد إطلاقهم لمواصلة هذا الدعم».
وستُنقل الوسائد إلى السجون ليضع المشاركون في ورشات العمل اللمسات الأخيرة عليها قبل عرضها.