كشفت دانييل بايارد جاكسون، مدربة الصداقات، أن من أكثر الأسئلة شيوعاً التي تسمعها ليس تكوين صداقات جديدة، بل التقرب من الأصدقاء الحاليين المفضلين.
ووجدت دراسة من هارفارد أن العامل الأول المؤثر على صحتنا ورفاهنا بشكل عام هو جودة علاقاتنا.
وقالت جاكسون: «ما فائدة صداقة طويلة الأمد إذا كنت تشعر سراً بأنك لا تستطيع أن تكون على طبيعتك؟ ما فائدة امتلاك شبكة اجتماعية واسعة إذا لم يكن لديك من يعرفك على حقيقتك؟».
لقد درست المدربة علم التواصل والتعاون والصراع لمدة 10 سنوات. ولمن يجد صعوبة في تعميق صداقاته، هناك 5 طرق مثبتة علمياً لبناء التواصل، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي»:
التقدير: قل «شكراً»
قد لا تشعر بأنك مضطر لقول: «شكراً» للأشخاص المقربين إليك. لكن التعبير عن امتنانك يمكن أن يزيل أي شك في تقديرك لهم، وهذا التأكيد يمكن أن يقربكم من بعضكم.
الرغبة: التعبير عن الشوق
غالباً ما نستخدم كلمة «رغبة» للسياقات الرومانسية، ولكن من المهم أيضاً التعبير عن الشوق الأفلاطوني.
حاول التعبير عن رغبتك من خلال:
-بدء لقاءات عابرة، بمعنى: «أرغب في صحبتك».
-طَرْح أسئلة عن حياتهم، بمعنى: «أرغب في التعرف عليك بشكل أفضل».
-البحث عن طرق هادفة واستباقية لدعمهم، بمعنى: «أرغب في مساعدتك».
هذه اللفتات قد تجعل أصدقاءك يشعرون بأنهم مرغوب بهم.
الانفتاح: كن حساساً
«تأثير الفوضى الجميلة» عبارة عن ظاهرة نفسية نجد فيها ضعف الآخرين جذاباً بينما نحكم على ضعفنا بشكل سلبي. يُقرّبنا الضعف من الأشخاص الذين نحبهم، لكن الخوف من الرفض قد يمنعنا من الانفتاح.
إذا كنتَ ترغب في تعميق صداقاتك، فتقبَّل الانزعاج. قد يكون هذا على النحو التالي:
- مشاركة رأي غير شائع (مع خطر الظهور بطريقة مختلفة).
- طلب المساعدة (مع المخاطرة بالضعف).
- مشاركة نجاح تفخر به (مع المخاطرة بإعطاء انطباع المتباهي).
الموثوقية: بناء الثقة
للموثوقية تأثير قوي ومتتالٍ. عندما نُظهر للأصدقاء الجدد أنهم يستطيعون الاعتماد علينا، فإن ذلك يبني الثقة، والثقة تجعل الناس يشعرون بالأمان - وهو شرط أساسي للانفتاح والتعمق.
لذا، إذا كنتَ تسعى إلى تعميق صداقة، فابحث عن طرق لإظهار أنك جدير بالثقة. على سبيل المثال:
- عرض المساعدة دون أن يُطلب منك ذلك.
- الحضور في الخطط التي التزمتَ بها.
- حاول ألا تُفصح عن معلومات سرية (لصديقك أو عنه).
التجارب: قضاء الوقت معاً
من الصعب التعرُّف على شخص ما دون قضاء الوقت معاً ومشاركة التجارب. في الواقع، تشير دراسة من جامعة كانساس إلى أن الأمر يتطلب نحو 50 ساعة من التواصل الاجتماعي لتحويل شخص ما من «معارف» إلى «صديق عابر»، و90 ساعة للوصول إلى «صديق»، وأكثر من 200 ساعة للوصول إلى «صديق مقرب». لكن في عالمنا اليوم الذي يضيق فيه الوقت، قد يبدو ذلك مستحيلاً.
لمن يجدون صعوبة في تخصيص وقت لأصدقائهم، تقترح جاكسون أمرين:
إنشاء روتين أسبوعي أو شهري، وإعادة تعريف ما يعنيه قضاء الوقت معاً.
وأوضحت المدربة: «يعني ذلك أنه إذا كنت لا تزال تتخيل قضاء الوقت معاً على أنه مجرد فطور متأخر أو سهرات ليلية، فستظل تقول إنك لا تملك وقتاً لها. ولكن ماذا لو بدا قضاء الوقت معاً بمثابة دعوة لصديقك للانضمام إليك في رحلة تسوق بينما يُطلعك على مشاكل عمله؟ أو العمل معاً في مقهى محلي للدردشة بين رسائل البريد الإلكتروني؟ فكّر في طرق لتقسيم مهامك اليومية إلى وقت مع صديقك بدلاً من محاولة توفير ساعات إضافية للتواصل».