قطر: لا خطة واضحة بشأن موعد بدء مفاوضات المرحلة الثانية من ‏وقف النار في غزة

تركيا مستعدّة لاستقبال معتقلين فلسطينيين مفرَج عنهم وتندد بمشروع التهجير

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ‏آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية التركي هاكان ‏فيدان في الدوحة (قنا)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ‏آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية التركي هاكان ‏فيدان في الدوحة (قنا)
TT
20

قطر: لا خطة واضحة بشأن موعد بدء مفاوضات المرحلة الثانية من ‏وقف النار في غزة

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ‏آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية التركي هاكان ‏فيدان في الدوحة (قنا)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ‏آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية التركي هاكان ‏فيدان في الدوحة (قنا)

في وقت أرجأ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إرسال فريق التفاوض إلى قطر لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلى ما بعد اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب؛ فقد قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن ‏آل ثاني، اليوم الأحد، إنه لا توجد خطة واضحة بشأن موعد بدء ‏المفاوضات بين إسرائيل و«حركة المقاومة الإسلامية (حماس)» ‏فيما يتعلق بالمرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.‏

وقال آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان ‏فيدان، في الدوحة، إن قطر تتواصل مع إسرائيل و«حماس» للتحضير ‏للمحادثات.‏

وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على أهمية التزام الأطراف بتنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضرورة بدء المرحلة الثانية، مشدداً على أن حل هذه الأزمة يكون بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

كما أكد وزير الخارجية القطري على أهمية «انخراط الجانبين في المحادثات بنية حسنة»، وحثّ الشركاء الدوليين على «الضغط لإنجاح المفاوضات بشأن غزة والتأكد من عدم عرقلتها».

وأضاف أنهم متواصلون مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ويأملون في عدم وقوع خلافات، كما أنهم «متفائلون بالتوصل لنتائج إيجابية سريعة لإنهاء الحرب».

تهجير الفلسطينيين

وفي حين وصف وزير الخارجية التركي تهجير الفلسطينيين من غزة بأنه «يناقض القانون الدولي، ويجب أن يتصدى الجميع لهذا المشروع» في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأخيرة عن تهجير فلسطيني غزة إلى الأردن ومصر؛ فقد أعلن خلال المؤتمر الصحافي أن بلاده مستعدة لاستقبال «بعض» المعتقلين الفلسطينيين الذين يفرج الاحتلال عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع «حماس» في غزة.

وصرّح فيدان، في المؤتمر الصحافي خلال زيارته إلى الدوحة: «قال رئيسنا إننا مستعدون لاستضافة بعض الفلسطينيين المفرج عنهم مع دول أخرى؛ من أجل دعم الاتفاق. ستؤدي تركيا مع دول أخرى دورها في هذا الصدد حتى يبقى اتفاق وقف إطلاق النار سارياً».

وفي حين أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على موقف قطر «الحازم والواضح ضد تهجير الفلسطينيين»، فقد شدد على أنه لا حل لهذه الأزمة إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

وأوضح وزير الخارجية التركي أن استمرار وقف إطلاق النار في غزة أولوية بالنسبة إلى تركيا، مؤكداً على ضرورة إنهاء العقبات الإسرائيلية أمام توصيل المساعدات إلى غزة، وأضاف فيدان أن الاشتباكات والنزاعات ستتواصل ما لم تُحل مسألة فلسطين عبر «حل الدولتين».

وبالنسبة إلى سوريا، فقد قال وزير الخارجية التركي إن رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا وبسط الأمن أمران مهمان للغاية، كما عدّ أنه لا مجال لدى تركيا أن تكون هناك مساحة للإرهاب في سوريا، وطالب فيدان الولايات المتحدة بأن تتخلى عن سياساتها التي عدّ أنها تهدد أمن تركيا.

واستقبل رئيسُ مجلس الوزراء وزيرُ الخارجية القطري، اليوم، وزيرَ الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يزور الدوحة حالياً.

ووفقاً لبيان من وزارة الخارجية القطرية، فقد جرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، ومناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.



جدة تحتضن مباحثات أميركية - أوكرانية وسط أجواء إيجابية

وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
TT
20

جدة تحتضن مباحثات أميركية - أوكرانية وسط أجواء إيجابية

وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)

عقدت الولايات المتحدة وأوكرانيا مباحثات إيجابية في مدينة جدة، غرب السعودية، تمحورت حول ترميم العلاقات الثنائية ومناقشة مقترحات عملية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع روسيا.

وعقدت المحادثات بين وفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا بفندق الريتز كارلتون، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان.

في حين مثّل الجانب الأميركي في جلسة المحادثات: وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثل الجانب الأوكراني: مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.

ووفقاً لمصادر مطلعة، سادت أجواء إيجابية خلال المناقشات بين الجانبين، التي استمرت لأكثر من 6 ساعات، تخللتها فترات استراحة. وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، الذي يقود وفد بلاده، إن المباحثات اتسمت ببداية «بناءة» للقاءات بين الطرفين المخصصة للبحث في تسوية للحرب بين موسكو وكييف.

جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)

وقال يرماك، في منشور عبر «تلغرام» مرفق بصور للقاء، إن «الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بنّاء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد 3 أعوام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأتي هذه المحادثات في وقت يكثّف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من ضغوطه على كييف لإنهاء الحرب التي بدأت بالغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

وتأمل كييف أنّ يؤدي عرض الهدنة الجزئية لإقناع واشنطن باستئناف مساعداتها العسكرية لها وتبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية، التي أوقفتها واشنطن بعد مشادة حادة في البيت الأبيض بين ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بنّاءً بالكامل»، وذلك عقب لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ«اللقاء المتميز»، مشيداً بجهود ولي العهد في تعزيز فرص تحقيق سلام حقيقي.

وزير الخارجية الأميركي ماركو أثناء حديثه مع الصحافيين في طريقه إلى مدينة جدة (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو أثناء حديثه مع الصحافيين في طريقه إلى مدينة جدة (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قال المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية، عباس داهوك، إن هذه الاجتماعات يمكن أن «تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا».

وأوضح داهوك، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه «المناقشات رفيعة المستوى توفر فرصة لتوضيح الالتباسات، وتوحيد الأولويات الاستراتيجية، وإبراز الأهداف المشتركة في مواجهة العدوان الروسي المستمر». على حد تعبيره.

وأضاف: «مع ذلك، فإن مدى نجاحها سيعتمد على الالتزامات السياسية الملموسة، وما إذا كان الطرفان قادرين على معالجة الإحباطات الناجمة عن تأخير المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية أو التغيرات السياسية في واشنطن».

ولفت المستشار العسكري إلى أن «تحقيق اختراق دبلوماسي فعلي يعتمد على مدى استعداد روسيا للتفاوض بشأن استعادة الأراضي المحتلة، وكذلك على الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا فيما يتعلق بعلاقتها الأوسع مع أوروبا وحلف الناتو».