استئناف المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» الاثنين بعد رابع عملية تبادل

0 seconds of 1 minute, 33 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:33
01:33
 
TT
20

استئناف المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» الاثنين بعد رابع عملية تبادل

صورة طائرة دون طيار تظهر فلسطينيين ومسلحين من «حماس» قبل إطلاق سراح الإسرائيلي كيث سيغل في مرفأ غزة... السبت (رويترز)
صورة طائرة دون طيار تظهر فلسطينيين ومسلحين من «حماس» قبل إطلاق سراح الإسرائيلي كيث سيغل في مرفأ غزة... السبت (رويترز)

أكدت إسرائيل السبت، أنها ستستأنف الاثنين المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد أن أطلقت الحركة الفلسطينية سراح ثلاثة رهائن السبت مقابل أكثر من 180 معتقلا فلسطينياً في السجون الإسرائيلية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن الأخير «تحدث هذا المساء مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. واتفق الاثنان على أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الرهائن ستبدأ عندما يلتقيان في واشنطن الاثنين المقبل».

وأضاف البيان أن المبعوث الأميركي سيجري بعد ذلك محادثات خلال الأسبوع مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى.

ويتوجه نتانياهو إلى واشنطن، الاثنين، وسيصبح الثلاثاء أول مسؤول أجنبي يلتقي دونالد ترمب منذ تنصيبه.

مفاوض جديد

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، السبت، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعتزم ضم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى الفريق المكلف بملف المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن إسرائيل تعتقد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستلعب دوراً أكبر من قطر في المفاوضات، لذلك سيدير ​​ديرمر المسار الدبلوماسي مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الموساد ديفيد (ديدي) بارنياع سيواصل قيادة المحادثات مع قطر والتعامل مع العلاقات ذات الصلة، مشيرة إلى أن من المتوقع أن تظل قطر الوسيط الرئيسي في المفاوضات، لأنها تتمتع بثقة إسرائيلية ونفوذ كبير على قيادة «حماس»، بحسب المصادر.

يأتي ذلك بعد إنجاز رابع عملية تبادل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الحركة الفلسطينية والدولة العبرية.

بعد احتجازهم في قطاع غزة لمدّة 484 يوما منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سلّمت «حماس» الرهينة الفرنسي الإسرائيلي عوفر كالديرون، والإسرائيلي ياردين بيباس، والأميركي الإسرائيلي كيث سيغل إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سلمتهم بدورها إلى إسرائيل.

في المقابل أفرجت إسرائيل عن 182 فلسطينيا ومصري واحد، بحسب نادي الأسير الفلسطيني، نُقل 150 منهم في حافلات إلى قطاع غزة، و25 إلى الضفة الغربية المحتلة، بينما تم إبعاد ثمانية، بينهم المصري، إلى مصر.

«شعاع من النور»

وفي وقت مبكر من صباح السبت، تمّ تسليم كالديرون وياردين في مراسم سريعة ومنظمة في مدينة خان يونس في جنوب القطاع.

وفي وقت لاحق، سلّمت الحركة سيغل إلى الصليب الأحمر بعد مروره على منصّة أقُيمت لهذا الغرض في ميناء الصيادين في غزة في شمال القطاع.

وأعلنت «حماس»، في بيان، أنّ «كتائب القسام»، الذراع العسكري للحركة، «حرصت على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية ويعاني من أمراض متعدّدة، رغم الظروف القاسية».

في خان يونس، التي دمّرتها حرب استمرّت 15 شهرا بين «حماس» وإسرائيل، ظهر كالديرون وبيباس على منصّة لفترة وجيزة، في حضور عدد كبير من مقاتلي «حماس». وطُلب منهما التلويح للمتجمهرين ولمصوّر من حركة «حماس»، قبل أن ينضما إلى عناصر الصليب الأحمر.

وكان كالديرون (54 عاما) الذي احتُجز مع ابنه إيريز (12 عاما) وابنته سحر (16 عاما)، اللذين أطلق سراحهما خلال الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، يرتدي ملابس رياضية عسكرية خضراء عندما صعد إلى المنصة التي رُفعت عليها صور لقادة من «حماس» قُتلوا في الحرب مع إسرائيل، وبينهم قائد «كتائب القسام» الراحل محمد الضيف.

في تل أبيب، تجمّع المئات في ما صار يعرف بـ«ساحة الرهائن»، وتابعوا في بث مباشر عبر شاشة عملاقة عملية تسليم الرهائن الثلاث، في أجواء من التأثر والفرح. وحملوا أعلاما إسرائيلية وصور الرهائن المفرج عنهم اليوم.

وقال منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين، في بيان، إنّ إطلاق سراح الرهائن الثلاث «يحمل شعاعا من النور في الظلام ويمنح الأمل ويُظهر انتصار الروح الإنسانية».

«صدمة»

في خان يونس، تدفّق حشد من الفلسطينيين بعد الظهر لاستقبال حافلات أقلتّ المعتقلين المفرج عنهم الذين توجهوا إلى المستشفى الأوروبي لإجراء فحوص طبية، على وقع هتافات «بالروح بالدم نفديك يا أسير».

وقال قيادي في حركة «حماس»، لوكالة الصحافة الفرنسية، «هذا يوم جديد للنصر لشعبنا»، مشيرا إلى أن بين الذين افرج عنهم اليوم 111 معتقلا من قطاع غزة أُسروا بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولكن لا علاقة لهم بـ «عملية طوفان الأقصى» (هجوم حماس على إسرائيل)، وفقا للاتفاق.

وقال ربيع الخروبي (40 عاما) متحدثا عن المعتقلين: «رأيت في عيونهم الصدمة وهم يشاهدون رفح وخان يونس مدمرتين وأكوام ركام».

كذلك، استُقبل المفرج عنهم الذين وصلوا الى رام الله في الضفة الغربية المحتلة بالهتافات والزغاريد. وبين هؤلاء من كانوا يمضون عقوبات طويلة بتهمة قتل إسرائيليين.

خمسون مريضا ومصابا إلى خارج غزة

بعد انتهاء عملية التبادل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ 50 مريضا غالبيتهم أطفال مع مرافقيهم غادروا غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر بعد فتحه السبت للمرة الأولى منذ مايو (أيار) الماضي، لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية.

وأوضحت أن المجموعة ضمّت 30 طفلا مصابا بالسرطان و19 رجلا وامرأة مصابين في الحرب.

ومنذ بدء سريان وقف النار في قطاع غزة، أطلقت إسرائيل سراح 583 معتقلا، بينهم العديد من النساء والقصّر، بالإضافة إلى محكومين بعقوبات طويلة ومدى الحياة.

وخلال هجوم «حماس» على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة، خُطف 251 شخصا، ما زال 76 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 متوفين، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وبين الرهائن المحتجزين زوجة بيباس وطفلاه. وأعلنت «حماس» أنهم قتلوا في غارة إسرائيلية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بينما لم تؤكد إسرائيل ذلك.

وطالبت إسرائيل السبت الوسطاء الذين رعوا اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمعلومات بشأنهم.

وتسبّب هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بمقتل 1210 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وأدى الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 47 ألف شخص، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا للأرقام الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة. وترتفع الحصيلة رغم توقف العمليات العسكرية نتيجة العثور على جثث تحت الركام.

ومنذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، أُفرج عن 18 رهينة، بينهم خمسة تايلانديين.

ومن المقرر أن تتم عملية التبادل المقبلة، السبت الثامن من فبراير (شباط)، بحسب مصادر في «حماس».

وينص اتفاق الهدنة المؤلف من ثلاث مراحل على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة (غير التايلانديين) في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.

 

وتشمل مفاوضات المرحلة الثانية الإفراج عما يزيد على 60 رجلاً في سن الخدمة العسكرية. وظلَّت المرحلة الأولى الممتدة لستة أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع وسطاء مصريين وقطريين، وبدعم من الولايات المتحدة، على المسار الصحيح حتى الآن، على الرغم من عدة وقائع دفعت كل جانب إلى اتهام الآخر بانتهاك الاتفاق.

ومن المفترض أن تتيح المرحلة الثالثة إعادة إعمار قطاع غزة وتحديد نموذج للحكم للقطاع الفلسطيني الصغير.


مقالات ذات صلة

صدمات جيوسياسيّة تغيّر الجغرافيا السياسيّة

تحليل إخباري عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)

صدمات جيوسياسيّة تغيّر الجغرافيا السياسيّة

من يسأل فلاديمير بوتين قبل الذهاب إلى الحرب؟ أجاب لافروف: يسأل القيصر إيفان الرهيب، والقيصر بطرس الأكبر، والقيصرة كاترين الكبرى.

المحلل العسكري
شؤون إقليمية نتنياهو يتوسط إيتمار بن غفير ووزير العدل ياريف ليفين خلال جلسة للكنيست (أرشيفية - أ.ف.ب)

نتنياهو يجدد خطة الانقلاب على منظومة الحكم والقضاء بكل قوة

باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل رسمي، مع وزير القضاء، ياريف ليفين، عملية إقالة المستشارة القضائية للحكومة.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير (أ.ف.ب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: المهمة ضد «حماس» لم تنتهِ بعد

أكد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، اليوم الأربعاء، أن «مهمة إسرائيل ضد حركة (حماس) لم تنتهِ بعد» فيما الهدنة التي أوقفت القتال منذ 19 يناير مهددة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي حينها يوآف غالانت في قاعدة عسكرية بالقرب من متسبيه رامون بإسرائيل 31 أكتوبر 2024 (رويترز) play-circle 33:25

نتنياهو يتلافى تحقيقاً عن تسبب سياساته في «7 أكتوبر»

يسعى بنيامين نتنياهو للتهرب من التحقيق بشأن المسؤولية السياسية عن إخفاقات 7 أكتوبر (تشرين الأول)؛ لذا فتح جبهة حرب جديدة ضد رئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب) play-circle 00:29

نتنياهو: إسرائيل «مصممة على تحقيق النصر»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مراسم تنصيب رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، أن إسرائيل «مصممة على تحقيق النصر»

«الشراق الاوسط» (تل أبيب)

سوريا: مسلحون من فلول النظام السابق سلموا أنفسهم بعد اشتباكات اللاذقية

القوات السورية تتوجه إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري بالأسلحة الثقيلة (د.ب.أ)
القوات السورية تتوجه إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري بالأسلحة الثقيلة (د.ب.أ)
TT
20

سوريا: مسلحون من فلول النظام السابق سلموا أنفسهم بعد اشتباكات اللاذقية

القوات السورية تتوجه إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري بالأسلحة الثقيلة (د.ب.أ)
القوات السورية تتوجه إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري بالأسلحة الثقيلة (د.ب.أ)

أفاد «تلفزيون سوريا» اليوم (السبت) بأن مسلحين من فلول النظام السابق سلموا أنفسهم لقوات الأمن بعد اشتباكات في مدينة جبلة باللاذقية بالساحل السوري.

ودفعت وزارة الدفاع السورية أمس (الجمعة) بتعزيزات عسكرية تضم دبابات وعربات مصفحة إلى مناطق الاشتباكات في الساحل السوري، بعد سقوط قتلى وجرحى في الاشتباكات مع فلول النظام السابق.

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، الجمعة، إن قوات الأمن ستستمر في ملاحقة فلول النظام السابق لتقديمهم للمحاكمة، مؤكداً أن فلول النظام يسعون لتقويض الأمن في البلاد.

وأضاف الشرع، في كلمة مسجلة، حول الاشتباكات الحالية بين قوات الأمن وفلول النظام السابق في مناطق منها اللاذقية وطرطوس، أن فلول النظام سعوا لـ«اختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها».

وشهدت مناطق سورية، منها الساحل السوري، اشتباكات بين قوات الأمن وفلول النظام السابق؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني، أمس، فرض السيطرة الكاملة على مدينتَي طرطوس واللاذقية.

اقرأ أيضاً