الجنيه الإسترليني يواجه خسارة شهرية رابعة

تحت وطأة القلق من الاقتصاد البريطاني

أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني (رويترز)
أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني (رويترز)
TT
20

الجنيه الإسترليني يواجه خسارة شهرية رابعة

أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني (رويترز)
أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني (رويترز)

اتجه الجنيه الإسترليني نحو تسجيل خسارة شهرية رابعة يوم الجمعة، تحت ضغط متزايد من المخاوف التي تحيط بآفاق الاقتصاد البريطاني، في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها سوق السندات في يناير (كانون الثاني) وضعف البيانات الاقتصادية البريطانية.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7 في المائة خلال يناير، ليصل إجمالي الخسائر منذ أعلى مستوى له في عامين ونصف العام في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى أكثر من 7.5 في المائة، وفق «رويترز».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تعرّضت سوق المملكة المتحدة لصدمة قوية من موجة بيع في السندات الحكومية العالمية، مما دفع العائدات على السندات الحكومية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، مما زاد الضغوط على وزيرة المالية راشيل ريفز.

ورغم أن العائدات قد تراجعت منذ ذلك الحين واستعاد الجنيه الإسترليني بعض الاستقرار، فإن سلسلة من البيانات الاقتصادية السلبية قد أشارت إلى تباطؤ الاقتصاد بشكل سريع، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة، وتراجع إنفاق المستهلكين، وضعف نشاط الأعمال.

وقال المقرض العقاري «نيشن وايد»، يوم الجمعة، إن سوق الإسكان في المملكة المتحدة فقدت بعض الزخم في يناير؛ حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.1 في المائة فقط مقارنة مع ديسمبر (كانون الأول)، رغم أنها ظلت مرنة إلى حد ما.

وبحلول يوم الجمعة، كان الجنيه الإسترليني في طريقه لتسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.4 في المائة مقابل الدولار، لكنه حقق مكاسب بنسبة 0.5 في المائة مقابل اليورو.

وفي مذكرة، قال استراتيجيو «مونيكس أوروبا»: «مع عدم وجود تطورات كبيرة على جدول الأعمال، وغياب التصريحات البارزة من البنوك المركزية، نتوقع أن يتتبع الجنيه الإسترليني تحركات اليورو خلال تداولات الجمعة، مما يرجح المخاطر لصالح مزيد من الهبوط مقابل الدولار».

واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.242 دولار مقابل الدولار الأميركي، وارتفع بنسبة 0.12 في المائة مقابل اليورو إلى 83.57 بنس.

ومن المتوقع أن يقدم بنك إنجلترا خفضاً آخر لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل، وقد يشير إلى أنه لديه مجال لخفض تكاليف الاقتراض بشكل أكبر إذا استمر التضخم في الاعتدال.

وبالإضافة إلى ذلك، حدّد الرئيس دونالد ترمب موعداً نهائياً يوم السبت لكندا والمكسيك لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين ومخدرات الفنتانيل إلى الولايات المتحدة أو مواجهة رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على وارداتهما. وحذر أيضاً دول مجموعة البريكس من استبدال الدولار بوصفه عملة احتياطية، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المائة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

«المركزي» السويسري يستبعد ضم البتكوين للاحتياطي الوطني

الاقتصاد عملة البتكوين (رويترز)

«المركزي» السويسري يستبعد ضم البتكوين للاحتياطي الوطني

قال رئيس البنك المركزي السويسري إن عملة البتكوين متقلبة جداً، ولا تتمتع بالسيولة الكافية لاستخدامها عملة احتياط، وسط دعوات لإجراء استفتاء عليها لاعتمادها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد مجسمات لعملة «بتكوين» في معرض بهونغ كونغ (أ.ف.ب)

شبح الرسوم الجمركية الأميركية يضرب العملات المشفرة والحساسة للمخاطر

انخفضت عملة «بتكوين» أكثر من 5 % خلال التعاملات، يوم الجمعة، مسجِّلة أدنى مستوى منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة 100 دولار أميركي في أحد البنوك في سيول (رويترز)

عائدات سندات الخزانة تدعم صعود الدولار في التداولات الآسيوية

شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً في التداولات الآسيوية يوم الخميس، مدعوماً بصعود عائدات سندات الخزانة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أوراق نقدية فئة مائة دولار أميركي (رويترز)

الدولار ينتعش من أدنى مستوى في 11 أسبوعاً

سجَّل الدولار الأميركي انتعاشاً، الأربعاء، بعد وصوله إلى أدنى مستوى له في 11 أسبوعاً مقابل العملات الرئيسية، مدعوماً بارتفاع عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يستعيد بعضاً من خسائره بدعم من تدفقات الملاذ الآمن وتصريحات ترمب

سجل الدولار ارتفاعاً طفيفاً يوم الثلاثاء، مستعيداً بعض خسائره بعدما هبط إلى أدنى مستوى في أكثر من شهرين مع بداية الأسبوع، مدعوماً بتدفقات الملاذ الآمن.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )

«المركزي» السويسري يستبعد ضم البتكوين للاحتياطي الوطني

عملة البتكوين (رويترز)
عملة البتكوين (رويترز)
TT
20

«المركزي» السويسري يستبعد ضم البتكوين للاحتياطي الوطني

عملة البتكوين (رويترز)
عملة البتكوين (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي السويسري إن عملة البتكوين متقلبة جداً، ولا تتمتع بالسيولة المالية الكافية لاستخدامها عملة احتياط، وسط دعوات لإجراء استفتاء على هذه المسألة في الدولة الثرية.

ورأى مارتن شليغل في مقابلة نُشرت السبت في صحف مجموعة «تاميديا» الإعلامية، أن العملات المشفرة لا تلبي المعايير «التي يجب أن تتمتع بها العملة الجيدة».

وأوضح شليغل، الذي يدير البنك الوطني السويسري منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أن تلك العملات «متقلبة للغاية»، ما يجعل إدارتها صعبة، فيما يتعين أن تكون احتياطيات العملة على «درجة كبيرة من السيولة المالية حتى يمكن استخدامها بسرعة».

ويتدخل البنك الوطني السويسري، بشكل متكرر، في أسواق العملات لمنع الفرنك السويسري من الارتفاع.

وأشار شليغل إلى أن العملات المشفرة «ظاهرة متخصصة» تستخدم في الغالب للمضاربة، وأنها تطرح قضايا أمنية لأنها «في الأساس مجرد برمجيات».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024 أطلقت مبادرة شعبية، كما هو شائع في ظل نظام الديمقراطية المباشرة في سويسرا، تطالب بأن تشمل الاحتياطات النقدية للبنك المركزي البتكوين التي تعدُّ العملة المشفرة الأكثر ثباتاً. ولدى منظمي المبادرة مهلة حتى نهاية يونيو (حزيران) 2026 لجمع 100 ألف توقيع مطلوب لإجراء استفتاء.

وشهدت سوق العملات المشفرة زلزالاً رقمياً أطاح بقيمتها السوقية، متسببةً في خسائر قياسية تجاوزت 1.7 تريليون دولار، فيما فقدت «بيتكوين» 465 مليار دولار من قيمتها في شهر واحد فقط خلال فبراير (شباط)، وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية لتصل إلى 2.87 تريليون دولار.

وتراجعت البتكوين الجمعة إلى ما دون 80 ألف دولار للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني). وانخفضت حالياً بأكثر من 25 في المائة عن ذروتها البالغة نحو 110 آلاف دولار قبل ساعات قليلة من تنصيب الرئيس دونالد ترمب في 20 يناير.

أدى قلق المستثمرين إزاء احتمال فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية وشيكة إلى انخفاض عملة البتكوين المشفرة وموجة بيع للعملات الحساسة للمخاطر مثل الدولار الأسترالي، يوم الجمعة، فيما تلقى الدولار دعماً باعتباره ملاذاً آمناً.

وقال ترمب يوم الخميس إن رسومه الجمركية المقترحة البالغة 25 في المائة على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، إلى جانب رسوم إضافية 10 في المائة على الواردات الصينية، في تحدٍ لتوقعات من كانوا يأملون في مد تأجيل فرض هذه الرسوم.