المواجهة مع «ديب سيك» تتصاعد مبكراً

«سوفت بنك» تقود جولة لتمويل «أوبن إيه آي» بنحو 40 مليار دولار

شعار تطبيق «ديب سيك» للذكاء الاصطناعي على شاشة أحد الهواتف الذكية (أ.ب)
شعار تطبيق «ديب سيك» للذكاء الاصطناعي على شاشة أحد الهواتف الذكية (أ.ب)
TT
20

المواجهة مع «ديب سيك» تتصاعد مبكراً

شعار تطبيق «ديب سيك» للذكاء الاصطناعي على شاشة أحد الهواتف الذكية (أ.ب)
شعار تطبيق «ديب سيك» للذكاء الاصطناعي على شاشة أحد الهواتف الذكية (أ.ب)

وسط ما تبدو أنها حرب مبكرة ضد الوافد الصيني الجديد «ديب سيك»، الذي اقتحم بقوة عالم الذكاء الاصطناعي، قالت مصادر إن مجموعة «سوفت بنك» تجري محادثات لقيادة جولة تمويلية لجمع ما يصل إلى 40 مليار دولار لشركة تطوير الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» التي تقدر قيمتها بما يصل إلى 300 مليار دولار متضمنةً التمويلات الجديدة، فيما قد تصبح جولة تمويل منفردة قياسية لشركة خاصة.

ويأتي التمويل بعد إطلاق شركة «ديب سيك» الصينية الناشئة نموذجاً منخفض التكلفة للذكاء الاصطناعي جذب أنظار العالم، وتحدى التوقعات بشأن تكلفة تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي.

وقالت مصادر لـ«رويترز» إن «سوفت بنك» قدّرت «أوبن إيه آي» مُطوِّرة «تشات جي بي تي» بقيمة 260 مليار دولار في الجولة التمويلية، ارتفاعاً من 150 مليار دولار قبل بضعة أشهر. ومن المتوقع أن يكون التمويل على هيئة سندات قابلة للتحويل، وعلى غرار جولة التمويل الأخيرة لـ«أوبن إيه آي»، فإن التمويل مشروط بإعادة «أوبن إيه آي» هيكلة أعمالها لإبعاد ذراعها غير الربحية عن السيطرة على الشركة.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد ذكرت، في وقت سابق يوم الخميس، أن «أوبن إيه آي» تجري محادثات مع «سوفت بنك»؛ لإجراء جولة استثمارية لجمع نحو 40 مليار دولار، وهو ما من شأنه رفع قيمة شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة إلى نحو 340 مليار دولار.

وقال مصدر إن «سوفت بنك» قد تضخ استثمارات مباشرة تتراوح بين 15 و25 مليار دولار في «أوبن إيه آي» المدعومة من «مايكروسوفت»، وقد تستخدم بعضها لدعم التزامات الشركة المتعلقة بمشروع «ستارغيت».

ويخطط مشروع «ستارغيت» المشترك بين «أوراكل»، و«أوبن إيه آي»، و«سوفت بنك» لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار لمساعدة الولايات المتحدة على البقاء في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي العالمي والتفوق على الصين وغيرها من المنافسين.

وذكر المصدر أن استثمار «سوفت بنك» سيكون إضافة إلى 15 مليار دولار تعهَّدت بها بالفعل لشركة «ستارغيت»، مشيراً إلى أن المحادثات لا تزال في مرحلة مبكرة.

وفي غضون ذلك، ذكر موقع «أكسيوس» الإخباري، مساء الخميس، أن مكاتب الكونغرس الأميركي تلقت تحذيرات بعدم استخدام تطبيق «ديب سيك»، مشيراً إلى أن ذلك جاء في إشعار إلى المكاتب أرسله كبير المسؤولين الإداريين في مجلس النواب.

ونقل «أكسيوس» عن الإشعار: «في هذا الوقت، يخضع (ديب سيك) للمراجعة من قبل كبير المسؤولين الإداريين في مجلس النواب الأميركي، وهو غير مصرح به حالياً للاستخدام الرسمي في مجلس النواب».

وبالتزامن، فرضت هيئة حماية البيانات الإيطالية، يوم الخميس، حظراً على الوصول إلى تطبيق «ديب سيك» الصيني؛ من أجل حماية بيانات المستخدمين. وأعربت الهيئة، التي تعرف باسم «غارانتي»، عن عدم رضاها عن رد «ديب سيك» على استفسارها الأولي بشأن البيانات الشخصية التي يتم جمعها، وأين يتم تخزينها، وكيف يتم إخطار المستخدمين.

وقالت الهيئة في بيان لها: «على عكس ما توصَّلت إليه الهيئة، أعلنت الشركة أنها لا تعمل في إيطاليا، وأن التشريعات الأوروبية لا تنطبق عليها»، مشيرة إلى أن التطبيق قد تم تحميله من قبل ملايين الأشخاص حول العالم في غضون أيام قليلة فقط.

كما أعلنت الهيئة التنظيمية الكورية الجنوبية، المسؤولة عن حماية البيانات الشخصية، الجمعة، أنها تريد طلب توضيحات من شركة «ديب سيك» الصينية الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بشأن طريقة معالجتها المعلومات المقدمة من المستخدمين.

وقال مسؤول في «لجنة حماية المعلومات الشخصية» في كوريا الجنوبية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نعتزم تقديم طلب كتابي، الجمعة، للحصول على معلومات تتعلق بكيفية معالجة (ديب سيك) للبيانات الشخصية»، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

وتعدّ شركات التكنولوجيا الكورية الجنوبية الكبرى مثل «سامسونغ إلكترونيكس» ومنافستها «إس كاي هينيكس» من الموردين الرئيسيين للمعالجات الدقيقة المتقدمة المستخدمة لخوادم الذكاء الاصطناعي.


مقالات ذات صلة

تباطؤ التضخم وضعف النمو يعززان فرصة خفض الفائدة الأوروبية

الاقتصاد علامة اليورو للفنان الألماني أوتمار هورل في فرانكفورت (رويترز)

تباطؤ التضخم وضعف النمو يعززان فرصة خفض الفائدة الأوروبية

يُتوقع على نطاق واسع أن يخفض المصرف المركزي الأوروبي أسعار الفائدة على الودائع مجدداً إلى 2.50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحافي مشترك بالعاصمة نيودلهي يوم الجمعة (إ.ب.أ)

الهند وأوروبا تلتزمان بإبرام اتفاق تجارة وسط «عواصف الجمارك الأميركية»

اتفقت الهند والاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، على إبرام اتفاقية للتجارة الحرة بحلول نهاية العام؛ حيث يتطلعان إلى تخفيف تأثير زيادات الرسوم الجمركية الأميركية

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد رجل يمر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

اليابان تقلص مشروع الموازنة رغم ضغوط الإنفاق

خفض حزب رئيس الوزراء الياباني وشريك له في الائتلاف الحاكم مشروع الموازنة للعام المالي القادم بمقدار 2.3 مليار دولار، في محاولة لكبح جماح المالية العامة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة في القصر الجمهوري (رويترز)

خاص موجة التغيير في لبنان تتمدّد إلى منهجية معالجة أزمة الودائع العالقة

انضمَّت أزمة المودعين الشائكة في البنوك اللبنانية إلى لائحة الأولويات المرشحة للمعالجة، وفق منهجية رسمية «مختلفة» بالعهد الجديد رئاسياً وحكومياً.

علي زين الدين (بيروت)
الاقتصاد يتسوق الناس في «غراند بازار» في إسطنبول (رويترز)

الاقتصاد التركي ينمو 3.2 % في 2024 متجاوزاً التوقعات

أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن الاقتصاد التركي نما بنسبة 3 في المائة على أساس سنوي في الربع الرابع من عام 2024؛ ما رفع معدل النمو السنوي إلى 3.2 في المائة.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

«القابضة المصرية الكويتية» تستعد لبدء العمليات التجارية لمشروعها الأول في السعودية

منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)
منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)
TT
20

«القابضة المصرية الكويتية» تستعد لبدء العمليات التجارية لمشروعها الأول في السعودية

منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)
منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)

قال الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك، إن الشركة ستعلن خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، عن أول استثمار لها في السعودية في قطاع النفط والغاز، وذلك بعد الانتهاء من الجزء الأكبر من النفقات الرأسمالية للمشروع.

وأوضح روك في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن المشروع الذي وصفه بـ«الواعد» جرى «التخطيط له منذ فترة طويلة».

والشركة القابضة المصرية الكويتية «EKH»، إحدى الشركات الاستثمارية الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تدير محفظة متنوعة تشمل خمسة قطاعات رئيسية: الأسمدة، البتروكيماويات، توزيع الغاز، توليد وتوزيع الكهرباء، والتأمين والخدمات المالية غير المصرفية.

وقال روك: «انطلاقاً من استراتيجيتنا التوسعية، نقترب من الإعلان رسمياً عن أول استثمار لنا في السعودية، وهو مشروع واعد في قطاع النفط والغاز، جرى التخطيط له منذ فترة طويلة، حيث نعتمد على خبراتنا الواسعة وسجلنا الحافل في مصر، بما في ذلك تطوير وتشغيل وصيانة أكبر شبكة خاصة لتوزيع الغاز في الشرق الأوسط».

الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك
الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك

ولم يخض روك في تفاصيل المشروع، لكنه أوضح: «عملنا على هذا المشروع لفترة طويلة، وأكملنا بالفعل جزءاً كبيراً من النفقات الرأسمالية (CAPEX)، ونحن الآن في المراحل الأخيرة استعداداً لبدء العمليات التجارية قريباً، مما سيمكننا من تحقيق الإيرادات خلال الأشهر المقبلة».

لكنه كشف عن أن الشركة تدرس «فرصاً استثمارية إضافية بقيمة تتراوح بين 150 و200 مليون دولار خلال عامي 2025 و2026، تماشياً مع استراتيجيتنا التوسعية».

أعلنت الشركة «القابضة المصرية - الكويتية»، يوم الأحد، تحقيق صافي ربح 185 مليون دولار خلال العام الماضي.

وخلال العام الماضي ارتفعت إيرادات الشركة إلى 642 مليون دولار، مصحوبةً بنمو هامش الربح الإجمالي وهامش الأرباح التشغيلية قبل خصم الضرائب والفوائد والإهلاك والاستهلاك بنسبة 40 في المائة و39 في المائة على التوالي، في حين سجل صافي الربح 185 مليون دولار، مصحوباً بنمو هامش صافي الربح بمقدار نقطتين مئويتين ليصل إلى 29 في المائة، وبلغ صافي الربح الخاص بمساهمي الشركة 163 مليون دولار خلال الفترة نفسها.

ووفقاً للبيان المالي للشركة للعام 2024، توقعت الشركة أن عام 2025 سيشهد استمرار الشركة في تحسين استراتيجيات توظيف رأس المال، والتركيز على المشروعات التي تحقق أقصى قيمة لجميع الأطراف ذات العلاقة، مما يوضح أهمية أول استثمار للشركة في السعودية، ومدى التعويل عليه.

وعن حجم الاستثمارات المتوقع في أول مشروع للشركة في السعودية، قال روك: «رغم أن حجم هذا الاستثمار يُعد صغيراً نسبياً مقارنة بإجمالي استثماراتنا ومحفظتنا المالية، فإنه يمثل خطوة استراتيجية مهمة لدخولنا السوق السعودية... نرى في هذه السوق إمكانات نمو كبيرة».

وتوقع أن يتيح هذا المشروع «فرصاً للحصول على امتيازات إضافية في المستقبل، مما يعزز وجودنا في إحدى أهم أسواق الطاقة بالمنطقة».

استثمارات في أوروبا

وعن خطط الشركة الاستثمارية خارج منطقة الشرق الأوسط، قال روك إنه في إطار خطط الشركة الاستثمارية خارج منطقة الشرق الأوسط، «تعمل الشركة على تطوير مشروع جديد كلياً في شمال أوروبا، الذي نعتبره محركاً رئيسياً للنمو وتعزيز القيمة للمجموعة».

وأضاف: «هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية تمنحنا فرصة دخول مبكر إلى قطاع ناشئ، مما يعزز قدرتنا التنافسية ويدعم ترسيخ حضورنا في السوق منذ البداية. كما نتوقع أن يحقق هذا الاستثمار عوائد قوية، ليسهم في دفع النمو وتوسيع نطاق وجودنا الدولي».

وأوضح أن هذا التوسع يأتي في إطار استراتيجية الشركة الأوسع، التي تهدف إلى زيادة التعرض للعملات الأجنبية، واستكشاف الأسواق ذات النمو المرتفع، وتنويع محفظة الشركة الاستثمارية. و«حالياً، نعمل على إنهاء التفاصيل النهائية للمشروع، ونتوقع تقديم المزيد من التحديثات بحلول الربع الثالث، مع اقترابنا من التنفيذ الفعلي».

وذكر في هذا الشأن «نتجه في 2025 نحو توسيع استثماراتنا، سواء بدخول السوق السعودية للمرة الأولى أو إطلاق مشروعنا الجديد في شمال أوروبا، مع استمرار نمو أعمالنا الحالية...».

السوق المصرية

وعن التوسع في السوق المصرية، قال روك: «بالفعل، نواصل تنفيذ استراتيجيتنا التوسعية ونسعى لتعزيز وجودنا في السوق المصرية خلال عام 2025 من خلال استثمارات تدعم قدرتنا على التصدير وتعزز تدفقات العملة الصعبة... ندرس حالياً عدة خيارات تشمل الاستحواذ على كيانات قائمة أو الدخول في شراكات استراتيجية، مع التركيز على القطاعات التي تتيح فرصاً تصديرية قوية وتحقق عوائد بالدولار».

وأضاف: «هدفنا هو توظيف المزايا التنافسية لمصر، مثل تكاليف الإنتاج المنخفضة والموقع الجغرافي المتميز، لزيادة صادراتنا وتعزيز العائدات بالعملة الأجنبية، بما يحقق قيمة مضافة لمساهمينا ويدعم استدامة النمو».

وأشار إلى أن «شركة الإسكندرية للأسمدة» (Alexfert) من أكثر الشركات تحقيقاً لإيرادات الشركة المصرية الكويتية القابضة، ونتيجة لذلك «ندرس حالياً فرصاً إضافيةً للتوسع في هذا القطاع للاستفادة من مزاياه التنافسية وتعزيز العوائد».

أوضح روك أن «القابضة المصرية الكويتية» تركز استثماراتها على «القطاعات التي تعتمد في تكاليفها بشكل أساسي على الجنيه المصري، بينما تحقق إيراداتها بالدولار، مما يمنحنا ميزة الاستفادة من انخفاض التكاليف في مصر لتعزيز فرص التصدير وزيادة الإيرادات الدولارية للمجموعة. ويوفر هذا النموذج ميزة تنافسية كبيرة، حيث تستفيد الشركات من انخفاض التكاليف المحلية، مع تحقيق إيرادات بالدولار، سواء من التصدير أو من المبيعات بالعملة الصعبة».