عون يحث سلّام على الإسراع في تشكيل حكومة «قادرة على الحكم»

مساعي «تدوير الزوايا» متواصلة

الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل نواف سلام المكلف بتشكيل الحكومة في القصر الرئاسي (الوكالة الوطنية للإعلام)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل نواف سلام المكلف بتشكيل الحكومة في القصر الرئاسي (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT
20

عون يحث سلّام على الإسراع في تشكيل حكومة «قادرة على الحكم»

الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل نواف سلام المكلف بتشكيل الحكومة في القصر الرئاسي (الوكالة الوطنية للإعلام)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل نواف سلام المكلف بتشكيل الحكومة في القصر الرئاسي (الوكالة الوطنية للإعلام)

لا يزال رئيس الحكومة المكلف نواف سلام يعمل بالتعاون والتنسيق مع رئيس الجمهورية جوزيف عون على تدوير الزوايا مع القوى السياسية الرئيسة في محاولة لإنضاج التشكيلة الحكومية المنتظرة في أقرب وقت ممكن.

حكومة قادرة على الحكم

وتعد مواكبة من كثب لعملية التشكيل أنه «في حال أبدت القوى المعنية المرونة المطلوبة فإن التشكيلة قد تكون جاهزة نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل إلى أبعد تقدير، أما في حال العكس فإن الموضوع قد يتطلب وقتاً إضافياً».

وتكشف المصادر عن أن الرئيس المكلف «حمل إلى قصر بعبدا خلال لقائه الأخير بالرئيس عون، الأربعاء، صيغة غير مكتملة بسبب نقاط لم تحسم بعدُ، وأبرزها التمثيل الشيعي، إضافة إلى مسائل أخرى عالقة»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس عون «حثه على الإسراع في تشكيل الحكومة شرط أن تكون قادرة على الحكم». وأضافت: «لم يتباحث الرئيسان باحتمال تشكيل حكومة أمر واقع لا تحظى برضا الكتل النيابية، وخصوصاً أن الرئيس عون يفضّل أن تكون الحكومة مقبولة من كل الأطراف، كي تتمكن من أن تحكم وتنجز المطلوب منها».

لا أسماء حزبية

وكان الرئيس المكلف أكد من قصر بعبدا، الأربعاء، أنه لا يزال ملتزماً بالمعايير التي وضعت منذ اليوم الأول لتكليفه، وهي: حكومة تفصل بين النيابة والوزارة، حكومة من دون أي مرشحين للانتخابات البلدية أو النيابية، حكومة لا تمثيل فيها للأحزاب، حكومة كفاءات وطنية.

وأثار حديثه عن حكومة لا تتمثل فيها الأحزاب استغراباً، وخصوصاً أنه بات معلوماً أن معظم الأحزاب الأساسية أودعته أسماء شخصيات تسعى لتوزيرها. إلا أن المصادر أوضحت أن هناك «تفاهماً مع الجميع على عدم تمثل الأحزاب بشكل مباشر بأي شخصيات سياسية، لذلك فإن هذه الأحزاب أودعت أسماء شخصيات تدور في فلكها وصاحبة اختصاص».

تمثيل «الثنائي الشيعي»

وتشير المصادر إلى أنه لم يعد خافياً أن «ضغوطاً داخلية وخارجية تمارس على الرئيس المكلف لعدم الرضوخ لشروط (الثنائي الشيعي) لجهة توزيره شخصية محسوبة عليه مباشرة لتولي وزارة المال كما حصوله على كامل الحصة الشيعية».

إلا أن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم، أكد أن «الموضوع منتهٍ ولا تعقيدات مرتبطة بتمثل (الثنائي) بحيث إننا توصلنا لتفاهمات معه، ولم يتم إبلاغنا بأن شيئاً ما قد تبدل. ما نعلمه أن التعقيدات هي لدى الآخرين». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الأمور السيادية يجب أن تعالج وتبت وفق الإرادة الداخلية، وبعيداً عن أي ضغوط أو تدخلات خارجية، باعتبار أنه تكفينا الضغوط التي يمارسها العدو وتهديداته واعتداءاته اليومية التي تستوجب الإسراع بتشكيل حكومة تضع حداً للوضع الراهن».

ألغام تستلزم تفكيكاً

وتشير المعلومات إلى أنه وبالتوازي مع العقدة الشيعية، لا تزال العقدتان المسيحية والسنية قائمتين. إذ تشهد الحصة المسيحية تجاذباً بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» فيما يدفع الرئيس المكلف كي يكون هو من يسمي الوزراء السُّنة، ما يثير امتعاض قوى سُنّية أساسية.

وتشير مصادر «القوات» إلى أن «ما ندفع باتجاهه هو أن تكون الحكومة الجديدة التي يتم تشكيلها تشبه المرحلة الجديدة التي دخلناها. من هنا لا يفترض أن نضع فيها أدوات التعطيل القديمة نفسها إن كان من خلال إعطاء (الثنائي الشيعي) وزارة المال أو كامل الحصة الوزارية الشيعية». وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هذه ألغام يفترض تفكيكها قبل انطلاق العمل الحكومي وإلا فإن ذلك سيؤدي لتعطيله عند كل مفترق واستحقاق». وتشدد المصادر على أن «الحكومة لا يمكن أن تولد وفق شروط (الثنائي) الحالية».

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون استعداد بلاده للتعاون مع المنظمات الأممية لتنفيذ الإصلاحات فور تشكيل الحكومة الجديدة.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن عون أبلغ المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا خلال لقاء في بيروت أن «الإصلاحات ستكون من أولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها».

بدوره، قال ريزا إنه يمكن لخبراء منظمات الأمم المتحدة مساعدة المسؤولين في لبنان «لتمكينه من الاستفادة من التمويل المخصص للنهوض والإصلاحات»، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية.


مقالات ذات صلة

الحكومة اللبنانية تواجه تحدِّي ملء الوظائف الشاغرة بالإدارات العامة

المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني في ساحة البرلمان وسط بيروت (أرشيفية - د.ب.أ)

الحكومة اللبنانية تواجه تحدِّي ملء الوظائف الشاغرة بالإدارات العامة

تواجه الحكومة اللبنانية العتيدة تحديات أساسية، أهمها الإصلاح الإداري في الوزارات والمؤسسات العامة، التي تبدأ بحتميّة ملء الشغور في المناصب العليا.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي صورة من الاجتماع الأمني الذي ترأسه اليوم الرئيس جوزيف عون في قصر بعبدا الرئاسي شرق بيروت (صفحة الرئاسة اللبنانية على «إكس»)

اجتماع أمني ترأسه عون لبحث ترتيبات تشييع الأمينين العامين ﻟ«حزب الله»

ترأس الرئيس اللبناني جوزيف عون، الجمعة، اجتماعاً لبحث الأوضاع الأمنية والترتيبات لمواكبة تشييع الأمينين العامين لـ«حزب الله» حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد المفوضة الأوروبية لشؤون البحر المتوسط دوبرافكا شويتزا تلقي كلمة أمام مندوبي الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط ​​المشاركين في الدورة العامة التاسعة عشرة للجمعية في روما... إيطاليا 20 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

المفوّضة الأوروبية لشؤون المتوسط: صرف مساعدات للبنان مشروط بإعادة هيكلة القطاع المصرفي

أعلنت المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط أن صرف نصف مليار يورو من المساعدات للبنان مشروط بإعادة هيكلة القطاع المصرفي والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آلية لقوات «اليونيفيل» تعبر وسط الركام الناتج عن التفجيرات الإسرائيلية في بلدة يارون بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

إسرائيل تسعى لفرض «حرية حركة» في لبنان بالأمر الواقع

لم ينهِ الانسحاب الإسرائيلي من القرى والبلدات الحدودية بجنوب لبنان الخروقات الإسرائيلية.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي سيدة تجلس وسط أنقاض منازل مدمَّرة بالضاحية الجنوبية في بيروت (أرشيفية - أ.ب)

سكان الضاحية الجنوبية لبيروت يتخوفون من انهيار الأبنية

يتخوف بعض سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، من إمكانية انهيار الأبنية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي، ولحق بها دمار جزئي.

حنان حمدان (بيروت)

«حماس» أكملت تسليم أحياء المرحلة الأولى

سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي تقل الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم "حماس" في رفح جنوب قطاع غزة أمس ( رويترز)
سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي تقل الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم "حماس" في رفح جنوب قطاع غزة أمس ( رويترز)
TT
20

«حماس» أكملت تسليم أحياء المرحلة الأولى

سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي تقل الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم "حماس" في رفح جنوب قطاع غزة أمس ( رويترز)
سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي تقل الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم "حماس" في رفح جنوب قطاع غزة أمس ( رويترز)

أكملت حركة «حماس»، أمس، الإفراج عن آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء المفترض الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، وسط بوادر تعقيدات تواجه المرحلة الثانية التي تتضمن الإفراج عن بقية الرهائن.

وسلّمت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، أمس، 6 أسرى ضمن الدفعة السابعة، كان يفترض أن يتم إطلاقهم على دفعتين، في مسعى من الحركة لتسريع إنهاء المرحلة الأولى والولوج إلى الثانية. وشملت عملية الإفراج عومر شيم طوف وإيليا كوهين وعومر فينكرت وتال شوهام وأفرا منغستو وهشام السيد. والأخير سُلّم من دون أي مراسم باعتباره عربياً يحمل جنسية إسرائيل.

وأبدت «حماس» استعدادها فوراً لإتمام صفقة تبادل نهائية كرزمة واحدة، ضمن المرحلة الثانية التي لم تبدأ ويبدو الدخول إليها معقّداً بسبب اشتراط إسرائيل تسليم الحركة سلاحها وإخراج قادتها من القطاع.

في غضون ذلك، أبدى الرئيس دونالد ترمب، في مقابلة تلفزيونية، الجمعة، نوعاً من التراجع عن خطة تهجير الغزيين من القطاع، إذ قال: «خُطتي هي الطريقة الأفضل للقيام بالأمر. أعتقد أنها هي الخطة التي ستنجح حقاً، لكنني لن أفرضها. سأتراجع فحسب وسأوصي بها»، لافتاً إلى أنه «شعر بدهشة» لتعامل مصر والأردن معها بشكل سلبي.