طوّر باحثون أميركيون أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط الكلام، بهدف الكشف عن الإشارات المرتبطة بالاكتئاب المتوسط إلى الشديد.
وأوضح فريق الباحثين من قسم علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا أن هذه الأداة تأتي بوصفها حلاً مبتكراً لمعالجة نقص فحوصات الاكتئاب في العيادات الخارجية، مما قد يسهم في تحسين إمكانية الوصول إلى التشخيص المبكر في مراكز الرعاية الأولية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Annals of Family Medicine) التابعة للأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة.
ويُعد الاكتئاب اضطراباً نفسياً شائعاً يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، بما في ذلك نحو 18 مليون أميركي سنوياً. يتميّز هذا الاضطراب بمشاعر مستمرة من الحزن وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأشياء التي كانت تجلب السعادة، وقد تصاحبه أعراض جسدية ونفسية، مثل التعب، وصعوبة التركيز، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية أو زيادتها، والشعور بعدم القيمة.
وأجرى الباحثون تحليلاً لـ14 ألفاً و898 عينة صوتية لأشخاص بالغين من الولايات المتحدة وكندا، طُلب منهم الإجابة على سؤال بسيط: «كيف كان يومك؟» لمدة لا تقلّ عن 25 ثانية من الحديث الحر.
واستخدمت الأداة الذكاء الاصطناعي لتحليل السِّمات الصوتية المرتبطة بالاكتئاب، مثل إيقاع الكلام، والترددات الصوتية، والتردد في الحديث، وفترات التوقف أثناء الكلام.
وقورنت نتائج الأداة بنتائج استبيان (PHQ - 9)، وهو أداة معيارية لتشخيص الاكتئاب. وخلُصت الأداة إلى ثلاث نتائج محتملة هي وجود علامات اكتئاب، وعدم وجود علامات اكتئاب، والتوصية بإجراء تقييم إضافي في الحالات التي تكون فيها النتائج غير واضحة.
وحققت الأداة حساسية (قدرة على تحديد حالات الاكتئاب) لدى 71 في المائة من المصابين. كما بلغت دقتها التخصصية (استبعاد غير المصابين بالاكتئاب) لدى 74 في المائة من الأشخاص غير المصابين بالمرض.
واستخدمت الدراسة 10 آلاف و442 عينة صوتية لتدريب الأداة، في حين خُصّصت 4456 عينة لاختبار دقّتها.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الأداة تُمثّل تطوراً مهماً في استخدام الذكاء الاصطناعي بوصفه وسيلةَ دعم للقرار في فحص الاكتئاب وتشخيصه، خصوصاً في بيئات الرعاية الأولية التي تندر فيها الفحوصات النفسية المنتظمة.
وأضاف الفريق أن الاعتماد على سؤال بسيط لتحليل أنماط الكلام يجعل الأداة سهلة الاستخدام وغير متطلبة لتقنيات معقدة أو تدخّلٍ طبّي مباشر؛ ما قد يُعزّز من فحوصات الاكتئاب المبكرة ويؤدي إلى علاج أسرع وأكثر فعالية.
ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمات الرعاية النفسية؛ ما قد يُسهم في تعزيز التشخيص المبكر وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.




