مغامِرة سعودية تحتفل برأس السنة على قمة «كلمنجاور»... و«إيفرست» الهدف المقبل

سندس جان لـ«الشرق الأوسط»: الجبال تملك طاقة مذهلة وتُعيد تصوراتنا عن الحياة

احتفلت سندس برأس السنة الجديدة ديسمبر الماضي على قمة «كلمنجارو» بتنزانيا (الشرق الأوسط)
احتفلت سندس برأس السنة الجديدة ديسمبر الماضي على قمة «كلمنجارو» بتنزانيا (الشرق الأوسط)
TT
20

مغامِرة سعودية تحتفل برأس السنة على قمة «كلمنجاور»... و«إيفرست» الهدف المقبل

احتفلت سندس برأس السنة الجديدة ديسمبر الماضي على قمة «كلمنجارو» بتنزانيا (الشرق الأوسط)
احتفلت سندس برأس السنة الجديدة ديسمبر الماضي على قمة «كلمنجارو» بتنزانيا (الشرق الأوسط)

من جبال المدينة المنورة إلى جبال العُلا شمال السعودية، بدأت المغامِرة سندس جان (29 عاماً) أولى خطواتها في تسلّق الجبال، وقادها شغفها بهذه الرياضة التي تُوصف أحياناً بـ«الخطيرة» إلى أن تستقبل السنة الجديدة 2025 من فوق أعلى قمة جبل كلمنجاور رابع أعلى قمم العالم.

تقول سندس، في حديث لها مع «الشرق الأوسط»: «أحلم بأن أتسلّق جبل (إيفرست)، لكن الأمر يحتاج إلى تحضيرات وتجهيزات تستغرق وقتاً وجهداً» على حد تعبيرها. وتتابع الشابة السعودية، الحاصلة على درجة الماجستير في التسويق السياحي: «(إيفرست) بالنسبة إليّ هو جبل الأحلام، لقد زرت (البيس كامب) من قبل، لكن الوصول إلى القمة يتطلّب خوض تجارب تسلّق أخرى على جبال بارتفاعات متفاوتة، بهدف تهيئة الجسد والعقل لمثل هذا التحدي الكبير».

تخطّط سندس لتسلّق عدة جبال الفترة المقبلة قبيل تحقيق حلمها بتسلق قمة «إيفرست» العام المقبل (الشرق الأوسط)
تخطّط سندس لتسلّق عدة جبال الفترة المقبلة قبيل تحقيق حلمها بتسلق قمة «إيفرست» العام المقبل (الشرق الأوسط)

وتطمح ابنة المدينة المنورة إلى بلوغ ذروة العالم، قمة «إيفرست»، بين شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) في موسم عام 2026، واضعةً نصب عينيها اعتلاء عدة قممٍ أخرى قبل بدء مغامرتها، من بينها جبل أكونكاغوا في الأرجنتين، ويأتي ذلك بعد أن حقّقت إنجازاً لافتاً في أغسطس (آب) الماضي، حين تسلّقت قمة أوروبا، جبال «البروس»، التي تُعد خامس أعلى قمة ضمن سلسلة القمم السبع.

سندس على قمة جبال «البروس» الروسية ترفع العلم السعودي (الشرق الأوسط)
سندس على قمة جبال «البروس» الروسية ترفع العلم السعودي (الشرق الأوسط)

تُفسّر سندس شغفها بالتسلّق لكون «الجبال تمتلك سحراً وطاقة خاصَيْن، تمنحك إحساساً بالقوة والثبات، وتساعد على تنقية الذهن وإطلاق أفكار جديدة». وأضافت: «بدأت قصتي مع هذه الرياضة رفقة والدي في جبال المدينة المنورة، ثم خضت أول تجربة تسلق حقيقية في عام 2017 بالعلا، حيث قضيت 4 أيام أتسلق الجبال، وكانت تلك تجربة مختلفة ومميزة بالنسبة إليّ».

سندس جان تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن مغامراتها في تسلّق الجبال (الشرق الأوسط)
سندس جان تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن مغامراتها في تسلّق الجبال (الشرق الأوسط)

«كلمنجارو»

في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، انطلقت سندس جان في رحلتها لتسلق قمة جبل «كلمنجارو» في تنزانيا (سقف أفريقيا) كما تُسمّى، الذي يُعد رابع أعلى جبل في العالم. وكما تروي، استغرقت رحلة الصعود 6 أيام متواصلة، مرت خلالها بمراحل متنوعة مليئة بالتحديات والتجارب الفريدة. مضيفة: «كنا مجموعة كبيرة يرافقنا عدد من أبناء المنطقة للمساعدة في حمل الحقائب، كان الشعور مختلفاً تماماً عندما وصلنا إلى القمة، في تمام الساعة 12:00، واحتفلنا ببداية العام الجديد 2025، لقد كنّا في أقرب نقطة للسماء، والإحساس في تلك اللحظة لا يمكن وصفه».

شغف سندس بالجبال بدأ منذ الصغر في جبال المدينة المنورة والعلا شمال المملكة (الشرق الأوسط)
شغف سندس بالجبال بدأ منذ الصغر في جبال المدينة المنورة والعلا شمال المملكة (الشرق الأوسط)

شعور القمة... العالم بين يديك

تصف سندس لحظات الوقوف على قمم الجبال بأنها تجربة «استثنائية»، عن ذلك تقول: «تشعر وكأنك تمتلك العالم، ترى الغيوم تحتك، والشمس قريبة منك، والثلج يحيط بك، في حين تلاعبك الرياح، ومع كل التحديات التي تواجهك، تشعر أن لا مستحيل أمام ما تؤمن به، عندها فقط تحس بطعم الإنجاز». وخلال استعادتها لتلك اللحظات، تضيف بابتسامة: «الجبل يجعلك إنساناً، يُزيل الفوارق الاجتماعية بين الناس، وكل ما كان يبدو مهماً يصبح سطحياً، يمنحك قدرة أكبر على التحكم بعقلك، ويعيد تشكيل تصوراتك عن الحياة».

وفي ختام حديثها وصفت سندس ردود فعل الناس في الدول التي تزورها حين يعلمون بأنها سعودية، قائلة: «إن ردود الفعل تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يتساءل: لماذا تتسلقين الجبال؟ لماذا لا تذهبين إلى جزيرة بالي مثلاً للاستمتاع بالشاطئ؟ في حين يرى آخرون في ذلك تجسيداً لتمكين المرأة السعودية وإبراز قدراتها».

تصف سندس لحظات الوقوف على قمم الجبال بأنها تجربة استثنائية (الشرق الأوسط)
تصف سندس لحظات الوقوف على قمم الجبال بأنها تجربة استثنائية (الشرق الأوسط)


مقالات ذات صلة

السعودية تعزز تعاونها الدولي في مجال الثقافة

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان شهد توقيع البرنامج التنفيذي بين وزارة الثقافة و«الإيسيسكو» (واس)

السعودية تعزز تعاونها الدولي في مجال الثقافة

عقد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي سلسلة لقاءات ثنائية مع وزراء عدد من الدول على هامش المؤتمر الوزاري الإسلامي في جدة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)

بدر بن عبد الله بن فرحان: الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات

أعرب الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان عن إيمان بلاده بأهمية الثقافة بوصفها ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وتعزيز الهوية الوطنية، ومحركاً للتنمية.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه جان نويل بارو في العاصمة باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي التطورات الإقليمية

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو تطورات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يناقش مع نظيره التركي المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره التركي هاكان فيدان، الأربعاء، المستجدات الإقليمية والجهود المبذولة حيالها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يضم المعرض أحدث المؤلفات والإصدارات الأدبية من كبرى دور النشر المحلية والإقليمية (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جازان للكتاب»... يشرع أجنحته لرواد الثقافة بأحدث الإصدارات الأدبية

جمع «معرض جازان للكتاب 2025»، في نسخته الأولى، مختلف صنوف المعرفة، في تظاهرة ثقافية تجمع رواد الأدب والنشر والترجمة من مختلف دول العالم.

«الشرق الأوسط» (جازان (جنوب السعودية))

مصر تسترد عشرات القطع الأثرية «المسروقة» خلال أسبوع

جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)
جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)
TT
20

مصر تسترد عشرات القطع الأثرية «المسروقة» خلال أسبوع

جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)
جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)

نجحت مصر خلال أسبوع في استرداد عشرات القطع الأثرية المسروقة والمهربة إلى الخارج، بعد جهود دبلوماسية بين القاهرة وأنقرة وباريس، وزيارة متتالية لوزيري السياحة والآثار والخارجية المصريين إلى تركيا وفرنسا.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، الخميس، عن تسلُّم مصر قطعاً أثرية من فرنسا، نجحت السفارة المصرية في باريس في استردادها بالتنسيق مع وزارة الداخلية الفرنسية، وشارك وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في مراسم تسلُّم القطع الأثرية، معرباً عن تقدير مصر للجانب الفرنسي لتعاونه في استرداد القطع الأثرية، مشيداً بجهود السلطات الفرنسية في استعادة الآثار المصرية المهرَّبة بوصفها إرثاً تاريخياً وثقافياً، وأكد الوزير على أهمية تكثيف الجهود لملاحقة شبكات تهريب الآثار المصرية. كما وجَّه بسرعة إنهاء الإجراءات اللازمة لشحن القطع الأثرية إلى مصر بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.

مصر تتسلم قطعاً أثرية مهرَّبة مضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)
مصر تتسلم قطعاً أثرية مهرَّبة مضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)

وكان وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، قد تسلَّم قبل أيام 152 قطعة أثرية من تركيا، خرجت من مصر بطرق غير مشروعة وتم ضبطها، وذلك أثناء زيارته الأخيرة لأنقرة خلال مشاركته في الدورة الـ28 لمعرض شرق البحر المتوسط الدولي للسياحة والسفر 2025 EMITT، وقام بتوقيع مذكرة تفاهم بين مصر وتركيا لتعزيز التعاون في مجال السياحة.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «استعادة مصر عشرات القطع الأثرية من فرنسا وتركيا خلال أسبوع إنجازاً جديداً في مسيرة الجهود المصرية لحماية تراثها الحضاري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ سنوات، تخوض مصر معركة قانونية ودبلوماسية مع المتاحف العالمية وتجار الآثار غير الشرعيين لاستعادة ما نُهِبَ من كنوزها التاريخية».

وكانت مصر أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن استرداد 67 قطعة أثرية مسروقة تم ضبطها في ألمانيا، وتنتمي هذه القطع إلى عصور عدة في التاريخ المصري القديم، وأبرزها قدم وساق لمومياء محنَّطة، بالإضافة إلى قناعين وجداريتين تم انتزاعهما من مقبرة الوزير «باك آن رن إف» بمنطقة سقارة، ومجموعة من التماثيل الصغيرة المعروفة بـ«الأوشابتي»، التي كانت عادة توضع في المقابر لإنجاز أعمال المتوفى نيابة عنه في الحياة الأخرى، وفق العقيدة المصرية القديمة.

وأوضح عبد البصير أن «مصر وقَّعت اتفاقيات ثنائية مع عدة دول لاسترداد الآثار المسروقة مثل فرنسا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وألمانيا، كما تتعقب القطع المسروقة عبر المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) ومنظمة اليونيسكو، ورغم النجاحات التي حققتها مصر في هذا الصدد فإنها ما زالت تواجه تحديات، منها استمرار المزادات العالمية في عرض قطع أثرية مسروقة، وضعف القوانين في بعض الدول ضد الاتجار بالآثار».

وبيَّن عالم الآثار أنه «بعد استعادة القطع المسروقة، يتم إخضاعها لفحص دقيق لترميمها وتوثيقها علمياً، ثم عرضها في المتاحف المصرية لتكون متاحة للجمهور، وهو ما يسهم في تعزيز الوعي الثقافي وتعريف الأجيال الجديدة بتراثهم».

واستردت مصر في الفترة من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024 نحو 30 ألف قطعة أثرية كانت مهربة إلى الخارج بطرق غير مشروعة، وفق تصريحات للمسؤول عن إدارة الآثار المستردة، من بينها نحو 5 آلاف قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية في عام 2021، بالإضافة إلى استرداد نحو 114 قطعة من فرنسا عام 2022 وكذلك استعادت مصر من إسبانيا 36 قطعة.