شي: الصين ستعالج الصدمات الخارجية لتعزيز التعافي الاقتصادي المستدام

انكماش النشاط الصناعي لأول مرة منذ 4 أشهر... والأسواق تتراجع

طاهيان يسيران في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين مع بداية موسم إجازة رأس السنة القمرية (إ.ب.أ)
طاهيان يسيران في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين مع بداية موسم إجازة رأس السنة القمرية (إ.ب.أ)
TT
20

شي: الصين ستعالج الصدمات الخارجية لتعزيز التعافي الاقتصادي المستدام

طاهيان يسيران في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين مع بداية موسم إجازة رأس السنة القمرية (إ.ب.أ)
طاهيان يسيران في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين مع بداية موسم إجازة رأس السنة القمرية (إ.ب.أ)

قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، يوم الاثنين، إن الصين ستمنع وتحل «الصدمات الخارجية» والمخاطر في مجالات رئيسية في عام 2025، لتعزيز التعافي الاقتصادي المستدام.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن شي كان يتحدث في حفل استقبال رفيع المستوى في بكين، للاحتفال بالعام القمري الجديد.

ويتزامن ذلك مع تسجيل النشاط الصناعي الصيني انكماشاً في يناير (كانون الثاني) لأول مرة منذ 4 أشهر، حسبما أظهرت بيانات رسمية، الاثنين، في وقت تحاول بكين فيه جاهدةً المحافظة على تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وسعى صانعو السياسات لإنعاش الاقتصاد، بعد التراجع الناجم عن أزمة في قطاع العقارات وضعف الاستهلاك وارتفاع الدين الحكومي. وأفاد «المكتب الوطني للإحصاءات» بأن «مؤشر مديري المشتريات» الأساسي في تحديد الإنتاج الصناعي، سجّل 49.1 نقطة في يناير، أي أدنى من عتبة 50 نقطة الفاصلة بين النمو والانكماش. ويأتي ذلك بالمقارنة مع 50.1 نقطة سجلها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي الذي كان ثالث شهر على التوالي يسجل المؤشر فيه رقماً إيجابياً، بعد تراجع استمر 6 أشهر حتى أكتوبر (تشرين الأول).

وقال خبير الإحصاء لدى المكتب الوطني جاو قنغهي، إن التراجع في يناير «تأثر باقتراب عطلة رأس السنة القمرية، والعودة الكبيرة للموظفين في قطاع الأعمال إلى بلداتهم». وأكد تباطؤ الإنتاج والطلب على حد سواء قبيل العطلة الرسمية التي تستمر 8 أيام، من 28 يناير حتى الرابع من فبراير (شباط).

بدوره، أفاد رئيس وكبير الخبراء لدى «ينبوينت» لإدارة الأصول، جيوي جانغ، في مذكرة، بأن «الزخم الاقتصادي تباطأ بشكل غير متوقع في قطاعي التصنيع والخدمات قبيل رأس السنة الصينية». وتابع بأن «جزءاً من التباطؤ قد يكون نتيجة تراجع الطلب الخارجي، مع انخفاض مؤشر طلبات التصدير الجديدة إلى أدنى مستوى منذ مارس (آذار) العام الماضي».

وفي الشهور الأخيرة، كشفت بكين عن سلسلة إجراءات تهدف إلى دعم النمو، تشمل خفض معدلات الفائدة، وإلغاء القيود على شراء المنازل، وتخفيف عبء الديون على الحكومات المحلية.

لكن خبراء الاقتصاد شددوا على ضرورة زيادة التحفيز المالي المباشر لدعم الاستهلاك المحلي، كي يكون بمقدور الاقتصاد التعافي بالكامل، علماً بأنه يواجه صعوبات منذ وباء «كوفيد-19».

وفي الأسواق، هبطت أسهم الصين يوم الاثنين، وهو اليوم الأخير قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة؛ حيث أدى الانكماش المفاجئ في نشاط التصنيع والمخاوف المستمرة بشأن الرسوم الجمركية الأميركية إلى تعويض التفاؤل الناجم عن جهود الحكومة، لتقديم رأس المال الطويل الأجل. ومع ذلك، قادت أسهم التكنولوجيا السوق في هونغ كونغ إلى الارتفاع.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية منخفضاً بنسبة 0.4 في المائة، في حين انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.1 في المائة، بينما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.7 في المائة.

وذكّرت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية وعقوبات على كولومبيا -والتي تم تعليقها الآن بعد التوصل إلى اتفاق- المستثمرين بأن ترمب جاد بشأن تعهداته بالرسوم الجمركية.

وقال «مورغان ستانلي» في مذكرة: «ربما تأخرت مخاطر الرسوم الجمركية؛ لكنها لم تخرج عن مسارها»، مقدراً أن متوسط ​​معدل الرسوم الجمركية المرجح على الصين سيرتفع من 10 في المائة في نهاية عام 2024 إلى 26 في المائة بحلول نهاية عام 2025، و36 في المائة في عام 2026.

وخففت هذه المخاوف من الإثارة الناجمة عن العلامات التي تشير إلى أن الأموال المؤسسية بدأت تتدفق إلى سوق الأسهم، بعد أن حددت بكين أهدافاً الأسبوع الماضي، لتقديم رأس المال الطويل الأجل من شركات التأمين والصناديق المشتركة.

وذكرت وسائل إعلام حكومية أن 3 شركات تأمين حصلت على موافقة تنظيمية لاستثمار 52 مليار يوان (7.16 مليار دولار) في الأسهم، عبر صندوق تم إنشاؤه حديثاً. وقال «مورغان ستانلي» إنه بسبب استمرار ضعف السياسة المالية والإسكانية: «ننصح المستثمرين بتوخي الحذر، والاستمرار في تفضيل الأسهم ذات العائدات النقدية المستقرة وعائدات الأرباح».

وارتفعت أسهم المرافق والبنوك مع مراهنة المستثمرين على أنها ستستفيد من التدفقات المتوقعة من أموال التأمين. لكن أسهم التكنولوجيا، بما في ذلك الروبوتات وصناعة الرقائق والحوسبة السحابية، انخفضت.


مقالات ذات صلة

«ليندو» السعودية تحصل على 690 مليون دولار من «جيه بي مورغان»

الاقتصاد خلال حفل التوقيع بين «ليندو» و«جيه بي مورغان» (الشرق الأوسط)

«ليندو» السعودية تحصل على 690 مليون دولار من «جيه بي مورغان»

حصلت شركة «ليندو» السعودية - المنصة المتخصصة في مجال التمويل الجماعي - على تسهيلات بقيمة 690 مليون دولار (ما يعادل 2.6 مليار ريال) من بنك «جيه بي مورغان».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هونغبو (الشرق الأوسط) play-circle 01:24

«العمل الدولية» لـ«الشرق الأوسط»: التقنيات ستولد 80 مليون وظيفة حتى 2030

كشف المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هونغبو عن توقعات لتوليد نحو 70 إلى 80 مليون وظيفة بين عامي 2023 و2030 في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ينظر أحد السماسرة إلى المعلومات المالية على شاشات في قاعة تداول بلندن (رويترز)

المستثمرون الأجانب يضخون 67.1 مليار دولار في السندات البريطانية بالربع الأخير

أظهرت بيانات بنك إنجلترا أن المستثمرين الأجانب رفعوا حيازاتهم من سندات الحكومة البريطانية بمقدار 54 مليار جنيه إسترليني (67.1 مليار دولار) في الربع الأخير

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير العمل الأردني د. خالد البكار (الشرق الأوسط) play-circle 01:12

وزير العمل الأردني: إنشاء منصتين لتشجيع الدخول إلى سوق العمل السعودية

يعمل الأردن مع السعودية لإنشاء منصتين لاستقطاب الموظفين للعمل في القطاع الخاص السعودي، وفق ما كشف عنه وزير العمل الأردني الدكتور خالد البكار.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد سيارت «تويوتا» خارج أحد معارضها في مدينة ستوكبورت البريطانية (رويترز)

«تويوتا» تحافظ على صدارة شركات صناعة السيارات في العالم

قالت «تويوتا موتور» يوم الخميس إنها باعت 10.8 مليون سيارة في 2024، لتظل أكبر شركة لصناعة السيارات مبيعاً في العالم للعام الخامس على التوالي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الأسواق العالمية تتراجع وسط التهديدات التجارية... وأرباح قوية لشركات التكنولوجيا

أحد المارة بجانب شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
أحد المارة بجانب شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
TT
20

الأسواق العالمية تتراجع وسط التهديدات التجارية... وأرباح قوية لشركات التكنولوجيا

أحد المارة بجانب شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
أحد المارة بجانب شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)

تراجعت الأسهم العالمية، يوم الجمعة، حيث ألقى المستثمرون نظرة على أرباح قوية نسبياً من شركات التكنولوجيا الرائدة، في الوقت الذي بدأت فيه السوق في الهبوط؛ بسبب ظهور نموذج ذكاء اصطناعي صيني منخفض التكلفة.

ورفعت التهديدات الجديدة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا، الدولارَ، ودفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية مرتفعة، في وقت يترقب فيه المتداولون الموعدَ النهائي الذي حدَّده ترمب، يوم السبت، لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك» بنسبة 0.58 في المائة بعد أن أشار المسؤولون التنفيذيون في شركة «أبل» إلى نمو قوي نسبياً في المبيعات. كما أشارت العقود الآجلة للأسواق الأوروبية إلى افتتاح هادئ بعد أن أغلق مؤشر أوروبا القياسي عند مستوى قياسي مرتفع في الجلسة السابقة.

ويواصل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي تحقيق مكاسب ملحوظة هذا الشهر، حيث من المتوقع أن يسجل زيادة تزيد على 6 في المائة في يناير (كانون الثاني)، وهو أقوى أداء شهري له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبعد الانخفاض الحاد الذي شهدته أسهم التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، يوم الاثنين؛ نتيجة لتوقعات تأثيرات نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض التكلفة، استردَّت أسهم التكنولوجيا بعضاً من خسائرها. وقد دافع الرؤساء التنفيذيون لشركتَي «مايكروسوفت»، و«ميتا» عن استثماراتهم الكبيرة في هذا القطاع، مؤكدين أن هذه الاستثمارات حاسمة للبقاء في المنافسة في المجال الجديد.

وقال فاسو مينون، المدير الإداري لاستراتيجية الاستثمار في «أو سي بي سي»، إن تطوير نموذج «ديب سيك» قد يخلق بعض عدم اليقين ويضع ضغوطاً على تقييمات اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي على المدى القصير، لكنه لا يغير التوقعات على المديين المتوسط والطويل. وأضاف أن الحاجة إلى تعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ستظل قائمة، ومن المتوقع أن ينمو الطلب على هذه التقنيات بشكل كبير في السنوات المقبلة.

وفي الأسواق الآسيوية، استحوذت كوريا الجنوبية على الأضواء وسط إغلاق الأسواق في الصين وهونغ كونغ وتايوان بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة. وانخفض مؤشر «كوسبي» بنسبة أكثر من 1 في المائة، حيث تراجعت أسهم «سامسونغ» للإلكترونيات بنسبة 3 في المائة بعد توقعاتها بنمو محدود في أرباح الرُّبع الأول، بينما سجَّلت أسهم «إس كيه هاينكس»، المورد الرئيسي لشركة «إنفيديا»، انخفاضاً بنسبة 9.5 في المائة.

وفي حين انخفض مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.2 في المائة، فإنه لا يزال على المسار الصحيح لتحقيق مكسب بنسبة 1 في المائة خلال الشهر، عاكساً سلسلة خسائر استمرت 3 أشهر.

من جانب آخر، كان المستثمرون يقيِّمون أيضاً الإجراءات الأخيرة للبنوك المركزية، حيث أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة يوم الأربعاء، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، يوم الخميس، في خطوة كانت متوقعة أيضاً.

وفي سياق متصل، قالت سوزان هيل، رئيسة قسم السيولة الحكومية في «فيدريتد هيرميس»، إن اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي عزز اعتقادها بأن البنك المركزي لا يزال يفضِّل الاستمرار في موقفه الحالي، مع توقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة في منتصف عام 2025.

وفي اليابان، ارتفع الين إلى 154.58 مقابل الدولار بعد أن سجَّل زيادة بنسبة 1.9 في المائة خلال الشهر، مما يمثل أفضل أداء له في يناير منذ 7 سنوات، بدعم من التوقعات بزيادة أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان المركزي.