مصر ولبنان وتركيا أبرزها... فرص كبيرة للأسواق الناشئة لجذب أكبر قدر من الاستثمارات الأجنبية

بعيداً عن مرمى نيران ترمب

أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبدالفتاح فرج)
أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبدالفتاح فرج)
TT
20

مصر ولبنان وتركيا أبرزها... فرص كبيرة للأسواق الناشئة لجذب أكبر قدر من الاستثمارات الأجنبية

أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبدالفتاح فرج)
أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبدالفتاح فرج)

يسعى المستثمرون دائماً إلى الملاذات الآمنة للتحوط من التوترات والاضطرابات في الأسواق، غير أن الفوائد المرتفعة للأسهم وأذون الخزانة، في ظل معدلات تضخم قياسية في بعض الدول الناشئة، تجذب كثيراً من الأموال خصوصاً إذا توافرت بها مقومات الاستثمار الآمن.

ويدفع عصر جديد تستعصي فيه التنبؤات وتخيّم عليه تهديدات فرض رسوم جمركية وتصاعد التوتر العالمي، مستثمرين في الأسواق الناشئة إلى البحث عن ملاذ في أسواق واعدة آمنة نسبياً من تحولات السياسة التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفق تحليل لوكالة «رويترز».

وتبرز هنا بعض الأسواق الناشئة مثل مصر ولبنان وتركيا ونيجيريا.

وأدت عودة ترمب إلى البيت الأبيض إلى تقلبات حادة للبيزو المكسيكي، وأذكت تثبيط الحماسة للاستثمار الأجنبي في الصين وأحبطت الآمال في عصر ذهبي للأسواق الناشئة.

أما ما تسمى الأسواق الواعدة، فهي الأكثر خطورة في الأسواق الناشئة وغالباً ما تكون من الاقتصادات النامية الأصغر حجماً في أفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا وحتى أميركا اللاتينية.

وتلك الأسواق ليست ملاذاً آمناً تماماً، لكنّ مستثمرين يقولون إنها وجهات استثمارية محتملة للغاية هذا العام لأنها ليست في مرمى نيران ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية وغيرها من تحولات السياسة الاقتصادية.

ويقول تييري لاروز، مدير محفظة الأسواق الناشئة لدى «فونتوبل»: «من المرجح أن تكون الأسواق الواعدة بمعزل بقدر أكبر من غيرها لأنني لا أعتقد أن دولاً مثل نيجيريا أو سريلانكا أو باراغواي... ستكون هدفاً في أي وقت قريب لهذه الإدارة».

وأضاف: «هذه الأسواق تواجه مخاطرها الخاصة، لكنها محصنة إلى حد كبير من تقلبات المخاطر التي تؤثر على الأسواق الناشئة المعتادة»، ووصف تلك الأسواق بأنها «محرك قوي للغاية للتنويع» في الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات.

ويرى أنطون هاوزر، وهو مدير كبير للصناديق في شركة «إيرستي» لإدارة الأصول، وفق «رويترز»، أن الأصول مثل السندات المحلية الصربية تشكل رهانات جيدة للاستفادة من النمو الاقتصادي المعزز في أوروبا الشرقية.

عائد وأداء مرتفع؟

المناخ العالمي الذي تزداد فيه المخاطرة يدفع المستثمرين عادةً إلى المسارعة في البحث عن أصول الملاذ الآمن مثل سندات الخزانة الأميركية أو الذهب أو سندات الحكومة الألمانية.

وأدت جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية إلى تخلي المستثمرين عن الأسواق الوليدة لصالح الملاذ الآمن، وسقطت عدة أسواق منها في فخ التخلف عن سداد الديون السيادية.

لكنَّ المشهد قد يكون مختلفاً مع رئاسة ترمب الثانية المعروف بتحولاته. وسجلت بعض أخطر الرهانات على أدوات الدين، مثل السندات الدولية في الأرجنتين ولبنان وأوكرانيا والإكوادور، أداءً متفوقاً مذهلاً في العام الماضي.

ويتوقع كثيرون أن تؤدي قصص فريدة مماثلة، تقودها في المقام الأول عوامل محلية، إلى منح دفعة جديدة للعوائد خلال 2025.

وقال نيك إيسينجر، الرئيس المشارك للأسواق الناشئة لدى «فانغارد»: «حققت العوائد المرتفعة أداءً جيداً بشكل عام أيضاً. إنها تؤدي بشكل جيد منذ بضعة أشهر الآن... ما زلنا نعتقد أن هذه مناطق مثيرة للاهتمام من السوق». وأشار إيسينجر، إلى الأسواق الواعدة خصوصاً في أفريقيا بوصفها «ليس مرجحاً أن تتأثر بشكل ممنهج بالعوامل الجيوسياسية أو عوامل الاقتصاد الكلي العالمية».

وأشار مستثمرون إلى كثير من الدول الأخرى التي واجهت صعوبات في جذب النقد الأجنبي بوصفها وجهات استثمارية جيدة بما في ذلك مصر ونيجيريا وجمهورية الدومينيكان. وأضافوا أن زامبيا وغانا وسريلانكا، وهي دول خرجت مؤخراً من اتفاقات إعادة هيكلة ديون، تمثل أيضاً رهانات جذابة هذا العام.

لكن لا تزال هناك بعض النقاط المضيئة بين الاقتصادات الناشئة الأكبر حجماً أيضاً مثل تركيا وجنوب أفريقيا.

وأصبحت تركيا وجهة جاذبة للنقد الأجنبي منذ عودتها إلى السياسة المالية التقليدية في 2023، وشرعت مؤخراً في دورة لخفض أسعار الفائدة ويمكن أن تستفيد من إعادة الإعمار في سوريا وأوكرانيا.

وقال مستثمرون إن جنوب أفريقيا تعتمد بدرجة أقل على التصدير إلى الولايات المتحدة ويمكن أن تستفيد من انخفاض أسعار النفط، ولديها مزيج من صادرات السلع الأساسية التي يمكن أن تساعدها على التغلب على الاضطراب الجيوسياسي.

وقال ماريك دريمال، كبير خبراء الاستراتيجيات في مناطق أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا لدى «سوسيتيه جنرال»: «الصفقات القليلة التي فاجأت الأسواق في الأسابيع القليلة الماضية كانت منخفضة المخاطرة وارتباطها أقل بالدولار... تركيا مثال قوي على ذلك. حققت أداءً جيداً للغاية».

وأشار دريمال أيضاً إلى الرهانات على عقود الصرف الأجنبي الآجلة في مصر وسندات الخزانة في كينيا.

لكنّ هذا ليس منطبقاً على كل الاقتصادات الناشئة. إذ خفض بنك «جي.بي مورغان» توصيته بشأن سندات بنما بعد أن صعَّد ترمب تهديده هذا الأسبوع «باستعادة» قناة بنما.

وربما لا تنال القصص الإيجابية خلال إدارة ترمب السابقة نفس القدر من الحظ خلال ولايته الجديدة أيضاً، خصوصاً هؤلاء الذين استفادوا من تحويل التجارة الصينية.

وقالت ماجدة برانيت، رئيسة الأسواق الناشئة في شركة «أكسا» لإدارة الاستثمار: «ستكون المكسيك وفيتنام وماليزيا أكثر استهدافاً... وسيسعى ترمب إلى سد هذه الثغرات».


مقالات ذات صلة

الكويت: 20.45 مليار دولار عجزاً متوقعاً للسنة المالية المقبلة

الاقتصاد جانب من مدينة الكويت بصورة جوية (رويترز)

الكويت: 20.45 مليار دولار عجزاً متوقعاً للسنة المالية المقبلة

وافق مجلس الوزراء الكويتي، يوم الأحد، على مشروع «مراسيم بقوانين» لموازنة 2025 - 2026، بعجز متوقع يبلغ نحو 6.306 مليار دينار (20.45 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)

وفد سعودي يزور الهند لتعزيز التعاون في الصناعة والتعدين

يستعد وفد من منظومة الصناعة والثروة المعدنية السعودية لزيارة رسمية إلى الهند خلال الفترة من 3 إلى 6 فبراير (شباط) الحالي؛ لتعزيز الروابط الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
خاص وزير العمل المصري محمد جبران (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:09

خاص وزير مصري لـ«الشرق الأوسط»: المشروعات العملاقة خفّضت البطالة لـ6.1 %

تراجعت نسبة البطالة بمصر من 13.5 في المائة عام 2014 إلى 6.1 في المائة حالياً بفضل المشروعات العملاقة التي تم تنفيذها والاستثمارات الضخمة التي تدفقت من السعودية.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد جرت تغطية طرح «دراية» المالية في دقائق (أ.ف.ب)

«دراية» السعودية تستهدف جمع 1.5 مليار ريال من طرحها في السوق المالية

مع بدء طرح 20 في المائة من أسهم شركة «دراية المالية» السعودية للاكتتاب في السوق المالية، تحدد النطاق السعري للسهم بين 27 و30 ريالاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع اتفاقية في معرض المنتجات الوطنية السعودية (واس)

اتفاقيات استثمارية بـ72 مليون دولار في فعاليات «معرض المنتجات السعودية» بالكويت

شهدت فعاليات معرض المنتجات الوطنية السعودية المقام بدولة الكويت، توقيع 20 اتفاقية باستثمارات تجاوزت 270 مليون ريال (72 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الكويت)

ترمب يعلن حرباً تجارية لـ«إعادة العصر الذهبي» لأميركا


رئيس الوزراء الكندي يتحدث لوسائل الإعلام عقب قرار ترمب (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الكندي يتحدث لوسائل الإعلام عقب قرار ترمب (د.ب.أ)
TT
20

ترمب يعلن حرباً تجارية لـ«إعادة العصر الذهبي» لأميركا


رئيس الوزراء الكندي يتحدث لوسائل الإعلام عقب قرار ترمب (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الكندي يتحدث لوسائل الإعلام عقب قرار ترمب (د.ب.أ)

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب شعبه إلى تحمل «بعض الألم حتى يعود العصر الذهبي لأميركا»، وذلك بعد ساعات على فرضه رسوماً جمركية على كندا والمكسيك بنسبة 25 في المائة (10 في المائة على صادرات النفط من كندا)، و10 في المائة على الصين، وهو ما عدّه خبراء ومحللون حرباً تجارية عالمية. ومع الرد الانتقامي من كندا والمكسيك والصين، يتوقع أن تتلقى الأسواق العالمية صدمة جديدة اليوم (الاثنين) بعد ما حصل بسبب تطبيق «ديب سيك».

وبالتقاطع، تتجه الأنظار إلى اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للمراقبة في «أوبك بلس» اليوم، وهو الأول في ظل ولاية ترمب الذي أعلن أنه سيطلب من «أوبك» خفض أسعار النفط.