«من أجل الجنرال كيم»... جنود كوريا الشمالية يفجرون أنفسهم تجنباً للأسر في أوكرانيا

صورة نشرها الرئيس الأوكراني لجندي من كوريا الشمالية وقع أسيراً في يد الجنود الأوكرانيين (حساب الرئيس على إكس)
صورة نشرها الرئيس الأوكراني لجندي من كوريا الشمالية وقع أسيراً في يد الجنود الأوكرانيين (حساب الرئيس على إكس)
TT
20

«من أجل الجنرال كيم»... جنود كوريا الشمالية يفجرون أنفسهم تجنباً للأسر في أوكرانيا

صورة نشرها الرئيس الأوكراني لجندي من كوريا الشمالية وقع أسيراً في يد الجنود الأوكرانيين (حساب الرئيس على إكس)
صورة نشرها الرئيس الأوكراني لجندي من كوريا الشمالية وقع أسيراً في يد الجنود الأوكرانيين (حساب الرئيس على إكس)

قال قائد بالقوات الخاصة الأوكرانية إن جنود كوريا الشمالية يفضلون تفجير أنفسهم بدلاً من الوقوع في الأسر في أوكرانيا، مشيراً إلى أنهم «مغسولو الدماغ» تماماً.

وقال القائد، الذي يُطلق عليه الاسم الرمزي «بولس»، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، إن القوات الكورية الشمالية انسحبت مؤقتاً من الخطوط الأمامية في روسيا بعد تكبدها خسائر فادحة، مشيراً إلى أنهم ربما انسحبوا انتظاراً للتعزيزات أو لعلاج جرحاهم.

وأضاف، متحدثاً في قاعدة سرية في شمال شرقي أوكرانيا: «أعتقد أنهم سيعودون قريباً».

وكشفت مقابلات أجرتها «سكاي نيوز» مع عدد من الجنود الأوكرانيين تفاصيل مثيرة حول كيفية قتال الكوريين الشماليين منذ وصولهم إلى ساحة المعركة في منطقة كورسك الروسية الشهر الماضي.

ويتضمن ذلك عدم الوعي الواضح بالتهديدات التي تشكلها الطائرات المسيَّرة والمدفعية، حيث يشن الجنود الكوريون الشماليون هجماتهم بطريقة بدائية «وكأنهم يقاتلون في الحرب العالمية الثانية»، حيث يقاتلون سيراً على الأقدام في مجموعات من 20 أو 40 أو حتى 60 رجلاً، ويفتقرون للدروع الثقيلة، مما يجعلهم أهدافاً سهلة، وفقاً لما أكده جنود أوكرانيون.

وقال الجنود: «إنهم واقعون تحت تأثير (غسيل المخ)، حيث يواصلون التسلل إلى الأمام على الرغم من تعرضهم للنيران الأوكرانية وقتل وجرح رفاقهم من حولهم. كما أنهم يحرصون دائماً على إزالة أدلة وجودهم من منطقة الحرب، فقد تم رصدهم وهم يحاولون جاهدين نقل الجرحى والقتلى قبل وصول القوات الأوكرانية لهم».

وقال بولس: «بالإضافة إلى ذلك، فإن جنود كوريا الشمالية لديهم رفض تام لأن يتم القبض عليهم أحياء، فقد شوهدوا وهم يفجرون أنفسهم بالقنابل اليدوية تجنباً لأسرهم، حتى أنني سمعت كورياً شمالياً يصرخ قائلاً: (من أجل الجنرال كيم جونغ أون) قبل أن يقتل نفسه».

وأشار بولس إلى ضعف التنسيق بين القوات الكورية الشمالية والروسية بسبب حاجز اللغة.

وزعم أحد الجنود الأوكرانيين أن اعتراضات الراديو كشفت أن الكوريين الشماليين استهدفوا عن طريق الخطأ مواقع روسية.

الكوريون الشماليون «أكثر انضباطاً»

وصف بولس كيف قاتل الكوريون الشماليون بشكل مختلف عن الروس.

وقال: «إنهم أكثر انضباطاً بكثير، ولديهم معنويات استثنائية وعزيمة. إنهم مغسولو الدماغ تماماً، حقاً».

وأشار بولس إلى اهتمام جنود كوريا الشمالية الشديد بمظهرهم أثناء القتال، حيث يكونون دائماً «حليقي الذقن ومهندمين تماماً».

وأضاف: «من الصعب أيضاً تحديد أعمارهم. لكن حتى الآن، بدا أنهم جميعاً في سن ما بين 25 و35 عاماً، وربما حتى 40 عاماً».

ذخيرة وشوكولاته

قال أحد الجنود الأوكرانيين، إنه فوجئ بأن الكوريين الشماليين لم يكن لديهم سوى الذخيرة والشوكولاته كمواد إمداد لدعمهم في القتال.

وأضاف: «لم يكن لدى أي جندي زجاجة ماء. إنهم يعتمدون على فكرة أنهم سيقتحمون المنطقة، ويسيطرون على بعض المواقع، ثم يأكلون ويعيشون على إمداداتنا».

وعندما سُئل عن المتعلقات الشخصية التي عثر عليها، قال الجندي: «كانت هناك رسائل حاولوا إرسالها إلى وطنهم. وكانت هناك دفاتر ملاحظات. وكانت هناك خرائط مرسومة باليد، وكانت هناك صور لأطفال وأمهات».

وأشار إلى أن بطاقات الهوية العسكرية الخاصة بهم كانت «روسية»، بينما وصفه بأن ذلك «محاولة خرقاء على ما يبدو لإخفاء العرق الحقيقي للجنود».

ولم يؤكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمياً استعانة روسيا بالقوات الكورية الشمالية حتى الآن.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال لقاء بينهما في روسيا (أ.ب)

إلا أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يقولون إن بيونغ يانغ أرسلت 11 ألف جندي للانضمام إلى حرب روسيا، مع التركيز على تعزيز خطوط المشاة في منطقة كورسك، حيث استولت القوات الأوكرانية على مساحات شاسعة من الأراضي في غزو جريء في أغسطس (آب) الماضي.

وزعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي أن نحو 4 آلاف جندي كوري شمالي قُتلوا أو أصيبوا بالفعل في حرب أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

خلاف حول مساعدات إضافية لأوكرانيا يلغي جلسة للبرلمان الألماني

أوروبا مقر البرلمان الألماني (البوندستاغ) في برلين (رويترز)

خلاف حول مساعدات إضافية لأوكرانيا يلغي جلسة للبرلمان الألماني

أدى خلاف الأحزاب الألمانية حول تقديم مساعدات مالية إضافية لأوكرانيا إلى إنهاء جلسة في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) الليلة الماضية قبل موعدها.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تحليل إخباري مقطع فيديو يبين الدخان يتصاعد من منطقة تم استهدافها من قبل أوكرانيا في ريازان الروسية (رويترز)

تحليل إخباري أوكرانيا تراهن على أن يفقد ترمب صبره من بوتين

أوكرانيا تراهن على أن يفقد ترمب صبره من بوتين ومراقبون يقولون إن الضغوط الاقتصادية وحدها لن تجبره على إنهاء الحرب بعدما غير بنية روسيا.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا سيارات محترقة متوقفة في ساحة مبنى سكني بعد هجوم صاروخي في أوديسا (أ.ف.ب)

زيلينسكي يدعو ترمب إلى الوقوف بجانب أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أمنية أوسع، وإن بوتين لا يخاف من أوروبا، وحث ترمب على الوقوف إلى جانب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف (أرشيفية - د.ب.أ)

إقالة نائب وزير الدفاع الأوكراني المسؤول عن مشتريات الأسلحة

أقالت الحكومة الأوكرانية نائب وزير الدفاع المسؤول عن مشتريات الأسلحة الثلاثاء، وسط تصاعد النزاعات بين مسؤولي الوزارة بشأن قضايا متعلقة بالتسلح.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته مركز سمارا للنظم غير المأهولة (رويترز)

بوتين: مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا... لا مع زيلينسكي

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الثلاثاء)، استعداد بلاده للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنّه رفض إجراء أي محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

اليابان والولايات المتحدة تؤكدان «عزمهما الراسخ» على تعزيز تحالفهما

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (إ.ب.أ)
TT
20

اليابان والولايات المتحدة تؤكدان «عزمهما الراسخ» على تعزيز تحالفهما

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة اليابانية الجمعة أن وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيغسيث اتفق مع نظيره الياباني غين ناكاتاني في محادثة هاتفية على مواصلة الجهود الهادفة إلى تعزيز التحالف بين البلدين.

وقالت وزارة الدفاع اليابانية في بيان «أكد الوزيران عزمهما الراسخ على مواصلة المبادرات الرامية إلى تعزيز التحالف، لا سيما من خلال رفع مستوى إطار القيادة وتوسيع الوجود الثنائي في المنطقة الجنوبية الغربية لليابان». وأدى هيغسيث اليمين الدستورية في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن أكد مجلس الشيوخ تعيينه بصعوبة على الرغم من الاتهامات الموجهة إليه بالعنف الجنسي والمخاوف بشأن قلة خبرته. وأضاف البيان «أكد الوزيران أيضا استعدادهما للاجتماع شخصيا في أقرب وقت».

واليابان والولايات المتحدة حليفان رئيسيان ويتمركز نحو 54 ألف عسكري أميركي في اليابان، وخاصة في أوكيناوا. وفي 24 يناير (كانون الثاني)، أكد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أهمية الحفاظ على علاقات وثيقة بين اليابان والولايات المتحدة الأميركية برئاسة دونالد ترمب من أجل الاستقرار الإقليمي.

وقال إيشيبا أمام البرلمان «في وقت يشهد ميزان القوى في المنطقة تحولا تاريخيا، علينا تعميق التعاون الياباني الأميركي على نحو ملموس». والتعزيزات العسكرية الصينية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى جانب سياسة «أميركا أولا» التي ينتهجها الرئيس الأميركي، والتي تتطلب خصوصا من حلفاء مثل اليابان تحمّل حصة أكبر من تكاليف الدفاع عن نفسها، تسبب قلقا في الأرخبيل الياباني.

كما تشعر طوكيو بقلق من توسع البرنامج النووي لكوريا الشمالية، التي التقى زعيمها كيم جونغ اون الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، بقدر ما تشعر بقلق من تصاعد النزاعات الإقليمية.