هل يستطيع ترمب حقاً تغيير اسم خليج المكسيك إلى «خليج أميركا»؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقِّع على وثائق أثناء إصداره أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض خلال يوم التنصيب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقِّع على وثائق أثناء إصداره أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض خلال يوم التنصيب (رويترز)
TT
20

هل يستطيع ترمب حقاً تغيير اسم خليج المكسيك إلى «خليج أميركا»؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقِّع على وثائق أثناء إصداره أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض خلال يوم التنصيب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقِّع على وثائق أثناء إصداره أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض خلال يوم التنصيب (رويترز)

كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب تنصيبه نيته في تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.

يعد حوض المحيط - الذي يحده ساحل الخليج الأميركي والولايات الشرقية في المكسيك وجزيرة كوبا - مركزاً مهماً للنشاط الاقتصادي، بما في ذلك صيد الأسماك والنقل البحري وإنتاج النفط والغاز، وهو ما قد يقدم تفسيراً لاهتمام ترمب به، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وقال الرئيس الأميركي، الاثنين، بعد وقت قصير من أدائه اليمين: «بعد فترة قصيرة من الآن، سنغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا».

وقد اقترح مثل هذا التغيير في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال إن الاسم الجديد سيكون «جميلاً» و«مناسباً»، مضيفاً: «لأننا نقوم بمعظم العمل هناك، وهو ملكنا».

لا يوجد اتفاق دولي رسمي أو بروتوكول لتسمية المناطق البحرية، ولا تملك أي هيئة دولية الكلمة الأخيرة بشأن الأسماء البحرية، على الرغم من أن المكتب الهيدروغرافي الدولي (IHB) يسعى إلى توحيد الأسماء، وحل النزاعات.

على عكس التدابير الأخرى التي أعلن عنها ترمب في يومه الأول بوصفه رئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين، لم يكن تغيير الاسم موضوع أمر تنفيذي - على الرغم من أنه أشار إلى أن ذلك سيحدث «في غضون فترة قصيرة من الآن».

من الناحية النظرية، سيكون إجراء ترمب كافياً لتغيير اسم الخليج في الوثائق الرسمية داخل الولايات المتحدة، لكن الدول الأخرى لن تكون ملزمة باتباع النهج نفسه.

غالباً ما تسببت مثل هذه التناقضات في التسمية في توترات دبلوماسية بين الدول المجاورة.

كثيراً ما انخرطت اليابان وكوريا الجنوبية في خلاف حول تسمية المياه بين شبه الجزيرة الكورية والأرخبيل الياباني: تسميه طوكيو بحر اليابان، مستشهدة بخرائط كتبها قساوسة كاثوليك ومستكشفون أوروبيون يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، لكن كوريا الجنوبية تشكو من أن هذا يستحضر استعمار اليابان شبه الجزيرة من عام 1910 إلى عام 1945، وتشير إليه باسم بحر الشرق.

وبينما يُعرف البحر الواقع بين بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام على نطاق واسع باسم بحر الصين الجنوبي في اللغة الإنجليزية، فإنه يُعرف باسم بحر الفلبين الغربي في الفلبين، وبحر الشرق في فيتنام، وبحر الجنوب في الصين.

واقترح آخرون، سعياً إلى التوصل إلى حل وسط، تسميته بحر جنوب شرقي آسيا.

وفي الولايات المتحدة، تتولى هيئة الأسماء الجغرافية مسؤولية الحفاظ على الاستخدام الموحد للأسماء الجغرافية في مختلف أنحاء الحكومة الفيدرالية.

وتقول الهيئة على موقعها على الإنترنت إنها «لا تشجع تغيير الأسماء ما لم يكن هناك سبب مقنع»، مضيفة: «بشكل عام، فإن السياسة الأكثر أهمية فيما يتصل بالأسماء هي الاستخدام والقبول المحلي».


مقالات ذات صلة

«الناتو»: أميركا والأوروبيون متفقون بشأن تهديد روسيا طويل الأمد

العالم مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض عقب محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«الناتو»: أميركا والأوروبيون متفقون بشأن تهديد روسيا طويل الأمد

قال مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين متفقون على أن روسيا تشكل تهديداً طويل الأمد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب سيلتقي صحافياً أضيفَ خطأً إلى مجموعة لتنسيق الهجمات على الحوثيين

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إن صحافياً أضيفَ بالخطأ إلى مجموعة تضم مسؤولين كباراً لتبادل المعلومات بشأن خطط الهجوم على الحوثيين، سيجري مقابلة معه اليوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب ينتقد الصين لتراجعها عن صفقة لشراء طائرات بوينغ

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، الصين لتراجعها عن صفقة لشراء طائرات بوينغ جديدة على خلفية أزمة الرسوم الجمركية والحرب التجارية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة من داخل حرم جامعة هارفارد الأميركية (أ.ف.ب)

ترمب يتهم جامعة هارفارد بأنها «مؤسسة معادية للسامية» و«تهديد للديمقراطية»

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، جامعة هارفارد المرموقة بأنها «مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية» و«تهديد للديمقراطية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى زيارته العاصمة السعودية الرياض في مايو 2017 (واس) play-circle

تحليل إخباري زيارة ترمب للسعودية تؤسس لعلاقات استراتيجية أعمق

من المنتظر أن تؤسس زيارة ترمب للسعودية لعلاقات استراتيجية اقتصادية وأمنية أعمق، إلى جانب بحث ملفات المنطقة المعقدة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ترمب يشن هجوما على منصات جمع التبرعات للديموقراطيين

منصّة آكت بلو (متداولة)
منصّة آكت بلو (متداولة)
TT
20

ترمب يشن هجوما على منصات جمع التبرعات للديموقراطيين

منصّة آكت بلو (متداولة)
منصّة آكت بلو (متداولة)

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس وزارة العدل بإجراء تحقيق بشأن منصّة رئيسية لجمع التبرّعات تستخدمها المعارضة الديموقراطيّة التي ردّت من جهتها باتّهامه بإساءة استخدام سلطته لتحقيق أهداف سياسيّة.

ووقّع الرئيس الجمهوري وثيقة توعز إلى وزيرة العدل بام بوندي بالتحقيق في مزاعم حول تبرعات أجنبية وغيرها من التبرعات غير القانونية لمنصّات جمع التبرعات، بما في ذلك منصّة آكت بلو ActBlue، والتي يستخدمها الديموقراطيون لجمع أموال عبر الإنترنت موجَّهة خصوصا للحملات الانتخابية.

وقال ترمب إن التحقيق ينبغي أن يركّز على استخدام «منصات جمع تبرعات بغية تقديم مساهمات وهمية، وتقديم مساهمات من الخارج لمرشحين وللجان سياسية أميركية، وهو أمر مخالف للقانون». وذكر ترمب تحديدا منظمة آكت بلو.

من جهته هاجم إيلون ماسك، مستشار ترمب المقرب، هذه المنظمة مرارا، متهما إياها بالاحتيال، من دون أن يقدّم أي دليل. ويمكن لتحقيق كهذا أن يعوق قدرة الديموقراطيين على المنافسة في انتخابات منتصف الولاية في العام المقبل والتي ستقرر من سيسيطر على الكونغرس حتى نهاية ولاية ترمب الثانية.

والمساهمات المالية من متبرعين يقدمون الأموال نيابة عن آخرين، وكذلك المساهمات الأجنبية للمرشحين السياسيين مخالفة للقانون الأميركي. وفي الثاني من أبريل (نيسان)، أصدرت ثلاث لجان في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون تقريرا تحدثت فيه عن «وقوع احتيال واسع النطاق، بما في ذلك من مصادر أجنبية» عبر منصة آكت بلو.

وسارع ديموقراطيون، بينهم السناتور روبن غاليغو من أريزونا، إلى حض أنصارهم على التبرع «طالما كان ذلك ممكنا»، في حين لجأ آخرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لاتهام ترمب بإساءة استغلال منصبه.

وكتب الخبير الاستراتيجي الديموقراطي مايك نيلس، المستشار السابق للمرشحة الرئاسية لعام 2024 كامالا هاريس، على منصة إكس، «شعبيته تنهار وهو يشعر بالذعر حيال فكرة انتخابات منتصف الولاية».