ما سبب تنكيس الأعلام الأميركية يوم تنصيب ترمب؟

الأعلام الأميركية ترفرف منكّسة في نصف السارية قرب مبنى الكونغرس الأميركي حداداً على وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر... واشنطن 11 يناير 2025 (رويترز)
الأعلام الأميركية ترفرف منكّسة في نصف السارية قرب مبنى الكونغرس الأميركي حداداً على وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر... واشنطن 11 يناير 2025 (رويترز)
TT

ما سبب تنكيس الأعلام الأميركية يوم تنصيب ترمب؟

الأعلام الأميركية ترفرف منكّسة في نصف السارية قرب مبنى الكونغرس الأميركي حداداً على وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر... واشنطن 11 يناير 2025 (رويترز)
الأعلام الأميركية ترفرف منكّسة في نصف السارية قرب مبنى الكونغرس الأميركي حداداً على وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر... واشنطن 11 يناير 2025 (رويترز)

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن إحباطه من أن الأعلام ستكون منكّسة عندما يتولى منصبه في وقت لاحق من هذا الشهر. فالتنكيس الحالي للعلم الأميركي إجراء اتخذه الرئيس الأميركي جو بايدن لتكريم الرئيس الراحل جيمي كارتر، الذي توفي الشهر الماضي، عن عمر يناهز 100 عام. إنه ليس جدولاً زمنياً يمكن لترمب أن يفعل أي شيء بشأنه.

إليك ما يجب أن تعرفه عن سبب إنزال الأعلام عند وفاة رئيس أميركي، ومن يمكنه إصدار هذا الأمر ومدة التنكيس.

في 29 ديسمبر (كانون الأول)، أمر الرئيس بايدن بتنكيس الأعلام الأميركية في يوم تنصيب ترمب تكريماً للرئيس السابق الراحل جيمي كارتر. إنه شرف يشير إلى أن البلاد أو الولاية في حالة حداد، حسب وكالة «أسوشييتد برس».

ويحدد قانون العلم الأميركي المعايير اللازمة لخفض العلم الأميركي إلى نصف السارية، بما في ذلك فترة 30 يوماً من وفاة رئيس حالي أو رؤساء سابقين، حيث تنكّس الأعلام في المباني الحكومية الفيدرالية وأراضيها، وكذلك في السفارات الأميركية وغيرها من المرافق في الخارج، بما في ذلك المنشآت والسفن العسكرية.

يمكن خفض الأعلام لإحياء ذكرى وفاة مسؤولين آخرين، بما في ذلك نائب الرئيس وقضاة المحكمة العليا وأعضاء الكونغرس، على الرغم من أن هذه الفترات ليست طويلة. يمكن أيضاً إصدار أمر بخفض الأعلام في ظروف أخرى، بما في ذلك المأساة الوطنية أو يوم الذكرى لتكريم تضحيات الجنود الأميركيين.

ونظراً لأن قانون العلم الأميركي ينص على أنه لا ينبغي لأي علم أن يرفرف أعلى من العلم الأميركي على العمود نفسه أو بالقرب منه، يتم خفض أعلام الولايات أيضاً خلال فترات تنكيس العلم الأميركي.

العلم الأميركي يرفرف في نصف السارية على مبنى الكونغرس الأميركي تكريماً للرئيس الأسبق الراحل جيمي كارتر... واشنطن 7 يناير 2025 (رويترز)

إلى متى سيستمر تنكيس العلم الأميركي؟

وفقاً لإعلان بايدن، سيتم إنزال الأعلام الأميركية لمدة 30 يوماً من وفاة كارتر، حتى 28 يناير (كانون الثاني). ومع تنصيب ترمب في 20 يناير، يعني هذا أن الأعلام ستكون في وضع نصف السارية عندما يتولى ترمب منصبه وفي الأسبوع الأول من إدارته.

ووفقاً لإدارة الخدمات العامة الأميركية، يمكن للرئيس والحاكم ورئيس بلدية مقاطعة كولومبيا (التي تضم العاصمة واشنطن) الأمر بإنزال الأعلام الأميركية في وضع نصف السارية.

في 3 يناير، نشر ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، أن «الديمقراطيين جميعاً» سعداء «بفكرة إنزال الأعلام عندما يتولى منصبه رئيساً». وكتب ترمب: «لا أحد يريد أن يرى هذا».

وأضاف أنه «لا يمكن لأي أميركي أن يكون سعيداً بهذا. دعونا نرَ كيف ستسير الأمور. اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى!».

وسُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير عن منشور ترمب بإحاطة في وقت سابق من هذا الشهر، وقالت إن بايدن لن يفكر في عكس أو إعادة تقييم خطط خفض السارية.

العلم الأميركي منكّساً إلى نصف السارية على مبنى الكابيتول في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة في 9 يناير 2025 تكريماً للرئيس الأسبق الراحل جيمي كارتر (إ.ب.أ)

هل يمكن لترمب أن يقرر رفع الأعلام؟

نعم. ينص قانون العلم الأميركي على أن تظل الأعلام منخفضة لمدة 30 يوماً من وفاة الرئيس السابق. لكن هذا القانون ليس إلزامياً، لذا بمجرد أن يصبح رئيساً، يمكن لترمب تجاوز هذا القانون من الناحية الفنية. هذا ما حدث في فبراير (شباط) 1973، عندما اختار الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون رفع الأعلام - التي أمر بخفضها حداداً على وفاة الرئيس السابق ليندون جونسون - قبل مرور 30 ​​يوماً، وذلك لتكريم أول أسرى الحرب الأميركيين المفرج عنهم من فيتنام. لم يستمر رفع الأعلام سوى يوم واحد، وعادت الأعلام إلى نصف السارية بعد ذلك لمدة 8 أيام.

كانت الأعلام الأميركية أيضاً في وضع نصف السارية عندما أدى نيكسون اليمين الدستورية لفترة ولايته الثانية في يناير 1973، وذلك بسبب أمر نيكسون بإنزالها بعد وفاة الرئيس السابق هاري إس ترومان.


مقالات ذات صلة

بايدن يرفع كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه بقادة كوبيين أميركيين بالبيت الأبيض في واشنطن 30 يوليو 2021 (رويترز)

بايدن يرفع كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر رفع كوبا عن القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

تعهدّ دونالد ترمب، باتخاذ قرارات جذرية عند عودته إلى البيت الأبيض في مجالات شتّى، من الهجرة إلى المناخ والتجارة الدولية مروراً بأوكرانيا وغزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ما زالت الظروف خطيرة في المناطق المحترقة (أ.ب)

استمرار جهود البحث عن المفقودين من جراء حرائق لوس أنجليس

تم الإبلاغ عن فقدان 24 شخصا على الأقل في حريقي غابات كبيرين في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية.

الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يراقب انتشار الحرائق شمال غرب لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

حرائق لوس أنجليس: فرق الإطفاء تتأهب لعودة الرياح الشديدة

استعد رجال الإطفاء في لوس أنجليس، اليوم (الثلاثاء)، لعودة ريح جافة شديدة قد تؤجج مجدداً حريقي غابات هائلين أوديا بحياة 24 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يعود ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير في تزامن مع بدء منتدى دافوس السنوي الخامس والخمسين للقادة السياسيين ورجال الأعمال (رويترز)

ترمب يشارك بمنتدى دافوس الاقتصادي الأسبوع المقبل

قال منظمو المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم (الثلاثاء) إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيشارك عبر الإنترنت في اجتماع للمنتدى ينعقد الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مخاوف أميركية من فرار متهم بهجوم على قاعدة في الأردن تجنبا لمحاكمته

صورة التقطها قمر «بلانت لبس» الاصطناعي لقاعدة عسكرية أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في شمال شرق الأردن (أرشيفية - أ.ب)
صورة التقطها قمر «بلانت لبس» الاصطناعي لقاعدة عسكرية أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في شمال شرق الأردن (أرشيفية - أ.ب)
TT

مخاوف أميركية من فرار متهم بهجوم على قاعدة في الأردن تجنبا لمحاكمته

صورة التقطها قمر «بلانت لبس» الاصطناعي لقاعدة عسكرية أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في شمال شرق الأردن (أرشيفية - أ.ب)
صورة التقطها قمر «بلانت لبس» الاصطناعي لقاعدة عسكرية أميركية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في شمال شرق الأردن (أرشيفية - أ.ب)

حذر ممثلو ادعاء في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء من إمكانية فرار مهندس إلى إيران إذا أفرج عنه بكفالة على ذمة محاكمة تتعلق بهجوم بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن نفذه مسلحون تدعمهم إيران العام الماضي.

كان ممثلو الادعاء الاتحاديون في بوسطن قد أبلغوا القاضي قبل ثلاثة أسابيع بأنهم منفتحون على السماح بالإفراج عن مهدي صادقي بكفالة انتظارا للمحاكمة بتهمة التورط في مخطط لانتهاك العقوبات الأميركية وقوانين الرقابة على الصادرات. لكن ممثلي الادعاء العام طلبوا استمرار احتجاز صادقي بعد أن أفرجت الحكومة الإيطالية يوم الأحد عن متهم آخر وهو رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني وسمحت له بالعودة إلى إيران.

وجاء ذلك بعد أن أطلقت إيران الأسبوع الماضي سراح الصحفية الإيطالية تشتشيليا سالا، التي اعتقلتها السلطات في طهران بعد ثلاثة أيام من القبض على الرجلين الإيرانيين. واستشهدت المدعية العامة كريستينا كلارك بالأحداث في إيطاليا لتحذر من أن إيران قد تتخذ خطوات لمساعدة صادقي على الفرار إذا أطلق سراحه، وهو الأمر الذي قالت إنه قد يقدم عليه بالنظر إلى مدة السجن الطويلة المحتملة التي قد يواجهها. وقالت خلال جلسة للمحكمة «إن ما فعله المتهم لم يكن، على أقل تقدير، انتهاكا للقانون فحسب، بل إهانة للأمن القومي الأميركي».

وردت محامية الدفاع جيسيكا ثرال بأن المدعين يطلقون «تخمينات» للقول إن موكلها يريد مغادرة الولايات المتحدة، حيث تعيش زوجته وأطفاله. وقال قاضي المحكمة الجزئية دونالد كابيل إنه سيصدر حكمه في وقت لاحق بشأن ما إذا كان سيسمح بالإفراج عن صادقي.

ويقول ممثلو الادعاء إن عابديني أدار شركة إيرانية كان عميلها الرئيسي هو «الحرس الثوري» الإيراني وإنها صنعت نظام الملاحة المستخدم في برنامج الطائرات المسيرة العسكرية. ويقول المدعون إن هذا النظام استُخدم في طائرة مسيرة ضربت قاعدة البرج 22 العسكرية الأميركية في الأردن في يناير (كانون الثاني) 2024. وأدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة 47 آخرين.

وقال ممثلو الادعاء إن صادقي، وهو أميركي إيراني، ساعد عابديني في الحصول على التكنولوجيا التي نُقلت إلى إيران في أثناء عمله في شركة أنالوج ديفايسز لأشباه الموصلات وفي ولاية ماساتشوستس. وأضاف ممثلو الادعاء أن التكنولوجيا التي حصل عليها عابديني تضمنت النوع نفسه من المكونات الإلكترونية المستخدمة في نظام ملاحة الطائرات المسيرة.

ودفع صادقي ببراءته. ونفت إيران تورطها في هجوم العام الماضي ورفضت الاتهامات بأنها قبضت على سالا للضغط على إيطاليا لإطلاق سراح عابديني.