الأمطار تثير الفوضى في اليوم الأول من «أستراليا المفتوحة»

اجتاحت عاصفة عنيفة الملاعب صاحبها ومضات من البرق وأصوات الرعد الهادرة (رويترز)
اجتاحت عاصفة عنيفة الملاعب صاحبها ومضات من البرق وأصوات الرعد الهادرة (رويترز)
TT

الأمطار تثير الفوضى في اليوم الأول من «أستراليا المفتوحة»

اجتاحت عاصفة عنيفة الملاعب صاحبها ومضات من البرق وأصوات الرعد الهادرة (رويترز)
اجتاحت عاصفة عنيفة الملاعب صاحبها ومضات من البرق وأصوات الرعد الهادرة (رويترز)

ألغى المنظمون 5 مباريات في الفردي بسبب استمرار هطول أمطار غزيرة أدت إلى توقف كثير من المباريات في اليوم الافتتاحي من بطولة «أستراليا المفتوحة» للتنس اليوم (الأحد)، مما أصاب الجماهير الغفيرة التي تدفقت إلى ملبورن بارك بخيبة أمل.

وتأهلت البطلة الأولمبية تشنغ كينوين واللاعبة الصاعدة ميرا أندريفا ودونا فيكيتش وأرتور فيلس إلى الدور الثاني، بعد مباريات أقيمت على الملاعب الثلاثة التي تحتوي على أسقف، لكن لم يكن من الممكن لعب أكثر من ساعة خارجها بسبب الأمطار.

كان المزاج والطقس أكثر إشراقاً في بداية اليوم حيث اصطف المشجعون في طوابير طويلة عند البوابات (أ.ف.ب)

وألغيت 5 مباريات في الفردي من أصل 32 مباراة مقررة، وسيشعر المنظمون بالامتنان لليوم الإضافي الذي أضيف على جدول البطولة بداية من العام الماضي.

وكان المزاج والطقس أكثر إشراقاً في بداية اليوم، حيث اصطف المشجعون في طوابير طويلة عند البوابات متحمسين لبدء أكبر حدث رياضي في الصيف الأسترالي.

ويعني عدد المباريات في الأيام الأولى من البطولة أن عشاق التنس يمكنهم مشاهدة مباريات الفردي الرئيسية على الملاعب الخارجية مقابل سعر رخيص نسبياً لتذكرة الدخول إلى الملعب.

ألغيت 5 مباريات في الفردي من أصل 32 مباراة مقررة (رويترز)

ومع ذلك، هرع المشجعون بحثاً عن مأوى في غضون الساعة الأولى من بداية المنافسات، عندما اجتاحت عاصفة عنيفة المنطقة، صاحبتها ومضات من البرق وأصوات الرعد الهادرة.

وقالت أليكس، وهي إحدى المشجعات، بصوت يشوبه قدر من السخرية: «قضينا وقتاً جميلاً هنا، وكان من الرائع الجلوس في الساحة، ومن الممتع مشاهدة المياه تتجمع، لكننا لم نشاهد أي تنس. دفعنا 60 دولاراً ولم نشاهد أي شيء».

هرع المشجعون بحثاً عن مأوى في غضون الساعة الأولى من بداية المنافسات (إ.ب.أ)

وأغلقت أسقف الملاعب الرئيسية، لتتواصل المعركة من على الخط الخلفي بين تشينغ والرومانية المتأهلة من التصفيات أنكا تودوني في ملعب رود ليفر، رغم الطقس الرطب.

وحظيت تشينغ، التي تسعى للسير على خطى مواطنتها لي نا الفائزة باللقب في ملبورن عام 2014، بكثير من الدعم، نظراً لعدد مواطنيها الذين يسافرون إلى ملبورن كل عام.

محاولات بذلت لتجفيف مياه الأمطار من أرضية الملعب (رويترز)

وشهدت آخر مباراة لتشينغ على الملعب الرئيسي في «أستراليا المفتوحة» خسارتها في نهائي 2024 أمام أرينا سابالينكا، وعملت اللاعبة الرومانية طويلة القامة تودوني على ألا تكون عودتها مريحة كما كانت تأمل.

وكسرت اللاعبة الصينية المصنفة الخامسة، والتي لم تشارك في أي بطولة تحضيرية، إرسال تودوني أخيراً لتتقدم 4 - 3 في المجموعة الافتتاحية، لكن الرومانية صمدت وقاتلت لتحتفظ بإرسالها بصعوبة قبل أن تكسر إرسال منافستها، لتصبح النتيجة 5 - 5 وتحصل على نقطة حسم المجموعة.

وأنقذت تشينغ نقطة خسارة المجموعة وفازت 7 - 3 بالشوط الفاصل، وتقدمت سريعاً 3 - صفر في المجموعة الثانية، بينما ارتكبت تودوني، التي كانت تتلقى العلاج في ظهرها، أخطاء سهلة، بينما قاتلت دون جدوى للبقاء في المباراة.

الملعب يبدو مليئاً بالأمطار (رويترز)

وقالت تشينغ (22 عاماً) بعد فوزها 7 - 6 و6 - 1 في أقل من ساعتين: «المباراة الأولى لا تكون سهلة أبداً وارتكبت بعض الأخطاء الغبية. هناك مزيد ومزيد من الضغوط (علي) ولكن أعتقد أنني أتعامل معها بشكل جيد، وكما قالت بيلي جين كينغ (الضغوط امتياز). سأواصل اللعب تحت هذا الضغط».

وأصبحت ميرا أندريفا أول لاعبة تبلغ الدور الثاني في النسخة 113 من البطولة، عندما تغلبت اللاعبة الروسية (17 عاماً) 6 - 3 و6 - 3 على التشيكية ماري بوزكوفا على ملعب جون كين.

وعلى ملعب مارغريت كورت، الملعب الآخر المسقوف، كان فيلس أول لاعب يتأهل إلى الدور الثاني في منافسات الرجال، عندما تعافى من تأخره بمجموعة ليفوز 3 - 6 و7 - 6 و6 - 4 و6 - 4 على الفنلندي غير المصنف أوتو فيرتانن.

وقال المصنف 20 بالبطولة: «إنه أمر رائع. هذه المرة الأولى في حياتي التي ألعب فيها على ملعب جيد. القدرة على لعب مباراة وإنهائها تحت سقف أسهل بكثير من اللعب والتوقف بسبب المطر».

وتبعت الكرواتية دونا فيكيتش المصنفة 18، والتي فازت بالميدالية الفضية الأولمبية خلف تشنغ في باريس العام الماضي، فيلس إلى ملعب مارغريت كورت وفازت 6 - 4 و6 - 4 على الفرنسية ديان باري.

وتبدأ سابالينكا المرشحة الأبرز للفوز بلقبها الثالث على التوالي، مشوارها بمواجهة سلون ستيفنز بطلة «أميركا المفتوحة» لعام 2017 في المباراة الافتتاحية للجلسة المسائية على ملعب رود ليفر.


مقالات ذات صلة

هادي حبيب... سفير لبنان في «الغراند سلام»

رياضة عالمية هادي حبيب بات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام» (رويترز)

هادي حبيب... سفير لبنان في «الغراند سلام»

واصل هادي حبيب نتائجه اللافتة، وبات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام»، عندما تغلب على الصيني بو إنشاكيتي، المُصنَّف 65 عالمياً.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية ألكسندر زفيريف (أ.ف.ب)

«أستراليا المفتوحة»: زفيريف يهزم بوي... ويبلغ الدور الثاني

لم يبذل المصنف الثاني ألكسندر زفيريف أي مجهود يُذكر في فوزه السهل 6-4 و6-4 و6-4 على الفرنسي لوكاس بوي، ليبلغ الدور الثاني ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية هادي حبيب (إ.ب.أ)

هادي حبيب أول لبناني يبلغ الدور الثاني في بطولات «الغراند سلام»

واصل هادي حبيب نتائجه اللافتة، وبات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام»، عندما تغلب على الصيني بو إنشاكيتي، المُصنَّف 65 عالمياً.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية كي نيشيكوري (إ.ب.أ)

«أستراليا المفتوحة»: نيشيكوري إلى الدور الثاني بعد مباراة مرهقة

بعد معاناة بدت دون نهاية مع الإصابات، عاد الياباني كي نيشيكوري إلى «أستراليا المفتوحة» للتنس بعد غياب 4 سنوات ليفوز بمباراة استمرَّت لـ5 مجموعات.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية سابالينكا احتفلت بالفوز برقصات أثارت إعجاب المشجعين (أ.ف.ب)

أستراليا المفتوحة: سابالينكا بسهولة إلى الدور الثاني

استهلت البيلاروسية أرينا سابالينكا (المصنفة أولى عالمياً) حملة الدفاع عن لقبها وسعيها إلى لقب ثالث توالياً بنجاح، عندما تغلبت على الأميركية سلون ستيفنس 6-3 و6-2

«الشرق الأوسط» (ملبورن)

هادي حبيب... سفير لبنان في «الغراند سلام»

هادي حبيب بات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام» (رويترز)
هادي حبيب بات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام» (رويترز)
TT

هادي حبيب... سفير لبنان في «الغراند سلام»

هادي حبيب بات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام» (رويترز)
هادي حبيب بات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام» (رويترز)

واصل هادي حبيب نتائجه اللافتة، وبات أول لبناني يبلغ الدور الثاني لإحدى بطولات «الغراند سلام»، عندما تغلب على الصيني بو إنشاكيتي، المُصنَّف 65 عالمياً 7 - 6 (7 - 4)، و6 - 4، و7 - 6 (8 - 6)، الأحد، في ملبورن في الدور الأول لبطولة «أستراليا المفتوحة،» أولى البطولات الأربع الكبرى.

وهو الفوز الرابع توالياً لهادي، المُصنَّف 219 عالمياً، في البطولة الأسترالية بعد الانتصارات الثلاثة في الأدوار التمهيدية التي خولته بطاقة الدور الأول للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية وإنجاز أول لاعب لبناني يتأهل إلى إحدى البطولات الأربع الكبرى في العهد الحديث.

واصل هادي حبيب نتائجه اللافتة (إ.ب.أ)

بفوزه على الفرنسي كليمان شيديخ، الخميس، في الدور الثالث الأخير من التصفيات التمهيدية، وضع حبيب بصمته في تاريخ كرة المضرب اللبنانية.

وبات حبيب أول لاعب يمنح لبنان لقب دورة ضمن فئة التحدي تحت إشراف رابطة المحترفين (إيه تي بي)، بعد تغلبه على الأرجنتيني كاميلو أوغو كارابيي 6 - 4، و6 - 7 (3 - 7)، و7 - 6 (7 - 2)، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكان تتويج اللاعب، البالغ من العمر 26 عاماً، بـ«دورة تيموكو»، التي تندرج ضمن دورات التحدي (تشالنغر)، وهي المستوى الثاني من دورات المحترفين بعد دورات النخبة لرابطة «إيه تي بي»، بوابته لخوض تصفيات بطولة أستراليا.

وقال اللاعب، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «كانت مغامرة كبيرة، وأنا سعيد للغاية بالوصول إلى هذه المرحلة».

كان آخر لبناني يضمن تأهله في منافسات الفردي إلى القرعة الرئيسية لبطولة «الغراند سلام» هو كريم فواز حتى الآن، وذلك عندما خرج من الدور الأول لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 1962 عندما كانت البطولة الأميركية الكبرى لا تزال تُلعب على العشب وكانت مخصصة للاعبين الهواة.

استهل حبيب المجموعة الثالثة بأفضل طريقة ممكنة عندما كسر إرسال إنشاكيتي (أ.ب)

وُلد حبيب في هيوستن من أب لبناني وأم إيرانية - أميركية في عام 1988، عندما كانت الحرب الأهلية لا تزال مشتعلةً في لبنان، وبالتالي فهو يحمل الجنسية الأميركية أيضاً.

يقول حبيب الذي بدأ لعب التنس في سن التاسعة في الضاحية الشمالية لبيروت، على موقعه الشخصي: «كثيرون يسألونني لماذا اخترت تمثيل لبنان، بالنسبة لي كان القرار سهلاً. فمهما كانت الصعوبات التي تمر بها البلاد، فأنا فخور جداً بكوني لبنانياً».

وفي ملبورن، استفاد حبيب من تشجيع كثير من ممثلي الجالية اللبنانية. وقال «شكراً للشعب اللبناني على دعمه في الأسابيع الأخيرة، في ملبورن وفي مختلف أنحاء العالم. لقد أعطاني ذلك كثيراً من الطاقة لمواصلة النضال».

الأحد، فرض حبيب، المولود في هيوستن لوالد لبناني ووالدة إيرانية، نديةً كبيرةً في المجموعة الأولى على منافسه الصيني الذي واجهه للمرة الأولى، وفرض شوطاً فاصلاً حسمه في صالحه 7 - 4، منهياً المجموعة في 50 دقيقة.

ولم يختلف سيناريو المجموعة الثانية كثيراً عن سابقه، حيث استمرَّ التعادل بين اللاعبين حتى الشوط الثامن (4 - 4)، قبل أن ينجح حبيب في كسر إرسال إنشاكيتي في الشوط العاشر، وينهي المجموعة في صالحه 6 - 4 في 44 دقيقة.

واستهل حبيب المجموعة الثالثة بأفضل طريقة ممكنة عندما كسر إرسال إنشاكيتي في الشوط الرابع وتقدَّم 3 - 1، ثم 5 - 2، قبل أن ينجح الصيني في ردِّ التحية في الشوط التاسع، مقلصاً الفارق إلى 4 - 5، ثم أدرك التعادل 5 - 5، ثم 6 - 6 فارضاً شوطاً فاصلاً كانت له فيه الكلمة الأخيرة مرة أخرى بكسبه 8 - 6، وبالتالي المجمعة 7 - 6 في 57 دقيقة.

ويلتقي حبيب في الدور المقبل مع الفرنسي أوغو أمبير الرابع عشر، والفائز على الإيطالي ماتيو جيغانتي الـ145، بنتيجة 7 - 6 (7 - 5)، و7 - 5، و6 - 4.

استفاد حبيب من تشجيع كثير من ممثلي الجالية اللبنانية (إ.ب.أ)

وتطوَّر أداء حبيب بعد تعاقده مع طاقم تدريبي من الأرجنتين، ويقول في هذا الصدد: «وجدت فريقاً رائعاً بجانبي دفعني بقوة للوصول إلى هنا بقيادة مدربي الجديد باتريسيو هيراس. تطوَّرتُ كثيراً في الأشهر الـ6 الأخيرة، وأيضاً ارتفعت لياقتي بمساعدة معدي اللياقة البدنية. لم أكن لأصل إلى هنا لولا مساعدتهم. لقد أتى هذا التغيير بثماره وحقق فارقاً كبيراً».

بعد سنوات عدة من الوجود بين المركزَين الـ400 والـ800 في العالم، اقترب حبيب تدريجياً من أفضل 200 لاعب خلال الموسمين الماضيين.

بعد فوزه في ديسمبر الماضي بلقبه الأول في دورات التحدي، وصل حبيب إلى أفضل تصنيف له (219)، مما فتح له الباب للتأهل إلى إحدى البطولات الكبرى لأول مرة في مسيرته الاحترافية.

في ملبورن، خسر مجموعة واحدة فقط في 4 مباريات. وتعود آخر مواجهة له مع لاعب من بين العشرين الأوائل إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس، حيث كان حاضراً في الدور الأول، وخسر أمام النجم الإسباني كارلوس ألكاراس 3 - 6، و1 - 6 على ملاعب «رولان غاروس». كما خسر إلى جانب مواطنه بنجامان حسن مباراة الزوجي بمجموعتين أمام الأستراليَّين ماتيو إبدن وجون بيرز 6 - 7 (5 - 7)، 2 - 6.

وقال حبيب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه «يحب» مواجهة الأسطورة نوفاك (الصربي ديوكوفيتش حامل لقب 24 بطولة كبرى): «أعتقد أنه أفضل مَن مارَسَ هذه اللعبة. أحب أن أواجهه قبل أن يعتزل». حلمٌ ربما لن يتحقق في بطولة «أستراليا المفتوحة»، حيث لا يمكن أن يلتقيا إلا في الدور نصف النهائي.

لكنه أعرب عن أمله في دخول «لائحة المائة الأوائل عالمياً. سيكون منعطفاً كبيراً في مسيرتي. كي يحصل ذلك، أنا بحاجة لتطوير أدائي بشكل كبير. أنا متحمس وأتطلع لتحسين لعبي من أجل بلوغ هذا المستوى».

وبعيداً عن «الألعاب الأولمبية»، فاز حبيب أيضاً بمباراة في «كأس ديفيز»، في المجموعة العالمية الثانية (الدرجة الثالثة) ضد جنوب أفريقيا في سبتمبر (أيلول) إلى جانب مواطنه حسن (29 عاماً).

وفي حال فاز لبنان على بيرو في الدور الفاصل في فبراير (شباط) المقبل، سيصعد إلى المجموعة العالمية الأولى، وهي البوابة لنخبة التنس العالمي.

ولكن لا ينبغي أن ننظر إلى هذه الإنجازات بوصفها تألقاً للتنس اللبناني كله. اللاعب اللبناني الثالث في تصنيف رابطة اللاعبين المحترفين يحتل المركز الـ1243 فقط. وفي فئة السيدات، لا تظهر أي امرأة لبنانية في تصنيف رابطة المحترفات.

ولكن مع وصول حبيب إلى الدور الثاني في إحدى بطولات «الغراند سلام»، وجد لبنان سفيراً رائعاً له.