استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودوhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098659-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%AC%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%88%D8%AF%D9%88
ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
أوتاوا:«الشرق الأوسط»
TT
أوتاوا:«الشرق الأوسط»
TT
استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو
ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس، استقالته من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام، موضحاً أنه سيواصل أداء مهامه إلى أن يختار حزبه خليفة له.
وقال ترودو، أمام الصحافيين في أوتاوا: «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أتت الخطوة بعدما واجه ترودو خلال الأسابيع الأخيرة ضغوطاً كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية، إذ تراجعت شعبيته في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من عدة محاولات لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.
وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته، منتصف الشهر الفائت، البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تَلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
جدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تهديداته لـ«حماس» بفتح أبواب «الجحيم» إذا لم تفرج عن الرهائن المحتجزين لديها. ويجري إبرام صفقة لوقف إطلاق النار مع…
شهدت أنقرة، أمس، استضافة لافتة لرئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، الذي وصل إلى العاصمة التركية في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس رجب طيب إردوغان.
الرئيس المنتخَب دونالد ترمب أثناء المؤتمر الصحافي بمقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا - في 7 يناير (أ.ب)
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي المنتخَب، دونالد ترمب «التوسّعية»، استياء وقلق حلفاء بلاده. وجدّد ترمب التلويح، في مؤتمر صحافي بمقرّ إقامته، في فلوريدا، الثلاثاء، بضمّ كندا، لتصبح الولاية الـ51، كما لم يستبعد استخدام وسائل ضغط عسكرية واقتصادية لاستعادة قناة بنما والسيطرة على غرينلاند.
الولاية الـ51
وأكّد رئيس الوزراء الكندي المستقيل، جاستن ترودو، ووزيرة خارجيته ميلاني جولي، أنّ أوتاوا «لن تنحني»، أمام تهديدات الرئيس الأميركي المنتخَب.
وفي الأسابيع الأخيرة، أثار ترمب الذي سيدخل البيت الأبيض، بعد أقل من أسبوعين، مراراً، إمكانية انضمام كندا للولايات المتّحدة.
كما تحدّث ترمب أكثر من مرة عن «الحاكم ترودو»، مستعملاً لقب قادة الولايات الأميركية. كما هدّد ترمب باستخدام «القوة الاقتصادية» ضدّ كندا، الحليف الذي يتلقّى «الدعم» من الولايات المتّحدة لضمان أمنه، على حدّ قوله.
ولم تردّ السلطات الكندية سابقاً على سخرية وتصريحات الرئيس الأميركي المنتخَب الذي يهدّد أيضاً بزيادة الرسوم الجمركية مع جارته الشمالية إلى 25 في المائة. لكنّ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خرج عن صمته، وقال إن «كندا لن تكون أبداً، على الإطلاق، جزءاً من الولايات المتّحدة».
There isn’t a snowball’s chance in hell that Canada would become part of the United States.Workers and communities in both our countries benefit from being each other’s biggest trading and security partner.
واعتبرت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أنّ «تصريحات الرئيس المنتخب ترمب تظهر عدم فهم كامل لكون كندا بلداً قوياً. لن ننحني أبداً في مواجهة التهديدات». وساهمت هجمات دونالد ترمب في الأسابيع الأخيرة، في تفاقم الأزمة السياسية الكندية التي أدّت إلى استقالة جاستن ترودو الذي يتولّى السلطة منذ عام 2015.
جزيرة مستقلة؟
وفي أوروبا، أثارت تصريحات ترمب حول «السيطرة على غرينلاند»، قلقاً في كوبنهاغن وأروقة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقال وزير الخارجية الدنماركي، الأربعاء، إن غرينلاند قد تستقلّ عن بلاده، إذا أراد سكانها ذلك، لكنها لن تصبح ولاية أميركية، وذلك بعد أن رفض الرئيس الأميركي المنتخَب استبعاد استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي.
وأجرى زعيم غرينلاند محادثات، الأربعاء، مع ملك الدنمارك، في كوبنهاغن، بعد يوم من تصريحات ترمب التي جعلت مصير الجزيرة الخاضعة لحكم الدنمارك يتصدر عناوين الأخبار العالمية. وبينما كان ترمب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، يرفض استبعاد اللجوء إلى العمل العسكري أو الاقتصادي لجعل غرينلاند جزءاً من الولايات المتحدة، كان نجله دونالد ترمب الابن يقوم بزيارة خاصة إلى الجزيرة في اليوم نفسه.
وتُعدّ غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، جزءاً من الدنمارك منذ 600 عام، رغم أنها تتمتع بالحكم الذاتي، ويبلع عدد سكانها 57 ألف نسمة. وتسعى حكومة الجزيرة، بقيادة رئيس الوزراء ميوت إيجيدي، إلى الاستقلال في نهاية المطاف.
وقال وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكي راسموسن: «نعلم تماماً أن غرينلاند لديها طموحاتها الخاصة، التي إذا تحققت فستصبح مستقلة، لكن (الجزيرة) لا تطمح في أن تصبح ولاية اتحادية من الولايات المتحدة»، كما نقلت عنه وكالة «رويترز».
وأضاف للصحافيين أن زيادة مخاوف الولايات المتحدة الأمنية في القطب الشمالي مشروعة، بعد زيادة النشاط الروسي والصيني في المنطقة. ومضى قائلاً: «لا أعتقد أننا نمر بأزمة في السياسة الخارجية... نحن منفتحون على الحوار مع الأميركيين حول كيفية تعاوننا بشكل أوثق لضمان تحقيق الطموحات الأميركية».
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، الثلاثاء، إنها لا تستطيع أن تتخيل أن طموحات ترمب قد تدفعه إلى التدخل عسكرياً في غرينلاند. وتقتصر القدرات العسكرية الدنماركية في الجزيرة على 4 سفن تفتيش، وطائرة استطلاع من طراز «تشالنجر»، ودوريات بالكلاب على زلاجات، وفق «رويترز».
تحذير أوروبي
في هذا الصدد، شدَّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأربعاء، على أن الاتحاد الأوروبي «لن يسمح لدول أخرى بمهاجمة حدوده». وقال بارو إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستغزو الجزيرة الشاسعة الواقعة بالقطب الشمالي. وتابع: «ما من شك في أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى في العالم بمهاجمة حدوده السيادية، أياً كانت تلك الدول... نحن قارة قوية».
وتكشف تصريحات ترمب عن أجندة توسُّعية، وذلك قبل أسبوعين فقط من أدائه اليمين رئيساً للولايات المتحدة. وقال بارو: «إذا سألتموني عما إذا كنتُ أعتقد أن الولايات المتحدة ستغزو غرينلاند، فإن إجابتي هي: (لا). ولكن إذا كان السؤال هو: هل دخلنا فترة زمنية يكون فيها البقاء للأقوى؟ فإن إجابتي هي: (نعم)». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يترك نفسه فريسة للخوف أو القلق المفرط، بل ينبغي أن يستفيق ويعزز قوته.
بدوره، ذكّر المستشار الألماني أولاف شولتس بمبدأ حرمة الحدود. وبعد مشاورات مع رؤساء حكومات أوروبية، قال شولتس في برلين إن «حرمة الحدود تنطبق على كل دولة»؛ سواء أكانت في الشرق أو الغرب.
«لا تفاوض» على السيادة
لم يتوقّف صدى تصريحات ترمب على أوروبا وكندا، بل بلغ بنما والمكسيك كذلك. وأكّد وزير الخارجية البنمي خافيير مارتينيز - آشا أنّ سيادة بلاده «ليست قابلة للتفاوض»، وذلك ردّاً على تهديدات ترمب بإعادة السيادة على قناة بنما إلى الولايات المتّحدة. وقال الوزير إنّ «الرئيس خوسيه راوول مولينو سبق أن أعلن أنّ السيادة على قناتنا ليست قابلة للتفاوض، وهي جزء من تاريخنا النضالي»، مشدّداً على أنّ القناة «أُعيدت إلى غير رجعة».
وأثار ترمب مؤخراً سخط السلطات البنمية، بتهديده باستخدام القوة العسكرية لاستعادة القناة التي تربط بين المحيطين، الممتدّة على 80 كيلومتراً، إذا لم تُخفِّض رسوم العبور بالنسبة إلى السفن الأميركية.
وقناة بنما، التي شيّدتها الولايات المتحدة ودُشنت في عام 1914، انتقلت السيطرة عليها إلى الإدارة البنمية في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1999، بموجب معاهدات أُبرمت سنة 1977 بين الرئيس الأميركي يومئذ، جيمي كارتر، ونظيره البنمي الرئيس القومي، عمر توريخوس. وقال ترمب، في المؤتمر الصحافي بمنتجعه (مارالاغو)، ردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان يستبعد القيام بتحرك عسكري ضدّ قناة بنما وغرينلاند: «يمكنني أن أقول التالي: نحتاج إليهما من أجل الأمن الاقتصادي»، مضيفاً: «لن أعلن التزامي بذلك (أي عدم القيام بتحرك عسكري). قد نضطر للقيام بأمر ما».
«خليج أميركا»
وفي المكسيك، قالت الرئيسة كلاوديا شينباوم إن اسم «خليج المكسيك» معترَف به دولياً، في رد على تصريحات ترمب عن تغيير اسم المسطح المائي إلى «خليج أميركا». ثم هاجمت شينباوم ترمب قائلة إنه يعيش في الماضي. وأضافت: «أعتقد أنهم ينقلون معلومات خاطئة للرئيس (المنتخَب) ترمب، وأخبروه أن فيليبي كالديرون ما زال رئيساً»، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان كالديرون رئيساً للمكسيك بين عامي 2006 و2012. وقالت شينباوم: «لكن لا. الأمر في المكسيك يرجع للشعب».
وعرضت خلال مؤتمر صحافي خريطة توضح المساحة السابقة للمكسيك التي كانت تشمل أراضي أصبحت الآن جزءاً من الولايات المتحدة. وقالت متهكمة: «أميركا المكسيكية، هذا ظريف فيما يبدو».