تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)
الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)
TT
20

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)
الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من مناطق العالم.

وأوضحت الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة أستراليا الوطنية، أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة تسببت في وفاة أكثر من 8700 شخص، وتشريد وتهجير نحو 40 مليون شخص، فضلاً عن خسائر اقتصادية تجاوزت 550 مليار دولار، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «Observational Study».

وبحسب الدراسة، فإن ارتفاع درجات حرارة المحيطات كان له دور كبير في زيادة حدة الأعاصير الاستوائية والجفاف في حوض الأمازون وجنوب أفريقيا، بينما ساهم تغير المناخ في غزارة الأمطار والعواصف بطيئة الحركة التي أسفرت عن فيضانات مفاجئة في أوروبا وآسيا والبرازيل.

وفي عام 2024، تعرض نحو أربعة مليارات شخص في 111 دولة (أي نصف سكان العالم) إلى أكثر الأعوام حرارة، وفق المسجل حتى الآن، حيث ارتفعت درجات الحرارة على اليابسة بمقدار 1.2 درجة مئوية مقارنة ببداية القرن الحالي، ونحو 2.2 درجة مئوية مقارنة ببداية الثورة الصناعية.

وشهد العالم كوارث مائية متعددة، مثل الفيضانات المفاجئة والنهرية والجفاف. على سبيل المثال، تسببت الفيضانات المدمرة في البرازيل بمقتل أكثر من 80 شخصاً، بينما أدت الفيضانات الشديدة في أفغانستان وباكستان إلى وفاة أكثر من 1000 شخص، وأثرت فيضانات جنوب الصين على مئات الآلاف من السكان. وفي بنغلاديش، دمرت الأمطار الغزيرة أكثر من مليون طن من الأرز خلال شهر أغسطس (آب).

والى ذلك، تسبب الجفاف الشديد في حوض الأمازون في تعطيل النقل وتقليل إنتاج الطاقة الكهرومائية، فيما أدى الجفاف المدمر في جنوب أفريقيا إلى خفض إنتاج الذرة بنسبة 50 في المائة.

ووفق النتائج، تميز عام 2024 بزيادة تكرار الظواهر المناخية المتطرفة مقارنة بالسنوات السابقة؛ إذ سجلت الأمطار معدلات قياسية في 27 في المائة من الأشهر مقارنة ببداية القرن، وزادت معدلات الهطول اليومية القياسية بنسبة 52 في المائة. كما ارتفعت معدلات الفترات الجافة مع انخفاضات قياسية في الأمطار بنسبة 38 في المائة.

وبحسب الدراسة، تسببت هذه الكوارث المائية في تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمحاصيل، مما أدى إلى تدهور الأمن الغذائي في العديد من الدول.

وأكد الفريق البحثي أن الاحترار العالمي المستمر يعزز من شدة وتكرار هذه الظواهر؛ مما يتطلب تطوير البنية التحتية المقاومة للفيضانات، وتعزيز قدرة الإنتاج الزراعي على مقاومة الجفاف، إضافة إلى تحسين أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة للكوارث.

وشدد الباحثون على أن التغير المناخي يمثل تحدياً عالمياً يتطلب تعاون الدول والمؤسسات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتطوير تقنيات مبتكرة للتخفيف من التأثيرات المناخية الضارة.


مقالات ذات صلة

أنياب في العظام... أول دليل على قتال بين مُصارع روماني وأسد

يوميات الشرق القتال بين الإنسان والحيوان (رويترز)

أنياب في العظام... أول دليل على قتال بين مُصارع روماني وأسد

أعلن خبراء أنَّ علامات عضٍّ على هيكل عظمي لمُصارع روماني تُمثّل أول دليل أثري مباشر على قتال دار بين إنسان وأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد (أرشيفية - رويترز)

فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد

كشف باحثون، في «مركز لانغون» الصحي بجامعة نيويورك الأميركية، و«مركز بيرلماتر للسرطان» التابع له، عن أن فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل (ناسا)

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر...

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو (أ.ف.ب)

ابنة رئيس وزراء فرنسا تقول إنها تعرضت لاعتداء جسدي في مدرسة كاثوليكية

كشفت الابنة الكبرى لرئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو عن أنها كانت من بين المتضررين بفضيحة الاعتداءات في مدرسة كاثوليكية داخلية شهيرة في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ وزير الصحة الأميركي روبرت إف. كيندي (أ.ف.ب)

أميركا تتراجع عن وعدها بنشر نتائج دراسة تُحدّد أسباب التوحد

أعلن مسؤول أميركي كبير، الثلاثاء، أنّ الولايات المتّحدة لن تنشر بحلول سبتمبر (أيلول) نتائج دراسة تُحدّد أسباب مرض التوحّد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ولاية أميركية ستعدم رجلاً طلب حكم الإعدام ليتوقف عن «إضاعة وقت الجميع»

الأميركي جيمس أوزغود المتهم باغتصاب وقتل امرأة (أ.ب)
الأميركي جيمس أوزغود المتهم باغتصاب وقتل امرأة (أ.ب)
TT
20

ولاية أميركية ستعدم رجلاً طلب حكم الإعدام ليتوقف عن «إضاعة وقت الجميع»

الأميركي جيمس أوزغود المتهم باغتصاب وقتل امرأة (أ.ب)
الأميركي جيمس أوزغود المتهم باغتصاب وقتل امرأة (أ.ب)

من المقرر أن تُعدم ولاية ألاباما الأميركية رجلاً، اليوم الخميس، بعد أن تنازل عن استئنافه، مُقراً بذنبه في اغتصاب وقتل امرأة قبل 15 عاماً، وأنه لا يريد الاستمرار في «إضاعة وقت الجميع»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

سيُعدم جيمس أوزغود، 55 عاماً، بالحقنة المميتة الساعة السادسة مساءً في سجن ويليام هولمان الإصلاحي في أتمور، بألاباما. وعند تنفيذ عقوبته، سينضم إلى ما يقارب واحداً من كل عشرة أشخاص محكوم عليهم بالإعدام في جميع أنحاء أميركا ممن طالبوا بإعدامهم.

أدانت هيئة محلفين أوزغود بتهمة القتل العمد لقتله تريسي لين براون في مقاطعة تشيلتون عام 2010. وقال الادعاء إن أوزغود ذبح براون بعد أن اعتدى عليها جنسياً هو وصديقته.

صرح الرجل للصحافيين بأنه يريد الاعتذار لعائلة براون، وأنه تنازل عن استئنافه لأنه «مذنب بارتكاب جريمة قتل». في رسالة إلى محاميه يشرح فيها قراره بطلب موعد إعدامه، كتب أنه متعب، وأنه لم يعد يشعر بأنه «موجود حتى».

وقال أوزغود لوكالة «أسوشييتد برس»: «أنا مؤمن بشدة، كما قلت في المحكمة، بمبدأ العين بالعين والسن بالسن. لقد قتلتُ روحاً فخسرتُ حياتي. لا أؤمن بالجلوس هنا وإضاعة وقت وأموال الجميع».

عُثر على براون ميتةً في منزلها في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2010. وقال الادعاء إن أوزغود اعترف للشرطة بأنه وصديقته اعتديا جنسياً على براون، بعد أن ناقشا كيف راودتهما تخيلاتٌ حول اختطاف وتعذيب شخص ما. ثم قام بقطع حلقها. وحُكم على صديقته، ابنة عم براون، بالسجن المؤبد.

قالت جاكي ويلمان، زوجة أب براون، للقاضي في جلسة النطق بالحكم على أوزغود عام 2014: «لا أستطيع أن أتخيل أي شخص يفعل ذلك لشخص آخر، حتى لو كان ألد أعدائه. لا أعرف أي عقل يفكر بهذا الشكل».

وعند إصدار حكم الإعدام، أشار القاضي إلى أن أوزغود عاش طفولة صعبة، شملت اعتداءً جنسياً وهجراً ومحاولة انتحار. لكن القاضي قال أيضاً إن أوزغود هو من قطع رقبة براون وطعنها وهي تتوسل إليهما ألا يؤذياها.

أوضح أوزغود الأسبوع الماضي أنه يندم على كل «الألم والمعاناة» التي سببها لعائلة براون، ولعائلته هو أيضاً.

وأفاد: «أود أن أعتذر لعائلة الضحية. لن أطلب منهم العفو لأنني أعلم أنهم لا يستطيعون ذلك». وأضاف أن الله وحده قادر على منح العفو.

أُلغي حكم الإعدام الأولي الصادر بحق أوزغود بقرار من محكمة الاستئناف، بحجة أن هيئة المحلفين تلقت تعليمات غير سليمة. وعند إعادة النطق بالحكم عام 2018، طلب أوزغود تنفيذ حكم الإعدام، قائلاً إنه لا يريد أن تتحمل العائلات جلسة استماع أخرى.