«خليجي 26» فرصة قطر لتصحيح المسار ومعالجة «أخطاء تصفيات المونديال»

منتخب قطر لحظة تتويجه بكأس الخليج الـ22 (موقع كأس الخليج)
منتخب قطر لحظة تتويجه بكأس الخليج الـ22 (موقع كأس الخليج)
TT

«خليجي 26» فرصة قطر لتصحيح المسار ومعالجة «أخطاء تصفيات المونديال»

منتخب قطر لحظة تتويجه بكأس الخليج الـ22 (موقع كأس الخليج)
منتخب قطر لحظة تتويجه بكأس الخليج الـ22 (موقع كأس الخليج)

يرزح المنتخب القطري لكرة القدم تحت وطأة ضغوط كبيرة منذ انطلاق تصفيات مونديال 2026 بنتائج مخيبة لبطل آسيا في النسختين الأخيرتين في 2019 و2023، أدخلته نفقاً صعباً في سباق التأهل المباشر.

وباتت كأس الخليج في نسختها الـ26، التي تستضيفها الكويت من 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي حتى الثالث من يناير (كانون الثاني) المقبل، ملاذ «العنابي» من أجل استعادة الثقة التي اهتزت كثيراً، فطالت الجهاز الفني السابق، وعصفت ببعض العناصر.

وكان الاتحاد القطري قد أقال الإسباني «تينتين» ماركيس لوبيس مدرب المنتخب الأول، وعيَّن مساعده ومواطنه لويس غارسيا مدرباً مؤقتاً، في قرار كان متوقعاً بالنسبة للأول وخياراً ضيقاً فرضته الظروف بالنسبة للبديل.

وبحث الاتحاد خلال الفترة السابقة عن مدرب بديل، حيث دخل في مفاوضات مع الكرواتي زلاتكو داليتش، الذي على الرغم من أنه زار الدوحة ودرس العرض، فإنه فضَّل استكمال عقده مع منتخب بلاده حتى عام 2026.

وكان الفرنسي كريستوف غالتييه مدرب الدحيل أحد الحلول، لكن الاتفاق لم يتم بين الطرفين، ليجد الاتحاد نفسه أمام خيار مدرب إسبانيول السابق غارسيا.

المدرب الجديد، وبعد ساعات من تعيينه، اختار قائمةً خلت من أسماء وازنة، على غرار البرازيلي الأصل إدميلسون جونيور، والمدافعَين عبد الكريم حسن وخوخي بوعلام، ولاعب الوسط الدفاعي عبد العزيز حاتم، في خطوة تبدو مستغربة في ظل وجود اللاعبين الأربعة أساسيين في تشكيلات لوبيس الأخيرة، في حين لم يستدعِ الحارس المخضرم سعد الشيب.

ويقول اللاعب السابق للمنتخب القطري إبراهيم الغانم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عانى المنتخب في المرحلة الماضية من غياب بعض الحلول التكتيكية، مع عدم وجود استقرار على مستوى التشكيلة، ما يظهر غياب الانسجام بين التوليفة في بعض الأحيان».

وأضاف: «سيكون المدرب الجديد مطالَباً بمعالجة الأخطاء، والظهور بوجه مغاير في كأس الخليج التي تحتاج إلى التفاصيل الصغيرة والقدرات الفردية لطرح الحلول في بعض المباريات، التي تعدّ جميعها ديربيات خليجية يُغلِّفها كثيرٌ من الحماس والتحدي».

وعاش «العنابي» حالةً من التناقض مع ماركيس، فبعد أن قاد المنتخب للتتويج بلقب كأس آسيا من دون خسارة في مباراة رسمية، ثم انتصارين وتعادل في استكمال المرحلة الثانية من التصفيات، جاءت النتائج مخيبة في المرحلة الثالثة.

ومنيت قطر بـ3 خسائر في المباريات الـ6 في المجموعة الأولى، مكتفية بانتصارين وتعادل، جامعة 7 نقاط فقط، احتلت بها المركز الرابع بفارق 3 نقاط عن الإمارات الثالثة، و6 نقاط عن أوزبكستان الثانية، و9 نقاط عن إيران المتصدرة، لتفقد منطقياً فرصةَ التأهل المباشر إلى كأس العالم باحتلال أحد المركزَين الأول أو الثاني.

ويقول لاعب المنتخب القطري السابق رائد يعقوب: «بطولة كأس الخليج تُعدّ فرصة لتصويب المسار، والعمل على تعزيز الإيجابيات، وعلاج السلبيات التي ظهرت خلال تصفيات المونديال».

يضيف: «العنابي يدخل المنافسة وهو حامل لقب بطولة كأس آسيا في النسختين الأخيرتين، ومطالب بالظهور بصورة مختلفة، وسيكون رهان بطولة كأس الخليج تحدياً كبيراً أمام اللاعبين في طريق محاولة التتويج باللقب للمرة الرابعة في تاريخ الكرة القطرية» بعد أعوام 1992 و2004 و2014.

ومضى يقول: «بالمناسبة، جل المنتخبات الخليجية لم تقدم المستوى المطلوب خلال التصفيات، وستكون الأجهزة الفنية بحاجة لمراجعة فنية شاملة، قبل استئناف المنافسة من جديد».

واتفق الغانم ويعقوب على أن الناحية الهجومية في المنتخب القطري تُعدّ الأفضل في ظل وجود أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا عام 2023 والهداف المعز علي، في وقت تحتاج فيه المنظومة في منطقتَي الوسط والدفاع إلى بعض التعديلات من قبل المدرب الجديد.

وشرح الغانم، بطل «خليجي 21» مع المنتخب القطري: «الظهور بصورة مغايرة في كأس الخليج يتطلب دخول المنافسة بقوة وجدية، خصوصاً في ضربة البداية أمام المنتخب الإماراتي، ثم التعامل مع المباريات بمبدأ كل واحدة على حدة، من أجل الفوز والعودة إلى مسار الانتصارات واستعادة الثقة».

ويلعب المنتخب القطري خلال كأس الخليج في المجموعة الأولى، حيث سيستهل المشوار بمواجهة الإمارات يوم 21 من الشهر الحالي، قبل أن يلاقي المنتخب العماني يوم 24، ثم ينهي الدور الأول بملاقاة المنتخب الكويتي المستضيف يوم 27 من الشهر ذاته.


مقالات ذات صلة

«خليجي 26»: عُمان تأمل استعادة ذكرياتها الجميلة في الكويت

رياضة عربية تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)

«خليجي 26»: عُمان تأمل استعادة ذكرياتها الجميلة في الكويت

تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت، عندما تشارك في «خليجي 26» بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عالمية ستيفن فارو (رويترز)

مدير كأس يونايتد للتنس: البطولة أرض خصبة للابتكار

قال مدير بطولة كأس يونايتد للتنس، اليوم الخميس، إن اللعبة كانت بطيئة جداً في تبنّي الابتكار بسبب نجاحها خلال العصر الذهبي الذي هيمن عليه نجوم عالميون.

«الشرق الأوسط» (بنغالور)
رياضة عربية خيسوس كاساس (رويترز)

كاساس يعلن قائمة العراق النهائية في «خليجي 26»

أعلن الإسباني خيسوس كاساس، مدرب منتخب العراق، اليوم الخميس، القائمة النهائية المستدعاة لخوض منافسات بطولة كأس الخليج لكرة القدم «خليجي 26».

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عالمية ماركو روزه (د.ب.أ)

روزه: لايبزغ ليس المنافس الأول لبايرن ميونيخ في الدوري الألماني

قال ماركو روزه، المدير الفني لفريق لايبزغ الألماني لكرة القدم، إنه لا يرى أن فريقه هو المنافس الأول لبايرن ميونيخ في الدوري الألماني (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزغ)
رياضة عربية يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة، عندما يخوض النسخة السادسة والعشرين على أرض جارته الكويت.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

«خليجي 26»: عُمان تأمل استعادة ذكرياتها الجميلة في الكويت

تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)
تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)
TT

«خليجي 26»: عُمان تأمل استعادة ذكرياتها الجميلة في الكويت

تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)
تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)

تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت، عندما تشارك في «خليجي 26» بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026.

وابتسمت الكويت في استضافاتها الأربع السابقة دائماً لمنتخب عمان في كأس الخليج، بعدما شهدت مشاركته لأول مرة في البطولة في النسخة الثالثة عام 1974، وأحرز المركز الرابع الأفضل له في البدايات في نسختي 1990 و2003 في الكويت أيضاً.

كما أحرز «الأحمر» لقبه الثاني بعد الأول عام 2009، في «خليجي 23» عام 2017 في الكويت على حساب الإمارات في النهائي بركلات الترجيح 5 - 4 (الشوطان الأصلي والإضافي 0 - 0)، بعدما قدم نسخة استثنائية بخوضه أربع مباريات على التوالي من دون أن تهتز شباكه.

ويأمل الشارع الرياضي في عمان بالتألق مجدداً في الكويت، لاستعادة ثقته بمنتخبه الوطني الذي يعاني في تصفيات مونديال 2026 بعد احتلاله راهنا للمركز الرابع في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط من فوزين و4 هزائم.

وتعول عُمان على الخبرة الخليجية لمدربها الوطني رشيد جابر، حيث سبق له أن قاد «الأحمر» في نسخة 2002 في السعودية وحقق الفوز على الكويت 3 - 1 والذي كان الأول في تاريخ مواجهات المنتخبين.

وورث جابر(60 عاماً) حملاً ثقيلاً من سلفه التشيكي ياروسلاف شيلهافي الذي أقيل من منصبه في سبتمبر (أيلول) الماضي، ورفع شعار «إعادة الثقة والروح والشغف للمنتخب» فور تعيينه في منصبه.

وعمل المدرب الذي قاد السيب ليصبح في 2022 أول نادٍ عُماني يحرز لقب كأس الاتحاد الآسيوي، على المزج بين عنصري الخبرة والشباب عندما استدعى إلى قائمته الموسعة لخوض البطولة الخليجية 31 لاعباً ضمت لاعب نادي عمان المنذر العلوي بعد غياب طويل بسبب الإصابة، ومهاجم النصر وليد المسلمي هداف الدوري الموسم الماضي بـ13 هدفاً، وثلاثي المنتخب الأولمبي مأمون العريمي وعاهد المشايخي والفرج الكيومي.

وسيكون الغائب الأكبر عن عُمان نجمها محسن الغساني بعد رفض ناديه بانكوك يونايتد التايلاندي التحاقه بمنتخب بلاده؛ إذ تعد كأس الخليج خارج أيام الاتحاد الدولي (فيفا).

وخاض «الأحمر» مباراة ودية، الاثنين، أمام اليمن انتهت بفوزه بهدف نظيف سجله علي البوسعيدي.

وأعلن لاعبو عمان التحدي؛ إذ أكد لاعب الوسط عبد الله فواز أن «مجموعة عُمان قوية والحظوظ فيها متساوية، لكن يوجد تفاؤل كبير لدى الجميع بعبور دور المجموعات»، معتبراً أن «الهدف الأساسي ليس الصعود وحسب، بل أكثر من ذلك في المنافسة على اللقب».

وأبدى سعادته بالمشاركة لأول مرة «في البطولة الخليجية التي كنا نتابعها منذ الصغر بشغف وحماس وكبيرين».

وأشار حارب السعدي إلى أن «كأس الخليج لها أهمية خاصة عند الجمهور العماني الذي يهتم بها، ويتابعها بأعداد كبيرة في المدرجات، وهدفنا إسعاده وتقديم بطولة تليق باسمنا».

ورأى أن «مجموعة عمان تضم منتخبات قوية وهي الإمارات وقطر، حيث قدما حضوراً جيداً في مباراتيهما الأخيرة، إضافة إلى الكويت الدولة المستضيفة».

تأخرت مشاركة عمان في كأس الخليج حتى النسخة الثالثة في 1974، وعانت كثيراً في البدايات من سلسلة نتائج سلبية. انتظرت حتى النسخة التاسعة عام 1988 في السعودية لتحقق فوزها الأول وكان على حساب قطر 2 - 1، وانتظرت خمس نسخ أخرى لتحقيق الانتصار الثاني، والمفارقة أنه كان على حساب «العنابي أيضاً بالنتيجة نفسها في نسخة 1998.

لكن كل شيء تغير منذ اعتماد نظام أدوار الإقصائيات في نسخة قطر 2004 بعدما حلت عمان وصيفة للدولة المستضيفة بخسارتها بركلات الترجيح 5 - 4 (الشوطان الأصلي والإضافي 1 - 1)، وكررت المركز نفسه في الإمارات 2007 بسقوطها أمام المنظم 0 - 1.

أحرزت اللقب الأول في تاريخها على أرضها في 2009 على حساب السعودية بركلات الترجيح، ثم الثاني في 2017 على حساب الإمارات بركلات الترجيح أيضاً، وحلّت وصيفة في النسخة الأخيرة عام 2023 في العراق بخسارتها أمام المستضيف 0 - 1.

وعندما أحرزت اللقب، امتلكت عمان في المناسبتين حارسين عملاقين، هما علي الحبسي (المعتزل في 2020)، أكثر مَن توّج بجائزة أفضل حارس مرمى في تاريخ البطولة أعوام 2003، و2004، و2007، و2009 و2011، والمخضرم فايز الرشيدي (36 عاماً).