الذكاء الاصطناعي في جراحة الفم والوجه والفكين

دقة في اكتشاف الأسنان المطمورة وتوقع حدوث التورم

الذكاء الاصطناعي في جراحة الفم والوجه والفكين
TT

الذكاء الاصطناعي في جراحة الفم والوجه والفكين

الذكاء الاصطناعي في جراحة الفم والوجه والفكين

يُعتبر الذكاء الاصطناعي في مجال جراحة الفم والوجه والفكين، أداة ثورية لدعم اتخاذ القرار في التشخيص والعلاج.

توقع النتائج وتخطيط العمليات

يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحسين توقع النتائج وتخطيط العمليات الجراحية وصياغة الأجزاء المفقودة أو التالفة من عظم الفكين أو عظام الوجه باستخدام الأشعة المقطعية CBCT.

صياغة العظام بالطابعات التجسيمية

تُصمَّم الأجزاء التالفة بدقة متناهية لتُرسل إلى الطابعات التجسيمية (ثلاثية الأبعاد)، ما يتيح صياغة العظام المفقودة في دقائق معدودة. هذا التطور يقلل الزمن اللازم لصياغة هذه الأجزاء من أسابيع في مختبرات صناعة الأسنان إلى دقائق معدودة، ما جعل من علم جراحة الفم والفكين أحد أكثر المجالات نجاحاً في طب الأسنان.

تطبيقات رئيسية للذكاء الاصطناعي

كتشاف الأسنان المطمورة في الفك: يعاني نحو 10 في المائة من البشر من وجود أسنان لا تبزغ أو تظهر في الفم، بل تبقى داخل عظم الفك مطمورة. قد تمنع هذه الأسنان المطمورة النمو الطبيعي للأسنان المجاورة ما يخلق سوء إطباق وتشوه لابتسامة الشخص. يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف الأسنان المطمورة بدقة ثلاثية الأبعاد وتقييم علاقتها بالهياكل التشريحية المحيطة مثل الجيوب الأنفية والفكين والقناة الفكية السفلية.

ويساعد هذا في تحسين الدقة وتقليل المخاطر المحتملة أثناء العمليات الجراحية. وقد أثبت الدكتور كولين هوبر في بحث نُشر في مجلة طب الأسنان البريطانية عام 2023 أن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في عمليات رفع الأسنان المطمورة أدى إلى نسبة نجاح بلغت 99.5 في المائة دون أي مضاعفات.

* توقع التورم بعد الجراحة: طُورت نماذج الذكاء الاصطناعي لتوقع التورم الوجهي بعد خلع الأسنان أو العمليات الجراحية الأخرى. وتساعد هذه النماذج الأطباء في تقديم رعاية أفضل للمرضى بعد الجراحة والحد من المضاعفات. وأظهرت إحدى الدراسات البارزة التي أُجريت في جامعة بكين عام 2020 أن استخدام الشبكات العصبية الاصطناعية في توقع تورم الوجه بعد قلع الأضراس الثالثة المطمورة حقق معدل دقة بلغ 98 في المائة.

* تحليل صعوبة استخراج الأضراس: تم استخدام نماذج الشبكات العصبية التلافيفية (CNN) لتحليل صعوبة استخراج الأضراس باستخدام الصور الشعاعية البانورامية. وأظهرت النتائج نجاحاً كبيراً في تحديد العلاقات المختلفة للعظام وزاوية السن وعمقها.

ويمكن أن يزيد استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية من دقة التشخيص ويساعد الجراحين على تخطيط الجراحة بدقة أكبر. وأظهرت دراسة أجريت في مستشفى بريستول في المملكة المتحدة عام 2022 أن استخدام نماذج التعلم الآلي في تحليل الصور الطبية يمكن أن يزيد من دقة التشخيص بنسبة تصل إلى 90 في المائة.

دقة ورصد

-دقة أعلى: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات بسرعة ودقة، ما يقلل من فرص الخطأ البشري.

-اكتشاف مبكر: تساعد النماذج التنبؤية في اكتشاف المشاكل الصحية في مراحل مبكرة، ما يزيد من فرص العلاج الناجح.

-تكلفة أقل: يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل التكاليف من خلال تحسين كفاءة التشخيص وتقديم علاجات مخصصة.

إن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً كبيرة لتحسين عمليات استخراج الأضراس من خلال تحليل البيانات بدقة وتقديم توصيات مخصصة لكل حالة. هذه الابتكارات تسهم بشكل كبير في تحسين نتائج الجراحة وتقليل المضاعفات المحتملة، ما يسهم في تسريع الشفاء وزيادة رضا المرضى.


مقالات ذات صلة

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

الاقتصاد بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا، «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول 2030.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» (رويترز)

«إنفيديا» تكثف التوظيف في الصين مع التركيز على سيارات الذكاء الاصطناعي

ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن شركة «إنفيديا» أضافت نحو 200 شخص في الصين هذا العام لتعزيز قدراتها البحثية والتركيز على تقنيات القيادة الذاتية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة يوم الأربعاء، حيث لم تُظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق روبوت دردشة يشجع مراهقاً على قتل والديه (رويترز)

بسبب تحديدهما وقتاً لاستخدام الشاشة... «تشات بوت» يشجع مراهقاً على قتل والديه

رفعت دعوى قضائية في محكمة في تكساس بعدما أخبر روبوت محادثة (تشات بوت) شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً، بأن قتل والديه كان «استجابة معقولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين: روسيا تتعاون مع دول «بريكس» لتكوين تحالف في الذكاء الاصطناعي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، إن روسيا ستطور الذكاء الاصطناعي مع شركائها في مجموعة «بريكس» ودول أخرى.

«الشرق الأوسط» (موسكو )

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً