الفاصوليا والبازلاء بديلان جيدان للّحوم والألبان

البقوليات غير المعالجة مثل البازلاء والفاصوليا حققت أداءً جيداً على كل المستويات (كلية لندن الجامعية)
البقوليات غير المعالجة مثل البازلاء والفاصوليا حققت أداءً جيداً على كل المستويات (كلية لندن الجامعية)
TT

الفاصوليا والبازلاء بديلان جيدان للّحوم والألبان

البقوليات غير المعالجة مثل البازلاء والفاصوليا حققت أداءً جيداً على كل المستويات (كلية لندن الجامعية)
البقوليات غير المعالجة مثل البازلاء والفاصوليا حققت أداءً جيداً على كل المستويات (كلية لندن الجامعية)

«تُعَد الفاصوليا والبازلاء من أفضل بدائل اللحوم والألبان من حيث التغذية والصحة والبيئة والتكلفة الاقتصادية»، وفقاً لنتائج دراسة جديدة أجراها فريق مشترك من الباحثين من جامعتي لندن وأكسفورد البريطانيتين.

ووجدت الدراسة المنشورة في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس»، أن البقوليات مثل فول الصويا والبازلاء والفاصوليا تفوقت على المنتجات المصنعة مثل البرغر النباتي والألبان المشتقة من مصادر نباتية.

كما أظهرت النتائج أن اللحوم المزروعة في المختبر هي «البديل الأسوأ» بسبب نقص الفوائد الصحية والتكاليف المرتفعة لعمليات الإنتاج، حتى بعد احتساب تخفيضات التكلفة المحتملة وعوائد الاستثمار.

وكانت الدراسة التي قادها الدكتور ماركو سبرينجمان من معهد الصحة العالمية بجامعة لندن، قد جمعت بين تقييمات التغذية والصحة والبيئة والتكلفة لمقارنة تأثيرات اللحوم والألبان مع المنتجات البديلة.

قال سبرينجمان: «البقوليات غير المعالجة مثل البازلاء والفاصوليا كانت الفائزة بشكل واضح في تقييمنا. فقد حققت أداءً جيداً على كل المستويات».

وأوضح في بيان صادر الثلاثاء: «لكن المفاجأة كانت في المرتبة الثانية (التيمبيه)، وهو طعام إندونيسي تقليدي مصنوع من فول الصويا المخمر، الذي يحتفظ بالكثير من الخصائص الغذائية لفول الصويا دون الكثير من المعالجة أو الإضافات، مما أعطاه إلى جانب التكلفة المنخفضة نسبياً ميزة على البدائل الأكثر معالجة مثل البرغر النباتي».

وتوفر النتائج الجديدة الدعم للسياسات العامة ومبادرات الأعمال التي تهدف إلى زيادة تناول بدائل اللحوم والحليب المصنعة بشكل بسيط.

وقام الباحثون بتقييم المنتجات التقليدية مثل «التوفو» -أحد منتجات فول الصويا، ويعد مصدراً مثالياً للبروتينات النباتية- و«التيمبيه»، والبدائل المصنعة مثل البرغر النباتي والألبان النباتية، والمنتجات المحتملة مثل لحم البقر المزروع في المختبر، وكذلك الأطعمة النباتية غير المصنعة مثل فول الصويا والبازلاء.

ووفق باحثي الدراسة فإن اختيار البقوليات بدلاً من اللحوم والألبان من شأنه أن يقلل من الاختلالات الغذائية في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية عموماً، بمقدار النصف، والوفيات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي الحالي بمقدار العُشر.

وفي الوقت نفسه، ستساعد المنتجات الجديدة على خفض التأثيرات البيئية للأنظمة الغذائية مثل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والمزيد من استهلاك الأراضي واستخدام المياه بأكثر من النصف، ومن المقدر، وفق نتائج الدراسة، أن تتراجع تكاليف الإنتاج بأكثر من الثلث.

وهو ما علق عليه سبرينجمان: «إن تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان في البلدان ذات الدخل المرتفع أمر ضروري للحد من تأثيرات تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتحسين الصحة. وتُظهِر دراستنا أن هناك مجموعة من الأطعمة والمنتجات الغذائية التي قد تكون لها فوائد متعددة عند استبدال اللحوم ومنتجات الألبان في الأنظمة الغذائية الحالية».

وعلى الرغم من أن الأطعمة النباتية المصنعة مثل البرغر النباتي والألبان النباتية لا تزال تحقق فوائد كبيرة عند استبدال اللحوم ومنتجات الألبان بها في نظامنا الغذائي، فإن تخفيضات الانبعاثات وتحسينات الصحة كانت أقل بنسبة الخمس إلى الثلث، مقارنة باختيار البقوليات غير المصنعة، وكانت التكاليف بالنسبة للمستهلك أعلى بعشر من تكاليف الأنظمة الغذائية الحالية.

وكانت النتيجة المدهشة الأخرى، وفق الدراسة، هي اللحوم المزروعة في المختبر. فعلى الرغم من عدم اليقين الكبير بشأنها، تشير البيانات الأخيرة إلى أنها ليست منتجاً تنافسياً، حتى بالنسبة للحوم العادية.

وفي ظل التقنيات الحالية، يمكن أن تكون انبعاثاتها الضارة بيئياً مرتفعة مثل انبعاثات برغر اللحم البقري بما يصل إلى 40 ألف ضعف تكلفتها، في حين أن تأثيراتها الصحية مقارنة بلحوم البقر ستكون سيئة على نحو مماثل.

وأوضح سبرينجمان: «الاستثمار في اللحوم المزروعة في المختبرات وفطائر البرغر فائقة المعالجة يبدو صعباً عند النظر في تأثيراتها النسبية والبدائل المتاحة».

وأضاف: «تشير نتائجنا إلى أن البدائل المناسبة للحوم والألبان موجودة ومتاحة وبأسعار معقولة دون الحاجة بالضرورة إلى تطوير منتجات جديدة. المطلوب فقط هو سياسات عامة حكيمة تدعم جميع المواطنين في تناول وجبات صحية ومستدامة بيئياً».


مقالات ذات صلة

تناول الشوكولاته الداكنة 5 مرات أسبوعياً يمكن أن يقلص خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني

صحتك تناول قطع من الشوكولاته الداكنة خمس مرات أسبوعياً يساهم في الحد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني (د.ب.أ)

تناول الشوكولاته الداكنة 5 مرات أسبوعياً يمكن أن يقلص خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني

خلص باحثون إلى أن تناول قطع من الشوكولاته الداكنة خمس مرات أسبوعياً وتجنب تناول شوكولاته الحليب ارتبطا بالحد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

فيتامين شائع يضاعف بقاء مرضى سرطان البنكرياس على قيد الحياة

قالت دراسة جديدة إن تناول جرعات عالية من فيتامين «سي» قد يكون بمثابة اختراق في علاج سرطان البنكرياس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كثير من الأمور البدنية الصعبة يمكن تخطّيها (مواقع التواصل)

طبيب قهر السرطان يخوض 7 سباقات ماراثون في 7 قارات بـ7 أيام

في حين قد يبدو مستحيلاً جسدياً أن يخوض الإنسان 7 سباقات ماراثون في 7 أيام متتالية، جذب تحدّي الماراثون العالمي العدَّائين في جميع أنحاء العالم طوال عقد تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لماذا يتخذ الأشخاص الأذكياء قرارات سيئة في علاقاتهم العاطفية؟

يرى خبير بعلم النفس أن ضغط الأقران أحياناً يؤثر في قراراتنا عند اختيار شريك الحياة (أرشيفية - رويترز)
يرى خبير بعلم النفس أن ضغط الأقران أحياناً يؤثر في قراراتنا عند اختيار شريك الحياة (أرشيفية - رويترز)
TT

لماذا يتخذ الأشخاص الأذكياء قرارات سيئة في علاقاتهم العاطفية؟

يرى خبير بعلم النفس أن ضغط الأقران أحياناً يؤثر في قراراتنا عند اختيار شريك الحياة (أرشيفية - رويترز)
يرى خبير بعلم النفس أن ضغط الأقران أحياناً يؤثر في قراراتنا عند اختيار شريك الحياة (أرشيفية - رويترز)

لاحظ رونالد إي. ريجيو، أستاذ علم النفس في كلية كليرمونت ماكينا الأميركية أن كثيراً من الأشخاص الناجحين يتخذون قرارات سيئة عندما يتعلق الأمر باختيار شريك الحياة.

وأفاد في مقال في موقع «سيكولوجي توداي» بأنه في كثير من الأحيان ينخرط الناس في التبرير، ويخدعون أنفسهم في تقييم الآخرين.

وتابع أن الموضوعية هي المفتاح في أي عملية اتخاذ قرار ناجحة، خصوصاً عند اختيار شريك الحياة. وتابع أستاذ علم النفس: «لقد اتخذنا جميعاً بعض الخيارات السيئة في العلاقات العاطفية وفي الحياة. وفي بعض الأحيان، يمكن للآخرين أن يروا أننا على وشك اتخاذ قرار سيئ، لكننا لا نرى ذلك بأنفسنا. ومع ذلك، ما زلنا نمضي قدماً، ونختار المسار الخطأ».

وتابع ريجيو، الذي لديه أكثر من 150 كتاباً، بالإضافة إلى مقالات بحثية في مجالات القيادة ومراكز التقييم وعلم النفس التنظيمي وعلم النفس الاجتماعي أن هناك بعض العمليات النفسية التي تؤثر في حكمنا عند اتخاذ القرارات. ووفقاً للمقال، فهذه 4 عمليات نفسية تؤثر في حكمنا عند اتخاذ قرار اختيار شريك الحياة:

1- التبرير

التبرير هو آلية دفاع شائعة جداً نحاول من خلالها تفسير شكوكنا ومخاوفنا بشأن الاختيار الذي اتخذناه أو على وشك اتخاذه. على سبيل المثال، كان أحد الأصدقاء الذي خرج للتو من علاقة سيئة على وشك الدخول في علاقة أخرى. قال له والده: «أنا مندهش من مدى تشابهها مع حبيبتك السابقة. هل أنت متأكد من أنك تعرف ما تفعله؟»، أجابني صديقي: «أبي، إنها لا تشبهني على الإطلاق. إنها مختلفة تماماً!». حسنًا، كرر التاريخ نفسه، وحدث النمط غير السليم نفسه في هذه العلاقة أيضاً.

2- تأثيرات التباين

يقول أستاذ علم النفس في مقاله إنه كان يعرف سيدة بعد فترة وجيزة من إنهاء زواجها الثاني، وإنها ارتبطت برجل آخر دافئ المشاعر وعطوف ومحب، بعكس الزوج الأول، لكن ذلك لا يعني أن الأمر سينجح. ويتابع في مقاله : «للأسف، لم تنجح هذه العلاقة أيضاً. كان الشريك الجديد أكثر عاطفيةً من شركائها السابقين، لكن لم يكن هناك فرق كبير حقاً. لقد وقعت ضحية لتأثير التباين. بالمقارنة مع الاثنين الآخرين، كان هذا الرجل أفضل، ولكن ليس كثيراً».

3- تأثير الهالة

يحدث تأثير الهالة عندما تؤثر إحدى السمات الشخصية البارزة في تقييمنا الكامل لشخص ما بشكل إيجابي، ويحدث هذا التحيز عندما يصبح شخص ما مفتوناً بشريك جذاب بشكل خاص، ولأن الشخص جميل (وسيم)، فإن تأثير الهالة يقودنا إلى افتراض صفات إيجابية أخرى (على سبيل المثال، ساحر، ذكي، اجتماعي) قد لا تكون موجودة.

4- ضغط الأقران

في بعض الأحيان، لا تكون انحيازاتنا الشخصية هي التي تعوقنا، ولكننا نستسلم لآراء الآخرين، وقد نشك في تصوراتنا الخاصة لشريك محتمل. ويقول الخبير بعلم النفس إن صديقاً جامعياً له أخبره بسيدة كان ينوي الزواج بها وهو في عمر الأربعين: «يقول جميع أصدقائي إنها الشريك المثالي بالنسبة لي!»، ويتابع الخبير: «كانت لديه بعض الشكوك، لكنه قرر أن يتقدم للزواج». وقال أيضًا: «الوقت يمضي بسرعة، وقد واعدت كثيراً من النساء. هذه بلدة صغيرة، لذا فإن الخيارات تنفد مني». ورأى أستاذ علم النفس أن تلك التعليقات تشير إلى انحياز آخر، وهو انحياز ضغط الأقران، وقال إن صديقه الأربعيني لم يدم زواجه طويلاً.

كيف يمكن للمرء أن يقاوم هذه التحيزات في اتخاذ القرار؟

- كن صادقًا مع نفسك. أولاً وقبل كل شيء، عند اتخاذ أي نوع من القرارات، ولكن بشكل خاص عند اتخاذ قرار بشأن علاقة طويلة الأمد، ومن المهم محاولة التعامل مع الموقف بموضوعية. قم ببعض التأمل الذاتي. ما الذي تبحث عنه حقاً في شريكك؟

- احصل على آراء/وجهات نظر متعددة، واطلب آراء الآخرين الصادقة، ولكن لا تعتمد كثيراً على تقييم أي شخص آخر.

- ابحث عن أدلة موضوعية. أفضل مؤشر للسلوك المستقبلي هو السلوك الماضي والحالي. راقب كيف يتصرف الشخص الآخر الآن. انظر إلى أنماط السلوك السابقة. لا تتوقع أنهم سيتغيرون لمجرد أنهم يقولون ذلك.