بعد اتهامات أميركية بالرشوة والاحتيال... غوتام أداني يؤكد الالتزام بالامتثال

أداني يحضر حفل توزيع جوائز الأحجار الكريمة والمجوهرات الحادي والخمسين في جايبور (رويترز)
أداني يحضر حفل توزيع جوائز الأحجار الكريمة والمجوهرات الحادي والخمسين في جايبور (رويترز)
TT

بعد اتهامات أميركية بالرشوة والاحتيال... غوتام أداني يؤكد الالتزام بالامتثال

أداني يحضر حفل توزيع جوائز الأحجار الكريمة والمجوهرات الحادي والخمسين في جايبور (رويترز)
أداني يحضر حفل توزيع جوائز الأحجار الكريمة والمجوهرات الحادي والخمسين في جايبور (رويترز)

قال رجل الأعمال الهندي غوتام أداني، إن مجموعته ملتزمة بـ«الامتثال التنظيمي على مستوى عالمي» بعد توجيه اتهامات بالاحتيال ومخطط رشوة مزعوم بملايين الدولارات في الولايات المتحدة، وهي أول تصريحات له منذ ظهور هذه الاتهامات.

أداني -البالغ من العمر 62 عاماً- هو أحد أغنى الرجال في آسيا، ويُنظر إليه على أنه مقرَّب من رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وقد تم تسليط الأضواء عليه في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما اتهمه المدعون الأميركيون في نيويورك، هو وسبعة من شركائه، بالاحتيال في الأوراق المالية، والتآمر لارتكاب الاحتيال في الأوراق المالية، والاحتيال في الأسلاك، بالإضافة إلى خداع المستثمرين، من خلال إخفاء أن مشروع شركته الضخم للطاقة الشمسية في شبه القارة الهندية، كان يتم تسهيله عن طريق الرِّشَى.

ويُزعم أنهم متهمون بدفع -أو التخطيط لدفع- نحو 265 مليون دولار رِشى لمسؤولين حكوميين للمساعدة في تأمين عقود وتمويل بمليارات الدولارات.

«هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه التحديات. ما يمكنني قوله لكم هو أن كل هجوم يجعلنا أقوى. وكل عقبة تصبح نقطة انطلاق أكثر مرونة لمجموعة (أداني)»، هذا ما قاله أداني في وقت متأخر من يوم السبت، في حفل توزيع جوائز بمدينة جايبور شمال الهند.

وقال رجل الأعمال إن العقبات التي تواجهها مجموعته هي «ثمن الريادة».

وأضاف قائلاً: «كلما زادت جرأة أحلامك زاد تدقيق العالم في أحلامك. في عالم اليوم تنتشر السلبية أسرع من الحقائق. وبينما نحن نعمل من خلال العملية القانونية، أريد أن أؤكد من جديد التزامنا المطلق بالامتثال التنظيمي على مستوى عالمي».

وقالت مجموعة «أداني»، في بيان لها الأسبوع الماضي، إن ادعاءات وزارة العدل الأميركية ولجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، ضد مديري شركة «أداني للطاقة الخضراء» لا أساس لها من الصحة.

بصمة أداني في اقتصاد الهند

إن بصمة أداني في جميع أنحاء الاقتصاد الهندي عميقة. فمجموعته هي أكبر مشغل لمناجم الفحم في البلاد، وأكبر مطور للبنية التحتية، وتدير كثيراً من المواني والمطارات، وتوظِّف عشرات الآلاف من الأشخاص. وعلى الرغم من جذوره في مجال الوقود الأحفوري، يطمح أداني إلى أن يصبح أكبر لاعب في العالم في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ويقول المحللون إن أحد العوامل الرئيسية في صعوده الصاروخي على مر السنين، هو براعته في مواءمة أولويات مجموعته مع أولويات حكومة مودي. ويتهمه منتقدوه برأسمالية المحسوبية، والحصول على معاملة تفضيلية من الدولة، مما سهل له الفوز بالعقود الحكومية. وقد نفت المجموعة مراراً وتكراراً هذا الاتهام.

وقد أثر الجدل بالفعل على مصالح أداني في الخارج.

فقد ألغى الرئيس الكيني في 21 نوفمبر صفقات بملايين الدولارات مع مجموعة «أداني» لتحديث المطارات ومشاريع الطاقة.

وقال متحدث باسم الحكومة السريلانكية في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنها تراجع المشاريع التي ستنفذها مجموعة «أداني» في سريلانكا. وكان من المقرر أن تستثمر المجموعة أكثر من 440 مليون دولار، بموجب اتفاق مدته 20 عاماً لتطوير 484 ميغاواط من طاقة الرياح في المناطق الشمالية الشرقية من سريلانكا، وتطوير محطة في ميناء كولومبو.

كما تقوم الحكومة المؤقتة في بنغلاديش بمراجعة اتفاقية تقوم بموجبها مجموعة «أداني» بتزويد بنغلاديش بالكهرباء، من مشروع للطاقة في الهند.


مقالات ذات صلة

الجدعان: نسعى لتحقيق التوازن في السياسة الضريبية

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (حساب الوزير على منصة إكس)

الجدعان: نسعى لتحقيق التوازن في السياسة الضريبية

تعمل الحكومة السعودية على تحسين النظام الضريبي وتسهيل الامتثال الضريبي، مع التركيز على أهمية زيادة كفاءة التحصيل الضريبي وتعزيز العدالة في تطبيقه.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد مشاة يسيرون أمام مبنى وزارة المالية الروسية في موسكو (رويترز)

الصندوق السيادي الروسي يتوقع تدفق استثمارات أجنبية كبيرة في 2025

قال رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، كيريل دميترييف، يوم الأربعاء، إن روسيا قد تشهد زيادة كبيرة في الاستثمارات الأجنبية العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي (أرامكو)

«أرامكو» و«توتال» و«السعودية لإعادة التدوير» تقيّم تطوير معمل لإنتاج وقود الطيران المستدام في السعودية

أعلنت «أرامكو» و«توتال» و«السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير» توقيع اتفاقية مشتركة لتقييم تطوير محتمل لمعمل وقود طيران مستدام في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إيمانويل ماكرون يتحدث إلى الحضور خلال منتدى الاستثمار السعودي - الفرنسي بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 02:00

ماكرون: السعودية «حجر زاوية» للوصول إلى الأسواق الخليجية والعربية والأفريقية

وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوة تشجيع إلى رجال وسيدات الأعمال الفرنسيين للاستثمار في المملكة كونها «حجر الزاوية»، بحسب وصفه.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد لوران جيرمان متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي (الشرق الأوسط)

جيرمان: 3 عوامل رئيسية جاذبة للاستثمارات في الرياض

قال رئيس الجانب الفرنسي في مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي، ورئيس أرباب العمل الفرنسيين «ميديف» لوران جيرمان، إن شركات بلاده تنظر إلى المملكة شريكاً حقيقياً.

زينب علي (الرياض)

بوتين: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كانت سهلة المصادرة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
TT

بوتين: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كانت سهلة المصادرة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إنه يطرح تساؤلاً بشأن ضرورة الاحتفاظ بالاحتياطيات الحكومية بالعملات الأجنبية، في ظل إمكانية مصادرتها بسهولة لأسباب سياسية، مشيراً إلى أن الاستثمار المحلي لهذه الاحتياطيات يعدّ خياراً أكثر جذباً وموثوقية.

وكانت الدول الغربية قد جمدت نحو 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية، التي تم جمعها من عائدات الطاقة الفائضة، في بداية حرب أوكرانيا عام 2022. وتُجري دول مجموعة السبع مناقشات حالياً حول كيفية استخدام هذه الأموال لدعم أوكرانيا، وفق «رويترز».

وقال بوتين في تصريحات أمام مؤتمر استثماري: «سؤال مشروع: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كان من السهل فقدانها؟». وأوضح أن استثمار المدخرات الحكومية في البنية التحتية واللوجيستيات والعلوم والتعليم يعدّ أكثر أماناً وفاعلية من الاحتفاظ بها في الأصول الأجنبية.

كما أشار بوتين إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تساهم في إضعاف دور الدولار الأميركي بصفته عملةً احتياطية في الاقتصاد العالمي من خلال استخدامه لأغراض سياسية؛ مما يدفع الكثير من الدول إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك العملات الرقمية.

وأضاف بوتين: «على سبيل المثال، من يستطيع حظر (البتكوين)؟ لا أحد». وأكد أن تطوير تقنيات الدفع الجديدة أصبح أمراً حتمياً، بالنظر إلى انخفاض تكلفتها وموثوقيتها العالية.