رؤية أفريقية لتنفيذ «اتفاق جدة» السوداني

تتضمن نشر 4500 عسكري لـ6 أشهر قابلة للتجديد

البشير خاض نظامه حروباً لسنوات عدّة في جنوب السودان ودارفور (أ.ف.ب)
البشير خاض نظامه حروباً لسنوات عدّة في جنوب السودان ودارفور (أ.ف.ب)
TT

رؤية أفريقية لتنفيذ «اتفاق جدة» السوداني

البشير خاض نظامه حروباً لسنوات عدّة في جنوب السودان ودارفور (أ.ف.ب)
البشير خاض نظامه حروباً لسنوات عدّة في جنوب السودان ودارفور (أ.ف.ب)

أفادت تقارير أمس، بأن المبعوث الخاص للهيئة الحكومة للتنمية (إيغاد)، لورانس كورباندي، قدم رؤية شاملة لتنفيذ اتفاق جدة تتضمن نشر قوات أفريقية من دول ليس لها مصلحة أو علاقة بالصراع الدائر في السودان.

ونقلت صحيفة «سودان تريبيون» عن مصادر أن القوات تقدر بنحو 4500 عسكري، تساهم كل دولة بـ900 فرد، لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد.

من ناحية ثانية، ضرب انشقاق كبير حزب المؤتمر الوطني بعد انتخاب أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيساً في اجتماع لمجلس شورى الحزب الخميس، على الرغم من اعتراض التيار الذي يقوده رئيس المكتب القيادي، إبراهيم محمود.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير خاطب اجتماع «الشورى» برسالة صوتية، وبارك انتخاب هارون.

واستبق محمود، انعقاد الاجتماع بإصدار بيان أعلن فيه عدم الاعتراف به وبأي قرارات تصدر عنه.


مقالات ذات صلة

تمشيط واسع للساحل السوري بحثاً عن السلاح

المشرق العربي تمشيط واسع للساحل السوري بحثاً عن السلاح

تمشيط واسع للساحل السوري بحثاً عن السلاح

بدأت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية في سوريا، صباح أمس (السبت)، عملية تمشيط واسعة جنوب اللاذقية في الساحل السوري، لجمع السلاح غير القانوني، بعد أن

«الشرق الأوسط» (دمشق - أنقرة)
المشرق العربي قوة إسرائيلية تستعد لدخول بيت حانون السبت (أ.ف.ب)

إسرائيل تدمر «صحة غزة»

أكمل الجيش الإسرائيلي «تدمير» كل المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، بعد اعتقاله مدير «مستشفى كمال عدوان»، وأفراداً من طاقمه، في إطار عملية عسكرية أخرجت آخر

«الشرق الأوسط» ( غزة)
شؤون إقليمية مؤيدون لمؤسس حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان يرفعون صوره في إسطنبول يوم 17 مارس الماضي (رويترز)

تركيا: انطلاق عملية سلام جديدة

التقى وفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد في تركيا، زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات،

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا التي احتجزت بإيران في 19 ديسمبر (أ.ب)

روما: قضية الصحافية المعتقلة في إيران معقدة

أعلنت روما، أمس، تمسكها بجميع سبل الحوار الممكنة، لإعادة الصحافية تشيتشيليا سالا، المحتجزة في طهران، لكنها وصفت الجهود المبذولة بالمعقدة.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا تشييع جثمان مراهق تُوفي في حادثة تحطم طائرة ركاب «إمبراير» في باكو 28 ديسمبر (رويترز)

بوتين يعتذر لعلييف بعد حادث الطائرة «المأساوي»

قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتذاراً لنظيره الأذربيجاني إلهام علييف، أمس، عن حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية في كازاخستان الذي وصفه بـ«المأساوي»، من دون

«الشرق الأوسط» (لندن)

تدشين حزب مصري يضم مسؤولين سابقين يُثير تساؤلات

سياسيون ومسؤولون مصريون سابقون أثناء المشاورات التحضيرية للحزب الجديد (الشرق الأوسط)
سياسيون ومسؤولون مصريون سابقون أثناء المشاورات التحضيرية للحزب الجديد (الشرق الأوسط)
TT

تدشين حزب مصري يضم مسؤولين سابقين يُثير تساؤلات

سياسيون ومسؤولون مصريون سابقون أثناء المشاورات التحضيرية للحزب الجديد (الشرق الأوسط)
سياسيون ومسؤولون مصريون سابقون أثناء المشاورات التحضيرية للحزب الجديد (الشرق الأوسط)

أثار الإعلان عن تدشين حزب سياسي جديد في مصر، الاثنين، باسم «الجبهة الوطنية» يضم مسؤولين سابقين وشخصيات عامة، تساؤلات بشأن تمويله، ومؤسّسيه، ومدى ارتباطه برئيس «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، إبراهيم العرجاني.

ويبلغ عدد الأحزاب المشهرة قانوناً في مصر نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات» في مصر، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهوري» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ووفق إفادة لوزير الإسكان المصري السابق، أمين عام «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، عاصم الجزار، فإن «تدشين الحزب يأتي بعد عقد سلسلة من اللقاءات والمشاورات المكثفة، بهدف إثراء الحياة الحزبية والسياسية»، لافتاً إلى أنه تم «التوافق على أعضاء الهيئة التأسيسية للحزب».

وقال الجزار إن «الحزب الجديد يحمل رسالة وطنية، ويؤسس رؤيته على نهج متوازن يحتفظ بمسافة واحدة بين الموالاة والمعارضة تحقيقاً للمصلحة الوطنية»، مشيراً إلى أن الحزب «يستهدف اقتحام أي مشاكل أو أزمات تواجه الوطن والمواطنين وتقديم حلول حقيقية لها».

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، أجرى مسؤولون سابقون، بينهم الجزار، ووزير الزراعة المصري السابق السيد القصير، ورئيس مجلس النواب (البرلمان) السابق علي عبد العال، إلى جانب المنسق العام لـ«الحوار الوطني» ضياء رشوان، سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع شخصيات سياسية وحزبية وإعلامية واقتصادية، وممثلين للقبائل وكبار العائلات المصرية، للاستماع لمختلف الآراء بشأن «أولويات العمل السياسي».

ويستهدف الحزب الجديد «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة»، وفق الجزار الذي أشار إلى أن «الحزب يسعى لصياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، معتبراً أن «هدف الحزب، هو لمّ الشمل السياسي، في فترة لا تحتمل التشتت»، كما «يسعى لإيجاد أرضية مشتركة تجمع كل التوجهات والتيارات الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة».

ومن المقرر إجراء انتخابات مجلس النواب المصري (البرلمان) في نهاية عام 2025، قبل 60 يوماً من انتهاء مدة المجلس الحالي في يناير (كانون الثاني) 2026؛ وذلك تطبيقاً لنص المادة (106) من الدستور المصري.

أبراج وفنادق ومكاتب شركات على نهر النيل في القاهرة (رويترز)

وحول الجدل المثار بشأن طبيعة الحزب وتمويله وصفة مؤسّسيه، قال مصدر مطلع على اجتماعات الحزب الجديد، إن «الحزب سيكون مختلفاً في فكرته ورؤيته عن الأحزاب القائمة»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الهيئة التأسيسية ستضم شخصيات سياسية تمثل فئات وشرائح مجتمعية متنوعة».

وأشار المصدر إلى أن «تمويل الحزب سيعتمد على رجال أعمال سيشاركون فيه، وليس بالضرورة أن يكون بينهم إبراهيم العرجاني»، نافياً «وجود أي صلة للحزب بـ(اتحاد القبائل والعائلات المصرية) الذي يرأسه العرجاني».

وأثار «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» جدلاً في الساحة السياسية المصرية منذ إعلان تأسيسه في مايو (أيار) الماضي، برئاسة العرجاني، وعزز الاتحاد وجوده بتنظيم احتفالية بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر (تشرين الأول) 1973 في العاصمة الإدارية نهاية أكتوبر الماضي، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومشاركة موسعة من سياسيين وحزبيين وحشد جماهيري من مختلف المحافظات.

ولا تقتصر الهيئة التأسيسية للحزب الجديد على مسؤولين سابقين فقط، بحسب السياسي الوفدي السابق، أحد المشاركين في تأسيس الحزب، محمد مصطفى شردي الذي أشار إلى «مشاركة شخصيات سياسية تمثل اتجاهات مختلفة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب الجديد يسعى لتلبية احتياجات المواطن المصري»، مشيراً إلى أن «الحزب لا يستهدف الاستئثار بمقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة، لكن المساهمة في حل المشاكل التي يواجهها المواطن».

وتباينت الآراء بشأن جدوى تأسيس حزب جديد في مصر الآن، وبينما يعتقد المتحدث باسم حزب «حماة الوطن»، عمرو سليمان، أن الحزب الجديد «سيشكل إضافة للحياة السياسية في مصر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب لن يخصم من رصيد الأحزاب القائمة»؛ يرى رئيس حزب «الجيل» بمصر، ناجي الشهابي، أن «الحياة السياسية المصرية ليست في حاجة لحزب جديد»، مشيراً إلى أن «بعض الأحزاب القائمة يمثل ظهيراً سياسياً للنظام المصري»، مرجحاً «عدم وجود اختلاف بين الحزب الجديد والأحزاب القائمة بالفعل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الاختبار الحقيقي لشعبية الحزب وقاعدته الجماهيرية في الشارع سيكون خلال منافسته في الانتخابات المقبلة».

أيضاً يتحدث أستاذ العلوم السياسية، حسن سلامة، عن أن إعلان تدشين حزب «الجبهة الوطنية» يثير تساؤلات بشأن حقيقة دوره، وبرنامجه، وأدوات عمله في الشارع، مضيفاً: «لا نريد حزباً يشكل عبئاً إضافياً على الحياة السياسية، في وقت نحتاج فيه لتقليل عدد الأحزاب القائمة، بسبب تقارب وتشابه أفكارها».

ولا يتوقع سلامة أن يشكل الحزب الجديد اختلافاً جوهرياً عن أحزاب الأغلبية في البرلمان الحالي مثل «مستقبل وطن»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المجتمع المصري يحتاج لأنظمة حزبية فعالة تستطيع استقطاب أعضاء، وتضع رؤى لتحسين الأوضاع داخلها».