رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية يقر بحدوث «أخطاء» في إدارته للفيضانات

رئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون بعد حديثه في البرلمان الإقليمي حول ما حدث في فيضانات 29 أكتوبر 2024 في فالنسيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
رئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون بعد حديثه في البرلمان الإقليمي حول ما حدث في فيضانات 29 أكتوبر 2024 في فالنسيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية يقر بحدوث «أخطاء» في إدارته للفيضانات

رئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون بعد حديثه في البرلمان الإقليمي حول ما حدث في فيضانات 29 أكتوبر 2024 في فالنسيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
رئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون بعد حديثه في البرلمان الإقليمي حول ما حدث في فيضانات 29 أكتوبر 2024 في فالنسيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

برر رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية كارلوس مازون، اليوم (الجمعة)، بشكل مسهب إدارته للفيضانات القاتلة في 29 أكتوبر (تشرين الأول)، معترفاً بحدوث «أخطاء»، من دون تجنيب حكومة بيدرو سانشيز المركزية تحمل المسؤولية.

وقال مازون، العضو في الحزب الشعبي (يمين محافظ)، في خطاب استمر ساعتين ونصف الساعة في البرلمان الإقليمي في فالنسيا (شرق): «لن أنكر (أن هناك) أخطاء».

وتجمع نحو 100 متظاهر أمام مقر البرلمان مطالبين باستقالته وهتفوا «كاذب» و«قاتل».

وقال مازون الذي يرفض الاستقالة: «بصفتي رئيساً للحكومة الإقليمية، أريد أن أعتذر» للأشخاص الذين «شعروا بأن المساعدات لم تصل أو لم تكن كافية».

وارتفعت حصيلة الفيضانات غير المسبوقة في البلاد، الجمعة، إلى 224 قتيلاً، بينهم 216 في منطقة فالنسيا وحدها.

وتابع مازون: «لن أتهرب من أي مسؤولية». وانتقد بطريقة غير مباشرة حكومة بيدرو سانشيز، مشيراً إلى «أولئك الذين يختبئون وراء تفسيرات بشأن السلطات التنظيمية والتفاصيل الدقيقة للأنظمة والقوانين حتى لا يقوموا بنقد ذاتي».

منذ فيضانات 29 أكتوبر في فالنسيا، يتعرض مازون وإدارته الإقليمية لأجهزة الإنذار أو الإغاثة، لانتقادات المتضررين.

وتظاهر 130 ألف شخص في فالنسيا، السبت الماضي، للاحتجاج على إدارة السلطات للكارثة، ولا سيما على إدارة مازون.

في إسبانيا، الدولة اللامركزية إلى حد كبير، تقع مسؤولية إدارة الكوارث على عاتق الحكومات الإقليمية، لكن الحكومة المركزية المسؤولة عن إصدار التنبيهات عبر وكالة الأرصاد الجوية، يمكنها توفير الموارد والمبادرة في الحالات القصوى.

وزار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ومازون، إلى جانب الملك فيليبي السادس وزوجته ليتيسيا، في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، منطقة بايبورتا المنكوبة قرب فالنسيا؛ حيث استقبلوا بالشتائم ورشقوا بالوحل.

واستهل مازون خطابه، الجمعة، مذكراً بأن هذه «أسوأ فيضانات شهدتها إسبانيا منذ عام 1962»، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد توقع كارثة بهذا الحجم.

ولم ترسل خدمات الحكومة المحلية رسالة إلى هواتف السكان المحمولة تطلب منهم فيها البقاء في منازلهم أو العودة إليها من دون تأخير بسبب خطر الفيضانات إلا بعد مرور أكثر من 12 ساعة من إصدار وكالة الأرصاد الجوية في البلاد أول إنذار باللون الأحمر، وكانت الساعة تخطت الثامنة مساء.

حينها، كانت الفيضانات قد غمرت مناطق كثيرة، وعلق مئات الأشخاص على الطرق في سياراتهم، ولم يتح إنقاذ الكثير منهم.

وقلل مازون في خطابه من أهمية الإنذار الأحمر الصادر عن وكالة الأرصاد، مؤكداً أن هذا النوع من الإنذارات «صدر 36 مرة خلال السنوات العشر الماضية من دون أن تعقب أياً منها فيضانات مفاجئة مثل التي حدثت» الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)

الآلاف يحتجون في فالنسيا الإسبانية بسبب كارثة الفيضانات (صور)

تظاهر عشرات الآلاف في مدينة فالنسيا بشرق إسبانيا، السبت، احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 220 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (بلنسية)
العالم العربي امرأة تعبُر أرضاً غمرتها المياه في إحدى قرى جنوب السودان (أ.ب)

تأثر 1.4 مليون شخص بفيضانات جنوب السودان ونزوح 379 ألفاً

تأثر نحو 1.4 مليون شخص بالفيضانات في جنوب السودان، بينما نزح أكثر من 379 ألف شخص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أوروبا الناس ينظفون بين السيارات المتراكمة في ألفافار بعد عاصفة دانا في فالنسيا 5 نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلّفت 219 قتيلاً

أعلنت الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، عن خطة مساعدات بقيمة 10.6 مليار يورو لدعم آلاف المواطنين والشركات المنكوبة في جنوب شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا ملك إسبانيا فيليبي السادس أثناء زيارته لفالنسيا (أ.ف.ب)

شاهد... ناجون من فيضانات إسبانيا يرشقون الملك ومسؤولين بالطين والبيض

اضطر ملك إسبانيا وزوجته ورئيس الوزراء إلى قطع زيارتهم –الأحد- إلى جنوب شرقي إسبانيا، بعدما قامت حشود ساخطة برشقهم بالطين والبيض.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

أوكرانيا توقف ضابطا كبيرا بتهمة التجسس لصالح روسيا

أحد عناصر جهاز الأمن الأوكراني (قناة المخابرات الأوكرانية عبر «تلغرام»)
أحد عناصر جهاز الأمن الأوكراني (قناة المخابرات الأوكرانية عبر «تلغرام»)
TT

أوكرانيا توقف ضابطا كبيرا بتهمة التجسس لصالح روسيا

أحد عناصر جهاز الأمن الأوكراني (قناة المخابرات الأوكرانية عبر «تلغرام»)
أحد عناصر جهاز الأمن الأوكراني (قناة المخابرات الأوكرانية عبر «تلغرام»)

أعلنت أوكرانيا، الجمعة، توقيف ضابط يقود وحدة قوات خاصة في البلاد بتهمة نقل معلومات إلى روسيا حول عمليات عسكرية سرية تنفذها كييف.

وأفاد جهاز الأمن الأوكراني، في بيان، بأن روسيا جنّدت المشتبه به، وهو برتبة ليفتنانت - كولونيل، قبل بدء غزوها لأوكرانيا في عام 2022، ثم «تم تشغيله» في الربيع الماضي من قبل عميل لدى الاستخبارات العسكرية الروسية عبر معارفه في روسيا.

منذ بداية الحرب، أعلنت كل من كييف وموسكو مراراً توقيف مواطنين بتهمة التجسس لصالح الجانب الآخر. لكن توقيف مسؤول عسكري قادر على الوصول إلى معلومات سرية حول عمليات خاصة، أمر نادر.

وأفاد جهاز الأمن الأوكراني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن الرجل أوقف «في الأيام الأخيرة». وأكدت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية أنه اتهم بـ«الخيانة العظمى» ويواجه عقوبة السجن مدى الحياة، مضيفة أنها صادرت وسائل اتصال إلكترونية «سرية» من منزله.

وأكد جهاز الأمن الأوكراني أن مهمة المشتبه به تمثلت في «نقل خطط عمليات» كييف المنظمة «خلف خطوط العدو»، لافتاً النظر إلى أن مشغليه الروس اهتموا خصوصاً بالحصول على معلومات «حول عمليات التخريب والاستطلاع الأوكرانية» في المناطق المحتلة في الجنوب، لا سيما في زابوريجيا وخيرسون الخاضعتين جزئياً لسيطرة روسيا منذ عام 2022، وشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في 2014.

ويتزامن هذا التوقيف مع تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد على جبهة زابوريجيا، بالإضافة إلى الهجوم في الجبهة الشرقية، حيث تقدمت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة. وقال جهاز الأمن الأوكراني إن «الجاسوس استخدم منصبه للحصول على معلومات» عن تحركات القوات الأوكرانية «وأسلحتها وأهدافها»، مضيفاً أن «الروس خططوا لاستخدام هذه المعلومات للقضاء على جنود القوات الخاصة الأوكرانية» على الجبهة.