عمليات هدم إسرائيلية لأبنية في القدس الشرقية تثير قلق فلسطينيين وناشطين وحكومات

الفلسطينيون يرونها محاولة لكسر معنوياتهم «من خلال الهدم»

عمليات هدم إسرائيلية لمبانٍ في القدس (أرشيفية)
عمليات هدم إسرائيلية لمبانٍ في القدس (أرشيفية)
TT

عمليات هدم إسرائيلية لأبنية في القدس الشرقية تثير قلق فلسطينيين وناشطين وحكومات

عمليات هدم إسرائيلية لمبانٍ في القدس (أرشيفية)
عمليات هدم إسرائيلية لمبانٍ في القدس (أرشيفية)

نفّذت إسرائيل عمليات هدم لمبانٍ في حي بالقدس الشرقية المحتلة يقع بالقرب من بعض أهم الأماكن المقدسة في المدينة، ما أثار قلق السكان الفلسطينيين، إضافة إلى ناشطين وحكومات أجنبية.

وقال فخري أبو دياب، أحد سكان حي سلوان حيث هدمت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، مركزاً ثقافياً وخيمة احتجاجية بحجة أن البناء غير مرخص، إنهم «يحاولون من خلال الهدم كسر معنوياتنا».

ويقع مركز جمعية البستان وخيمة التضامن في حي البستان في سلوان، بالقرب من البلدة القديمة في القدس التي تضم العديد من المواقع الدينية، وحيث تكثّف نشاط المستوطنين الإسرائيليين في السنوات الأخيرة.

وأضاف أبو دياب الذي هُدم منزله إلى جانب العديد من المنازل الأخرى في عملية أخرى الأسبوع الماضي، أن «رسائل الحي للمجتمع المحلي وللعالم كانت تخرج منها».

وقال إن الإسرائيليين «أرادوا قطع الرأس قبل الجسد» للحركة المناهضة للاستيطان في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة.

وتيرة غير مسبوقة

وقالت منظمة «عير عميم» الحقوقية المناهضة للاستيطان إن «هذه المنطقة كانت لسنوات تحت ضغط مشترك من قبل الدولة والمستوطنين بسبب الأصول التاريخية الموجودة داخل حدودها وقربها من الحرم الشريف/ جبل الهيكل والمدينة القديمة، المقدسة بالنسبة للمسلمين واليهود على حد سواء»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت السلطات الإسرائيلية جزءاً من سلوان منطقة «محمية» حيث تخطط لإنشاء حديقة سياحية في المنطقة التي تضم العديد من المواقع الدينية اليهودية.

عمليات هدم إسرائيلية لمبانٍ في القدس (أرشيفية)

وأشارت بلدية القدس إلى قرارات لمحاكم تأمر بهدم منشآت في حي البستان تعد مخالفة للسياسات التنظيمية للمناطق.

ولكن وفقاً لمنظمة «عير عميم»، تهدف عمليات الهدم إلى ربط المستوطنين الإسرائيليين في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية بالجزء الغربي من المدينة الذي تقطنه غالبية يهودية.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة قبل أكثر من عام، التي وصلت تداعياتها إلى ما هو أبعد من القطاع، «بلغت عمليات هدم المنازل في جميع أنحاء القدس الشرقية مستويات غير مسبوقة»، وفقاً للمنظمة غير الحكومية.

رفض دولي

وأعربت القنصلية الفرنسية في القدس في بيان، الأربعاء، عن «غضب» باريس من عمليات الهدم الأخيرة، مشيرة إلى أنها دعمت المركز الثقافي المدمر «بأكثر من نصف مليون يورو» منذ عام 2019.

وزار دبلوماسيون يمثلون حكومات عدة، معظمها أوروبية، حي البستان في الأشهر الأخيرة، لتسليط الضوء على مخاوف السكان بشأن تزايد عمليات الهدم.

وقال دبلوماسي تحدث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن «الموقع بالغ الأهمية استراتيجياً للنشاط الاستيطاني في القدس الشرقية».

وأضاف الدبلوماسي أن عمليات الهدم استمرت على الرغم من «أننا فعلنا كل ما في باستطاعتنا لإقناع السلطات الإسرائيلية بعكس ذلك».

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، بينما تعد إسرائيل المدينة بأكملها عاصمتها «الموحدة».

ويعيش أكثر من 360 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، بالإضافة إلى نحو 230 ألف إسرائيلي.


مقالات ذات صلة

«يريدون طردنا»... حي فلسطيني في القدس الشرقية مهدد بالهدم

المشرق العربي فلسطينيون من عائلة أبو دياب يتفقدون أنقاض منزلهم بعد هدمه من قبل القوات الإسرائيلية في حي البستان بالقدس الشرقية (أ.ف.ب)

«يريدون طردنا»... حي فلسطيني في القدس الشرقية مهدد بالهدم

ينحني فخري أبو دياب على الأرض ويلتقط حجراً من بين أنقاض منزله الذي هدمته بلدية القدس الإسرائيلية في حي البستان بالقدس الشرقية المحتلة بحجة بنائه من دون رخصة.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية نازحون فلسطينيون يلهون بجوار الحدود مع مصر، في رفح (أرشيفية - أ.ب)

كاتس: سنسيطر على قطاع غزة مثل الضفة الغربية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: «بمجرد أن نهزم القوة العسكرية لحماس والقوة الحاكمة في غزة، فإن إسرائيل ستسيطر على الأمن في غزة».

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال متحدثاً خلال فعالية في أنقرة الاثنين وإلى جانبه رئيس بلديتها منصور ياواش (موقع الحزب)

تراشق حاد بين إردوغان والمعارضة حول سوريا

تشهد الساحة السياسية جدلا متصاعدا حول التطورات الأخيرة في سوريا بالتزامن مع إرسال فريق من 80 شخصا، سيبدأ على الفور أعمال بحث في سجن صيدنايا عبر أجهزة متطورة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي لافتة علّقها المستوطنون في الضفة الغربية كتب عليها: «لا مستقبل في فلسطين» (فيسبوك)

حملة استيطانية ضد الفلسطينيين: لا مستقبل لكم بوطنكم

أثارت لافتات ضخمة تم تعليقها في الضفة الغربية، مع الرسالة «لا مستقبل في فلسطين»، موجة غضب بين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يعبرون الخميس السياج الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب) play-circle 01:54

إسرائيل تقصف دمشق... وتُهجّر أهالي قرى في جنوب سوريا

الممارسات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الجزء الشرقي من الجولان، تدل على أنه يستعد لإقامة طويلة في الأراضي السورية التي احتلها.

نظير مجلي (تل ابيب)

زحمة وفود في دمشق... ومخاوف من عملية تركية

سوريون لدى عودتهم إلى بلادهم عبر معبر أونجوبينار الحدودي قرب مدينة كيليس جنوبي تركيا أمس (أ.ب)
سوريون لدى عودتهم إلى بلادهم عبر معبر أونجوبينار الحدودي قرب مدينة كيليس جنوبي تركيا أمس (أ.ب)
TT

زحمة وفود في دمشق... ومخاوف من عملية تركية

سوريون لدى عودتهم إلى بلادهم عبر معبر أونجوبينار الحدودي قرب مدينة كيليس جنوبي تركيا أمس (أ.ب)
سوريون لدى عودتهم إلى بلادهم عبر معبر أونجوبينار الحدودي قرب مدينة كيليس جنوبي تركيا أمس (أ.ب)

شهدت العاصمة السورية دمشق، أمس، زحمة وفود دبلوماسية، قدمت للقاء السلطات الجديدة التي تسعى بدورها إلى طمأنة العواصم الأجنبية بشأن قدرتها على تهدئة الأوضاع في سوريا بعد نزاع مدمر استمرّ أكثر من 13 عاماً.

ورغم رغبة دول الاتحاد الأوروبي في التزام الحذر، إزاء السلطات الجديدة ممثَّلةً في «هيئة تحرير الشام»، بانتظار أن تتحول الأقوال والوعود الصادرة عن قائدها أحمد الشرع إلى أفعال، فإنها لا تريد أن تتأخر في العودة إلى المشهد السوري، خصوصاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا سبقتاها إلى دمشق.

بدوره، جدد مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أمس، وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوري ودعمه بما يحقق أمنه واستقراره، كما أكد إدانة اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية وانتهاكاتها قواعد القانون الدولي.

في الأثناء، تجمعت بوادر على تحضير تركيا وفصائل موالية لعملية السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) في شرق الفرات. وقالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، والمكونة أساساً من الأكراد، إن أنقرة هي التي تتحمل المسؤولية، وإن تركيا لم تأخذ المفاوضات على محمل الجد.