مستوطنو إسرائيل يرحبون بفريق ترمب «المليء بأصدقائنا»

السفير في القدس حاول شراء بيت في مستوطنة قرب بيت لحم... ووزير الدفاع لا يؤمن بحل الدولتين... وروبيو يرى إدارة بايدن «معاديةً للسامية»

صورة للرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
صورة للرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

مستوطنو إسرائيل يرحبون بفريق ترمب «المليء بأصدقائنا»

صورة للرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
صورة للرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

مع إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن اختياراته لأعضاء فريقه، يحتفل اليمين الإسرائيلي بهم، ويعدّهم فريقاً منحازاً بشكل حاد لإسرائيل.

ومع أن فريق الرئيس بايدن أيضاً كان منحازاً، ومثله بالطبع فريق الرئيس ترمب في دورته السابقة، إلا أنهم يرون هذا الفريق في هذه الدورة أشبه بحصانة لمكانة إسرائيل.

وبحسب يوسي دجان، رئيس مجلس المستوطنات، الذي دعاه فريق ترمب لحضور حفل التنصيب في البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، فإن «الرئيس يقيم طاقماً رائعاً حقاً وغير مسبوق في دعم إسرائيل. أناس يفهمون حقيقة الأوضاع لدينا خصوصاً بعد 7 أكتوبر» (تشرين الأول 2023).

وأضاف دجان، في حديث للإذاعة العبرية الرسمية، الأربعاء، أن «هذا الطاقم هو الأكثر تأييداً للاستيطان منذ سنة 1967. ولم يبق لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلا أن يتخذ قراراً جريئاً بفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات وضم الضفة الغربية، في 20 يناير، حالما يتسلم ترمب مهام منصبه في البيت الأبيض». وتابع: «إدارة ترمب يمكن أن تؤيد قراراً كهذا ويمكن ألا تؤيد. لكنها بالتأكيد ستسكت ولن تحاربنا بسبب قرار كهذا مثل إدارة بايدن».

وهكذا يقيّم الإسرائيليون هذا الفريق:

ماركو روبيو وزير الخارجية

مع الإشارة إلى أن روبيو كان قد نافس ترمب ونعته، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في عام 2016، بأنه «محتال» و«أكثر الأشخاص بذاءة يترشح إلى الرئاسة»، ومع أنه سيناتور كوبي الأصل، يُعدّ من اليمين الراديكالي المعروف بحلقة الشاي داخل الحزب المناصر بشكل متطرف لإسرائيل. وقد اتهم روبيو الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم تقديم الدعم الكافي لإسرائيل في حربها ضد «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان. وفي شهر أبريل (نيسان)، بعد أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل، قال روبيو إن إدارة بايدن تعمل على منع الرد الإسرائيلي لأنها «لا تزال تلبي احتياجات قاعدتها المعادية لإسرائيل والمعادية للسامية».

مايكل والتز مستشاراً الأمن القومي

أما مايكل والتز، النائب عن فلوريدا والعنصر السابق في القوات الخاصة وهو من «الصقور»، فعُيّن في منصب مستشار الأمن القومي. ووالتز موالٍ لترمب، وهو ضابط متقاعد من القوات الخاصة بالجيش الأميركي، وخدم أيضاً في الحرس الوطني برتبة كولونيل. وانتقد النشاط الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأشار إلى حاجة الولايات المتحدة إلى الاستعداد لصراع محتمل في المنطقة.

ويتمتع والتز بتاريخ طويل في الدوائر السياسية في واشنطن. وكان مديراً لسياسة الدفاع لوزيري الدفاع دونالد رامسفيلد وروبرت غيتس، وانتُخب عضواً بالكونغرس في عام 2018. وهو رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب التي تشرف على الخدمات اللوجيستية العسكرية، كما أنه عضو في اللجنة المختارة للاستخبارات.

واتهم والتز، وهو جندي سابق في القوات الخاصة التابعة لسلاح المشاة، بايدن أيضاً بالضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من شأنه أن «يترك إرهابيي (حماس) في السلطة في غزة». وفي مقال كتبه في مجلة «ذي إيكونوميست» في وقت سابق من هذا الشهر، قال والتز إن «الإدارة المقبلة يجب»، كما زعم السيد ترمب، أن «تسمح لإسرائيل بإنهاء المهمة وإنهائها بسرعة ضد (حماس)». كما دعا الإدارة المقبلة إلى «التوضيح للإيرانيين أن أميركا ستمنعهم من بناء الأسلحة النووية، وستعيد إطلاق حملة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي لوقفهم وتقييد دعمهم لوكلاء الإرهاب، بما في ذلك (حماس) و(حزب الله) والمتمردين الحوثيين في اليمن».

إليز ستيفانيك مندوبة بالأمم المتحدة

واختار ترمب إليز ستيفانيك، وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الأربعين من العمر، لتولي منصب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة. وقال ترمب: «ستيفانيك مناضلة في سبيل الولايات المتحدة أولاً، وهي قوية ومثابرة وذكية إلى أبعد الحدود». انتُخبت ستيفانيك عضواً في الكونغرس عام 2014 في سن الثلاثين. هي أيضاً من مؤيدي إسرائيل المتشددين، ومعارضة حادة لإيران، وبدا هذا واضحاً من خلال مواقفها العلنية، التي رافقتها تصريحات متتالية على منصة «إكس»، ففي ملف الشرق الأوسط كتبت ستيفانيك: «إدارة بايدن - هاريس تعلم أن السلطة الفلسطينية مستمرة بالدعم المالي للإرهابيين الذين يقتلون الإسرائيليين... لحسن الحظ، فإن مكافأة الإدارة للفلسطينيين على حساب حليفتنا العظيمة إسرائيل ستصل إلى نهايتها». كما اتهمت ستيفانيك في منتصف أكتوبر الأمم المتحدة بأنها «غارقة في معاداة السامية».

وزير الدفاع

بيتر هاغست، الذي أعلن ترمب عن تعيينه وزيراً للدفاع، ووصفه بأنه صلب وحازم، كان قد عدّ حل الدولتين ميتاً ورفض فكرة إقامة دولة فلسطينية. في سنة 2016، التقى عدداً من الجنود الأميركيين اليهود، فقال لهم: «عندما خدمت جندياً في العراق بدأت أفهم ما هي مكانة إسرائيل في العالم ومن أين يأتي العداء للسامية». مرات عدة دعا الولايات المتحدة إلى محاربة إيران. وفي مطلع السنة زار مع زوجته المستوطنات في الضفة الغربية.

السفير لدى إسرائيل

اختار ترمب مايك هاكبي، حاكم اركنسو السابق، سفيراً له لدى إسرائيل. وهو مسيحي صهيوني. زار إسرائيل عشرات المرات. يقيم علاقات حميمة مع قادة المستوطنين واليمين الإسرائيلي، وحاول شراء بيت في مستوطنة افرات. يعدّ من قادة مجموعة «ماجا» (Make America Great Again)، التي تقيم لوبياً صهيونياً داخل الحزب الجمهوري يسمى «Build Israel great». يؤيد فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ولا يؤمن بحل الدولتين ويرفض اعتبار الضفة الغربية أرضاً محتلة. في سنة 2017، تفوّه ضد أولئك الذين ينادون بتقسيم القدس، فقال: «من يؤيدون هذا التقسيم ملزمون بأن يفسروا لماذا هم أغبياء لهذه الدرجة».

وأدلى هاكابي، بتصريحات جديدة، الأربعاء، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فقال: «إمكانية أن توافق إدارة الرئيس ترمب على أن تقدِم حكومة بنيامين نتنياهو على ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية واردة بالحسبان». وأضاف هاكابي: «بالطبع، أنا لا أحدد السياسات، بل أنفذ سياسة الرئيس ترمب، الذي أثبت بالفعل خلال فترة ولايته الأولى أنه لا يوجد رئيس أميركي أكثر دعماً لترسيخ فهم السيادة الإسرائيلية، فمن نقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وأتوقع أن يستمر ذلك».


مقالات ذات صلة

رئيس بنما يستبعد إجراء محادثات مع ترمب بشأن إدارة القناة

الولايات المتحدة​ الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)

رئيس بنما يستبعد إجراء محادثات مع ترمب بشأن إدارة القناة

استبعد الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو، الخميس، إجراء محادثات مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن إدارة قناة بنما، نافياً أي تدخل للصين في تشغيلها.

«الشرق الأوسط» (بنما)
تحليل إخباري ترمب وماسك يشاهدان مباراة مصارعة في نيويورك يوم 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري ترمب وماسك: منافسة على السلطة أم شراكة؟

رغم النجاة المبدئية للجمهوريين من نيران ترمب وحليفه ماسك الصديقة وإقرار الموازنة الفيدرالية فإن هذه الحادثة تُظهر تحديات المرحلة المقبلة.

رنا أبتر (واشنطن)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)

لافروف: على فريق ترمب أن يتحرك أولاً نحو تحسين العلاقات مع موسكو

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إن روسيا مستعدة للعمل مع الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترمب لتحسين العلاقات.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يرسل التهنئة لـ«اليساريين المجانين» ويطالب بضم كندا

أمضى ترمب يوم الميلاد في كتابة منشورات وخصّ بالتهنئة بالعيد في إحداها «اليساريين المتطرفين المجانين الذين يحاولون باستمرار عرقلة نظام محاكمنا وانتخاباتنا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيسان بايدن وترمب في المكتب البيضاوي يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد فوز الثاني بالانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ب)

بايدن وترمب يبثان رسائل متباينة بمناسبة عيد الميلاد

بثّ الرئيس الديمقراطي جو بايدن، والرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، رسائل متباينة بمناسبة عيد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الادعاء الإسرائيلي يأمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة (رويترز)
TT

الادعاء الإسرائيلي يأمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة (رويترز)

قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء، إن المدعية العامة الإسرائيلي جالي بهاراف ميارا أمرت الشرطة بفتح تحقيق مع زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاشتباه في مضايقتها المعارضين السياسيين والشهود في محاكمة نتنياهو بتهمة الفساد.

وأعلنت وزارة العدل الإسرائيلية عن ذلك في رسالة مقتضبة، الخميس، قائلة إن التحقيق سيركز على تقرير لبرنامج التحقيق «عوفدا» حول سارة نتنياهو.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة خلال نزهة برفقة ابنيهما يائير وأفنير (جيروزاليم بوست - المكتب الصحافي الحكومي الإسرائيلي)

وكشف البرنامج عن مجموعة من رسائل «واتساب» يبدو أن سارة نتنياهو فيها أصدرت تعليمات لمساعد سابق بتنظيم احتجاجات ضد المعارضين السياسيين وترهيب هاداس كلاين، وهي شاهدة رئيسية في المحاكمة.

لم يذكر الإعلان زوجة نتنياهو بالاسم، ورفضت وزارة العدل التعليق أكثر.

لكن في وقت سابق من يوم الخميس، انتقد نتنياهو التقرير ووصفه بأنه «أكاذيب».