الدوري الأميركي ينتعش جماهيرياً رغم الخروج المبكر لفريق ميسي

حظي الدوري الأميركي بحضور جماهيري كبير بعد التعاقد مع ميسي (رويترز)
حظي الدوري الأميركي بحضور جماهيري كبير بعد التعاقد مع ميسي (رويترز)
TT

الدوري الأميركي ينتعش جماهيرياً رغم الخروج المبكر لفريق ميسي

حظي الدوري الأميركي بحضور جماهيري كبير بعد التعاقد مع ميسي (رويترز)
حظي الدوري الأميركي بحضور جماهيري كبير بعد التعاقد مع ميسي (رويترز)

انتهت أول مسيرة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الأدوار الإقصائية بالدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم، بخيبة أمل كبيرة، لكن القائد الفائز بكأس العالم وفر روحاً جديدة لإنتر ميامي والدوري الأميركي حتى عندما أنهى أول موسم كامل له دون ألقاب.

وحظي فريق ميسي بخوض أفضل دور تمهيدي له في تاريخ الدوري الأميركي، بعد تحقيق رقم قياسي تمثل في جمع 74 نقطة، لكن الفريق لم يتمكن من الحفاظ على الزخم في الأدوار الإقصائية أمام أتلانتا يونايتد يوم السبت الماضي.

وشكلت هذه أخباراً سيئة لأولئك الذين يأملون في الاستفادة المادية من وصول أشهر لاعب في العالم إلى نهائي البطولة، بما في ذلك خدمة «أبل تي في»، التي وقعت صفقة بث ضخمة مع رابطة الدوري الأميركي في عام 2022، ولشبكة «فوكس» التي ستبث أيضاً المباراة النهائية في 7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ولكن الأرجنتيني ميسي (37 عاماً) أثبت قيمته للدوري ولفريقه، كما يقول الخبراء، وذلك في وقت بالغ الأهمية لرياضة كرة القدم بأميركا الشمالية، حيث ستقام بطولة كأس العالم في عام 2026.

وقال أندرو زيمبالست، الأستاذ في كلية سميث والمؤلف المشارك لكتاب «الهواية الوطنية: كيف يلعب الأميركيون البيسبول وبقية العالم يلعب كرة القدم»: «ميسي يمثل نوع الدعم الذي احتاجه الدوري الأميركي لكرة القدم، وكانت مشكلة الدوري الأميركي هي جذب النجوم في نهاية مسيرتهم. الشيء المميز بشأن ميسي أنه أحد أفضل 5 لاعبين كرة قدم على مر العصور، وعلى الرغم من أنه يبلغ 37 عاماً، فإنه لا يزال بإمكانه اللعب، أو على الأقل أن يحظى بطفرات من الهيمنة الكروية».

ويتوقع ميسي أن يكون إنتر ميامي هو النادي الأخير في مسيرته الكروية، ما يضفي طابعاً من الإلحاح على المشجعين، الذين يأملون في إلقاء نظرة على أحد عظماء الرياضة على الإطلاق قبل انتهاء عقده في نهاية العام المقبل.

ورغم إخفاق فريقه يوم السبت الماضي في استكمال مشواره بالأدوار الإقصائية بالدوري، سينافس إنتر ميامي في بطولة كأس العالم للأندية، بصيغتها الموسعة التي تضم 32 فريقاً، العام المقبل في الولايات المتحدة.

وقدم الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) للنادي، الذي يشارك النجم ديفيد بيكام في ملكيته، المكان المخصص للفريق المنتمي للدولة المضيفة لميامي عقب فوز الفريق بدرع المشجعين الذي يحصل عليه النادي الذي يخوض أفضل دور تمهيدي في الدوري الأميركي.

وأعلنت رابطة الدوري الشهر الماضي، عن رقم قياسي للحضور الجماهيري بلغ أكثر من 11 مليون مشجع خلال الدور التمهيدي، وقال إنتر ميامي لشبكة «إي إس بي إن» الشهر الماضي، إنه ضاعف إيراداته تقريباً منذ الحصول على خدمات ميسي في يوليو (تموز) من العام الماضي.

وقالت شركة «أبل» إن ظهور ميسي لأول مرة في الأدوار الإقصائية حقق أعلى مشاهدة على الإطلاق لفعالية رياضية تبثها، بينما توجه 72610 مشجعين إلى استاد آروهيد، عندما حل ميامي ضيفاً على فريق سبورتنغ كانساس سيتي في أبريل (نيسان) الماضي.

وذكرت رابطة الدوري الأميركي أن هذا الرقم شكل رابع أكبر حشد جماهيري في تاريخ الدوري على الإطلاق.

وقال ديفيد إم كارتر، مدير مجموعة الأعمال الرياضية: «ميسي يحمل معه أجواء مختلفة مقارنة بالنجوم السابقين الذين جعلوا كثيراً من المشجعين يشعرون كأنهم في جولة وداعية نوعاً ما في أميركا».

وأضاف: «ساعد ميسي في أن يثبت للعالم أن الدوري الأميركي لكرة القدم لا يزال جاداً بشأن تحسين مصداقيته العالمية وقدرته التنافسية».


مقالات ذات صلة

ميسي خارج تشكيلة «فيفبرو»

رياضة عالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي يغيب عن تشكيلة العام التي أعلنها «فيفبرو» (أ.ف.ب)

ميسي خارج تشكيلة «فيفبرو»

غاب الأرجنتيني ليونيل ميسي عن تشكيلة العام التي أعلنها اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، الاثنين، لأول مرة منذ نحو 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية الدوري الأميركي لكرة القدم قد يغير روزنامته (الدوري الأميركي)

الدوري الأميركي يدرس تعديلاً جذرياً في روزنامته

تدرس رابطة الدوري الأميركي لكرة القدم إجراء تعديل جذري في روزنامة البطولة، لتحاكي الموسم الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي يتسلم جائزة أفضل لاعب في الدوري الأميركي (إ.ب.أ)

ميسي أفضل لاعب في الدوري الأميركي

اختير الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق إنتر ميامي أفضل لاعب في الدوري الأميركي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية خافيير ماسكيرانو المدرب الجديد لفريق إنتر ميامي (أ.ب)

ماسكيرانو يتوقع تحقيق نتائج جيدة مع إنتر ميامي

قال خافيير ماسكيرانو المدرب الجديد لفريق إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي لكرة القدم، الثلاثاء، إنه مستعد لإسكات المشككين عندما يتولى المسؤولية.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية ميسي وماسكيرانو تزاملا في الملاعب والآن ماسكيرانو سيدرّب ميسي (أ.ب)

هل أثر ميسي في قرار إنتر ميامي التعاقد مع ماسكيرانو؟

بعد مغادرة تاتا مارتينو إنتر ميامي، تركزت التكهنات حول المدرب المقبل للفريق.

The Athletic (ميامي)

ما قصة بيع الأمير عبد الله بن مساعد لنادي شيفيلد يونايتد؟

عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)
عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)
TT

ما قصة بيع الأمير عبد الله بن مساعد لنادي شيفيلد يونايتد؟

عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)
عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)

استُكمل، الاثنين الماضي، كونسورتيوم أميركي، بقيادة رجلي الأعمال ستيف روزن وحلمي الطوخي، عملية الاستحواذ على نادي شيفيلد يونايتد.

ووفق شبكة «The Athletic»، ستدفع شركة «سي أو إتش سبورتس» للمالك السابق، الأمير عبد الله بن مساعد، 135 مليون دولار (111 مليون جنيه إسترليني) مقابل النادي وأصوله العقارية.

وتنهي عملية الاستحواذ هذه علاقة الأمير عبد الله مع شيفيلد، التي استمرت 11 عاماً، بعد أن اشترى 50 في المائة من النادي في عام 2013، قبل أن يتولّى السيطرة الكاملة في عام 2019، بعد أن كسب قضية قانونية ضد كيفن مكابي، الذي كان يمتلك الـ50 في المائة الأخرى.

وذكرت تقارير في بداية ديسمبر (كانون الأول) أن شيفيلد كان على وشك العثور على مالكين جديدين هما روزن والطوخي، بعد عملية بيع طويلة ومعقدة.

روزن هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة الأسهم الخاصة «ريسيلينس كابيتال بارتنرز» ومقرها كليفلاند، في حين الطوخي هو مؤسس شركة التكنولوجيا الحيوية «غاردانت هيلث» ومقرها كاليفورنيا.

كان شيفيلد يونايتد معروضاً للبيع منذ أكثر من 3 سنوات، وخلال هذه الفترة انهارت عروض من «المحتال المدان»، هنري موريس، وكذلك من دوزي موبوسي، الذي اتهمته وزارة العدل الأميركية بثلاث تهم بالاحتيال، وهو ما ينفيه.

هبط شيفيلد يونايتد من دوري الدرجة الأولى في نهاية موسم 2023-2024، بعد أن تذيّل جدول الترتيب بفارق 16 نقطة عن منطقة الأمان.

بدأ فريق المدرب كريس وايلدر هذا الموسم بخصم نقطتين من دوري البطولة الإنجليزية لكرة القدم، بسبب التأخر في دفع مستحقاته عن موسم 2022-2023. وعلى الرغم من ذلك، يتصدر شيفيلد ترتيب البطولة بفارق 4 نقاط عن بيرنلي صاحب المركز الثالث، بعد أن خاض 11 مباراة في الدوري دون هزيمة.

كيف وصلنا إلى هنا؟

حاول الأمير عبد الله بيع شيفيلد يونايتد منذ أكثر من 3 سنوات. في عام 2022، تلقى من رجل الأعمال الأميركي هنري موريس عرضاً بقيمة 115 مليون جنيه إسترليني، لكن هنري لم يتمكن من إتمام الصفقة، وسُجن لاحقاً في الولايات المتحدة بتهمة الاحتيال الإلكتروني.

في فبراير 2023، وافق رجل الأعمال النيجيري دوزي موبوسي على صفقة بقيمة 90 مليون جنيه إسترليني للنادي وأقرضهم المال، لكن عملية الاستحواذ المقترحة توقفت عندما رفض الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الموافقة عليه.

في نهاية عام 2023، وجّهت وزارة العدل الأميركية 3 تهم بالاحتيال إلى موبوسي، واتهمته لجنة الأوراق المالية والبورصات بإدارة عملية احتيال عالمية ذات حجم «مذهل»، لكنه نفى جميع التهم الموجهة إليه.

حتى إن عملية الاستحواذ على شركة «سي أو إتش سبورتس» كانت واسعة النطاق ومعقدة؛ حيث تم استبدال روزن والطوخي، بالقائدين الأولين للاتحاد، الإنجليزيين المقيمين في الولايات المتحدة، توم بيغ ودومينيك هيوز، هذا الصيف.

عانى النادي من مشكلات مالية في السنوات الأخيرة، وبدأ هذا الموسم بسالب نقطتين، بسبب تأخر عقوبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد أن «تخلّف عن سداد عدد من المدفوعات لأندية أخرى» خلال موسم 2022-2023.

في مارس 2023، اضطر الرئيس التنفيذي، ستيفن بيتيس، إلى نفي التقارير العلنية التي تُفيد بأن النادي كان في خطر الدخول في الإدارة، لكنه اعترف بأن شيفيلد فشل في الدفع لعدد من الموردين في الوقت المحدد.

في موسم 2022-2023، سجّل شيفيلد خسارة قياسية قبل الضرائب بلغت 31.5 مليون جنيه إسترليني، أي ضعف عجز الموسم السابق. في حين أن النتائج المالية للموسم الماضي من المرجح أن تكون أفضل بكثير، بفضل دخل حقوق وسائل الإعلام المربح في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن النادي عاد إلى البطولة هذا الموسم بعد أن حصد 16 نقطة فقط من 38 مباراة، واستقبل 104 أهداف.

كما أن النادي لديه ديون مضمونة بأكثر من 50 مليون جنيه إسترليني، معظمها مستحق لبنك ماكواري الأسترالي.

إذن، ماذا الآن بالنسبة لشيفيلد يونايتد؟... مثل طفل متحمس ينتظر يوم عيد الميلاد، بدت الأيام القليلة الماضية طويلة للغاية بالنسبة لمشجعي شيفيلد.

لكن أخيراً، انتهت ملحمة الاستحواذ، التي بدأت عندما كان لا يزال هناك أمل في إحداث تأثير دائم في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

إذن، ماذا يعني ذلك بالنسبة لفريق كريس وايلدر الذي يتصدر جدول الترتيب؟ الفائدة الأولى والأكثر وضوحاً يجب أن تظهر في يناير (كانون الثاني)، عندما تُفتح نافذة الانتدابات في منتصف الموسم.

لقد صنع وايلدر معجزة صغيرة لتغيير ليس فقط العقلية في برامال لين بعد فترة الموسم الماضي المحبطة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن أيضاً الفريق الذي تقدّم في السن، والذي انتهى سباقه.

يمكن رؤية قيمة هذا العمل داخل وخارج الملعب، من خلال جدول ترتيب البطولة. وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن فريق وايلدر بدأ الموسم بنقطتين ناقصتين بسبب الإخفاقات المالية التي تعرض لها النادي فإن هذا المركز الرفيع يبدو أكثر إثارة للإعجاب.

ومع ذلك، كما أظهرت الأسابيع الأخيرة مع تراجع الأداء -إن لم يكن بالضرورة النتائج- في غياب لاعبين أساسيين، مثل أنيل أحمدودزيتش وأوليفر أربلاستر، يحتاج شيفيلد إلى بعض الإضافات الجيدة لتعزيز مجموعة لطالما شعرت بأنها قليلة العدد، حتى لو كان الخيار الأول في التشكيلة الأساسية عندما يكون الجميع متاحاً.

قم بالتعاقدات الصحيحة في يناير، وقد يعود شيفيلد إلى الصفوة في الموسم المقبل. ربما حينها ستأتي الفائدة الأكبر على الإطلاق. لو كان شيفيلد قد صعد مرة أخرى تحت قيادة الأمير عبد الله، لصار هناك شعور حتمي بـ«الديجا فو»، تحت قيادة مالك كان قد أشرف على موسم 2023-2024 المحرج بسبب عدم امتلاكه الأموال اللازمة للمنافسة.

إذا كان الأمر يتعلق بالاختيار بين تكرار الموسم الذي شهد استقبال الفريق لرقم قياسي من الأهداف بلغ 104، أو البقاء في البطولة لسنوات أخرى، فمن المؤكد أن قطاعاً كبيراً من مشجعي شيفيلد سيكونون مع الخيار الثاني.

الوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كان المالكان الجديدان يملكان القدرة على تقديم الأفضل في أغنى دوري في العالم. ولكن على الأقل سيكون هناك تفاؤل إذا تمكّن شيفيلد من إنهاء المهمة، وتحقيق الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، كما أن الأمر سيكون مختلفاً هذه المرة.