غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية

بعد استبعاد كاتس وقف إطلاق النار في لبنان

TT

غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية

دخان يتصاعد فوق ضاحية بيروت الجنوبية بعد ضربة إسرائيلية (رويترز)
دخان يتصاعد فوق ضاحية بيروت الجنوبية بعد ضربة إسرائيلية (رويترز)

شن الطيران الحربي الإسرائيلي، الثلاثاء، 13 غارة على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد أن استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار في لبنان حتى تتحقق أهداف إسرائيل.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، الثلاثاء، أن «الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة عنيفة استهدفت أوتوستراد هادي نصر الله، وهي الغارة الثالثة عشرة على الضاحية الجنوبية».

وأشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة عنيفة استهدفت منطقة الليلكي بالقرب من الجامعة اللبنانية بأكثر من صاروخ.

وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا إلى إخلاء بعض المباني في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت؛ لأنه سيعمل ضد منشآت ومصالح تابعة لـ«حزب الله».

وارتفعت أعمدة الدخان فوق بيروت، وهزت الانفجارات العاصمة في منتصف النهار تقريباً. وتلت الانفجارات تحذير نشره متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصات التواصل الاجتماعي حدد 12 موقعاً في الضاحية الجنوبية قال إن الجيش «سيعمل ضدها... بقوة على المدى الزمني القريب». وحذر المتحدث السكان من أنهم يوجدون قرب منشآت تابعة لـ«حزب الله».

ولم ترد تقارير بعدُ عن وقوع إصابات نتيجة أحدث الضربات. ونزح معظم السكان من الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدأت إسرائيل قصف المنطقة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في أجزاء من الشمال؛ ما دفع السكان إلى الاحتماء في الملاجئ، وقال الجيش إن عدداً من «الأهداف الجوية المشبوهة» أُطْلقت من لبنان. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

والصراع المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بدأ منذ عام بالتزامن مع اشتعال الحرب في قطاع غزة، ثم وسعت إسرائيل في سبتمبر عملياتها العسكرية في جنوب لبنان، حيث تقصف مناطق واسعة من لبنان بغارات جوية، وتنفذ قواتها توغلات في الجنوب.

ووجّ1هت إسرائيل ضربات موجعة لـ«حزب الله» خلال الأسابيع السبعة الماضية؛ ما أدى إلى مقتل كثير من كبار قادته، بمن فيهم الأمين العام للجماعة حسن نصرالله، وتدمير أجزاء من الضاحية الجنوبية لبيروت، وطال الدمار واسع النطاق قرى حدودية في جنوب لبنان.

وقال وزير الدفاع المعيَّن حديثاً يسرائيل كاتس، الاثنين، في اجتماعه للمرة الأولى مع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية إنه لن يحدث وقف لإطلاق النار في لبنان حتى تحقق إسرائيل أهدافها.

وأضاف أن «إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في إخضاع ومنع الإرهاب بنفسها، وتحقيق أهداف الحرب في لبنان وهي نزع سلاح (حزب الله) وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني، وإعادة سكان الشمال بسلام إلى منازلهم».

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أشار، في وقت سابق الاثنين، إلى إحراز «بعض التقدم» في محادثات وقف إطلاق النار، مضيفاً أن الحرب ضد «حزب الله» لم تنتهِ بعد.

وقال إن التحدي الرئيسي الذي يواجه أي اتفاق لوقف إطلاق النار هو التنفيذ.

وأعرب «حزب الله» عن استعداده لخوض حرب طويلة ضد إسرائيل، وواصل إطلاق الصواريخ.

جنوب الليطاني

دعت الحكومة اللبنانية التي تضم «حزب الله» مراراً إلى وقف لإطلاق النار يستند إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب بين الجماعة وإسرائيل في عام 2006، بالكامل.

وينص القرار على إخلاء منطقة جنوب الليطاني من جميع الأسلحة باستثناء أسلحة مؤسسات الدولة اللبنانية. وتبادل لبنان وإسرائيل الاتهامات بانتهاك القرار. وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم في لبنان خلال الأسابيع السبعة الماضية.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان، منذ اندلاع الأعمال القتالية قبل عام، أسفرت عن مقتل 3243 شخصاً، وإصابة 14134 آخرين.

وأدت هجمات «حزب الله» إلى مقتل قرابة 100 مدني وجندي في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وجنوب لبنان على مدى العام المنصرم.


مقالات ذات صلة

وزير التعليم اللبناني يعلن تعليق الدراسة الحضورية بالمدارس غداً في بيروت

المشرق العربي كرة لهب ودخان تظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

وزير التعليم اللبناني يعلن تعليق الدراسة الحضورية بالمدارس غداً في بيروت

أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي تعليق الدراسة حضورياً في المدارس والمعاهد المهنية الرسمية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الخاصة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

نشرت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل عما وصفته بأنه «النقاط العالقة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني للوصول إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال زيارته وزارة الدفاع (حسابه عبر منصة إكس)

ميقاتي: اللبنانيون مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «اللبنانيين مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم لإيمانهم بما تحمل لهم من معاني الحرية والسيادة»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي مسيّرة إسرائيليّة من نوع (هرمز 450)

«حزب الله» يعلن إسقاط مسيّرة إسرائيلية من طراز «هرمز 450» فوق الطيبة

أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، أنها أسقطت مسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض-جو في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (هرمز 450)

بيروت ـــ تل أبيب... يوم الصواريخ والغارات

جانب من الأضرار التي خلفهها صاروخ ل"حزب الله" في "بتاح تكفا" قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)
جانب من الأضرار التي خلفهها صاروخ ل"حزب الله" في "بتاح تكفا" قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)
TT

بيروت ـــ تل أبيب... يوم الصواريخ والغارات

جانب من الأضرار التي خلفهها صاروخ ل"حزب الله" في "بتاح تكفا" قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)
جانب من الأضرار التي خلفهها صاروخ ل"حزب الله" في "بتاح تكفا" قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)

عاش لبنان وإسرائيل، أمس، يوماً عنيفاً من الغارات والصواريخ؛ إذ شنّت إسرائيل عشرات الغارات، بعضها على ضاحية بيروت الجنوبية وفي الجنوب حيث مسحت حياً بأكمله، في حين وسّع «حزب الله» استهدافاته للأراضي الإسرائيلية وصولاً إلى تل أبيب ومحيطها، مطلقاً نحو 300 صاروخ.

وهزّت صواريخ «حزب الله» قلب تل أبيب في رد على المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في منطقة البسطة في بيروت. وقال مصدر أمني إن «حزب الله» يحاول أن يثبت من خلال معادلة «بيروت مقابل تل أبيب» استمرار قوته الصاروخية، وإرباك الدفاعات الإسرائيلية.

وبينما أفيد بتعليق العمل بمطار بن غوريون لوقت قصير، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «انفجارات عنيفة سُمعت في تل أبيب الكبرى»، في حين دوّت صافرات الإنذار في نهاريا وعكا والجليل الأعلى مع إطلاق رشقات صاروخية باتجاهها. وأفيد بأن 5 أشخاص أصيبوا في وسط إسرائيل.

كذلك، واصلت إسرائيل استهداف الجيش اللبناني الذي أعلن «استشهاد أحد العسكريين وإصابة 18 بينهم مصابون بجروح بالغة نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركز الجيش في العامرية على طريق القليلة - صور». ورأى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن استهداف إسرائيل للجيش اللبناني يمثل رسالة دموية مباشرة برفض مساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار.