ثراء ثقافي يجذب زوار «أيام السودان» في الرياض

ضمن مبادرة «انسجام عالمي» السعودية

حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)
حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)
TT

ثراء ثقافي يجذب زوار «أيام السودان» في الرياض

حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)
حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)

واصلت حديقة السويدي في الرياض استضافة فعاليات «أيام السودان» ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية بالشراكة مع هيئة الترفيه تحت شعار «انسجام عالمي»، وسط حضور لافت من الجالية السودانية والمواطنين والمقيمين.

وتهدف الفعاليات إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة للتعرف على التنوع والثراء الثقافي في السودان، الذي يجسد نموذجاً للتعددية والتعايش، باحتوائه على نحو 500 مجموعة عرقية، لكل منها لغتها وتقاليدها الفريدة، ليحظى الحدث بإشادات من الحضور.

ويشعر الزائر في لحظات وكأنه وسط ملتقى للسودانيين؛ حيث تختلط الأصوات واللهجات، وفي شكل من أشكال التنوّع؛ حيث يمكن له أن يسمع إلى جانب اللغة العربية الرسمية والأكثر انتشاراً في السودان، لغات أخرى لبعض الزوّار على غرار النوبية والزغاوة والتقري، ما يعكس إرثاً طويلاً من التفاعل بين مختلف الثقافات في البلد العربي بالقارة الأفريقية.

وبينما ينتقل الزوّار بين جنبات المكان، تبرز الثقافة السودانية والفنون التقليدية والعادات الشعبية، ليقول الحسن علي إنها أشعرته وكأنه بولاية الجزيرة في السودان حيث مسقط رأسه ومقر سكن عائلته.

الفن السوداني يجذب انتباه الحضور (الشرق الأوسط)

وفي شكل من التناغم بين المواطنين السعوديين والمقيمين السودانيين، زار المواطن أحمد بن عبد الله المكان برفقة صديقه السوداني عثمان، ووقفا ليستمعا إلى أنغام موسيقية.

ويقول أحمد إنه يستطيع التمييز بين أنواع وأشكال الغناء والفن السوداني بفضل اهتمامه الطويل بها، ووجد ضالته عند زيارته للفعاليات ليستمع إلى هذا التنوع.

ويضيف: «أمضيت وقت أكثر من 4 ساعات أتجوّل في أرجاء المكان، والسعادة تغمرني لأنني أستمع باستمرار للأنغام والموسيقى السودانية التي أحبها».

ويبرز التنوع الثقافي السوداني كذلك في الفنون التقليدية، مثل الشعر والموسيقى والرقص، إذ تتميز موسيقى النوبة وأغاني المديح في الشمال بطابعها الروحي، بينما تعكس رقصات القبائل الجنوبية كالدينكا روح التراث الأفريقي.

وفي «حديقة السويدي» تنوّعت الفنون السودانية الموجودة بين الآلات التقليدية وإلقاء مقطوعات من الأدب والشعر، لتعبّر عن الحياة اليومية وتاريخ الشعب السوداني، ما أضفى على الفعاليات طابعاً ثقافياً فريداً.

أشكال من التنوّع في النسيج السوداني تبرز خلال الفعاليات (الشرق الأوسط)

ورغم التحديات التي شهدها السودان من نزاعات وحروب، فإن قيم التعايش والتفاهم بين الثقافات المختلفة ظلت راسخة، حيث يسهم الحوار المستمر بين المجموعات المتعددة في بناء مجتمع متماسك ومنفتح على الآخر، وفقاً لبعض الحضور.

يذكر أن الحدث يتيح للجمهور فرصة اكتشاف التراث السوداني الغني، بحسب المسؤولين. كما يهدف وفقاً للمبادرة إلى تعزيز التواصل مع المقيمين في البلاد، ما يعزز روح الانسجام العالمي، ويشجع على التعايش السلمي بين الثقافات المتنوعة التي تسعى «رؤية السعودية 2030» لتحقيقها.


مقالات ذات صلة

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عائلة تستريح بعد مغادرة جزيرة توتي التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في أم درمان بالسودان يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

السودان: 40 قتيلاً في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

أفاد طبيب بمقتل 40 شخصاً «بالرصاص» في السودان، بهجوم شنّه عناصر من «قوات الدعم السريع» على قرية بولاية الجزيرة وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يخاطب حضور مؤتمر اقتصادي في مدينة بورتسودان اليوم الثلاثاء (الجيش السوداني)

البرهان عن صراعات حزب البشير: لن نقبل ما يُهدد وحدة السودان

أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان رفضه للصراعات داخل حزب «المؤتمر الوطني» (المحلول) الذي كان يقوده الرئيس السابق عمر البشير.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا جلسة مجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في السودان (د.ب.أ)

حكومة السودان ترحب بـ«الفيتو» الروسي ضد «مشروع وقف النار»

رحّبت الحكومة السودانية باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، اليوم (الاثنين)، ضد مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن بشأن السودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».