الاتصال العاطفي بين الكلاب وأصحابها يوحِّد ضربات قلبهما

هو ما نراه مثلاً بين الأطفال والآباء

تظهر نتائج البحث آليات التفاعُل بين الإنسان والكلب (جامعة يوفاسكولا)
تظهر نتائج البحث آليات التفاعُل بين الإنسان والكلب (جامعة يوفاسكولا)
TT
20

الاتصال العاطفي بين الكلاب وأصحابها يوحِّد ضربات قلبهما

تظهر نتائج البحث آليات التفاعُل بين الإنسان والكلب (جامعة يوفاسكولا)
تظهر نتائج البحث آليات التفاعُل بين الإنسان والكلب (جامعة يوفاسكولا)

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين من جامعة «يوفاسكولا» في فنلندا، عن الارتباط بين التقلّبات في معدّل ضربات القلب بين الكلاب وأصحابها من البشر، ما عدُّوه علامة على قوة الاتصال العاطفي بينهما.

ووفق الدراسة المنشورة في دورية «ساينتفيك روبرتس»، يعزّز الارتباط العاطفي التفاعل بين أطراف العلاقات الإنسانية، وهو ما نراه على سبيل المثال بين الأطفال والآباء.

وفي حين تعتمد العلاقة بين الكلب وصاحبه أيضاً على الارتباط العاطفي بينهما، فإنه لم يُعرف حتى وقت قريب سوى القليل عن آلياته الفسيولوجية.

تقول باحثة الدكتوراه آيا كوسكيلا، من قسم علم النفس ومركز «يوفاسكولا لبحوث الدماغ»، في بيان: «يمكن تفسير الترابط في معدّل ضربات القلب بين الكلب وصاحبه خلال فترات الراحة، بحقيقة أنه في تلك الحالات لم تكن ثمة مهمّات خارجية، ويمكن للطرفين أن يتفاعلا بشكل أكبر بطريقة طبيعية».

ويشير تقلُّب معدّل ضربات القلب، أو التباين في فترات هذه الضربات، إلى حالة الجهاز العصبي اللاإرادي.

ويرتبط التقلُّب العالي في معدّل ضربات القلب بحالة الاسترخاء والتعافي، في حين يشير التقلُّب المنخفض في معدل ضربات القلب إلى التحفيز أو الإجهاد، مثل الشعور بالإجهاد في أثناء الامتحان أو الأداء الرياضي.

في هذه الدراسة، رُبط بين التقلُّب العالي في معدّل ضربات القلب لدى المالك والتقلُّب العالي في معدّل ضربات قلب الكلب، والعكس صحيح. بالإضافة إلى ذلك، تكيّفت مستويات النشاط البدني للكلب وصاحبه بعضها مع بعض.

وكان باحثو الدراسة قد راقبوا اتصالات تقلُّب معدّل ضربات القلب ومستويات النشاط بين الكلب وصاحبه في مهمّات تفاعلية محدّدة. وأظهرت النتائج أنّ معدّل ضربات القلب ومستوى النشاط مترابطان بين الكلاب وأصحابها في أوقات زمنية مختلفة.

وفي أثناء فترات الراحة الحرّة، كان معدّل ضربات قلب المالك مرتفعاً ومتغيّراً بارتفاع معدّل ضربات قلب الكلب. بعبارة أخرى، عندما كان المالك مسترخياً، كان الكلب مسترخياً أيضاً. علاوة على ذلك، كانت مستويات نشاط المالك والكلب متشابهة خلال المهمّات المُعطاة، مثل اللعب.

وتشير النتائج إلى أنّ الارتباط في معدّل ضربات القلب يعكس تزامُن الحالة العاطفية وليس مستويات النشاط. «لقد درسنا بشكل استثنائي معدّل ضربات قلب الكلب وصاحبه ومستوى نشاطهما في الوقت عينه»، كما يقول الباحث الرئيسي في الدراسة مياماريا كوغالا، مضيفاً: «بيئة البحث الصعبة تمنح فرصة أفضل للتحقيق في الجوانب التفاعلية».

ووفق الباحثين، تُعمّق هذه الدراسة فهمنا للتفاعل بين الأنواع ومعنى الارتباط العاطفي بين الكلاب والبشر. وتشير إلى أنّ الحالات العاطفية للكلاب وأصحابها، وكذلك ردود أفعال نظامهم العصبي، تتكيف جزئياً بعضها مع بعض في أثناء التفاعل فيما بينها. ويبدو من النتائج أنّ الآليات عينها التي تعزّز التعلُّق العاطفي بين البشر، تدعم أيضاً العلاقة بين الكلب وصاحبه.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق النيل يجتذب الآلاف خلال أعياد الربيع بمصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)

رحلات القناطر الخيرية... البحث عن بهجة الربيع في أحضان النيل بمصر

تحظى الرحلات النيلية بين القاهرة والقناطر الخيرية بإقبال لافت من مصريين خلال الاحتفال بشم النسيم.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق مجموعة «فينيل» أسطوانتها مذهلة للغاية (غيتي)

كنز «فينيل»... مزاد يعرض 30 ألف أسطوانة نادرة في بريطانيا

مجموعة أسطوانات «فينيل» هذه مذهلة جداً، وتُعدُّ أكبر مهمة فهرسة شهدها خبير الأسطوانات جون سيلك في مسيرته المهنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يُقال إن بعض أصحاب العمل يستخدمون اختبارات خفية للمساعدة في تحديد إلى أي مدى يعد المرشح لائقاً لتولي وظيفة ما (رويترز)

اختبارات خفيَّة وأسئلة غريبة في مقابلات العمل... كيف تتعامل معها؟

هل تتخيل أنه يُمكن لكأس من المياه أن يحدد ما إذا كنت ستنجح في مقابلة العمل المقبلة أم لا؟ هناك عدة حيل في المقابلة يجب أن تنتبه لها.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق العالم أوستن رووردا (جامعة كاليفورنيا)

«أولو»... علماء يزعمون اكتشاف «لون لم يسبق أن رآه أحد»

بعد أن عاش البشر على الأرض لقرون، قد يظنون أنهم رأوا كل شيء. لكن وفقاً لفريق من العلماء فهذا غير صحيح، فالفريق يدّعي أنه اختبر «لوناً لم يره أحد من قبل».

«الشرق الأوسط» (لندن)

مؤتمر الدراما المصرية يستعيد «كلاسيكيات الأعمال الفنية»

رئيس «الوطنية للإعلام» خلال حديثه في المؤتمر (الهيئة الوطنية للإعلام)
رئيس «الوطنية للإعلام» خلال حديثه في المؤتمر (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT
20

مؤتمر الدراما المصرية يستعيد «كلاسيكيات الأعمال الفنية»

رئيس «الوطنية للإعلام» خلال حديثه في المؤتمر (الهيئة الوطنية للإعلام)
رئيس «الوطنية للإعلام» خلال حديثه في المؤتمر (الهيئة الوطنية للإعلام)

أكد مشاركون في مؤتمر «الدراما المصرية إلى أين؟»، الذي نظَّمته «الهيئة الوطنية للإعلام»، الثلاثاء، ضرورة عودة التلفزيون للإنتاج الدرامي بعد غيابه لسنوات. واستعاد المؤتمر كلاسيكيات الأعمال الفنية في فيلم تسجيلي، قبل مناقشة التحديات التي تواجه صناعة الدراما المصرية، والعمل على إنتاج «أعمال هادفة».

وكرَّم المؤتمر مجموعةً من كبار الفنانين؛ منهم سميرة أحمد، والمخرج محمد فاضل، والكاتب محمد جلال عبد القوي، والفنان عبد الرحمن أبو زهرة بمنحهم «وسام ماسبيرو للإبداع»، وسط غياب الممثلين الشباب عن التكريمات والحضور.

وأكد رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام»، أحمد المسلماني، أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت يتطلب أن يكون هناك حوار مجتمعي مستمر يضم المفكرين والأكاديميين ودوائر المثقفين؛ من أجل «تعزيز الإبداع وتصحيح المسار»، مشيراً إلى أن «المخاطر الكثيرة التي تحيط بالمجتمع تتطلب أن يكون المبدع شريكاً في الحرب والمواجهة».

وعدَّ أن القوة الناعمة المصرية عند «مفترق طرق» إما التراجع في التنوير والتأثير، أو أن يكون المستقبل امتداداً للماضي، مع التأكيد على أهمية استمرار العطاء وتقديم الأعمال الهادفة.

المؤتمر شهد تكريم عدد من صناع الدراما بمصر (الهيئة الوطنية للإعلام)
المؤتمر شهد تكريم عدد من صناع الدراما بمصر (الهيئة الوطنية للإعلام)

واستهل المؤتمر أعماله بعرض فيلم عن «كلاسيكيات الأعمال الفنية»، ثم دارت مناقشات استمرّت لأكثر من 6 ساعات بين المشاركين سواء على المنصة أو الحضور الذين تحدَّثوا عن رؤاهم لتطوير الدراما التلفزيونية، مع التأكيد على ضرورة عودة التلفزيون المصري للإنتاج الدرامي مرة أخرى بعد توقف دام سنوات.

وخلال مداخلته في المؤتمر، أكد المنتج والخبير الإعلاني عمرو قورة أن الدراما شهدت تحولاً كبيراً على مستوى العالم، وأصبحت المسلسلات تُقدَّم بجودة عالية مذهلة من حيث الصورة والكتابة والأداء، مما يستوجب مواكبة هذا التطور السريع، مشيراً إلى أن جمهور اليوم لم يعد ينتظر المحتوى التقليدي، بل يبحث عمّا يلامس اهتماماته، ويتماشى مع ذائقته المتجددة.

وتطرَّق إلى غياب صناع الدراما من الشباب عن المؤتمر، لافتاً إلى «أهمية التطرق للذكاء الاصطناعي الذي سيُغيّر شكل المحتوى التلفزيوني قريباً جداً».

وهو رأي دعمه السيناريست مدحت العدل خلال مشاركته على المنصة بالتأكيد على ضرورة إشراك جيل الشباب من المبدعين على منصة المؤتمر حتى يحدث التواصل المطلوب بين الأجيال، مؤكداً ضرورة البحث عن الأسباب التي تدفع المسلسلات التي ينتقدونها لتحقيق أعلى نسب مشاهدة، وأسباب الانفصال بين ما يريدون تقديمه وما يريده الجمهور.

وتحدَّث الفنان أشرف عبد الباقي عن وجود أجيال لا تعرف بعض الفنانين؛ نتيجة اختلاف وسيلة العرض واختلاف الجمهور، مؤكداً ضرورة توصيل رسائل الدراما للشباب وفق طرقهم وأساليبهم مع أهمية تمثيلهم في لجان المؤتمر.

أشرف عبد الباقي يتحدث خلال المؤتمر (الهيئة الوطنية للإعلام)
أشرف عبد الباقي يتحدث خلال المؤتمر (الهيئة الوطنية للإعلام)

وقال أمين عام المؤتمر، السيناريست سيد فؤاد، إن «الأمانة الفنية للمؤتمر ستعمل خلال الأيام المقبلة على تفريغ كامل المقترحات التي تحدَّث بها المشاركون في جلسات المؤتمر، من أجل تدوينها مكتوبةً، واستخلاص العناصر المشتركة لإعداد التوصيات قبل إعلانها».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التوصيات قد تستغرق وقتاً لإعلانها بشكل كامل، وهو أمر يرجع للعدد الكبير من المشاركين، والمناقشات التي ستسبق إعلانها»، واصفاً المناقشات التي جرت خلال الجلسات بـ«الثرية»، مع وجود تنوع في الآراء بين المشاركين.

وعدَّ الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن «المؤتمر خطوة مهمة نحو الاهتمام بالدراما المصرية ومناقشة المشكلات التي تواجهها بشكل واضح»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الأهم من المناقشات التي تمت تفعيل التوصيات لتحقيق استفادة عملية من نتائج المؤتمر».