الأمين العام لـ«أوبك» يجدد الدعوة لاتباع نهج متوازن في التحول العالمي للطاقة

حث على الشمولية في حوارات مؤتمر الأطراف وقال إن العالم سيحتاج إلى المزيد من النفط والغاز

الغيص خلال مشاركته في جلسة ضمن النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (الشرق الأوسط)
الغيص خلال مشاركته في جلسة ضمن النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (الشرق الأوسط)
TT

الأمين العام لـ«أوبك» يجدد الدعوة لاتباع نهج متوازن في التحول العالمي للطاقة

الغيص خلال مشاركته في جلسة ضمن النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (الشرق الأوسط)
الغيص خلال مشاركته في جلسة ضمن النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (الشرق الأوسط)

جدد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص التأكيد على أن جميع أشكال الطاقة ستكون ضرورية لتلبية متطلبات سكان العالم المتزايدين، مشيراً إلى أهمية المساواة في الطاقة، وداعياً إلى زيادة «التعاون بين بلدان الجنوب» في تمويل المناخ وتبادل التكنولوجيا.

وقال الأمين العام إن مصطلح «الطاقة الخضراء» لا يعكس الواقع، مشيراً إلى أنه لا ينبغي تعريف الطاقة النظيفة باللون، حيث ترى «أوبك» أن جميع المصادر ضرورية. وقدم مثالاً على أن مطار هيثرو يستهلك طاقة أكثر من دولة سيراليون بأكملها؛ ما يوضح عدم المساواة العالمية في الطاقة، ولافتاً إلى أن «أوبك» كانت دائماً تدعو إلى احتياج العالم إلى مزيد من الطاقة، وتعني بذلك جميع أشكال الطاقة - سواء المتجددة أو النفط أو الغاز - مؤكداً أن احتياجات الطاقة العالمية لا يمكن تلبيتها بشكل واقعي من مصدر واحد.

ومع توقع وصول نمو سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، خصوصاً في البلدان النامية، ذكر الغيص خلال مشاركته في جلسة ضمن النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2024) أن هذه المناطق ستحتاج إلى بنية تحتية كبيرة وطاقة لدعم التحضر. وبحلول عام 2030، قدر أن ما يقرب من 600 مليون شخص سيهاجرون إلى مراكز حضرية جديدة، مؤكداً أن «60 مدينة جديدة بحجم لندن» ستكون مطلوبة لاستيعاب هذه الزيادة السكانية.

وأكد أن «أوبك» تدعو باستمرار إلى أنه يجب أن يظل منتجو النفط والغاز جزءًا من مناقشة المناخ، خصوصاً أن النفط والغاز يشكلان حالياً نحو 55 - 60 في المائة من مزيج الطاقة العالمي. وقال إن استبعاد هؤلاء المنتجين من المحادثات حول انتقال الطاقة لن يكون «واقعياً ولا عملياً»، خصوصاً أن صناعات النفط والغاز لها تاريخ طويل من الابتكارات التكنولوجية التي تعالج تحديات الطاقة.

نهج عادل ومنصف

وفي كلمته، ذكّر الأمين العام الحضور بأن اتفاق باريس يركز على خفض الانبعاثات، وليس القضاء على الوقود التقليدي، لافتاً إلى أن تحقيق صافي انبعاثات صفرية سيتطلب الاستثمار في مزيج واسع من مصادر الطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والوقود التقليدي، لاستيعاب النمو المتوقع في كل من السكان والنشاط الاقتصادي.

وأكد الغيص في الجلسة التي عنونت بـ«تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب العالميين لتحقيق انتقال ناجح» على أهمية اتباع نهج عادل ومنصف، مسلطاً الضوء على مساهمات أفريقيا - القارة التي تمثل 3 في المائة فقط من الانبعاثات العالمية على الرغم من أن عدد سكانها يبلغ 1.2 مليار نسمة - ووفقًا لمنظمة «أوبك»، فإن أفريقيا والمناطق النامية الأخرى تستحق الدعم لتطوير حلول طاقة أنظف دون التضحية بنموها الاقتصادي.

ومن خلال صندوق أوبك للتنمية الدولية، تهدف أوبك إلى تعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي من خلال دعم مشاريع الطاقة والبنية التحتية في البلدان النامية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل ميثاق التعاون، الذي تأسس في عام 2019، منصةً للدول المنتجة للنفط، بما في ذلك الدول غير الأعضاء في «أوبك»، لمشاركة التكنولوجيا وأفضل الممارسات، وفق ما ذكره الغيص

وبينما يستعد العالم لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان، أعرب الأمين العام عن تفاؤله بشأن حضور الدول المنتجة للنفط والغاز في اجتماعات مؤتمر الأطراف، مشيراً إلى أن مناقشات التحول في مجال الطاقة التي تستضيفها الدول المنتجة مثل الإمارات وأذربيجان والبرازيل تقدم منظوراً أكثر توازناً، وسلط الضوء على الحاجة إلى استمرار الحوار لضمان تمثيل جميع الأصوات في تشكيل مستقبل مستدام وشامل للطاقة.

وفي ختام حديثه، أقر بالتحديات مثل مخاوف التباطؤ الاقتصادي، لكنه حافظ على نظرة إيجابية للطلب على الطاقة، حيث قال: «نحن متفائلون للغاية بشأن الطلب، كما قلت، سواء في الأمد القريب أم في الأمد البعيد، نتوقع في (أوبك) أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 120 مليون برميل يومياً بحلول عام 2050، وهو رقم يعكس استمرار النمو الاقتصادي والسكاني العالمي».


مقالات ذات صلة

منطقة روسية تعلن حالة الطوارئ بسبب تسرب نفطي في البحر الأسود

أوروبا متطوعون ينظفون التلوث الذي غطى الشواطئ الرملية في منتجع أنابا الصيفي بعد تسرب نفط من ناقلتين في البحر الأسود (رويترز)

منطقة روسية تعلن حالة الطوارئ بسبب تسرب نفطي في البحر الأسود

أعلنت السلطات في منطقة كراسنودار بجنوب روسيا، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ على مستوى المنطقة، قائلة إن النفط لا يزال يتدفق إلى الساحل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد الدكتور سعد البراك خلال مشاركته إبان توليه حقيبة النفط في الكويت بندوة «أوبك» الدولية في فيينا بالنمسا بشهر يوليو 2023 (إ.ب.أ) play-circle 02:09

رجل الأعمال الكويتي سعد البراك: استثمرت في تقنيات المستقبل... وتكامل الخليج ضرورة استراتيجية

رجل الأعمال الكويتي وزير النفط والشؤون الاقتصادية والاستثمار السابق بالكويت الدكتور سعد البراك يأمل في ايجاد تقنيات تواجه تحديثات المستقبل

مساعد الزياني (الكويت)
الاقتصاد يراقب متداولو العملات شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون ببنك كيب هانا في سيول (أ.ب)

تراجع الأسهم الآسيوية مع إغلاق معظم الأسواق العالمية بمناسبة أعياد الميلاد

تراجعت الأسهم في طوكيو وشنغهاي، الأربعاء، بين الأسواق العالمية القليلة التي واصلت التداول في يوم أعياد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد مصفاة «بهارات بتروليوم كوربوريشن» في مومباي (رويترز)

الهند: شركات تكرير حكومية تتطلع لنفط الشرق الأوسط لتعويض النقص الروسي

تدرس شركات التكرير الحكومية الهندية استغلال سوق الخام بالشرق الأوسط في ظل انخفاض الإمدادات الفورية من روسيا، أكبر مورديها، في خطوة قد تدعم أسعار النفط.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد حفار يعمل في حقل «مونتيري» الصخري بكاليفورنيا (رويترز)

أسعار النفط تتحرك في نطاق ضيق قبل عطلة أعياد الميلاد

ارتفعت أسعار النفط الثلاثاء بعد تكبدها خسائر في الجلسة السابقة، مدعومة بتوقعات إيجابية للسوق على المدى القصير، لكن التعاملات جاءت ضعيفة قبل عطلة أعياد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)

تراجعت المؤشرات الرئيسية لبورصة «وول ستريت» في أحجام تداول خفيفة، يوم الخميس، تحت ضغط ارتفاع العائدات على بعض الأسهم، في وقتٍ يتوقع فيه المستثمرون عادةً دفعة نهاية العام، المعروفة باسم «رالي الميلاد».

وارتفعت العائدات على السندات الحكومية بشكل طفيف عبر مختلف الفئات، حيث بلغ العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات، أعلى مستوى له منذ أوائل مايو (أيار) الماضي عند 4.64 في المائة، وفق «رويترز».

ومن بين الأسهم ذات القيمة السوقية الضخمة، تراجعت أسهم أمازون بنسبة 0.3 في المائة، بينما انخفضت أسهم «ميتا بلاتفورمز» بنسبة 0.6 في المائة. كما كانت أسهم العقارات الحساسة لأسعار الفائدة من بين الأكثر تضرراً، حيث انخفضت بنسبة 0.4 في المائة، في حين تراجعت أسهم السلع الاستهلاكية التقديرية بنسبة 0.5 في المائة.

وقال جورج سيبولوني، مدير المحافظ في شركة «بن ميوتشوال» لإدارة الأصول: «نحن الآن عند نقطة تحول في عائد سندات الخزانة، وخاصة لأجل 10 سنوات. أيّ تحرك صعودي في العائدات يميل إلى خلق ضعف في سوق الأسهم».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 123.50 نقطة، أو 0.30 في المائة، ليصل إلى 43173.53 نقطة، بينما خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نحو 15.13 نقطة، أو 0.25 في المائة، ليبلغ 6024.91 نقطة. كما تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بمقدار 46.45 نقطة، أو 0.23 في المائة، ليصل إلى 19984.67 نقطة.

في المقابل، اختتمت الأسواق في أوروبا ولندن وأجزاء من آسيا تعاملاتها، يوم الخميس.

وكانت أسواق الأسهم قد سجلت مكاسب متتالية في الجلسات الأخيرة، حيث دعّمتها بشكل رئيسي أسهم الشركات الكبرى وأسهم النمو مثل «أبل»، و«تسلا»، و«ألفابت»، و«أمازون»، و«إنفيديا»، و«مايكروسوفت»، و«ميتا بلاتفورمز»، التي شكلت أكثر من نصف العائد الإجمالي لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، هذا العام، والبالغ 28.4 في المائة. وفي حال جرى استبعاد أكبر سبع شركات من حيث القيمة السوقية، فإن العائد الإجمالي للمؤشر كان سيصل إلى 13.2 في المائة فقط خلال عام 2024.

وفي هذا الشهر، واجهت الأسهم الأميركية عقبة بسبب التوقعات التي تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بشكل أقل في 2025. ومع ذلك سجلت المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية، هذا العام؛ مدفوعة بالأمل في بيئة أسعار فائدة أقل، إلى جانب التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تعزيز أرباح الشركات.

وعلى الرغم من ذلك، بدأ المستثمرون التشكيك في استدامة هذا الارتفاع، خاصة في ظل التقييمات المرتفعة، وتواصل جذب الأموال من الشركات الكبرى.

ورغم تلك التحديات، يواصل المستثمرون الأمل في نهاية قوية للعام، وهو ما يُعرف بـ«رالي الميلاد»، التي عادةً ما تستفيد من انخفاض السيولة، وحصاد الخسائر الضريبية، واستثمار المكافآت السنوية. وقد سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» متوسط ​​مكاسب بنسبة 1.3 في المائة، في آخِر خمسة أيام تداول من ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب اليومين الأولين من يناير (كانون الثاني)، منذ عام 1969.

وفي قطاع العملات المشفرة، تراجعت أسهم الشركات المرتبطة بالبتكوين، بعد أن هبطت العملة الرقمية الأكبر في العالم بنسبة تزيد عن 3 في المائة. كما انخفضت أسهم «كوين بيس غلوبال» بنسبة 1.4 في المائة، في حين خسرت «رايوت بلاتفورمز» و«مارا هولدينغز» أكثر من 2.4 في المائة لكل منهما.

وفي بورصة نيويورك، تفوقت الأسهم المتراجعة على الرابحة بنسبة 3.08 إلى 1، بينما سجلت بورصة «ناسداك» نسبة 2.03 إلى 1. كما سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعين جديدين خلال 52 أسبوعاً، وانخفاضاً جديداً واحداً، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب 17 ارتفاعاً جديداً، و24 انخفاضاً جديداً.