10 أسباب تجعل احتمالات فوز ترمب وهاريس بالانتخابات متساوية

صورة مركبة لترمب وهاريس (أرشيفية - رويترز)
صورة مركبة لترمب وهاريس (أرشيفية - رويترز)
TT
20

10 أسباب تجعل احتمالات فوز ترمب وهاريس بالانتخابات متساوية

صورة مركبة لترمب وهاريس (أرشيفية - رويترز)
صورة مركبة لترمب وهاريس (أرشيفية - رويترز)

قبل 24 ساعة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وصلت المنافسة على البيت الأبيض إلى طريق مسدود، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات المتأرجحة المهمة.

ووفق تقرير نشرته شبكة «بي بي سي»، استطلاعات الرأي متقاربة للغاية، ضمن هامش الخطأ، لدرجة أن أياً من مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب أو مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، قد يفوز بفارق ضئيل جداً.

هناك حجة مقنعة: لماذا قد يكون لكل منهما أفضلية الفوز عندما يتعلق الأمر ببناء تحالف من الناخبين في الأماكن المناسبة؟

قد يفوز ترمب للأسباب التالية:

1- ليس في السلطة

الاقتصاد هو القضية الأولى للناخبين، وفي حين أن معدل البطالة منخفض وسوق الأوراق المالية مزدهرة، يقول معظم الأميركيين إنهم يكافحون مع ارتفاع الأسعار كل يوم.

بلغ التضخم مستويات لم نشهدها منذ سبعينات القرن الماضي في أعقاب وباء «كورونا»، مما أعطى ترمب الفرصة ليسأل: «هل أنت أفضل حالاً الآن مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟».

في عام 2024، أطاح الناخبون في جميع أنحاء العالم عدة مرات بالأحزاب الحاكمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بعد الوباء. ويبدو أن الناخبين الأميركيين متعطشون للتغيير أيضاً.

لا يقول سوى ربع الأميركيين إنهم راضون عن الاتجاه الذي تسير فيه البلاد، ويرى ثلثاهم أن التوقعات الاقتصادية ضعيفة.

حاولت هاريس أن تكون مرشحة التغيير المزعومة، ولكن بصفتها نائبة للرئيس، كافحت لإبعاد نفسها عن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لا يحظى بشعبية.

2- لا يتأثر بالأخبار السيئة

على الرغم من تداعيات أعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 في مبنى الكابيتول الأميركي، وسلسلة من لوائح الاتهام وإدانة جنائية غير مسبوقة، ظل دعم ترمب ثابتاً طوال العام عند 40 في المائة أو أكثر.

بينما يقول الديمقراطيون والمحافظون المناهضون لترمب إنه غير لائق لمنصبه، يتفق معظم الجمهوريين عندما يقول ترمب إنه ضحية لمطاردة سياسية.

يحتاج ترمب فقط إلى كسب ما يكفي من شريحة صغيرة من الناخبين غير الحاسمين الذين ليس لديهم وجهة نظر ثابتة عنه.

3- تحذيراته بشأن الهجرة غير الشرعية

بخلاف حالة الاقتصاد، غالباً ما تُحسم الانتخابات بقضية ذات جاذبية عاطفية. يأمل الديمقراطيون أن تكون قضية الإجهاض، في حين يراهن ترمب على قضية الهجرة.

بعد أن وصلت المواجهات على الحدود إلى مستويات قياسية في عهد بايدن، وأثر التدفق على الولايات البعيدة عن الحدود، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين يثقون في ترمب أكثر فيما يتعلق بالهجرة، وأنه يحقق نتائج أفضل بكثير مع اللاتينيين مقارنة بالانتخابات السابقة.

4- جاذبية عند فئات مهمّشة

أدت جاذبية ترمب عند الناخبين الذين يشعرون بالنسيان إلى تحويل الدوائر الانتخابية الديمقراطية التقليدية مثل العمال النقابيين إلى جمهوريين، وجعلت حماية الصناعة الأميركية من خلال التعريفات الجمركية أمراً طبيعياً تقريباً.

إذا نجح في زيادة الإقبال في المناطق الريفية والضواحي من الولايات المتأرجحة، فقد يعوض هذا عن خسارة الجمهوريين المعتدلين الحاصلين على تعليم جامعي.

5- رجل قوي في عالم غير مستقر

يقول منتقدو ترمب إنه يقوض تحالفات أميركا من خلال التقرب من القادة الاستبداديين.

ومع ذلك، يرى الرئيس السابق أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته هو نقطة قوة، ويشير إلى أنه لم تبدأ أي حروب كبرى عندما كان في البيت الأبيض.

يشعر العديد من الأميركيين بالغضب، لأسباب مختلفة، من إرسال الولايات المتحدة مليارات الدولارات إلى أوكرانيا وإسرائيل، ويعتقدون أن أميركا أضعف في عهد بايدن.

قد تفوز هاريس للأسباب التالية:

1- هي ليست ترمب

على الرغم من مزايا ترمب، فإنه يظل شخصية مثيرة للانقسام بشكل عميق. في عام 2020، فاز بعدد قياسي من الأصوات لمرشح جمهوري، لكنه هُزم لأن سبعة ملايين أميركي آخرين خرجوا لدعم بايدن.

هذه المرة، تستغل هاريس عامل الخوف من عودة ترمب. لقد وصفته بأنه «فاشي» وتهديد للديمقراطية، في حين تعهدت بالابتعاد عن «الدراما والصراع».

أشار استطلاع رأي أجرته «رويترز - إبسوس» في يوليو (تموز) إلى أن أربعة من كل خمسة أميركيين شعروا بأن البلاد خرجت عن السيطرة. وتأمل هاريس أن يراها الناخبون - وخاصة الجمهوريين المعتدلين والمستقلين - كمرشحة للاستقرار.

2- هي ليست بايدن

أيضاً كان الديمقراطيون يواجهون هزيمة مؤكدة تقريباً عند اللحظة التي انسحب فيها بايدن من السباق. متحدين في رغبتهم في هزيمة ترمب، تجمع الحزب بسرعة حول هاريس. وبسرعة مذهلة قدمت هاريس رسالة أكثر تطلعاً إلى المستقبل أثارت حماس قواعد الحزب.

أشارت استطلاعات الرأي باستمرار إلى أن الناخبين لديهم مخاوف حقيقية بشأن لياقة بايدن للمنصب. الآن انقلب السباق، وترمب هو الذي يتنافس ليصبح أكبر شخص سناً يفوز بالرئاسة على الإطلاق.

3- دافعت عن حقوق المرأة

هذه هي أول انتخابات رئاسية منذ أن ألغت المحكمة العليا الأميركية قضية رو ضد وايد والحق الدستوري في الإجهاض.

يدعم الناخبون المهتمون بحماية حقوق الإجهاض هاريس بأغلبية ساحقة، وقد رأينا في الانتخابات السابقة - ولا سيما انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 - أن القضية يمكن أن تدفع نسبة المشاركة، وأن يكون لها تأثير حقيقي على النتيجة.

هذه المرة، ستطرح 10 ولايات، بما في ذلك ولاية أريزونا المتأرجحة، مبادرات اقتراع تسأل الناخبين عن كيفية تنظيم الإجهاض. وقد يؤدي هذا إلى تعزيز نسبة المشاركة لصالح هاريس.

4- من المرجح أن يحضر ناخبوها

إن المجموعات التي تحظى بتأييد أكبر من جانب هاريس في استطلاعات الرأي، مثل المتعلمين في الكليات وكبار السن، هم أكثر ميلاً للتصويت.

يحقق الديمقراطيون في النهاية أداءً أفضل مع المجموعات ذات الإقبال المرتفع، في حين حقق ترمب مكاسب مع المجموعات ذات الإقبال المنخفض نسبياً مثل الشباب وأولئك الذين لا يحملون شهادات جامعية.

على سبيل المثال، يتمتع ترمب بتقدم كبير بين أولئك الذين سجلوا ولكنهم لم يصوتوا في عام 2020، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز - سيينا».

السؤال الرئيسي إذن هو ما إذا كانوا سيحضرون هذه المرة.

5- جمعت وأنفقت الكثير من المال

ليس سراً أن الانتخابات الأميركية باهظة الثمن، وأن عام 2024 في طريقه ليكون الأكثر تكلفة على الإطلاق.

لقد جمعت هاريس منذ أن أصبحت مرشحة في يوليو أكثر مما جمعه ترمب طوال الفترة منذ يناير 2023، وفقاً لتحليل حديث لصحيفة «فاينانشال تايمز»، والذي أشار أيضاً إلى أن حملتها أنفقت ضعف ترمب تقريباً على الإعلانات.

وقد يلعب هذا دوراً في سباق متقارب سيتم تحديده في النهاية من قبل الناخبين في الولايات المتأرجحة التي تتعرض حالياً لموجة كبيرة من الإعلانات السياسية.


مقالات ذات صلة

ترمب بصحة «جيدة جداً» بعد خضوعه لأول فحص طبي في ولايته الثانية

الولايات المتحدة​ ترمب متحدِّثاً مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية لدى توجُّهه إلى فلوريدا 11 أبريل (أ.ب)

ترمب بصحة «جيدة جداً» بعد خضوعه لأول فحص طبي في ولايته الثانية

خضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لأول فحص بدني له في ولايته الثانية الجمعة، وأكَّد أنه في «حالة جيدة جداً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يخضع لأول فحص طبي خلال ولايته الثانية

قال البيت الأبيض إن دونالد ترمب، أكبر شخص سناً يتولى رئاسة الولايات المتحدة، سيخضع لأول فحص بدني له في ولايته الثانية، الجمعة، دون تخدير عام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية أميركا ترسل 20 ألف بندقية هجومية لإسرائيل علّق بايدن تسليمها

أميركا ترسل 20 ألف بندقية هجومية لإسرائيل علّق بايدن تسليمها

مضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدماً في بيع أكثر من 20 ألف بندقية هجومية أميركية الصنع لإسرائيل الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في احتفال تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة (أ.ب)

ترمب يلغي التصاريح الأمنية لبايدن وهاريس وكلينتون وآخرين

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب مذكرة رئاسية ألغى فيها التصاريح الأمنية وإمكانية الوصول إلى معلومات سرية لعدد من خصومه السياسيين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحمل رسالة الرئيس السابق جو بايدن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (رويترز)

ترمب يسحب التراخيص الأمنية من بايدن ومسؤولين سابقين في البيت الأبيض

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة سحب التصاريح الأمنية من سلفه جو بايدن وعدد من كبار مسؤولي البيت الأبيض السابقين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يرفض تحديد مهلة لبوتين لوقف النار... ويلمّح إلى مقترحات جديدة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء في البيت الأبيض في واشنطن 14 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء في البيت الأبيض في واشنطن 14 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
TT
20

ترمب يرفض تحديد مهلة لبوتين لوقف النار... ويلمّح إلى مقترحات جديدة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء في البيت الأبيض في واشنطن 14 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء في البيت الأبيض في واشنطن 14 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب باللوم على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ورفض أن يحدد مهلة نهائية لبوتين للتحرك فعلياً نحو وقف إطلاق النار، لكنه أكد أن هناك بعض المقترحات الجيدة بشأن إنهاء الحرب الأوكرانية، قائلاً إن هذه المقترحات «ستخرج إلى النور قريباً»، وصرّح للصحافيين في البيت الأبيض: «ستحصلون على بعض المقترحات الجيدة جداً قريباً جداً».

وتزامنت تصريحات الرئيس الأميركي مع دعوة زيلينسكي له بزيارة أوكرانيا قبل التوصل إلى أي اتفاق سلام مع روسيا.

وتحدث الرئيس الأميركي، يوم الاثنين، أثناء استقبال رئيس السلفادور بالبيت الأبيض، مؤكداً أن حدوث الحرب الروسية الأوكرانية كان خطأ من البداية، وشدد على أنه لم يكن ينبغي السماح بحدوث الحرب وكان ينبغي للرئيس السابق جو بايدن أن يوقفها، مشيراً إلى أنه كل ما كان عليه (بايدن) القيام به هو خفض أسعار النفط، لكن بايدن أبقى الأسعار مرتفعة للغاية ولو كان خفّضها لما حدثت تلك الحرب قط». وأشار إلى أنه كان بإمكان زيلينسكي أن يوقف الحرب وكان لا ينبغي لبوتين أن يبدأ الحرب، وأضاف: «الجميع يتحمل اللوم».

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في واشنطن تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في واشنطن تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض (د.ب.أ)

وأشار ترمب إلى أن أوكرانيا أصبحت بلداً فقد 25 في المائة من أراضيه وقُتل فيه ملايين الأشخاص، وقال: «هذه حرب بايدن وأنا أحاول إيقافها وأعتقد أننا نقوم بعمل جيد».

وفي إجابته عن أسئلة الصحافيين حول مطالب الرئيس الأوكراني زيلينسكي بشراء مزيد من صواريخ «باتريوت»، قال ترمب إن «الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسعى دائماً لشراء صواريخ أميركية».

وأضاف ترمب، في لهجة منتقدة للرئيس الأوكراني تشكك في كفاءته: «حينما تبدأ الحرب يجب أن تعرف أنك قادر على الفوز بالحرب ولا يمكنك أن تبدأ حرباً ضد شخص أكبر منك بـ20 مرة، ثم تأمل أن يعطيك الناس بعض الصواريخ». وشدد ترمب على أن الحرب دمرت المدن والبلدات الجميلة في أوكرانيا التي كانت الأجمل في العالم، إضافة إلى ملايين القتلى. وقال: «ملايين من البشر ماتوا بسبب ثلاثة أشخاص، بوتين وزيلينسكي وبايدن لكنني أريد إيقاف القتل».

وحينما سُئل عما إذا كان يخطط لفرض مزيد من العقوبات ضد روسيا، قال ترمب: «لقد فرضت بالفعل عقوبات ضد روسيا».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً في سانت بطرسبرغ 11 أبريل 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً في سانت بطرسبرغ 11 أبريل 2025 (رويترز)

ونشر ترمب على منصة «تروث سوشيال» تغريدة، يوم الاثنين، قال فيها إن «الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي حرب بايدن وليست حربي». وتابع: «لقد وصلت إلى هنا للتو ولمدة 4 سنوات خلال ولايتي لم أجد صعوبة في منع وقوعها». وكتب ترمب بحروف كبيرة: «ليس لي أي دخل بشأن هذه الحرب لكنني أعمل بجد على إنهاء الموت والدمار وعلى وقف هذه الحرب».

وأضاف: «لولا ما حدث في انتخابات 2020 من تزوير بأشكال كثيرة لما كان لهذه الحرب المروعة أن تحدث. الرئيس زيلينسكي وبايدن المحتال قاما بعمل مروع بالسماح بهذه المأساة أن تحدث وكان هناك وسائل كثيرة لمنعها من أن تبدأ، لكن هذا أصبح ماضياً، وعلينا الآن أن نوقف هذه الحرب الآن وبسرعة».

وجاءت انتقادات ترمب بعدما ظهر الرئيس الأوكراني زيلينسكي في برنامج 60 دقيقة مساء الأحد التي رفض فيها زيلينسكي تأكيدات ترمب بشأن مسؤولية بداية الصراع، وشدد زيلينسكي على أن بلاده لم تشن هجوماً ضد روسيا، وقال عن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إنه يحاول تبرير تصرفات بوتين، وقال: «هناك معتدٍ وهناك ضحية والروس هم المعتدون ونحن الضحايا».

وحث زيلينسكي الرئيس ترمب على زيارة أوكرانيا قبل اتخاذ أي قرارات نهائية.