عرض مقتنيات مقبرة «حاكم الصعيد» كاملة للمرة الأولى بسوهاج

تضم مسلات حجرية صغيرة ونصوصاً جنائزية ونماذج خشبية

جانب من المعرض (محافظة سوهاج)
جانب من المعرض (محافظة سوهاج)
TT

عرض مقتنيات مقبرة «حاكم الصعيد» كاملة للمرة الأولى بسوهاج

جانب من المعرض (محافظة سوهاج)
جانب من المعرض (محافظة سوهاج)

يعرض متحف سوهاج القومي، بجنوب مصر، للمرة الأولى مقتنيات مقبرة حاكم الصعيد «وني» كاملة منذ اكتشافها عام 1858؛ إذ كان يتقاسم عددٌ من المتاحف -من بينها المتحف المصري بالتحرير- عرض مقتنياتها.

وافتتح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتورة جانيت ريتشارد، مدير مشروع الجبانة الوسطى بأبيدوس بسوهاج، معرض مقتنيات مقبرة حاكم الصعيد «وني» بمتحف سوهاج القومي، والمكتبة العلمية للمتحف بعد الانتهاء من مشروع تطويرها.

عرض مقتنيات «حاكم الصعيد» للمرة الأولى (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويضم معرض «وني» -من عصر الأسرة السادسة- بمتحف سوهاج القومي كل القطع الأثرية التي جرى اكتشافها بالمقبرة التي تمت إعادة بناء نموذج لها داخل المتحف، إضافة إلى إعادة تصوّر لرسم نقش لوحة السيرة الذاتية لـ«وني».

وتشمل هذه المقتنيات أعمدة الأركان الحجرية ذات النقوش، وصورة بانورامية لبناء الطوب اللبن الضخم الخاص بالمقبرة، وعدداً من المسلات الحجرية الصغيرة المنقوشة لـ«وني»، والأبواب الوهمية للمقبرة، ومجموعة من كتل المقصورة المزيّنة بنصوص هيروغليفية ومناظر جنائزية، وصورة حفرة حرق القرابين، وتمثالاً صغيراً من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، وأجزاء من نماذج خشبية، وأدوات من الفخار ومواد تحنيط.

تماثيل جرى اكتشافها بمقبرة «حاكم الصعيد» (محافظة سوهاج)

كما يُبرز المعرض نحو 50 لوحة تعليمية مزوّدة بالصور والخرائط والرسوم التوضيحية الفوتوغرافية والبانورامية لتعريف الزائرين بالمعلومات الأثرية والتاريخية عن الحاكم «وني»، ومقبرته، وأعمال البعثة الأثرية.

عرض كامل لمقتنيات المعرض (محافظة سوهاج)

وثمّن شريف فتحي، دور متاحف الآثار في تنمية المجتمع وبنائه الثقافي، من خلال مجموعة الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تقيمها، والتي تسهم بدورها في رفع مناحي التعليم والثقافة لجميع أفراد المجتمع.

جانب من المقتنيات (محافظة سوهاج)

وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، إن المجلس الأعلى للآثار يقوم حالياً بدراسة إمكانية إنشاء مكتبة بكل متحف، وإثرائها بالكتب العلمية، من خلال تفعيل التعاون العلمي بصورة أكبر مع الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية المصرية والأجنبية المختلفة، مثمناً التعاون المثمر بين المجلس الأعلى للآثار، ومتحف سوهاج القومي، ومشروع جامعة «ميتشغان» بالجبانة الوسطى بأبيدوس ومركز البحوث الأميركي بمصر، لإعادة بناء مقبرة حاكم الصعيد وإقامة المعرض وتطوير المكتبة.

لوحات ونقوش بمعرض حاكم الصعيد (محافظة سوهاج)

وتضم المكتبة العلمية لمتحف سوهاج القومي نحو ألفي كتاب متخصص في علوم الآثار المصرية والإسلامية والقبطية واليونانية الرومانية، وحوليات المجلس الأعلى للآثار، إضافة إلى المصادر والمراجع القديمة، التي من بينها تلك الخاصة بجامع السلطان حسن، للجنة حفظ الآثار العربية من عام 1903، وقصر الحمراء للمؤلف Owen jones من عام 1837، وفنون وعمارة بومبي من عام 188.

كما تم عمل قاعدة بيانات للمكتبة، ليسهل على الباحثين والدارسين الوصول إلى الكتب والمراجع التي يحتاجون إليها.


مقالات ذات صلة

متاحف مصرية لاستقبال كنز أثري «غارق»

يوميات الشرق جانب من المضبوطات الأثرية الغارقة (وزارة الداخلية)

متاحف مصرية لاستقبال كنز أثري «غارق»

أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن ضبط 448 قطعة أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني بحوزة لصّين تحصّلا عليها عبر الغوص، وتم التحفظ على القطع المضبوطة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
علوم الماموث «إيانا» عمرها 50 ألف عام (رويترز)

روسيا تعرض بقايا ماموث محفوظة بشكل جيد عمرها 50 ألف سنة

عرضت روسيا، اليوم (الاثنين)، بقايا محفوظة بشكل جيد لماموث صغير عمرها 50 ألف عام، عُثر عليها خلال الصيف الفائت في أقصى الشمال الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق القبقاب الذي تم العثور عليه عمره 500 عام (رويترز)

علماء آثار هولنديون يكتشفون قبقاباً نادراً عمره 500 عام

تشتهر هولندا عالمياً بأحذيتها الخشبية، لكن الاكتشاف النادر في الآونة الأخيرة لقبقاب عمره 500 عام بمدينة ألكمار أظهر مدى انتشار استخدام مثل هذه الأحذية بالماضي.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
سفر وسياحة رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

أُعيد افتتاح نافورة تريفي الشهيرة رسمياً بعد أعمال تنظيف استمرت أسابيع، وقررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«إلى حيث ننتمي» جردة أعوام مضت في لوحات ومنحوتات

منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)
منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)
TT

«إلى حيث ننتمي» جردة أعوام مضت في لوحات ومنحوتات

منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)
منحوتات ورسومات تعود بنا إلى سنوات ماضية (الشرق الأوسط)

اختار غاليري «آرت أون 56» معرضاً جماعياً يتألف من نحو 20 لوحة تشكيلية ليطلق موسمه الفني لفصل الشتاء، يودّع معه عاماً ويستقبل آخر في جردة حساب تعود بنا إلى سنة 2012 حتى اليوم. وتشير صاحبة الغاليري، منى وادي محرّم، إلى أن المعرض بمثابة احتفالية بلبنان الثقافة. وتتابع: «بعد كل المصاعب التي مررنا بها كان لا بد من وقفة فنية نتواصل عبرها مع الجمال والقوة».

وتشارك في هذا المعرض مجموعة من الرسامين والنحاتين اللبنانيين والسوريين، من بينهم جورج باسيل ووسام بيضون وليلى داغر وعماد فخري وديالا خضري وغادة جمال ويامن يوسف، وغيرهم.

وتتوزّع اللوحات على صالات «آرت أون 56»، فتطلّ على قطع فنية زيتية وأكليريك و«ميكسد ميديا». وتحت عناوين مختلفة كـ«نعم للحرية ولا لـ...». و«الشقراء» و«الزهرة الزرقاء» و«بيروت» و«رحلة الأمل» و«قطع من السماء». تستوقفك مجموعة زهير دبّاغ المنفذة في عام 2016، فهي مصنوعة من الطين الأحمر (تيراكوتا) مع خلفية سوداء. وتقرأ فيها صفحات تاريخ أشخاص من دون ملامح هائمة في مهب الحياة.

وأمام لوحة «قبل الحفلة» لديالا خضري تحلّق في عالم ثلاثي الأبعاد؛ فتقدّم مشهداً من بيوت بيروت وتقاليد أهلها، وتجمع فيها ما بين سماء العاصمة وسجادة تستلقي على حديد الشرفة قيد التنظيف. فيما تتسمر أمام لوحة لجورج باسيل تذكّرك بأشهر لوحات القرن السادس عشر: «موناليزا» لليوناردو دافنتشي، وتكتشف بأنها تتألف من طبقات «ميكسد ميديا» عمّرها باسيل بدقة في عام 2023.

وفي لوحة «إرادة جيل» لهيبة بلعة بواب نفّذتها في عام 2020، ترى الحياة من منظار ملوّن بالشباب، تُصورّه منشغلاً بالتخطيط لغدٍ أفضل بواسطة تقنية اللصق (كولاج).

وغالبية لوحات «إلى حيث ننتمي» تلفتك بأحجامها الضخمة. تطبعك بالخيال وتزوّدك بذبذبات إيجابية تحتاج إليها بعد فترة حرب دامية. ولعلّ تنوّع تقنياتها وأطياف ريشتها يكمن فيها سرّ جماليتها، وأحياناً تأخذك إلى عالم الحسابات الهندسية كما مع الفنان السوري منير الشعران، فتحل معه ألغاز رسمة بسيطة وغامضة في آن بعنوان «نعم للحرية ولا لـ...»، وبالخط العربي الذي يتقن تطريزه بلوحاته يترك لك حرية إكمال العبارة كما تشاء.

وبألوان زاهية من الأزرق والأصفر والأخضر، وعلى مساحة قماش (كأنفاس) واسعة تتعرّف إلى طبيعة «المتحكمون باللعبة»، بتوقيع إدغار مازجي، الذي يصورّهم على هيئة رجلين مقنّعين، يبدّلان خيوط الحقبات كما يرغبان، تصغر الكرة الأرضية بين أياديهما ككرة الـ«بولينغ»، يقذفانها لتضرب ما يطالعها من أجسام خشبية متسببة بفوضى.

التنوع بالتقنيات وأساليب الرسم يطبع معرض «إلى حيث ننتمي»، وتحتل الذكريات قسماً منه تحت عنوان «غرفة رقم 11» لرفيق مجذوب، فينقل مشاهداته من غرفة سجن دخلها لفترة قصيرة تحمل هذا الرقم. يربطها مجذوب بالإنسانية مصوراً حالة شخص يفتقد الحرية، ويترجمها في كلمات مكتوبة بالإنجليزية على خلفية بيضاء وإطار خشبي أحمر. وقد نفّذ مجموعته هذه في عام 2016.

لوحة ليلى داغر «قطع من السماء» نفّذتها بالزيت والباستيل في عام 2022. وتنقل من خلالها انعكاسات حياة على امرأة تعيش الوحدة. فيما يأخذنا عماد فخري بلوحته «مشهد ثلاثي» إلى علاقة الإنسان الباحث عن الوفاء، فيجدها مع كلبيه اللذين يشعرانه بالسعادة.

الرسام السوري أنس حمصي ينثر رشّة من الأمل والخيال على أجواء المعرض. ومع لوحتيه «رحلة الأمل» و«الحالمون»، يضع شخصياته الملونة والمغمورة بخربشات سوداء في حالة ضبابية. فيما تعبّر صفاء الست عن معاناة إنسان مغدور بمنحوتة من النحاس والحديد، فيخترقها سهم يجمّد الحياة في شرايينها.

وتقابلها منحوتة من الـ«ريزين» للفنان السوري يامن يوسف «آخر الرجال الواقفين»، فنراه ينتصب بقامته الزرقاء خائفاً من لحظة السقوط.

قصص من الحياة يستعيد معها «إلى حيث ننتمي» شريطاً من الذكريات، فيزوّد زائره بحفنة من الفن التشكيلي المعاصر، ويؤلّف بذلك واحة ثقافية وفنية يحتاج إليها اللبناني كي يتنفس الصعداء بعد حالة حرب خانقة عاشها.