إسرائيل تشن أعنف الغارات على جنوب لبنان والبقاع... والمسيّرات لا تفارق الأجواء

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين: الحرب ما زالت مستمرة

صورة تظهر مبنى متضرراً في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
صورة تظهر مبنى متضرراً في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

إسرائيل تشن أعنف الغارات على جنوب لبنان والبقاع... والمسيّرات لا تفارق الأجواء

صورة تظهر مبنى متضرراً في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
صورة تظهر مبنى متضرراً في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

لا تزال وتيرة التصعيد مستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل، وسُجلت اليوم (السبت) أعنف الغارات على الجنوب والبقاع، في حين لم تفارق المسيّرات الإسرائيلية أجواء العاصمة بيروت والعديد من المناطق اللبنانية.

وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق العاصمة بيروت ومناطق عدة.

وحذر أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم، سكان جنوب لبنان من العودة إلى مناطقهم.

وقال أدرعي على «إكس»: «نذكركم بأن الحرب ما زالت مستمرة، ونحن نواصل دكّ عناصر ومصالح (حزب الله)، ولذلك نناشدكم الامتناع عن السفر جنوباً والعودة إلى منازلكم أو إلى حقول الزيتون الخاصة بكم».

جنوباً، أغار الطيران الإسرائيلي على الجبين والشهابية وحاريص وعيتا الجبل والخيام ومحيط الناقورة ومحيط ياطر وصديقين ورشكنانية وكفرا. وتزامناً تعرض مثلث طير حرفا الجبين لقصف مدفعي إسرائيلي.

كما حلق الطيران الحربي الإسرائيلي على علوٍّ منخفض فوق مدينة صيدا وشرقها خارقاً جدار الصوت بشكل عنيف على دفعتين.

وفجراً، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على عنقون في قضاء صيدا، وسُمعت أصداؤها بالمدينة وجوارها. كما أطلق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب.

ولحقت أضرار كبيرة بمسجد شبعا على طريق عين الجوز، جراء القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له البلدة.

وفي قضاءَي صور وبنت جبيل، أغار الطيران الإسرائيلي صباح اليوم على مدينة صور، مستهدفاً عدداً من المباني والشقق قرب مجمع الإمام الحسين، ما أدى إلى تدميرها تدميراً كاملاً وإصابة عدد من المواطنين بجروح.

تظهر هذه الصورة الفضائية الملتقطة بتاريخ 24 أكتوبر 2024 قرية رامية في جنوب لبنان (أ.ب)

كما أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة تبنين مستهدفاً منزلاً قرب مستشفى تبنين الحكومي، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى وأضرار جسيمة بالمستشفى والأبنية المجاورة للمكان المستهدف.

أيضاً، أغار الطيران الإسرائيلي على بلدات يارون، ومارون، وحاريص، وصربين، والحوش حيث تعيش هذه المنطقة بظلام دامس بعد تضرر شبكة الكهرباء.

وفي بلدة عين إبل استهدف الطيران الإسرائيلي المحال التجارية في أطراف البلدة، كما استهدف بلدات الشهابية، وباتولية، وشقراء، وكونين، والطيري، وجويا، وحانين، وعيتا الشعب، وشن الجيش الإسرائيلي عند منتصف الليل الفائت سلسلة غارات متتالية على مدينة بنت جبيل.

وطيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، حلق الطيران الاستطلاعي والمسيّر والحربي الإسرائيلي فوق قرى قضاءَي صور وبنت جبيل بكثافة، وأطلق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً إلى مشارف نهر الليطاني والساحل البحري، وحلقت طائرات مسيّرة بكثافة ليل أمس وحتى صباح اليوم فوق أحياء مدينة صور، مما زاد الأجواء حذراً بعد الغارات المتتالية التي شهدتها المدينة.

وقد أدت هذه الغارات إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وتدمير عدد كبير من المنازل والأحياء السكنية في القرى والمدن الجنوبية.

وقُتل بالقصف الإسرائيلي 17 شخصاً وجُرح 54 آخرون أمس، بحسب رئيس طبابة قضاء صور في وزارة الصحة وسام غزال.

أما في صور، فقد أدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط 9 قتلى و12 جريحاً، ووقوع أضرار كبيرة وجسيمة في الأبنية والأحياء السكنية والبنى التحتية والشوارع وشبكات الكهرباء والمياه والهاتف.

أما الغارات على جويا فأدت إلى سقوط 4 قتلى وتضرر عدد من المنازل.

وأدت ⁠غارة المجادل إلى سقوط قتيلين وتضرر عدد من المنازل. وكذلك أدت الغارة على المعلية إلى سقوط قتيلين وتضرر عدد من المنازل.

واستمر الجيش الإسرائيلي بشن الغارات مترافقة مع قصف مدفعي على قرى صور وبنت جبيل، كما أقدم على تفجير عدد من منازل القرى التي تقع بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

إسرائيل تعلن قتل قائدين من «حزب الله»

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، اليوم، إنه قتل قائدين من «حزب الله» في مدينة صور بجنوب لبنان خلال الساعات الماضية.

وأضاف أن القائدين كانا مسؤولين عن إطلاق أكثر من 400 صاروخ على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وبشكل منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارات الجوية أصابت أكثر من 120 هدفا في قطاع غزة ولبنان على مدار الـ24 ساعة الماضية.

وفي البقاع، نفذ الطيران الإسرائيلي فجر اليوم، غارة على معبر القاع جوسيه.

وكان وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، قد كشف أن الضربة الإسرائيلية الجديدة على المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا، أغلقته مجدداً بعد إعادة فتحه جزئياً.


مقالات ذات صلة

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنّ الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان «في مراحلها النهائية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يبحثون عن الضحايا تحت أنقاض المبنى المدمر في بيروت (أ.ب) play-circle 00:33

ليلة الرعب البيروتية... الغارات الإسرائيلية تزنّر العاصمة اللبنانية

تحوّلت بيروت إلى هدف أساسي للجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بعد تحذيرات أطلقها المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أنهى وزراء خارجية «مجموعة السبع» اجتماعها الذي استمر يومين في فيوجي بإيطاليا، وقد بحثوا خلاله القضايا الساخنة في العالم.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)

إسرائيل تقصف طرق إمداد لـ«حزب الله» في القصير السورية

اختارت إسرائيل وقت الذروة في منطقة القصير عند الحدود مع لبنان، لتعيد قصف المعابر التي سبق أن دمرتها بغارات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي صورة للدخان الناجم عن 20 غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب) play-circle 00:33

المشهد الأخير لحرب إسرائيل على لبنان: تصعيد لرسم «صورة النصر»

يتسابق كل من «حزب الله» وإسرائيل لرسم صورة الانتصار أمام جمهوره في الساعات الأخيرة للحرب.

كارولين عاكوم (بيروت)

ليلة الرعب البيروتية... الغارات الإسرائيلية تزنّر العاصمة اللبنانية

TT

ليلة الرعب البيروتية... الغارات الإسرائيلية تزنّر العاصمة اللبنانية

عناصر الدفاع المدني يبحثون عن الضحايا تحت أنقاض المبنى المدمر في بيروت (أ.ب)
عناصر الدفاع المدني يبحثون عن الضحايا تحت أنقاض المبنى المدمر في بيروت (أ.ب)

تحوّلت العاصمة بيروت إلى هدف أساسي للجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بعد تحذيرات أطلقها المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، إلى مناطق وأحياء بيروتية للمرة الأولى، ما أثار حالة من الرعب والخوف في أوساط المواطنين الذي خرجوا من منازلهم قبل تنفيذ التهديدات، لا سيما أن المناطق المُحددة مكتظة بالسكان، ومعظمها لا يُعدّ محسوباً على «حزب الله».

وفيما أفادت «القناة 12» الإسرائيلية بأن تل أبيب جهّزت خطة عسكرية كاملة للساعات الأربع والعشرين الأخيرة من الحرب مع لبنان، بدأ استهداف بيروت ظهر الثلاثاء بغارة على منطقة النويري، القريبة من وسط العاصمة، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية بأن غارة «نفذها الطيران الحربي المعادي» استهدفت مبنى «في المنطقة الواقعة بين النويري والبسطة في بيروت». ودمّرت الغارة «مبنى مؤلفاً من 4 طوابق يؤوي نازحين»، وفق الوكالة.

ومن موقع الغارة في النويري، وقفت رولا إلى جانب زوجها وسام جعفر باكية تحتضن ابنها الذي فقد لوقت قصير: «كنا في البيت، وفجأة وقعت الضربة، طرنا، والجدران كلها تناثرت علينا (...) الصدمة كانت صعبة جداً».

وبعد النويري التي استُهدفت دون إنذار، توالت التحذيرات الإسرائيلية لمناطق في العاصمة بيروت، بحيث قال أدرعي إنها تستهدف فروعاً لـ«القرض الحسن». وقال في منشور له على منصة «إكس»: «يواصل الجيش الإسرائيلي العمل بقوة لتفكيك بنى (حزب الله). على المدى الزمني القريب سنقوم بمهاجمة فروع عدة لجميعة (القرض الحسن)؛ حيث تحتوي هذه الفروع على أموال تمويل إيرانية وأخرى من مصادر الدخل لـ(حزب الله) التي تُستخدم في الواقع لإدارة وتخزين مصالح الحزب»، مضيفاً: «هذه الغارات ستُشكل ضربة إضافية لسلسلة التمويل الإيرانية لـ(حزب الله) الذي يستخدم هذه الجمعية لأغراضه العسكرية».

وفي منشورات متلاحقة، حذّر أدرعي السكان الموجودين في مبانٍ محددة على الخرائط في مناطق رأس بيروت والمزرعة والمصيطبة وزقاق البلاط لإخلائها، إضافة إلى مبانٍ في مدينتي صيدا وصور، علماً بأنها المرة الأولى أيضاً التي يستهدف فيها وسط مدينة صيدا.

وخلال أقل من ساعة على التحذيرات التي جعلت العائلات تخرج من منازلها على وجه السرعة من دون أن تعرف الوجهة التي ستذهب إليها، بدأت الغارات الإسرائيلية باستهداف منطقة النويري مرة ثانية، ومن ثم مارالياس (كانت قد استُهدفت قبل نحو أسبوع)، وبربور والمزرعة وشارع الحمرا، ومناطق أخرى للمرة الأولى.

وفيما أدى هذا الخوف إلى زحمة سير خانقة في كل أحياء وشوارع العاصمة، اضطرت عائلات من بعض المناطق، ولا سيما الفقيرة منها، على غرار منطقة الجناح، للخروج سيراً على الأقدام.

عمليات بحث عن ضحايا تحت أنقاض أحد المباني الذي استهدف في غارة إسرائيلية (أ.ب)

وفي تعليق منه على التصعيد، قال عضو كتلة «حزب الله» النائب أمين شري، بينما كان يتفقد موقع الغارة في بيروت، إن «العدو الإسرائيلي» قبل «التسوية يريد أن ينتقم من كل جمهور المقاومة ومن كل اللبنانيين» مشيراً إلى «عشرات الإنذارات» التي وجهها الجيش الإسرائيلي قبل استهداف ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب.