الإنذارات والغارات الإسرائيلية تحوّل بعلبك إلى مدينة أشباح

تحذيرات هاتفية منعت السكان من العودة غداة الإخلاء الأول

سحابة من الدخان الكثيف ناتجة عن الغارات الإسرائيلية تعلو قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (الشرق الأوسط)
سحابة من الدخان الكثيف ناتجة عن الغارات الإسرائيلية تعلو قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (الشرق الأوسط)
TT

الإنذارات والغارات الإسرائيلية تحوّل بعلبك إلى مدينة أشباح

سحابة من الدخان الكثيف ناتجة عن الغارات الإسرائيلية تعلو قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (الشرق الأوسط)
سحابة من الدخان الكثيف ناتجة عن الغارات الإسرائيلية تعلو قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (الشرق الأوسط)

منعت إسرائيل العائدين إلى مدينة بعلبك في شرق لبنان، من ارتياد منازلهم التي أخلوها الأربعاء، حين جددت إنذاراتها بإخلاء المدينة التي تعرضت لعشرات الغارات الجوية، في وقت أكد رئيس بلدية بعلبك أن المدينة «تتعرض لتهجير منظّم»، معلناً أن «نسبة النزوح تخطّت 80 في المائة».

وخلت مدينة بعلبك وأحياؤها من السكان بشكل شبه كامل، مع إصدار الجيش الإسرائيلي تحذيرات الخميس، أنتجت حالة من الهلع والذعر في نفوس الأهالي. وشهد أوتوستراد بعلبك - الهرمل زحمة غير مسبوقة باتجاه طريق البقاع الشمالي، حيث توجه النازحون من المدينة إلى بلدات عرسال ودير الأحمر شمالاً، وإلى زحلة في البقاع الأوسط، والبقاع الغربي جنوباً، في حين افترش عدد كبير من العائلات سياراتهم ليبيتوا فيها، هرباً من القصف، في حين أكد رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر، جان الفخري، حاجة النازحين إلى التدفئة والطعام.

الدخان يتصاعد من موقع استهداف إسرائيلي لسهل قرب بعلبك (أ.ف.ب)

وبعد الإنذار الأول يوم الأربعاء الذي أفرغ المدينة من سكانها، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً ثانياً ظهر الخميس، يطالب سكان بعلبك ومحيطها بإخلائها. وتلقى المواطنون اتصالات على شبكة الاتصالات الثابتة الأرضية ووسائل التواصل الاجتماعي، حذر فيها الجيش من عودة السكان، وباستئناف الغارات على المدينة في دورس وعين بورضاي.

تنفيذ الإنذارات

وبدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ إنذاراته بالإخلاء؛ إذ شن بعد ظهر الخميس سلسلة من غاراته على مدينة بعلبك في دورس وطريق عين بورضاي والكيال، مستهدفاً المنطقة بحزام ناري جديد، وتوسعت الغارات باتجاه مقنة الواقعة شمال مدينة بعلبك، مستهدفة مبنى، وأسفرت الغارة عن سقوط قتلى وجرحى.

واختلط دخان الغارات على المدينة بألسنة الدخان المنبعث من منشآت تحتوي على مادة المازوت المشتعل منذ يوم الأربعاء في دورس؛ ما تسبب بنسبة تلوث مرتفعة في أجواء المنطقة باتت تهدد صحة الأهالي.

لبنانيون يتفقدون الحطام الناتج عن غارات إسرائيلية في شرق لبنان (أ.ف.ب)

مدينة أشباح

وإثر الغارات، تحولت بعلبك إلى مدينة أشباح، وشُلّت الأحياء والسوق التجارية، في حين التزم من تبقى من الأهالي منازلهم، رغم أن إسرائيل ارتكبت الأربعاء خمس مجازر بحق المدنيين، أضيفت إلى المجازر السابقة.

وأبادت الغارات الإسرائيلية عائلتين في بدنايل صباح الخميس، حيث قتلت الغارات ثمانية أشخاص، كذلك الأمر في سحمر في البقاع الغربي، كما استهدف الطيران الحربي ليلاً، منزلاً مأهولاً في بيت أبو صليبي شرق شمسطار، أسفر عن سقوط أربعة عشر شخصاً من بينهم عدد من النساء والأطفال.

وفي بعلبك توقفت الجرافات عن العمل بحثاً عن ضحايا بعدما انتشل الدفاع المدني عائلة من رب أسرة وزوجته، خشية تجدد الغارات والإنذارات، قبل أن يستأنف العمل الخميس، حيث انتشل طفلهما من تحت الأنقاض.

الغارات تلف محيط مدينة بعلبك (الشرق الأوسط)

وكان الطيران الإسرائيلي شن الأربعاء خمس عشرة غارة على مدينة بعلبك وأحيائها، وصولاً حتى شمسطار، بعد إنذارات بالإخلاء، وأحدثت الغارات المكثفة في أقل من ساعة، دماراً هائلاً وخراباً بكل الاتجاهات في حي العسيرة شرق بعلبك، وعمشكي وايعات غرب بعلبك، ومنتزه رأس العين وحي الشراونة، وصولاً حتى مرتفعات شمسطار التي استُهدفت بغارة، كما استُهدفت المنشآت النفطية في دورس، مشكّلة سحابة دخانية سوداء غطت سماء المنطقة على مسافة عشرة كيلومترات.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة

شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة

وضع نتنياهو شروطاً جديدة للاتفاق مع لبنان، وأبدى إصراره على أن يتضمن الاتفاق بنداً يحفظ لإسرائيل حرية العمليات في لبنان في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

تنتظر الحكومة اللبنانية من المبعوث الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، نتائج اتصالاته في تل أبيب

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص لمياء فرحات إلى جانب خيمتها في منطقة الرملة البيضاء في بيروت (الشرق الأوسط)

خاص أحلام لمياء النازحة إلى كورنيش بيروت: مكان مسقوف قبل هطول الأمطار

تقول فرحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتيت إلى هنا من الضاحية، بعد أن اختبرت العيش في مراكز إيواء مختلفة، وفضلت العيش في العراء».

حنان حمدان (بيروت)
شؤون إقليمية نقل جثمان امرأة قُتلت في حيفا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل 7 أشخاص في إسرائيل بهجمات «حزب الله»

في أكبر حصيلة من القتلى المدنيين الإسرائيليين منذ الهجوم البري على الأراضي اللبنانية قبل 37 يوماً، قُتل 7 أشخاص وأُصيب ثامن بجروح خطيرة في خليج حيفا والمطلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا السيسي خلال استقباله وليام بيرنز في القاهرة (الرئاسة المصرية)

لقاء السيسي وبيرنز... مساعي الوسطاء تتواصل لدفع «هدنة غزة»

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «خطورة استمرار التصعيد على المستوى الإقليمي بما له من تداعيات جسيمة على شعوب المنطقة كافة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

بلينكن يحض إسرائيل على السماح باستئناف التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة

وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يحض إسرائيل على السماح باستئناف التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة

وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إسرائيل، الخميس، على أن تسمح باستئناف حملة التلقيح ضد شلل الأطفال، وخصوصاً في شمال قطاع غزة، بعدما توقفت بسبب القصف الكثيف.

وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحافي: «من المُلحّ أن يجري هذا الأمر في الأيام المقبلة، وندعو إسرائيل إلى أن تُسهل هذا العمل»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

باشرت منظمة الصحة العالمية حملة تطعيم في قطاع غزة، في الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد تأكيد أول إصابة بشلل الأطفال في القطاع المحاصَر والمدمَّر، منذ 25 عاماً.

وأنجزت المرحلة الأولى من التلقيح، وبدأت المرحلة الثانية في موعدها المحدد في 14 أكتوبر (تشرين الأول)، قبل أن تتوقف مؤقتاً بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف.

وأضاف بلينكن أن «أحد الأمور التي نجحت، في الأشهر الأخيرة، هي حملة التلقيح ضد شلل الأطفال لمئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين في غزة. لكن من أجل إنهاء هذه الحملة، علينا استكمال مرحلة ثانية من التطعيم، ويجب أن يجري ذلك خلال فترة زمنية معينة (مرتبطة) بالمرحلة الأولى من حملة التلقيح».

وحذّر بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، في منتصف أكتوبر، من أن الولايات المتحدة قد تحرم إسرائيل من بعض المساعدات العسكرية إذا لم يسجَّل تحسن في المساعدات الإنسانية بغزة خلال ثلاثين يوماً.

وأكد بلينكن، الخميس، أن الولايات المتحدة ترصد «من كثب» مدى التزام الدولة العبرية. وقال: «حصل تقدم حقيقي، لكنه غير كافٍ، ونعمل يومياً للتأكد من أن إسرائيل تفعل ما يجب عليها فعله لضمان وصول هذه المساعدة إلى من يحتاجون إليها». وتنتهي مهلة الأيام الثلاثين بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، المرتقبة الثلاثاء المقبل.