رغم الحرب... «العنف الداخلي» و«الوضع السياسي» أكبر ما يثير مخاوف سكان جنوب إسرائيل

نيران مشتعلة بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على عسقلان بإسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (رويترز)
نيران مشتعلة بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على عسقلان بإسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

رغم الحرب... «العنف الداخلي» و«الوضع السياسي» أكبر ما يثير مخاوف سكان جنوب إسرائيل

نيران مشتعلة بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على عسقلان بإسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (رويترز)
نيران مشتعلة بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على عسقلان بإسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (رويترز)

على الرغم من الحرب الدائرة في غزة ولبنان، فإن سكان النقب الغربي في جنوب إسرائيل (المنطقة التي غزتها «حماس» في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) يرون أن العنف في المجتمع الإسرائيلي، والوضع السياسي الداخلي، يشكلان أكبر التهديدات التي تواجه البلاد.

جاءت هذه النتيجة وغيرها في سلسلة دراسات، صدر التقرير الأولي منها في وقت سابق من هذا الشهر بمناسبة مرور عام على هجوم «حماس» الذي أسفر عن نحو 1200 قتيل واختطاف 251 آخرين إلى غزة.

وجدت الدراسة أن أعراض «الإجهاد» و«اضطراب ما بعد الصدمة» كانت مرتفعة نسبياً بين جميع السكان الإسرائيليين في منطقة النقب الغربي، حيث أفاد سكان المناطق الحضرية بمستويات أقل من الإجهاد مقارنة بالمستجيبين من سكان البدو والمستوطنات.

والدراسة هي تقرير «مؤشر التعافي»، الصادر من جامعة تل أبيب، وكشفت أن سكان النقب الغربي في إسرائيل يعطون الأولوية للمخاوف بشأن العنف الداخلي، وعدم الاستقرار السياسي، على الصراعات النشطة في غزة ولبنان.

الدراسة جاءت بمبادرة من البروفسور بروريا أديني وفريق من جامعة تل أبيب و«كلية تل هاي الأكاديمية»، وقد جمع هذا التقرير ربع السنوي بين بيانات المسح من 503 أشخاص وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتتبع التعافي في المنطقة المتضررة من الحرب. وقد صنف السكان التهديدات إلى مجالات مثل: تعافي المجتمع، والصحة العقلية، والتوتر.

أشارت النتائج إلى ارتفاع مستويات «اضطراب ما بعد الصدمة» والتوتر، خصوصاً بين سكان البدو والمستوطنات، حيث أفادت المدن بانخفاض مستويات التوتر إلى حد ما.

يركز التقرير على أزمة الصحة العقلية التي يواجهها السكان، وينشأ السخط من الفجوات في الدعم الحكومي، خصوصاً موارد الصحة العقلية، مع أوقات الانتظار الطويلة التي تجبر السكان على طلب المساعدة في أماكن أخرى.

يركز التقرير على أزمة الصحة العقلية التي يواجهها السكان، لا سيما في مستوطنتَي أوفاكيم ونتيفوت، حيث الموارد شحيحة. تسعى المناطق التي تأثرت بشدة بـ«هجمات 7 أكتوبر» إلى الانضمام إلى «حزام تيكوما»، وهي منطقة تعافٍ مخصصة لها مساعدات مالية كبيرة تقتصر على المناطق الأكبر تضرراً بالقرب من غزة.

في المجتمعات البدوية، تحولت الآمال الأولية لتحسين العلاقات مع الدولة إلى انعدام الثقة بسبب ارتفاع معدلات الجريمة، وتدابير الأمن غير الكافية، وسياسات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.

ووفقاً للاستطلاع، يرى سكان البدو العنف المجتمعي التهديدَ الأكبر لهم، في حين يصنّفه سكان المستوطنات والحضر على أنه عدم استقرار سياسي. وفي الوقت نفسه، ينظر سكان المستوطنات إلى الوضع السياسي الداخلي على أنه التهديد الأكبر لإسرائيل، في حين يعدّ سكان الحضر في إسرائيل أن الحرب المحتملة مع إيران هي الأكبر تهديداً لإسرائيل.


مقالات ذات صلة

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

شؤون إقليمية جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، إن عشرات المستوطنين قاموا بأعمال شغب في مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية ضد عسكريين بالجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم أسلحة (أ.ب)

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

قالت شبكة «فوكس 32» شيكاغو إن رجلاً من مدينة بالوس هيلز الأميركية حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات تقريباً بتهمة شحن أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الإسرائيلي لويد أوستن (إ.ب.أ)

أوستن يؤكد لكاتس أهمية ضمان أمن الجيش اللبناني والـ«يونيفيل»

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني تقف قرب المبنى المستهدف في البسطة (الشرق الأوسط) play-circle 00:39

مصدر أمني لبناني: استهداف قيادي بـ«حزب الله» في ضربة بيروت

كشف مصدر أمني لبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «قيادياً كبيراً» في «حزب الله» الموالي لإيران جرى استهدافه في الغارة الإسرائيلية التي طاولت فجر اليوم بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد نتيجة غارة جوية إسرائيلية على قرية الخيام في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

«حزب الله»: قتلى وجرحى من الجيش الإسرائيلي في اشتباكات بجنوب لبنان

أعلن «حزب الله»، السبت، أن عناصره اشتبكت مع قوة إسرائيلية كانت تتقدم باتجاه بلدة البياضة بالجنوب اللبناني، وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
TT

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، إن عشرات المستوطنين قاموا بأعمال شغب في مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية ضد عسكريين بالجيش الإسرائيلي.

وأضاف الجيش، في بيان، أنه تم تفريق الحشد واعتقال 5 من المشتبه بهم، وعبّر عن إدانته لأشكال العنف كافة ضد أفراده.

وفي واقعة منفصلة، أدان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هجوماً لنحو 30 من الشبان الإسرائيليين على قائد القيادة المركزية للجيش آفي بلوث وضباط آخرين في مدينة الخليل بالضفة الغربية، أمس الجمعة، وفقاً لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة أن الشبان وجّهوا الشتائم إلى بلوث ووصفوه بأنه «خائن» و«عدو لدولة إسرائيل».

وقال كاتس على منصة «إكس»: «أتوقع أن تقوم سلطات إنفاذ القانون بسرعة بتقديم المتورطين في أعمال الشغب في الخليل للمحاكمة».

وأعلن كاتس، أمس الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال في بيان إنه قرر «وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين».

وأضاف: «ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات».

من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بتشجيع «المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين».

وقالت وزارة الخارجية، في بيان: «ترى الوزارة أن هذا القرار يشجع المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، ويعطيهم شعوراً إضافياً بالحصانة والحماية».