مصر: «اتحاد القبائل» يوسّع كيانه... وينال «شرعية» بحضور رئاسي

أكّد ترحيبه بانضمام العائلات والتكتلات الوطنية كافةً

السيسي يشهد احتفالية «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر (الرئاسة المصرية)
السيسي يشهد احتفالية «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر (الرئاسة المصرية)
TT

مصر: «اتحاد القبائل» يوسّع كيانه... وينال «شرعية» بحضور رئاسي

السيسي يشهد احتفالية «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر (الرئاسة المصرية)
السيسي يشهد احتفالية «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر (الرئاسة المصرية)

مرحّباً بانضمام العائلات والتكتلات الوطنية كافةً، وسّع «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» كيانه، ونال «شرعية» بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي حفلاً نظّمه مساء السبت بالمدينة الأولمبية في العاصمة الإدارية الجديدة، بمناسبة ذكرى «انتصارات أكتوبر».

وأثار «اتحاد القبائل العربية»، الذي غيّر اسمه إلى «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، جدلاً في الساحة المصرية منذ إعلان تأسيسه في مايو (أيار) الماضي، برئاسة رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، الذي سبق أن استعانت به السلطات المصرية في حربها ضد «التنظيمات الإرهابية» بشمال سيناء قبل سنوات.

وشهد الرئيس المصري، مساء السبت، احتفالية «اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية»، بمناسبة الذكرى الـ51 لـ«انتصارات أكتوبر» 1973، بحضور سياسيين وحزبيين ووزراء، وحشد جماهيري من مختلف المحافظات المصرية.

وتُعدّ هذه «أول احتفالية تنظّمها مؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع القوات المسلحة»، بحسب الفنان عمرو سعد في كلمته خلال الحفل الذي تضمّن استعراضات وفقرات غنائية، وعروضاً لأفلام تسجيلية عن «البطولات المصرية» على مدار العصور، مع استعراض لدور قبائل سيناء تاريخياً.

وقال الرئيس المصري، في كلمته خلال الحفل، إن «حرب أكتوبر ستظل حكاية ملهمة لن تنتهي، وإن النصر الذي تحقّق كانت وراءه إرادة شعب كامل رفض الهزيمة، وتحدّى نفسه والظروف»، ووجّه الرئيس المصري الشكر لمنظّمي الاحتفالية من منظمات المجتمع المدني و«اتحاد القبائل».

وكان «اتحاد القبائل العربية» عند تأسيسه أعلن السيسي رئيساً شرفياً له، وقال إنه «يستهدف «دعم عملية البناء والتنمية» في البلاد.

وتعرّض «الاتحاد» لانتقادات عدة، وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، نشر بياناً على صفحته الرسمية على «فيسبوك». قال فيه إن «القبائل عانت سابقاً من التهميش في أوقات كثيرة، وكانت فكرة البعض عن أبناء القبائل غير صحيحة، وفيها بعض الظلم»، مشيراً إلى أن الفترة الحالية تشهد عصراً جديداً تُبنَى فيه دولة جديدة».

وتساءل «الاتحاد» عن سبب الهجوم الذي عدّه «غير مبرّر» عليه «دون أسباب واقعية»، وقال: «تارةً يهاجم البعض (اتحاد القبائل) بحجة أنه سلطة داخل الدولة موازية للجيش أو الشرطة، وهذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة».

وأعلن «الاتحاد» أن «أبوابه مفتوحة وتسَع الجميع من أبناء الوطن من كل القبائل والعائلات، وجميع فئات وطوائف الشعب»، مؤكداً «دعمه للدولة ومصالحها».

وبينما أكّد مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتور عمرو الشوبكي، أن حضور الرئيس للاحتفالية التي نظمها «اتحاد القبائل»، هو «نوع من الاعتراف بشرعية وجوده»، أشار إلى «ضرورة إزالة اللبس بشأن طبيعة دور (الاتحاد) وشكله».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجدل الذي أُثير عند تدشين (الاتحاد) مرجعه طبيعة النموذج السياسي المصري الذي لم يَعتَد وجود مثل هذه الكيانات»، مشيراً إلى «ضرورة توضيح طبيعة (الاتحاد)، ودوره في المرحلة المقبلة، وما إذا كان دوره سيمتد إلى النشاط السياسي على غرار الأحزاب، أم سيعمل بصفته جمعيّةً أهلية».

وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إلى أن «(اتحاد القبائل) منذ إنشائه كانت لديه شرعية واعتراف من الدولة، حيث اختار السيسي رئيساً شرفياً له، وهي خطوة لا يمكن أن تتم دون اتفاق».

وقال حسن لـ«الشرق الأوسط»، إن «(الاتحاد) يثير تساؤلات عدة بشأن طبيعته ودوره، لا سيما أنه يُعلِي من شأن القبيلة في المجتمع المصري الذي لم يَعتَد سياسياً على ذلك».

وأكّد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، أن حضور الرئيس السيسي للاحتفالية «منح شرعية ورسّخ وجود (اتحاد القبائل)، لا سيما أن الإعلام الرسمي ركّز على الاتحاد، ولم يُشِر إلى الأحزاب السياسية التي شاركت في الاحتفالية».

وبينما كرّر السيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» نفس التساؤلات بشأن دور «الاتحاد» بصفته كياناً جديداً في المجتمع، أبدى «تخوّفه من إعادة إعلاء الولاءات الأولية القبلية والعائلية على حساب مؤسسات الدولة الرسمية الحديثة».

وقُبَيل الاحتفالية أعلن «الاتحاد» تعيين وزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار أميناً عاماً له.


مقالات ذات صلة

تفاعل مصري بعد تشبيه السيسي الوضع الراهن بـ«نكسة 67»

شمال افريقيا السيسي خلال كلمته في حفل «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» (الرئاسة المصرية)

تفاعل مصري بعد تشبيه السيسي الوضع الراهن بـ«نكسة 67»

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «حرب أكتوبر» ستظل «حكاية ملهمة لن تنتهي»، والنصر الذي تحقق كانت وراءه إرادة شعب كامل، رفض الهزيمة وتحدّى نفسه والظروف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصطفى مدبولي خلال متابعة مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع رأس الحكمة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تتابع تنفيذ المرحلة الأولى من «رأس الحكمة» و«تعويضات» الأهالي

دشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الحالي، مشروع «رأس الحكمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

«داخلية مصر» تتهم «الإخوان» بنشر إشاعات حول ضباط الشرطة والسجون

اتهمت وزارة الداخلية المصرية جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية» بـ«نشر إشاعات حول ضباط الشرطة والسجون»، عبر 3 إفادات رسمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ الأقصر والأطباء مع الطالبات في المستشفى (محافظة الأقصر)

مصر: تحقيق في ملابسات «تسمم» طالبات جامعة الأزهر بالأقصر

تباشر النيابة المصرية، وكذا جامعة الأزهر، التحقيق في ملابسات «تعرض عدد من طالبات المدينة الجامعية لجامعة الأزهر في مدينة الأقصر المصرية (جنوب البلاد) للتسمم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (أ.ف.ب)

التحديات المائية وتوترات البحر الأحمر تتصدر محادثات مصرية - أوكرانية

التحديات المائية للقاهرة، وتداعيات التوتر في البحر الأحمر، والحرب في غزة ولبنان؛ ملفات تصدرت محادثات مصرية - أوكرانية في القاهرة، السبت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

برنامج الأغذية العالمي يحذر من «مجاعة محدقة» في السودان

طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)
طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

برنامج الأغذية العالمي يحذر من «مجاعة محدقة» في السودان

طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)
طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)

طالبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأحد، بوصول كامل إلى السودان من مختلف المعابر لمواجهة «مجاعة محدقة» في البلد الذي تعصف به حرب قاتلة منذ أكثر من عام ونصف العام.

وتدور حرب منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، نائبه سابقاً. واتُّهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف مدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام أساليب التجويع في حق ملايين المدنيين.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نريد الوصول الكامل، بالإضافة إلى القدرة على الدخول من خلال أكبر عدد ممكن من نقاط الدخول المختلفة إلى السودان، والتأكد من أنه يمكننا البدء على نطاق واسع».

وتابعت: «المجاعة محدقة الآن. هناك مجاعة في مخيم زمزم وبالتالي ستنتشر. لذا فالأمر مُلّح حقاً أن نتمكن من الدخول والقيام بذلك على نطاق واسع».

وقد نزح نحو 11.3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم 3 ملايين تقريباً إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه «كارثة» إنسانية.

ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم «زمزم» في دارفور.

وأوضحت: «يتعلق الأمر بإدخال الطعام والشاحنات إلى هناك، لذا من المهم أن تظل المعابر مفتوحة. كذلك المعابر الأخرى في جميع أنحاء السودان من حدود جنوب السودان إلى الشمال. نحن بحاجة إلى فتح أكبر عدد ممكن منها».

وفي الأسبوع الماضي، دعت عشر دول بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، الطرفين المتحاربين في السودان إلى ضمان وصول الإعانات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى «مساعدة عاجلة».

وقالت هذه الدول، في بيان مشترك، إن «العرقلة الممنهجة من كلا المعسكرين» للجهود الإنسانية المحلية والدولية هي «أساس هذه المجاعة».

وأكدت ماكين التي قالت إنها التقت البرهان قائد الجيش: «نحاول التأكد من أننا سنتمكن من إطعام الناس على نطاق واسع في السودان».