قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن «الحضارة لا يمكن الدفاع عنها بشكل أفضل من خلال إثارة الهمجية بأنفسنا»، وذلك في مؤتمر دعا إليه الرئيس الفرنسي في باريس، جمع خلاله 200 مليون دولار للجيش اللبناني، و800 مليون دولار مساعدات إنسانية للبلاد.
وأضافت أن ماكرون تعهد بالمساعدة في تدريب 6000 جندي لبناني، ودعا إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقال إنه «لا يوجد مبرر لها».
وتابعت: «كان الهدفان المزدوجان للمؤتمر هما؛ تخفيف المعاناة الإنسانية في لبنان، وتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك الجيش»، ولفتت إلى أن فرنسا لها علاقات تاريخية مع لبنان، ولديها جالية لبنانية كبيرة.
وقال ماكرون، في كلمته الافتتاحية أيضاً، إنه من المؤسف أن إيران، الداعمة لجماعة «حزب الله» اللبناني، «انخرطت مع (حزب الله) ضد إسرائيل، في حين أن المصلحة العليا للبنان تتطلب الابتعاد عن حرب غزة».
وفي كلمات موجّهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي تدهورت علاقته به بشدة، قال: «لقد تحدثنا كثيراً في الأيام الأخيرة عن حرب الحضارات، أو عن الحضارات التي يجب الدفاع عنها. لست متأكداً من أننا ندافع عن الحضارة من خلال إثارة الهمجية بأنفسنا».
وقال نتنياهو على إذاعة «أوروبا 1»، يوم الأربعاء: «إنها حرب حضارات ضد الهمجية؛ نحن في طليعة هذه الحرب، ويجب على فرنسا دعم إسرائيل».
وفي إشارة إلى التوترات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، أشار ماكرون إلى أنه والرئيس الأميركي جو بايدن أطلقا نداء في 25 سبتمبر (أيلول) لوقف القتال لمدة 21 يوماً، وقال إنه يأسف لأن هذا لم يحدث بعد.
ومنذ ذلك النداء، يبدو أن الولايات المتحدة قررت إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر المشروط لقصف «حزب الله» حتى تُجبر «حزب الله» على وقف إطلاق النار غير المشروط.
وفي ختام المؤتمر، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، للمشاركين: «جمعنا معاً 800 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، وهناك 200 مليون دولار إضافية لقوات الأمن في لبنان، ليصبح المجموع قرابة المليار، بل أكثر من مليار دولار مع أحدث المساهمات».
ويتجاوز المجموع كثيراً هدف فرنسا، البالغ 500 مليون يورو (540 مليون دولار) و400 مليون دولار التي طلبتها «الأمم المتحدة» في الأصل للبنان.
وبدا أن ماكرون يدعم تفويضاً أكثر صرامة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي انتقدتها إسرائيل بشدة، قائلاً: «سيتعين أن تكون قوية وقابلة للتحقق وعملية بما يكفي حتى يقتنع الجميع، في لبنان، وفي إسرائيل، وفي الأمم المتحدة، بأن الدولة اللبنانية ستمارس سلطتها بشكل فعّال على كامل الأراضي في الأمد البعيد».