كتاب يوضح كيف «تفوّق» بوتين على بايدن وترمب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً عبر خدمة «الفيديو كونفرنس» الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً عبر خدمة «الفيديو كونفرنس» الاثنين (أ.ف.ب)
TT

كتاب يوضح كيف «تفوّق» بوتين على بايدن وترمب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً عبر خدمة «الفيديو كونفرنس» الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً عبر خدمة «الفيديو كونفرنس» الاثنين (أ.ف.ب)

استعرضت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية ما ذكره الصحافي الأميركي المخضرم بوب ودوورد في كتابه الجديد «حرب»، عن تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأميركي جو بايدن والسابق دونالد ترمب.

وقالت الصحيفة إن فلاديمير بوتين - رئيس روسيا منذ عام 2012 - أبقى الساسة العالميين في حيرة من أمرهم لفترة طويلة بشأنه، هل هو أعظم تهديد للسلام العالمي في العصر الحديث. أم أنه وطني روسي مكروه بشكل غير عادل؟

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، في مقابلة مع ودوورد، إن بوتين «يُنظَر إليه على نطاق واسع بين زعماء العالم بوصفه متلاعباً ماهراً».

ووفقاً للصحيفة، لا يوجد أكثر ما يُظهر ذلك بوضوح من علاقات بوتين برؤساء الولايات المتحدة.

وذكر ودوورد أن التكتيك الأكثر فاعلية لبوتين مع أي سياسي منافس هو «هجوم محسوب بعناية»، حيث نجح في استغلال الرؤساء والتفوق عليهم، من خلال منحهم، أو على الأقل التظاهر بأنه يمنحهم ما يريدون.

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

بالنسبة لبايدن، خلال لقاءاته العديدة، «قال بوتين كل الأشياء التي أراد بايدن سماعها، وكان سلساً، ومريحاً، وواضحاً».

وقال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية نيد برايس لودوورد، إن بوتين أعطى الانطباع «بأن الروس ربما يسعون إلى القيام بما نسعى إلى القيام به؛ بناء علاقة مستقرة».

ولكن مع ترمب استخدم بوتين نهجاً مختلفاً: الإطراء، حيث قال ترمب لودوورد: «لقد قال أشياء جيدة جداً عني، مثل: ترمب رائع، وسوف يكون الزعيم الجديد، وكل ذلك، وقال بعض هؤلاء المهرّجين: يجب أن تنبذ بوتين. وقلت: لماذا أنبذه؟».

وبينما بدا أن بوتين وصف ترمب بأنه «عبقري» خلال مؤتمر صحافي عُقد في موسكو عام 2015، فربما ضاع المعنى الدقيق في الترجمة، حيث أوضح بيرنز لودوورد: «الكلمة الروسية الفعلية كانت تحمل معنى آخر، وهذا ليس بالضبط المجاملة».

ومهما كان المعنى الحقيقي لبوتين، فإن التأثير كان بالضبط كما كان يأمل، وقال ودوورد: «لقد لعب بوتين على غرور ترمب». وعندما سُئل ترمب عن التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، «كافأه بوتين بواحد من أكثر التصريحات غير العادية التي أدلى بها رئيس أميركي»، حيث قال ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين: «لقد قال للتوّ إنها ليست روسيا، ولا أرى أي سبب يجعلها كذلك».

من ناحية أخرى، كان لدى ترمب كلمات أكثر إعجاباً، فقد وصف بوتين بأنه «رجل ذكي للغاية»، والغزو الروسي لأوكرانيا بأنه خطوة «عبقرية»، وقال ترمب لودوورد: «بوتين يحترمني، وأنا أحترمه».

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (يسار) يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

وقال دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية السابق لترمب، لودوورد: «لا يزال الأمر لغزاً بالنسبة لي، كيف يتعامل ترمب مع بوتين وما يقوله، وعدم قول أي شيء سيئ عنه، وقول أشياء إيجابية بالنسبة لي؟ هذا أمر مخيف».

وفي يوليو (تموز) الماضي، سأل ودوورد، جيسون ميلر، مساعد حملة ترمب، عن المكالمات الهاتفية السرية التي يُزعم أن ترمب أجراها مع بوتين منذ مغادرته البيت الأبيض في عام 2021.

نفى ميلر التقارير، لكنه أصرّ على أن ترمب يتمتع بنفوذ كافٍ على بوتين، بحيث يمكنه بسهولة وقف حرب أوكرانيا إذا أصبح رئيساً مرة أخرى.

وقال ميلر لودوورد: «إنه يعرف نقاط الضغط لكل من بوتين وزيلينسكي لإنجازها، وبعد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، أعتقد أن الرئيس ترمب سيكون قادراً على حلها، أو حلها إلى حد كبير بحلول الوقت الذي يؤدي فيه اليمين».

وهذا الوعد الجريء لا يتفق معه مدير وكالة المخابرات المركزية، حيث قال لودوورد: «بوتين لديه خطة».

وكان بوتين ماكراً على نحو مماثل عند التعامل مع بايدن، ففي خلال اجتماع بينهما في صيف عام 2021، تجنّب بوتين الأسئلة حول أوكرانيا، حيث كان هناك 110 آلاف جندي روسي على الحدود، وركّز بدلاً من ذلك على انسحاب بايدن الفوضوي من أفغانستان.

وكتب ودوورد: «سأل بوتين بايدن: لماذا غادرت أفغانستان؟ في محاولة لزعزعة توازنه»، وكانت خطوة استراتيجية، ومحاولة لتسليط الضوء على شيء عدّه بوتين ضعفاً، كما أوحت على الأقل لبوتين بأن «بايدن لن يعرف ماذا يفعل عندما يغزو بوتين أوكرانيا».

ووفقاً لمحلِّلي الاستخبارات الأميركية، بوتين لديه الكثير من نقاط الضعف، مثل «الحساسية المفرطة»، و«انعدام الأمن الشديد».

وخلال مكالمة هاتفية مع بايدن في عام 2021، قال بوتين إنه «منزعج لأنك وصفتني بالقاتل»، في إشارة إلى مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة «إيه بي سي».

واعتقد بايدن أنه يفهم كيف يفكر بوتين، وأن طموحه الكبير هو «أن يكون لاعباً كبيراً على المسرح الكبير»، كما قال بايدن ذات مرة لمقربين له، ولكن مع اقتراب بوتين من حرب أوكرانيا، بدأ بايدن يشعر بالشكوك، فسأل مجموعة من الخبراء الروس خلال اجتماع في البيت الأبيض عن نوايا بوتين: «هل أخطأت؟ هل يريد الرئيس الروسي أن يكون زعيماً عالمياً محترماً أم محرّضاً على الحرب؟».

ويحاول بوتين إذلال الزعماء علناً، ففي عام 2007 عرض كلبه لابرادور الأسود الضخم أمام المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، التي تعاني من رهاب الكلاب، أو خداعهم لإخبار بوتين بما يريد سماعه بالضبط، ففي خلال مكالمة هاتفية عام 2022 مع رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون، الذي كان يحاول ثني بوتين عن شن حرب مع أوكرانيا، جعله بوتين يعترف بأن «أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل المنظور»، واعترف جونسون لاحقاً بأن بوتين «أوقعه في فخ».

لم يستطع جونسون أن يقول ذلك علناً؛ «لأن ذلك كان يتناقض مع سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي»، كما كتب ودوورد.

ولكن مع هذا الاعتراف، «بدا الأمر وكأن بوتين فرض حق النقض الروسي على قرار دولة ذات سيادة، بالتقدم بطلب عضوية حلف شمال الأطلسي».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نريد من إسرائيل تقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها

العالم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي في مقر حلف «ناتو» ببروكسل (إ.ب.أ)

وزير الدفاع الأميركي: نريد من إسرائيل تقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تريد أن تقلل إسرائيل ضرباتها في العاصمة اللبنانية بيروت ومحيطها.

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

كيف يعزّز نشر قوات كورية شمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين؟

يرى خبراء أنّ قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا من شأنه أن يعزّز التحالف العسكري المثير للجدل مع موسكو

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها يظهران خلال جولة في كييف (إ.ب.أ)

فرنسا: مشاركة كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية ستمثل تصعيداً خطيراً

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها أن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي ستمثل تصعيداً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أحد أفراد الجيش الأوكراني يستخدم الضوء لتفقد أثر مسيّرات روسية في كييف (رويترز)

كييف: تدخُّل قوات كورية شمالية يمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد

قال وزير الخارجية الأوكراني إن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا تمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة خلال جلسة عامة لمنتدى أعمال مجموعة البريكس في مركز التجارة الدولية (د.ب.أ)

بوتين: تصريحات زيلينسكي حول حيازة سلاح نووي «استفزاز خطير»

اعتبر الرئيس الروسي بوتين أن تصريحات نظيره الأوكراني حول احتمال سعي أوكرانيا إلى حيازة السلاح النووي تنطوي على «استفزاز خطير».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب ينتقد محاولة بايدن «كبح» نتنياهو


ترمب في تجمّع انتخابي بديترويت يوم 18 أكتوبر (أ.ف.ب)
ترمب في تجمّع انتخابي بديترويت يوم 18 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

ترمب ينتقد محاولة بايدن «كبح» نتنياهو


ترمب في تجمّع انتخابي بديترويت يوم 18 أكتوبر (أ.ف.ب)
ترمب في تجمّع انتخابي بديترويت يوم 18 أكتوبر (أ.ف.ب)

هاجم المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترمب، الرئيس جو بايدن لمحاولته «كبح» رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، خلال وقت الحرب. وفي حديثه للصحافيين في ميشيغان، قال ترمب عن نتنياهو: «إنه يقوم بعمل جيد. بايدن يحاول كبحه، وربما كان يتعين عليه أن يفعل عكس ذلك». وتابع ترمب أنه سعيد لأن نتنياهو «قرر أن يفعل ما كان يتعين عليه فعله»، لافتاً إلى أنه سيتحدّث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت لاحق.

وعلّق ترمب على مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، قائلاً إنه سيجعل آفاق السلام «أسهل» في قطاع غزة.

من جهتها، أثارت المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، تساؤلات حول القدرة البدنية لمنافسها الجمهوري لأداء مهام الرئيس بفاعلية. وقالت هاريس إن التقارير الإخبارية التي تفيد بأن الرئيس السابق ترمب يتجنب المقابلات بسبب الإرهاق، وأنّه فوّت فرصة إجراء مناظرة ثانية معها، تثير تساؤلات عن مدى ملاءمته ولياقته لشغل المنصب.