«التيار الناصري» المصري يُقيم عزاءً للسنوار وسط تفاعل «سوشيالي»

على غرار هنية ونصر الله

قيادات ناصرية في وقفة تضامنية سابقة مع أهالي غزة (الحزب الناصري)
قيادات ناصرية في وقفة تضامنية سابقة مع أهالي غزة (الحزب الناصري)
TT
20

«التيار الناصري» المصري يُقيم عزاءً للسنوار وسط تفاعل «سوشيالي»

قيادات ناصرية في وقفة تضامنية سابقة مع أهالي غزة (الحزب الناصري)
قيادات ناصرية في وقفة تضامنية سابقة مع أهالي غزة (الحزب الناصري)

أعلن «الحزب الناصري» المصري إقامة عزاء لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، على غرار ما حدث مع إسماعيل هنية، وحسن نصر الله، وسط تفاعل «سوشيالي» لمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي.

وجاءت دعوة الحزب الناصري، الذي يتبنى أفكار الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، تنديداً بـاستمرار «حرب غزة»، ووصف الحزب السنوار في إفادة، أمس الجمعة، بـ«قائد نصر السابع من أكتوبر (تشرين أول) في ملحمة طوفان الأقصى».

وقُتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، غرب مدينة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، عن طريق الصدفة يوم الأربعاء برصاص القوات الإسرائيلية، حسب ما أعلنت تل أبيب.

ونعى الحزب الناصري المصري السنوار، ووصفه في بيانه بـ«القائد المجاهد، الذي كان نموذجاً للتخطيط والتنظيم، والقدرة على المواجهة والفداء، وتجاوز كل الآيديولوجيات والمذهبية»، مؤكداً دعمه لمن سماهم «المجاهدين في فلسطين ولبنان».

الحزب الناصري المصري وصف السنوار بـ«القائد المجاهد» الذي كان نموذجاً للتخطيط والتنظيم (إ.ب.أ)
الحزب الناصري المصري وصف السنوار بـ«القائد المجاهد» الذي كان نموذجاً للتخطيط والتنظيم (إ.ب.أ)

وسبق أن أدّت قيادات الحزب الناصري «صلاة الغائب» على أمين عام «حزب الله» اللبناني، الراحل حسن نصر الله، في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، وسط انقسام سياسي وقتها. وقبل ذلك أقام التيار الناصري بمصر عزاء بمقر حزب الكرامة (الناصري) في القاهرة لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» السابق، إسماعيل هنية، بعد اغتياله في إيران، بداية شهر أغسطس (آب) الماضي، مما أثار جدلاً وقتها. فيما عبّر ناصريون مصريون، ومستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي، عن تضامنهم مع ما سموه «مشروع المقاومة».

وقال السياسي الناصري بمصر، حمدين صباحي، عبر حسابه على منصة «إكس»: «نحن من المقاومة، والمقاومة منا».

ونعى صباحي، بعدّه الأمين العام لـ«المؤتمر القومي العربي»، في بيان عبر حسابه على «إكس»، اليوم السبت، يحيى السنوار، ودعا إلى «تحويل يوم استشهاده إلى يوم للاعتزاز به، وبكل الشهداء في الحرب الدائرة حالياً في فلسطين ولبنان»، مجدداً التأكيد على «دعم حركة (حماس) في أعمال المقاومة التي تقوم بها».

من جهته، عدّ المخرج المصري، خالد يوسف، مقتل السنوار «رحيلاً لآخر جيل كبار المقاومين»، وقال عبر حسابه بمنصة «إكس» إنه «رحل وهو معتصم بسيفه في ساحة المعركة، وفي الخطوط الأمامية، كما فعل الشهيد عبد المنعم رياض».

بينما كتب عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، عبر حسابه الشخصي على «إكس»: «في الأزمات يحدث الفرز، تتكشف الوجوه، المتصهينون ليسوا منا، هم خونة هذا العصر، هم لسان المحتل، مهمتهم بث اليأس والإحباط، والترويج للعدو وتبرير جرائمه، هؤلاء سيلاحقهم العار أبد الدهر».

من جانبه، عدّ أستاذ العلم الاجتماع السياسي، أمين الشؤون السياسية للحزب الناصري السابق، محمد سيد أحمد، أن تفاعل التيار الناصري مع حركات المقاومة في فلسطين ولبنان «جزء أساسي من ثوابته السياسية، التي تؤمن بفكرة القومية العربية»، عادّاً ذلك «تفاعلاً مشروعاً دفاعاً عن القضية الفلسطينية، التي ترتبط بشكل مباشر بالأمن القومي المصري».

وأوضح سيد أحمد لـ«الشرق الأوسط» أن الناصريين «يدعمون كل من يرفع سلاح المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو كان هناك اختلاف سياسي معهم»، وعدّ هذه المواقف «مهمة لتوعية الرأي العام المصري والعربي بأن المقاومة حركات تحرر وطني، وليست حركات إرهابية»، ومشيراً إلى أن «مشهد الحرب في غزة ولبنان يعيد فرز الداعمين لحركات المقاومة»، عادّاً أن المخالفين لها «يدعمون بشكل غير مباشر الطرف الآخر، وهو الاحتلال الإسرائيلي».

أدّت قيادات الحزب الناصري «صلاة الغائب» على أمين عام «حزب الله» اللبناني الراحل حسن نصر الله (أ.ف.ب)
أدّت قيادات الحزب الناصري «صلاة الغائب» على أمين عام «حزب الله» اللبناني الراحل حسن نصر الله (أ.ف.ب)

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن سلامة، أن «الدعم السياسي والمعنوي لحركات المقاومة في غزة ولبنان، في هذا التوقيت، ضروري لها»، وأرجع ذلك في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «حالة الارتباك التي تواجهها تلك الحركات، والتحدي العنيف لاستمراريتها، مع استهداف الجانب الإسرائيلي لرأس تلك الحركات مؤخراً، كما حدث مع قيادات حماس، إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وأمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله».

لافتاً إلى أن «التصعيد الحالي بالمنطقة، من الجانب الإسرائيلي، يفرض استمرار الدعم السياسي لحركات المقاومة»، وقال بهذا الخصوص إن «إسرائيل تستهدف حالياً تنفيذ مخطط استيطاني توسعي بالمنطقة، يتجاوز بكثير تلك الحركات»، عادّاً ذلك «يفرض الحفاظ على قوة الردع من حركات المقاومة بفلسطين ولبنان».


مقالات ذات صلة

كيف غيّرت الاغتيالات آلية صنع القرار في «حماس»؟

خاص يحيى السنوار مع خليل الحية في صورة تعود لعام 2017 (أ.ف.ب) play-circle 01:22

كيف غيّرت الاغتيالات آلية صنع القرار في «حماس»؟

تواجه حركة «حماس» عقبات كبيرة أمام محاولة إعادة تهيئة أوضاعها جراء الاغتيالات الإسرائيلية المتلاحقة... وهو ما ألقى بظلاله على آلية صنع القرار في الحركة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص يحيى السنوار مع خليل الحية في صورة تعود لعام 2017 (أ.ف.ب) play-circle

خاص مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» أجّلت انتخاب رئيس انتظاراً لاستقرار الأوضاع

دفعت الهدنة الهشة السارية في قطاع غزة بين إسرائيل و«حماس» الحركة إلى تأجيل انتخاب رئيس لمكتبها السياسي العام انتظاراً لاستقرار الأوضاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص نزار عوض الله مع المرشد الإيراني علي خامنئي في طهران اليوم (موقع خامنئي - أ.ف.ب) play-circle 02:37

خاص نزار عوض الله... «كلمة السر الخفية» في مفاوضات غزة

كشفت أوساط حركة «حماس» وأخرى قريبة منها عن أن القيادي البارز نزار عوض الله لعب دوراً أساسياً في مفاوضات هدنة غزة. فمن هو؟

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صورة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لهيثم الحواجري تفيد باغتياله في 3 ديسمبر 2023 (إكس) play-circle

إسرائيل أعلنت اغتياله... قائد من «حماس» يشارك في تسليم رهينة

ظهر هيثم الحواجري قائد كتيبة «الشاطئ» في الجناح العسكري لحركة «حماس» رغم إعلان إسرائيل اغتياله.

«الشرق الأوسط» (غزة )
شؤون إقليمية مركز قيادة حيث يمكن تشغيل طائرات «إكستند (Xtend)» المسيّرة من مسافة بعيدة مع الحد الأدنى من التدخل البشري في صورة غير مؤرخة حصلت عليها «رويترز» في 29 يناير 2025 (رويترز)

لعبت دوراً رئيسياً بالحرب... شركات ناشئة إسرائيلية تخطط للتوسع عالمياً

زادت شركة «إكستند» الإسرائيلية للمسيرات أعمالها بوصفها واحدةً من شركات عدة شهدت طفرة بطلب أسلحتها التي استخدمتها إسرائيل بفاعلية خلال الحرب، وفق وكالة «رويترز».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تحركات عربية لدفع خطة إعمار غزة

دخان تصاعد في وقت سابق من غارات إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان تصاعد في وقت سابق من غارات إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

تحركات عربية لدفع خطة إعمار غزة

دخان تصاعد في وقت سابق من غارات إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان تصاعد في وقت سابق من غارات إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

بعد 3 أيام من معاودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الحديث عن خطته لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على قطاع غزة، بدا أن القاهرة والشركاء العرب يبذلون جهوداً مكثفة من أجل وقف إطلاق النار، والعمل على إحياء خطة إعادة الإعمار المصرية - العربية في مواجهة مقترحات «التهجير».

وجدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الجمعة، رفض بلاده القاطع لأي محاولة لتعديل الواقع الديموغرافي لغزة، من خلال مقترحات التهجير وإعادة توطين الشعب الفلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية.

وأكد عبد العاطي خلال مشاركته في اجتماع «اللجنة العربية - الإسلامية» حول غزة، على هامش «منتدى أنطاليا» الدبلوماسي في تركيا، أن «التصرفات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وتقوض جهود السلام وتهدد السلم والأمن الإقليمي»، وذلك بحسب بيان لـ«الخارجية المصرية».

ولفت إلى ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية لاتفاق الهدنة السابق، بما يساهم في إطلاق سراح الرهائن والأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مشدداً على أن بلاده تواصل المفاوضات بين طرفي النزاع، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية.

ونوه إلى ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية في إطار الخطة العربية لإعمار غزة، مؤكداً دور مصر والأردن في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرهم في قطاع غزة، وقد حرص وزراء الخارجية العرب في الاجتماع على تأكيد الدعم لخطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار ومؤتمر إعادة الإعمار المقرر عقده بمصر.

اجتماع «اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية» حول غزة (الخارجية المصرية)
اجتماع «اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية» حول غزة (الخارجية المصرية)

كما أكد وزير الخارجية المصري، الجمعة، ضرورة العمل على خلق الأفق السياسي اللازم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وكانت قمة عربية طارئة عقدت في القاهرة 4 مارس (آذار) الماضي، أكدت الرفض القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين، واعتمدت خطة إعادة الإعمار التي أعدتها مصر لقطاع غزة مع التأكيد على بقاء أهلها على أرضهم والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية، لكن واشنطن أكدت وقتها أن تلك الخطة لا تلبي تطلعات ترمب، لكنها أشارت إلى انفتاح الرئيس الأميركي على أي حلول يتوصل لها القادة العرب لتحقيق الأمن والاستقرار الدائم بالمنطقة.

والاثنين الماضي، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، صرح ترمب للصحافيين قائلاً: «سنقوم بتسمية غزة منطقة الحرية بعد نقل السكان منها، وذلك في إطار خططنا لتوفير حلول جديدة للنزاع».

ومثّل هذا التصريح من ترمب حينها عودة لخطته التي طرحها قبل أشهر، وتتضمن نقل سكان غزة إلى دول أخرى منها مصر والأردن اللذين رفضا المقترح بشدة وتضامنت معهما الدول العربية في الرفض، مما دفع ترمب للتصريح تارة بأنه غير متمسك بخطته للتهجير، وتارة أخرى يؤكد أنه لن يتم طرد الفلسطينيين من أرضهم فيما تم وصفه سابقاً بأنه تراجع عن مقترحه.

لكن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف مصر واضح؛ نرفض بشكل كامل أي تهجير للفلسطينيين من أرضهم، والموقف الجماعي العربي بالقمة العربية الأخيرة بالقاهرة كان حازماً في الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني».

وزار الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء الماضي، مدينة العريش المصرية في شمال جزيرة سيناء، القريبة من معبر رفح، وذلك للدعوة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل، وتزامن ذلك مع احتشاد آلاف المصريين قرب معبر رفح الحدودي مع غزة لتأكيد دعمهم لموقف الإدارة المصرية الرافض للتهجير والمطالب بإدخال المساعدات وإعادة إعمار القطاع.

مصريون خلال احتشادهم أمام معبر رفح الثلاثاء الماضي رفضاً لـ«التهجير» (الشرق الأوسط)
مصريون خلال احتشادهم أمام معبر رفح الثلاثاء الماضي رفضاً لـ«التهجير» (الشرق الأوسط)

وكان السيسي وماكرون ومعهما ملك الأردن عبد الله الثاني، أجروا خلال قمة ثلاثية جمعتهم بالقاهرة، الاثنين، اتصالاً هاتفياً مشتركاً مع الرئيس الأميركي وناقشوا معه «سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة»، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وأكد الزعماء الثلاثة لترمب «ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور»، كما شددوا على «أهمية تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين».

عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقف المصري واضح وثابت، وهو رفض تهجير الفلسطينيين ورفض تصفية القضية الفلسطينية، والقاهرة أبلغت الإدارة الأميركية بهذا الموقف مرات عديدة، وعلى واشنطن أن تراعي أن الإصرار على مخطط التهجير يهدد أمن المنطقة، كما أنه يعد مخالفة صريحة من إسرائيل لمعاهدة السلام مع مصر التي وقعت برعاية أميركية».