ما الخطأ الذي يحدث في ريال مدريد منذ انطلاقة الموسم الحالي؟

مخاوف وتساؤلات حول مشكلات الدفاع... وفاعلية هجوم الفريق

الحسرة بادية على لاعب مدريد بيلينغهام (أ.ف.ب)
الحسرة بادية على لاعب مدريد بيلينغهام (أ.ف.ب)
TT

ما الخطأ الذي يحدث في ريال مدريد منذ انطلاقة الموسم الحالي؟

الحسرة بادية على لاعب مدريد بيلينغهام (أ.ف.ب)
الحسرة بادية على لاعب مدريد بيلينغهام (أ.ف.ب)

انتهت سلسلة المباريات الـ36 التي خاضها ريال مدريد دون هزيمة على يد ليل، حيث فاز الفريق الفرنسي 1 - 0 على الريال في دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء.

بحسب شبكة «The Athletic»، كانت المرة الأخيرة التي خسر فيها فريق المدرب كارلو أنشيلوتي مباراة في 18 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ حيث خسر 2 - 4 بعد وقت إضافي على حساب أتلتيكو مدريد في دور الـ16 من كأس الملك. على ملعب ليل، كانت ركلة الجزاء التي سجّلها المهاجم الكندي جوناثان دافيد في الشوط الأول كافيةً لحسم النقاط، على الرغم من جهود فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام وكيليان مبابي، الذي تعافى سريعاً من الإصابة ليشارك من على مقاعد البدلاء في الشوط الثاني. لم يكن فريق كارلو أنشيلوتي في أفضل حالاته. سارع المدرب الإيطالي إلى الاعتراف بذلك في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة. وقال: «أنا صادق جداً، الانتقادات الموجهة لمباراة اليوم عادلة وصحيحة، وعلينا أن نتقبلها... لم نظهر نسخة جيدة (من أنفسنا)».

فرحة كبيرة في صفوف ليل عقب الفوز المثير (رويترز)

لا يزال الموسم في مراحله الأولى، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها أنشيلوتي بهذه الطريقة في موسم 2024 - 2025، وفي مدريد هناك دائماً مستوى معين من التدقيق في كل نتيجة سيئة. إذن، ما الخطأ الذي يحدث في مدريد الآن؟ وما مدى أهمية ذلك؟ لم يحقق ريال مدريد أفضل بداية للموسم الجديد في الدوري الإسباني. فقد تعادل الفريق في مباراته الافتتاحية 1 - 1 على ملعب مايوركا، حيث وجد أنشيلوتي نفسه يفكر في «المشكلات والحلول» في وقت أبكر مما توقعه الجميع، في ليلة كان من المفترض أن تكون ليلة الظهور الأول لمبابي في إسبانيا. استمرّت المخاوف والتساؤلات حول فاعلية هجوم الفريق، وما إذا كان بإمكان مبابي وفينيسيوس جونيور ورودريغو أن يُدمجوا بشكل صحيح بأفضل ما لديهم من قدرات؛ حيث تعادل الفريق خارج أرضه في الجولة الثالثة على ملعب لاس بالماس، مما يعني أنه بدأ رحلة الدفاع عن لقبه بـ5 نقاط من أصل 9 نقاط ممكنة. تبددت تلك المخاوف بعد فترة وجيزة، خصوصاً مع بدء مبابي في هزّ الشباك (هو هداف الفريق بـ7 أهداف في 10 مباريات). ولكن كانت هناك إشارات أخرى مقلقة بشأن استقرار الفريق (وقوة الفريق في العمق) في الدفاع.

المباراة شهدت كثيراً من التوتر بسبب أداء الريال (أ.ف.ب)

كان الفوز الذي حققه ريال مدريد في نهاية الأسبوع الماضي على ألافيس بنتيجة 3 - 2 هو الخامس على التوالي في جميع المسابقات منذ التعادل في لاس بالماس، لكن مصادر من الجهاز الفني (تحدثوا دون الكشف عن هوياتهم لحماية موقفهم، مثل جميع مَن تم ذكرهم هنا) قدموا تقييماً مقلقاً. قالوا: «لقد أخطأ الفريق في غروره»، بعد أن شاهدوا ريال مدريد وهو على وشك إهدار تقدمه 3 - 0 قبل 10 دقائق من نهاية المباراة. خرج مبابي في تلك المباراة بسبب إصابة عضلية. أدى ذلك إلى تغيير في تشكيل الفريق في المباراة التالية، التي تعادل فيها الفريق يوم الأحد 1 - 1 على ملعب أتلتيكو في الدوري الإسباني، حيث انتقل أنشيلوتي من 4 - 3 - 3 إلى 4 - 4 - 2؛ بحثاً عن مزيد من السيطرة وتوازن أفضل بين الهجوم والدفاع. وقد جرب الاستراتيجية نفسها أمام ليل، ولكن لم نشهد تحسناً ملحوظاً في أي من اللقاءين. تقول مصادر من الجهاز الفني: «إن التعديلات مستمرة خلال الموسم»، لكنها تعترف بأن لاعبي الفريق لم يتمكّنوا حتى الآن من الوصول إلى أفضل مستوى. «عانينا في صناعة اللعب»، كان هذا هو حكم أنشيلوتي، موضحاً: «الاستحواذ كان بطيئاً، وكانت لدينا أفكار قليلة. الأمر واضح لأن لدينا مهاجمين يحتاجون إلى اللعب بشكل رأسي أكثر. إذا كنت تعاني من صعوبة في التعامل مع الكرة والوصول البطيء للكرة، فهذه مشكلة». عقب مباراة ليل، قالت مصادر النادي إن إيدير ميليتاو سيخضع لفحوص، بعد خروجه في الدقيقة 57؛ بسبب شعوره بآلام في الفخذ اليسرى. إذا كان قلب الدفاع البرازيلي سيغيب لفترة من الوقت، فسينضم إلى تيبو كورتوا وديفيد ألابا وداني سيبايوس وإبراهيم دياز في قائمة المصابين.

مبابي لم يقدم ما يذكر أمام ليل (أ.ف.ب)

منذ بداية الموسم، عانى ريال مدريد من عدد من المشكلات البدنية التي منعته من تقديم أفضل ما لديه. وكان كثير من اللاعبين الذين شاركوا في مباراة الأربعاء قد عادوا للتو من الإصابة، بمَن في ذلك مبابي وإدواردو كامافينغا. وبدا كلاهما في حالة بدنية ضعيفة مع مرور الدقائق، وهو ما حدّ من أداء ريال مدريد. وقال حارس المرمى أندري لونين في المنطقة المختلطة ليلة الأربعاء: «الجميع يعرف كيف يكون التقويم... الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية، دعهم يفكرون في الأمر. الأمر ليس سهلاً. قبل يومين خضنا مباراة صعبة للغاية من الناحيتين البدنية والعاطفية». لم يرغب أنشيلوتي في البحث عن «أعذار» كما قال، طارحاً السؤال: «كم عدد المرات التي لعبنا فيها يوم الأحد، وقاتلنا يوم الأربعاء؟!». تدرك مصادر الجهاز الفني أن كثيراً من اللاعبين يعانون من الإصابات، ولكن كما كانت الحال في الموسم الماضي يبحثون عن كيفية تحسين عملية التعافي والدفع بأفضل تشكيلة في ظل القيود الخططية التي يواجهونها. وبالحديث عن القيود، في المباراة المقبلة، يوم السبت المقبل في الدوري الإسباني على أرض فياريال، قد يكون لدى ريال مدريد مرة أخرى لاعبان فقط في مركز قلب الدفاع، وهما أنطونيو روديغر وخيسوس فاييخو، الذي لم يكن مقنعاً عندما شارك في أول مباراة له هذا الموسم أمام ألافيس. الشريك الأكثر ترجيحاً لروديغر سيكون أوريليان تشواميني، إذا كان ميليتاو بالفعل غير لائق للعب. من الواضح أن ريال مدريد لا يمتلك قوة كبيرة في هذا المركز، ولكن المسؤولين عن التخطيط للفريق قرروا عدم إجراء مزيد من التدعيمات هذا الصيف بعد فشل محاولة التعاقد مع ليني يورو، على الرغم من أن الموسم قد يمتد إلى 70 مباراة.

أنشيلوتي لاقى انتقادات كبيرة عقب الخسارة (أ.ف.ب)

وتقول مصادر من الجهاز الفني إن ألابا قد يعود إلى الفريق في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ولكن سيتم التعامل بحذر مع تعافيه، وبحلول ذلك الوقت سيكون قد غاب عن الملاعب لمدة 12 شهراً. وتقول المصادر نفسها إنه على الرغم من تعافي ميليتاو تماماً من إصابته بالرباط الصليبي (ألابا عانى من الإصابة نفسها)، فإنهم لا يزالون يعتقدون بأنه يحتاج إلى وقت قبل أن يصل إلى أفضل مستوياته مرة أخرى. لكل هذه الأسباب، لا يزال الفريق يفتقر إلى قلب دفاع آخر بعد رحيل ناتشو، وهذا أمر يظهر عملياً في كل مباراة. ومن الغيابات الكبيرة الأخرى غياب توني كروس. على الرغم من جودة كامافينغا وتشواميني وفيدريكو فالفيردي وبيلينغهام في خط الوسط، فإن الألماني كان دائماً لا يمكن تعويضه. ولكن لا يوجد قلق أو ذعر كبير حول النادي. في فرنسا مساء الأربعاء، قال مصدر مقرب من مجلس إدارة ريال مدريد رداً على سؤال: «نحن في البداية فقط. سنرى كيف ستسير الأمور. أي شيء آخر سيكون غير عادي للغاية، حتى بالنسبة لنادٍ مثل ريال مدريد. سنفكر في العودة إلى تلك (المشكلات والحلول) مرة أخرى».


مقالات ذات صلة

برشلونة: الإصابة تبعد يامال ثلاثة أسابيع

رياضة عالمية الإصابة تغيّب لاعب برشلونة الإسباني الشاب لامين يامال (أ.ف.ب)

برشلونة: الإصابة تبعد يامال ثلاثة أسابيع

يغيب لاعب برشلونة الإسباني الشاب لامين يامال بين أسبوعين وثلاثة عن الملاعب، بسبب إصابة في كاحله.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية الجناح الدولي المغربي إلياس أخوماش سجل وأصيب (أ.ف.ب)

إصابة الرباط الصليبي تفسد فرحة الجناح المغربي أخوماش

عكَّرت إصابة في الرباط الصليبي فرحة الجناح الدولي المغربي إلياس أخوماش بافتتاح رصيده التهديفي مع فريقه فياريال، هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (فياريال)
رياضة عالمية هانز فليك (أ.ب)

فليك بعد الهزيمة أمام سوسيداد: لا أعذار لبرشلونة... لم نكن في يومنا

لم يقدم هانز فليك مدرب برشلونة أي أعذار، بعد العرض المتواضع لفريقه خلال الهزيمة 1-صفر، على ملعب ريال سوسيداد، في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أمس.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية أظهرت صورة الخطوط التحليلية أن اللاعب البولندي كان متقدماً بمقدار طرف الحذاء (رويترز)

«طرف الحذاء» يثير الغضب في برشلونة بعد رفض احتساب هدف ليفاندوفسكي

انتقد برشلونة «الخطأ الكبير» الذي ارتكب بعدم احتساب هدف البولندي روبرت ليفاندوفسكي في الخسارة أمام ريال سوسيداد 0-1 الأحد في المرحلة الثالثة عشرة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية باو فيكتور لاعب برشلونة يتحسر عقب نهاية المباراة (أ.ف.ب)

سوسيداد يحبط سلسلة انتصارات برشلونة بلسعة بيكر

تعرض برشلونة لهزيمة مفاجئة 1-صفر أمام مضيفه ريال سوسيداد في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الأحد لتنتهي سلسلة انتصاراته في جميع المسابقات.


سيدني وبيرث تستضيفان بعض منافسات كأس آسيا للسيدات

تعد كأس آسيا للسيدات هي الأكبر منذ استضافة أستراليا كأس العالم للسيدات 2023 (الاتحاد الآسيوي)
تعد كأس آسيا للسيدات هي الأكبر منذ استضافة أستراليا كأس العالم للسيدات 2023 (الاتحاد الآسيوي)
TT

سيدني وبيرث تستضيفان بعض منافسات كأس آسيا للسيدات

تعد كأس آسيا للسيدات هي الأكبر منذ استضافة أستراليا كأس العالم للسيدات 2023 (الاتحاد الآسيوي)
تعد كأس آسيا للسيدات هي الأكبر منذ استضافة أستراليا كأس العالم للسيدات 2023 (الاتحاد الآسيوي)

أعلن منظمون، الأربعاء، أن بطولة كأس آسيا للسيدات 2026 لكرة القدم، المقررة في أستراليا، ستُقام في الفترة من أول مارس (آذار) إلى 21 من الشهر نفسه في عدة ملاعب في سيدني وبيرث وغولد كوست.

وتعد البطولة القارية -التي تضم 12 فريقاً- أكبر بطولة كرة قدم تُقام في أستراليا منذ استضافتها كأس العالم للسيدات بالتعاون مع نيوزيلندا في 2023.

وتستضيف سيدني مباريات في ملعبي «أستراليا» و«ويسترن سيدني»، في حين تستضيف عاصمة ولاية أستراليا الغربية مباريات في ملعبي «بيرث» و«بيرث ريكتانغولار». ويستضيف ملعب «غولد كوست» مباريات في كوينزلاند.

وقال الاتحاد الأسترالي إن اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم ستُصادق على الجدول والملاعب في اجتماعها أوائل ديسمبر (كانون الأول) المقبل.