إسرائيل تعزّز قواتها في الضفة لأغراض «تشغيلية ودفاعية»

تجنيد 3 كتائب احتياط في ظل التصعيد مع لبنان وقبل الأعياد اليهودية

عناصر من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية 11 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية 11 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعزّز قواتها في الضفة لأغراض «تشغيلية ودفاعية»

عناصر من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية 11 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية 11 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

دفع الجيش الإسرائيلي 3 كتائب احتياط إلى الضفة الغربية في ذروة الاستعداد لتصعيد إقليمي محتمل، وذلك بغرض تعزيز الوجود الأمني في الضفة عشية الأعياد اليهودية المرتقبة الشهر المقبل، وأيضاً توسيع الخيارات العسكرية تجاه لبنان، بما فيها الاجتياح البرّي، في أعقاب تأكيد «حزب الله» اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في هجوم إسرائيلي على الضاحية ببيروت.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، أنه قرّر استدعاء 3 كتائب احتياط لأهداف «تشغيلية ودفاعية»، وللقيام بمهام «عملياتية»، بعد تقييم للوضع الأمني أجرته قيادة منطقة المركز في الجيش، وجاء القرار الذي تحدّث عن تعزيز الدفاع وسط تصاعد الصراع مع «حزب الله» اللبناني، وتلويح إسرائيل باجتياح برّي محتمل.

وذكرت إذاعتا «كان» و«القناة 13» الإسرائيليتان، وصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه تقرّر تجنيد الكتائب خشية تصعيد أمني في الضفة خلال الأعياد اليهودية المرتقبة، لكن ضابطاً في الجيش الإسرائيلي قال إن ذلك يفتح الخيارات أيضاً، ويرسل رسالة إلى «حزب الله» بأن الهجوم البرّي قد يأتي قريباً.

مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية يوم 9 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بقاء القوات في الشمال

ويسمح تجنيد 3 كتائب احتياط في الضفة لباقي القوات في الشمال، على الحدود مع لبنان، بالبقاء في مواقعها، من دون الحاجة لنقل أي جزء منها إلى ساحة الضفة، وكان الجيش الإسرائيلي أعلن نهاية الأسبوع الماضي عن تجنيد لواءَي احتياط من أجل مهام عملياتية على جبهة الشمال، مؤكداً أن القيادة الشمالية تواصل بشكل حثيث تدريب القوات البرّية، كما أجرت مؤخراً عدة تدريبات تحاكي القتال في الساحة الشمالية، شملت إجراء تعديلات على تقنيات وأساليب القتال التي كانت تطبَّق في قطاع غزة.

وتَعُدّ إسرائيل نفسها في حرب على عدة جبهات، بما فيها الضفة الغربية، ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، صعّدت إسرائيل عملياتها في الضفة الغربية، حيث قتلت أكثر من 700 فلسطيني، في هجمات متفرقة تميّزت بإعادة استخدام الطائرات في عمليات اغتيال، وتنفيذ عمليات واسعة، بينما تقول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن الوضع الأمني في الضفة قد يتطوّر إلى انتفاضة.

وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن عدد الإنذارات التي يتعامل معها النظام الأمني في الضفة الغربية أصبح هائلاً، بينما ينهمك الجيش وجهاز «الشاباك» في محاولة منع انتفاضة جديدة، وتعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن انتفاضة ثالثة هي مسألة وقت، ولذلك خصّص الجيش بالفعل موارد كبيرة للضفة الغربية.

آليات عسكرية إسرائيلية تشارك في اقتحام بلدة قرب جنين بالضفة الغربية 19 سبتمبر 2024 (رويترز)

حرب على كل الجبهات

وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي، رسالة إلى الوزراء وأركان الحكومة وكبار الضباط، أكّدوا فيها أن الحرب ستستمر على كل الجبهات، وجاء في الرسالة أن الحرب ستستمر حتى تحقيق أهدافها، وهي «عودة جميع المختطَفين، والقضاء على قدرات (حماس) العسكرية والحكومية، وإزالة التهديد الإرهابي من غزة، والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم».

وأضافت الرسالة: «سيواصل مقاتِلونا العمل بجرأة وشراسة لإعادة رهائننا، وإحباط تهديد الإرهاب ضد مواطنينا»، وتعهّد نتنياهو وغالانت وهاليفي بمواصلة العمليات كذلك في الضفة الغربية، بهدف «إحباط الإرهاب، وإحباط محاولات إيران تشكيل محور جديد ضدنا». وأضافوا: «سنحارب وكلاء إيران في المنطقة».

وبينما تستعد إسرائيل لهجوم صاروخي كبير من «حزب الله»، تدرس خياراتها في لبنان، بما في ذلك عُمق توغّل برّي محتمل، وتريد أن تواصل الحرب على قطاع غزة وبالضفة الغربية في نفس الوقت، واقتحم الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، عدة مناطق بالضفة، ما أدّى إلى اشتباكات مسلحة ومواجهات.

واقتحم الجيش مخيم «بلاطة» شرق نابلس، وبلدة جبع جنوب جنين، ومخيم «عقبة جبر» في أريحا وبلدة عزون شرق قلقيلية، وأعلنت «سرايا القدس - كتيبة جنين» أن مقاتليها تمكّنوا من التصدي لاقتحام القوات الإسرائيلية في بلدة جبع جنوب جنين، واستهدفوا هذه القوات، ما أدى إلى «وقوع إصابات مؤكَّدة في صفوف الجنود»، وأضافت كتيبة جنين قائلة: «قتالنا مستمر، وسلاحنا مشرع في كل الساحات».


مقالات ذات صلة

مصر تشدد على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان لتفادي «الحرب المفتوحة»

شؤون إقليمية طفل فلسطيني يسير أمام أنقاض المباني في مدينة غزة (أ.ف.ب)

مصر تشدد على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان لتفادي «الحرب المفتوحة»

ندد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي بـ«إمعان إسرائيل في توسيع رقعة الصراع»، مجدداً مطالبة تل أبيب بالانسحاب من معبر رفح و«محور فيلادلفيا».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
تحليل إخباري صور لنصر الله وقاسم سليماني بالعاصمة اليمنية صنعاء في 28 سبتمبر (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مشروع إيران مهدد بعد «نكسة» نصر الله وتفكيك «وحدة الساحات»

وجّهت إسرائيل بقتل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله ضربة قوية إلى جوهرة التاج في المشروع الإيراني الإقليميّ. فكيف سيكون رد طهران؟

المحلل العسكري
المشرق العربي تجمع الناس ورجال الإنقاذ بالقرب من الأنقاض المشتعلة لمبنى دمر في غارة جوية إسرائيلية على مقر قيادة حزب الله (أ.ف.ب)

بعد مقتل نصر الله... مَن أبرز قادة «حزب الله» و«حماس» الذين اغتالتهم إسرائيل؟

مني «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس» في غزة منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بضربات قاسية استهدفت أبرز قياداتهما.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة في نيويورك (الأمم المتحدة)

السعودية تدعو لشراكة جادة تحقق السلام في المنطقة

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تؤمن بأن تنفيذ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

جبير الأنصاري (الرياض)

إسرائيل: دويّ صفارات الإنذار في القدس والضفة الغربية بعد قصف من لبنان

جانب من عملية استهداف لمسيّرة في الشمال الإسرائيلي (إ.ب.أ)
جانب من عملية استهداف لمسيّرة في الشمال الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل: دويّ صفارات الإنذار في القدس والضفة الغربية بعد قصف من لبنان

جانب من عملية استهداف لمسيّرة في الشمال الإسرائيلي (إ.ب.أ)
جانب من عملية استهداف لمسيّرة في الشمال الإسرائيلي (إ.ب.أ)

أفادت تطبيقات التنبيه الإسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوت في ضواحي القدس والضفة الغربية المحتلة، اليوم السبت، للتحذير من قصف من لبنان، وفقاً لما قاله الجيش الإسرائيلي.

وجاء ذلك بعدما أكّد «حزب الله» في بيان، السبت، مقتل أمينه العام الذي «التحق» بـ«رفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً».وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن نصر الله قتل في الغارات الجوية التي نفّذتها طائرات حربية، الجمعة، على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد «حزب الله» لاحقاً مقتله.