فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية

ضرورة الالتفات إلى علاماته ومؤشراته

فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية
TT

فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية

فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية

إن لم يعد الشعر ينمو على أصابع قدميكِ، أو كانت أظافر قدميكِ تنمو ببطء أكثر من أي وقت مضى، فلا تتجاهلي هذه التطورات على أنها مجرد عادات غريبة جديدة.

علامات ضعف الدورة الدموية

إلى جانب آلام الأرداف، أو الجلد الأحمر أو المشدود أو اللامع على الساقين، وهي علامات أقل شهرة، تشير تلك العلامات إلى أن نظام الدورة الدموية لديك (أي شبكة الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية التي يبلغ طولها 60 ألف ميل، والتي تمكن الدم من حمل الأكسجين والمغذيات حول الجسم) قد لا يعمل بصورة جيدة كما ينبغي.

وبينما تكون كل هذه الأوعية متصلة، فإن كل نوع يعمل بشكل مختلف تماماً. لذا، عندما تنشأ المشكلات، فإنها تظهر أيضاً بشكل مختلف، وغالباً بطرق متنوعة مربكة.

تقول الدكتورة دارا لي لويس، طبيبة القلب المتخصصة في صحة قلب المرأة في مستشفى بريغهام والنساء، التابع لجامعة هارفارد: «يُعنى الناس بالدورة الدموية الخاصة بهم، لكنني لا أعتقد أنهم يفهمونها جيداً. يتداول الناس مصطلح (ضعف الدورة الدموية) من دون أن يكون لديهم بالضرورة إدراك لما يعنيه».

الشرايين مقابل الأوردة

تعمل الشرايين والأوردة بشكل مترادف، ولكن أيضاً في تعارض: تنقل الشرايين الدم من القلب إلى الجسم، بينما تعيد الأوردة الدم إلى القلب. يؤثر هذا التمييز على المشاكل التي يمكن أن تصيب الدورة الدموية بكل منهما.

تقول الدكتورة مونيكا ياناماندالا، طبيبة القلب وإخصائية الأوعية الدموية في مستشفى بريغهام والنساء: «أفكر غالباً في الجهاز الوعائي كنظام عضوي منفصل تماماً. إذ تمد الشرايين الساقين بالدم بشكل مختلف عن القلب، على سبيل المثال. والأنسجة الدماغية مختلفة تماماً عن الأمعاء، التي تتعرض للحظات من الطلب المرتفع عندما نأكل. لذا، فإن الطريقة التي يجب أن تعمل بها الشرايين والأوردة مختلفة جداً اعتماداً على العرض والطلب».

مشاكل الشرايين

تتميز الحالات التي تتعلق بالشرايين بانخفاض تدفق الدم إلى عضو أو جزء من الجسم. وغالباً ما تكون خطيرة، وتشمل:

• آلام الصدر المتكررة (تسمى الذبحة الصدرية angina)

• النوبة القلبية

• السكتة الدماغية

• مرض الشرايين الطرفية (peripheral artery disease)، الذي يقلل تدفق الدم إلى العضلات، عادة في الساقين، عندما يؤدي تراكم اللويحات إلى تضييق الشرايين البعيدة عن القلب. وتقول الدكتورة لويس: «جرس الإنذار في ذلك هو الشعور بالألم في عضلات الساق عند المشي».

مشاكل الأوردة

غالباً ما تنشأ مشاكل الدورة الدموية التي تتعلق بالأوردة عندما تضعف الصمامات الموجودة في هذه الأوعية، ما يسمح للدم والسوائل الأخرى بالتجمع، وزيادة الضغط. وتشمل:

• الدوالي الملتوية المنتفخة (varicose veins) في الساقين

• تغير لون الجلد على اليدين أو القدمين

• تورم الساقين أو الكاحلين أو القدمين.

علامات ينبغي الانتباه إليها

هل من الممكن أن يكون لديك ضعف في الدورة الدموية وقلب سليم؟ ليس في المعتاد. يقول خبراء هارفارد إن الأوعية الدموية الصحية والقلب القوي يسيران جنباً إلى جنب عادة.

تقول الدكتورة ياناماندالا: «يمكن لمشاكل الدورة الدموية أن تكون مثل طائر الكناري في منجم الفحم (كان يمثل جرس إنذار عند انبعاث غاز قاتل في المنجم). يضخ قلبك الدم إلى هذه الشبكة من الطرق السريعة والمسارات الصغيرة التي تؤدي كلها إلى أعضائك. لذلك، إذا وجدنا مرضاً في الشرايين، يمكننا الرهان على وجود مرض في موضع آخر».

مؤشرات جدية

لهذا السبب، يجب أن تأخذ أي علامات ضعف في الدورة الدموية على محمل الجد. والمتابعة مع طبيبك إذا لاحظت:

• ألماً في الصدر

• الدوخة

• النعاس، أو الوخز أو التورم في الذراعين أو الساقين

• آلام العضلات في الساقين أو ربلة الساق أو القدمين

• فقدان قوة العضلات في الساقين

• جروحاً بطيئة الشفاء

• صعوبة المشي لمسافات طويلة.

لكن بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية لا يلاحظون أي علامات تدل على ذلك. تقول الدكتورة ياناماندالا: «لا يعاني كثير من الناس من أي أعراض، أو لا يعتقدون أن لديهم أعراض. قد يخطئون أيضاً، عندما يسندون أي دلائل إلى تقدم العمر».

ثم تضيف: «مرة بعد مرة، أرى أشخاصاً يعتقدون أن عدم قدرتهم على المشي لمسافة طويلة أمر طبيعي، مجرد جزء من الشيخوخة. ولكن هذا ليس طبيعياً».

عزّز تدفق الدم بهذه الخيارات اللذيذة

ليس سراً أن النظام الغذائي السيئ يساهم في الإصابة بأمراض القلب، التي تقتل أكثر من 2500 أميركي كل يوم، وتظل السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة بالنسبة للنساء والرجال على السواء. ولكن تجنب ما يُسمى غالباً بالأطعمة المسببة للالتهابات، مثل اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة، والأطعمة المقلية، والحلويات السكرية، ليس سوى جزء من استراتيجية النظام الغذائي لمكافحة انخفاض تدفق الدم الذي يميز أمراض القلب وحالات الدورة الدموية الأخرى.

يمكن أن تساعد بعض العناصر الغذائية في مكافحة الالتهابات، وزيادة نسبة الكوليسترول «الحميد» (إتش دي إل)، والمساعدة على توسيع الأوعية الدموية لتحسين تدفق الدم وتقليل مخاطر التجلط. وتميل هذه الأطعمة المضادة للالتهابات لأن تكون غنية بمضادات الأكسدة والألياف. وتشمل:

- الفواكه

- الخضراوات

- زيت الزيتون

- المكسرات

- الأفوكادو

- الفاصوليا

- الحبوب الكاملة.

في الوقت نفسه، الأطعمة التي تعزز تدفق الدم غنية بشكل طبيعي بالنترات. وهي مركبات مكونة من النتروجين والأكسجين، وتحولها أجسامنا إلى أكسيد النيتريك، وهو جزيء يسبب استرخاء الأوعية الدموية وقد يساعد في خفض ضغط الدم. أما الأطعمة التي تضاف إليها النترات، كاللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد، والهوت دوغ، واللحوم الباردة، فليس لها هذا التأثير، ويمكن أن تكون ضارة عند تناولها كثيراً.

والأطعمة الغنية بالنترات بشكل طبيعي تشمل:

- البنجر

- الكرفس

- الثوم

- البروكلي

- القرنبيط

- الشوكولاتة الداكنة.

تقول الدكتورة دارا لي لويس، طبيبة القلب المتخصصة في صحة قلب المرأة في مستشفى بريغهام والنساء، التابع لجامعة هارفارد: «عند الوصول إلى هذه الخيارات المغذية، يجب أن تضع في اعتبارك أن القيام بذلك ليس علاجاً سحرياً لجميع الأمراض. إذا كان لدى شخص ما انسدادات كبيرة بالفعل في شرايينه، فإن كل أكسيد النتريك في العالم لن يساعد»، كما تقول. ولكن عندما يقترن هذا مع ممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، ومرض السكري، يمكن للطعام الصحي أن يساعد في منع مشاكل الدورة الدموية.

المشي وسيلة للوقاية

في حين أن الشيخوخة بحد ذاتها يمكن أن تساهم في مشاكل الدورة الدموية، فإنه يمكن الوقاية منها إلى حد كبير إذا تمكنا من التحكم في عوامل الخطر الكامنة مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول المرتفع. تقول الدكتورة ياناماندالا: «يتداخل كثير من الأدوية التي يمكن أن تعالج كل هذه الأمراض».

ربما تكون أفضل طريقة لتجنب مشاكل الدورة الدموية، أو القضاء عليها في مهدها، هي المشي لفترات أطول وأبعد تدريجياً. تقول الدكتورة ياناماندالا: «أحد أروع الأشياء بشأن الشرايين والأوردة هو قدرتها على النمو لمحاولة التغلب على الحواجز. أفضل طريقة لبناء الشرايين هي ممارسة الرياضة. عندما تزيد الطلب، تستدعي العضلات مزيداً من الدم، وتحفز هذه الإشارة الشرايين فعلياً على التكون لتلبية هذا الطلب».

• رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

صحتك السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الخبر - المنطقة الشرقية)
صحتك فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

مع بدء العام الدراسي، سلط العلماء في جامعة فلوريدا أتلانتيك، الضوء على أهمية ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية في مرحلة ما قبل الدراسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عند استخدام لغة الأرقام، فإن حالات آلام العضلات تمثل مشكلة صحية واسعة الانتشار.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

عادة ما يثير الاتصال بالمواد الكيميائية السامة، والتلوث الناجم عنها، المخاوف بخصوص الإصابة بالسرطان أو مشكلات عصبية.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك نصحت خبيرة التغذية الأشخاص بعدم وزن أنفسهم يومياً (د.ب.أ)

لفقدان الوزن بفاعلية... تجنَّب هذه العادات الخمس

كشفت اختصاصية تغذية أميركية عن 5 عادات سيئة يجب التخلص منها أثناء محاولة إنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة
TT

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 650 مليون شخص بالغ من السمنة، وهو ما يمثل نحو 13 في المائة من سكان العالم البالغين. تتسبب السمنة في زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر السمنة على جودة الحياة بشكل عام، حيث يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الحركة والنوم، وتزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق. من هنا، تبرز أهمية التوعية بمخاطر السمنة وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية للحد من انتشارها وتحسين صحة الأفراد والمجتمعات.

معرض الصحة والجمال

نظمت مجموعة مستشفيات المانع، أكبر شركة طبية ومزود خدمات رعاية صحية في المنطقة الشرقية، «معرض الصحة والجمال» الأول في مجمع المانع الطبي بفرع الراكة، حيث قدم المعرض معلومات شاملة حول الصحة وأبرز الإجراءات التجميلية الحديثة، وآخر التطورات في عالم العلاجات المتعلقة بالجمال.

عن معرض الصحة والجمال الأول، قال مانع المانع، الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات المانع: «يسرّنا استضافة أول معرض للصحة والجمال في الراكة. وإنّ تركيزنا على تقديم حلول متطورة لمرضانا ومشاركة المعرفة المبنية على الأدلة بمساعدة وإشراف خبرائنا يُعد خطوة أساسية في تعزيز خدماتنا للمجتمع، إذ يعكس تنظيم هذا المعرض التزامنا بتحقيق التميز في مجال الصحة والرفاهية، ويؤكد حرصنا على تلبية احتياجات مرضانا بما يتماشى مع (رؤية السعودية 2030)».

لقاء طبي

تحدث إلى «صحتك» الدكتور أسامة الخطيب كبير استشاريي الغدد والسكري والسمنة في مستشفى المانع بالخبر. وعرف السمنة بأنها هي زيادة في وزن الإنسان، وتقاس بمؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو عبارة عن تقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. فإذا كان المؤشر 18 - 25، فهو يعني الوزن المثالي، أما إذا كان المؤشر ما بين 25 و27 فإنه يعني زيادة في الوزن، وما بعد 30 تعتبر سمنة. والسمنة أيضاً تقسم إلى ثلاثة أنواع: سمنة بسيطة يكون فيها المؤشر ما بين «30 و35»، وسمنة متوسطة (35 - 40)، وسمنة مَرَضية (يزيد فيها المؤشر على 45).

الدكتور أسامة الخطيب

وأضاف أن السمنة أو زيادة الوزن تختلف من عصر إلى عصر، فقبل 500 سنة، كانت السمنة رمزاً للجمال والصحة والثروة. أما الآن فقد تغير ذلك المفهوم بسبب التبعات والمضاعفات التي تنجم عنها، حيث أصبحت السمنة هي المصدر الرئيسي لمعظم الأمراض في العصر الحالي، مثل أمراض القلب، وأمراض السكري، وأمراض الكلى، وأمراض الضغط. حتى عند النساء اللائي يعانين من السمنة، فباتت الأمراض أكثر شيوعاً، ومنها مشاكل الحمل الناتجة عن الاعتلالات في المبايض.

السمنة في أرقام

يقول الدكتور أسامة الخطيب إن أنماط الحياة، في العصر الحالي، قد تغيرت كثيراً وابتعدنا عن تطبيق واتباع النظم الصحية كما يجب، وانتشر الاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون، إضافة إلى قلة الحركة والاعتماد على السيارة حتى للمسافات القصيرة.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لم تعد السمنة ظاهرة كما كانت قبل عقد وأكثر من الزمان، بل صنفت بأنها مرض حقيقي يؤدي إلى أمراض أخرى متعددة.

* السمنة والأمراض. إذ إن زيادة الوزن والسمنة هما أهم سبب لمرض السكري من النوع الثاني (90 في المائة)، ولمرض ارتفاع ضغط الدم (70 - 90 في المائة). وتزداد نسبة أمراض التنفس (أكثر من 50 في المائة) عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وتتسبب السمنة في مرض السرطان بنسبة 10 - 15 في المائة.

* السمنة في العالم. ويضيف الدكتور الخطيب أن هناك دراسة حديثة نشرتها مجلة «لانسيت»، وساهمت فيها منظمة الصحة العالمية، أظهرت أن أكثر من مليار شخص في العالم كانوا يعانون من السمنة في عام 2022، وأن معدلات السمنة بين البالغين زادت في جميع أنحاء العالم أكثر من الضعف منذ عام 1990، وأربع مرات بين الأطفال والمراهقين بين سن 5 و19 سنة.

* السمنة في دول الخليج. لو قارنا نسبة السمنة بدول العالم نجد أن دول الخليج تكاد تكون من أكثر الدول في السمنة. وقد وُجد أن الكويت والبحرين هما الأعلى في نسبة زيادة الوزن والسمنة، تليهما المملكة العربية السعودية ثم الإمارات ثم عُمان.

ولو قارنا السمنة على مستوى دول الخليج، نجد أن نسبة زيادة الوزن والسمنة في السعودية قد وصلت إلى 52 في المائة. منها 27 في المائة عبارة عن زيادة الوزن، وأكثر من 25 في المائة هي السمنة المفرطة.

كما أشار الدكتور الخطيب إلى دراسة حديثة أخرى أظهرت أن في السعودية هناك 18 في المائة من الأطفال ما دون السنوات الخمس يعانون من زيادة الوزن والسمنة. وهذه النسبة العالية هي بسبب الاعتقاد الخاطئ لدى الآباء والأمهات بأن السمنة عند الأطفال هي ظاهرة صحية.

الوقاية من السمنة

حقيقة علمية، مفادها بأن السمنة هي حالة طبية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، والوقاية منها تتطلب اتباع نمط حياة صحي يشمل النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم. وهذه أهم خطوات الوقاية:

* أولاً: اتباع نظام غذائي صحي، يتضمن:

- تقليل السعرات الحرارية، بالتأكد من أنها تتناسب مع مستوى النشاط البدني. وتوصي منظمة الصحة العالمية بالنظام الغذائي المعتمد 30 - 40 في المائة على الخضراوات والفاكهة، و10 - 15 في المائة نشويات، و20 في المائة بروتينات.

- تناول الأطعمة الغنية بالألياف، فهي تساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من كمية الطعام المتناولة.

* تجنب الدهون غير الصحية. وأهمها المتحولة والمشبعة، واستبدالها بزيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات.

* ثانياً: ممارسة النشاط البدني، يتضمن:

- التمارين الرياضية المنتظمة: مثل المشي، والجري، والسباحة لحرق السعرات الحرارية. وعمل ممشى صحي في الأحياء السكنية.

- زيادة النشاط اليومي: من خلال القيام بالأعمال المنزلية.

* ثالثاً: النوم الجيد: النوم الكافي ذو الجودة العالية يساعد في تنظيم الهرمونات التي تتحكم في الشهية والوزن. قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.

آخر المستجدات في علاج السمنة

يقول الدكتور أسامة الخطيب إن الأبحاث الطبية شهدت في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في مجال علاج السمنة، من أهمها:

* أولاً: العلاجات الدوائية. تم تطوير أدوية جديدة تساعد في تقليل الشهية وزيادة حرق السعرات الحرارية والوقاية من مضاعفات السكري والسمنة على القلب والكلى. ومن أحدثها ما يعمل عن طريق محاكاة هرمون (GLP - 1) الذي يخفض نسبة السكر في الدم ويبطئ عملية الهضم فيشعر الشخص بالشبع فترة أطول.

لقد مرت هذه العقاقير بثلاثة أجيال، الجيل الأول اسمه «ساكسندا Saxenda»، والثاني «أوزمبك Ozempic»، والثالث «مُنجارو Mounjaro» وهذا الأخير يعتمد على نوعين من الهرمونات (GIP and GLP - 1). وجميعها أثبتت فعاليتها في إنقاص الوزن إلى نحو 20 في المائة خلال سنة، ولكن جميع هذه العقاقير لا يتم صرفها إلا بعد استشارة الطبيب للتأكد من سلامتها وأنها موصوفة للشخص المناسب طبياً، كما يتم التأكد من صحة الغدة الدرقية، وعدم وجود أي سرطان أو مرض آخر.

* ثانياً: التدخلات الجراحية التنظيرية. شهد العقد الماضي تطوراً في الجراحات التنظيرية التي تستخدم أنبوباً مرناً مزوداً بكاميرا، مما يجعلها أقل تدخلاً وأكثر أماناً للمرضى، ومنها عمليات قص المعدة أو تحويل مسار المعدة.

وبالمقارنة مع الإبر الحديثة، نجد أن العمليات تؤدي إلى تنقيص الوزن بنحو 20 إلى 30 في المائة كبداية، بينما العقاقير الحديثة ربما تصل في تنزيل الوزن لأكثر من 22 في المائة، وفقاً لإحدى الدراسات الحديثة. والأمر الجيد في هذه الإبر أن ليس لها مضاعفات مقارنة بالعمليات التي تحمل مضاعفات كثيرة وما يتسبب عنها من هشاشة العظم ونقص الفيتامينات وغيرهما، في حين أن الإبر بالعكس تقي من أمراض القلب والكلى وتحمي كثافة العظم.

معدلات السمنة بين البالغين زادت في العالم أكثر من الضعف منذ عام 1990 وأربع مرات بين الأطفال والمراهقين

* ثالثاً: وسائل أخرى تحت الدراسة:

- التدخل الجيني: أظهرت دراسة حديثة (Davidson، Weizmann 2020) أن إزالة جين معين من الأنسجة الدهنية باستخدام تقنية كريسبر (CRISPR) يمكن أن يزيد من حرق السعرات الحرارية دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي صارم.

- العلاجات الحيوية الاصطناعية: كشفت دراسة جديدة عن علاجات حيوية واعدة يمكن أن تساعد في علاج الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السرطان وحساسية الأنسولين (مؤسسة مايوكلينيك).

يختتم الدكتور أسامة الخطيب حديثه بالتأكيد على أن الوقاية من السمنة تظل هي الخطوة الأولى والأهم، وهي متاحة للجميع من خلال اتباع نمط حياة صحي، وأن التطورات الحديثة في العلاج تقدم أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة. والمهم في موضوع إنقاص الوزن هو أن نغير من أنماط حياتنا، وأن نتبع أنماطاً صحية تقينا من السمنة، وأن نبدأ في تطبيقها مع جميع أفراد العائلة وخصوصاً الأطفال الصغار. علينا ملاحظة الصغار وإبعادهم عن تناول الأكل المحتوي على كثير من النشويات كالبطاطا والخبز والرز، وأن نستبدلها بالأكل الصحي الغني بالبروتينات والخضراوات والفواكه، وأن نشجعهم على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ولمدة 1/2 ساعة أو ساعة يومياً، وخاصة بعد توفر المماشي الصحية في معظم المدن، وأن نعودهم على عدم الاعتماد على السيارة في المشاوير القصيرة.

وبعدما يتم تحقيق خفض كبير في الوزن للأشخاص الذين يعانون من السمنة وينتقلون إلى وزن أكثر صحة، تبدأ شكواهم من الجلد الزائد المترهل والأنسجة الرخوة الضعيفة، وتبدأ معاناتهم من عدم الراحة الجسدية والنفسية والتحديات العاطفية. تتطلب هذه الحالة نحت الجسم وإجراء جراحة ترميمية. تعتبر هذه الإجراءات ضرورية لأنها تساعد على إزالة الجلد الزائد والدهون، وشد الأنسجة، وفي النهاية تحسين وظيفة الجسم ومظهره. هذا ما قد نتناوله لاحقاً مع أحد المتخصصين في جراحة التجميل ونحت القوام.

*استشاري طب المجتمع.