تباين أداء الدولار، يوم الأربعاء، بينما عوَّض الين بعض خسائره، مع قيام المستثمرين بإجراء تعديلات نهائية على مراكزهم، قبل اجتماع السياسة النقدية المتوقَّع أن يطلق دورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أول خفض لأسعار الفائدة، منذ أكثر من أربع سنوات، حيث تتوقع الأسواق احتمالات بنسبة 2/3 لخفض بمقدار 50 نقطة أساس، وفق «رويترز».
وانخفض الدولار، بالتوازي مع عوائد السندات الأميركية منذ يوليو (تموز) الماضي، ليتداول عند 1.1119 دولار مقابل اليورو، وهو مستوى غير بعيد عن أدنى مستوى سجّله، هذا العام، عند 1.1201 دولار، وسط توقعات بوتيرة سريعة للتيسير النقدي الأميركي، مع تسعير أكثر من 100 نقطة أساس من التخفيضات، بحلول عيد الميلاد.
وتلقَّى الين، الذي ارتفع بأكثر من 12 في المائة منذ يوليو، دعماً من قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة، يوم الجمعة، في الوقت الذي يستعد فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفضها.
وارتفع الين بنحو 0.7 في المائة إلى 141.41 مقابل الدولار، اليوم الأربعاء، معوّضاً بعض التراجع الذي سجله خلال الليل. وارتفع الين أيضاً بنسبة 0.6 في المائة إلى 157.24 مقابل اليورو.
وفي مكان آخر، لامس الدولار الأسترالي، لفترة وجيزة، أعلى مستوى في أسبوعين عند 0.6773 دولار أميركي، في حين دعمت أسعار الحليب المرتفعة الدولار النيوزيلندي عند 0.6196 دولار أميركي، وإن كانت التحركات حذِرة قبيل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ويقول متعاملون إن نبرة بنك الاحتياطي الفيدرالي وحجم خفض أسعار الفائدة سيحددان رد الفعل في سوق الصرف الأجنبية.
وقال رئيس تداول العملات في «سيتي» بسنغافورة، ناثان سوامي: «إن اتباع بنك الاحتياطي الفيدرالي المتساهل مسار التيسير النقدي على نطاق واسع، مِن شأنه أن يؤدي إلى إضعاف الدولار بشكل عام».
لكن سوامي قال إن بنك الاحتياطي الفيدرالي المتساهل للغاية قد يزعزع استقرار الأسواق، إذا بدا أنه يتوقع تدهوراً اقتصادياً أكثر حِدة من المتوقع، وفي هذه الحالة فإن العملات الناشئة والحساسة للمخاطر قد تُواجه رياحاً مُعاكسة.
وأظهرت بيانات، الأربعاء، أن مبيعات التجزئة الأميركية ارتفعت بشكل غير متوقع بنسبة 0.1 في المائة، خلال أغسطس (آب)، مقابل توقعات بانكماش بنسبة 0.2 في المائة. ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 في المائة، من 2.5 في المائة، وهو ما قد يدعم خفضاً أصغر من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.
واستأنفت الأسواق الصينية التداول، اليوم الأربعاء، بعد عطلة عيد منتصف الخريف، وتداول اليوان في نطاق محدد عند أقوى مستوياته منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. واستقر اليوان عند 7.0969 مقابل الدولار.
ومن المقرر صدور الأرقام النهائية للتضخم في أوروبا، لكن من غير المتوقع أن تختلف كثيراً عن الأرقام الأولية لشهر أغسطس، لذا فإن كل الأنظار ستتجه إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال محللون في بنك «إيه إن زد»، في مذكرة للعملاء: «مع تسعير السوق بخفض 41 نقطة أساس، وهو بعيد كل البعد عن أي سيناريو واقعي (25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس)، فإن التقلبات تبدو مؤكَّدة».