كشفت المخابرات التركية عن القبض على أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت إنه شارك في التخطيط للهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» الكاثوليكية الإيطالية، في حي سارير بإسطنبول، في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقالت مصادر أمنية، السبت، إنه تم القبض على فيسخان سولتاموتوف، عضو تنظيم «داعش» الإرهابي، والذي كان أحد مخططي الهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» الإيطالية، وقام بتزويد المُنفّذين بالسلاح المُستخدم في الهجوم. وأضافت المصادر أنه تم القبض على سولتاموتوف الذي لم تُحدّد جنسيته، في إسطنبول، نتيجة عمل المخابرات التركية بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن؛ حيث تم تنفيذ عملية مشتركة أسفرت عن القبض عليه.
وتابعت بأنه نتيجة للدراسات الاستخبارية التي أجراها جهاز المخابرات التركي، كان سولتاموتوف يعمل ضد تركيا في «ولاية خراسان»، وهي هيكل «داعش» في أفغانستان، والتي أسّست جناحاً لها في تركيا.
وكانت محكمة تركية قد قررت، في فبراير (شباط) الماضي، حبس 25 متهماً، والإفراج المشروط عن 9 آخرين تورّطوا في الهجوم المسلَّح على كنيسة «سانتا ماريا» الذي نفَّذه الداعشيان: الطاجيكي أميرجون خليكوف، والروسي ديفيد تانديف. ووُجّهت لهما تهمتا «الانتماء إلى منظمة إرهابية» و«القتل العمد»، وذلك من بين 60 مشتبها من الروس والطاجيك، جرى القبض عليهم لعلاقتهم بالهجوم، وأحيل 26 منهم إلى مراكز الترحيل خارج البلاد.
وألقت قوات الأمن التركية القبض على 147 من عناصر «داعش» في إطار التحقيقات، كما تم ضبط 17 من عناصر ما تُعرف بـ«ولاية خراسان» التابعة لـ«داعش» بعد تحديد هويتهم بواسطة المخابرات التركية وشعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، وجرى التأكد من صلتهم بالهجوم المسلح على الكنيسة، والتخطيط لإقامة كيان في تركيا لتدريب ونشر مسلحي «داعش» في دول الشرق الأوسط.
وأعلن تنظيم «داعش» الذي صنَّفته تركيا تنظيماً إرهابياً منذ عام 2013، والمسؤول أو المنسوب إليه مقتل أكثر من 300 شخص في هجمات بتركيا بين عامي 2015 و2017، مسؤوليته عن الهجوم على الكنيسة. وقال عبر قناة على «تلغرام» إن الهجوم جاء «استجابة لدعوة قادة التنظيم لاستهداف اليهود والمسيحيين».
وكان الهجوم على الكنيسة هو الأول لـ«داعش» بعد آخر هجوم له نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنَّى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي في إسطنبول، ليلة رأس السنة عام 2017، ما أدَّى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 79.
ومنذ ذلك الوقت، تُنفِّذ أجهزة الأمن التركية حملات متواصلة على خلايا وعناصر التنظيم، أسفرت عن القبض على آلاف منهم، فضلاً عن ترحيل ما يقرب من 3 آلاف، ومنع دخول أكثر من 5 آلاف إلى البلاد.
وتبيَّن من التحقيقات أيضاً أن «داعش» خطَّط لعمليات في إسطنبول، منها استهداف دور عبادة لديانات مختلفة في حي بلاط بمنطقة الفاتح ومحيطه، وأنَّه بناء على المعلومات عن هذه المخططات تمّ اتّخاذ إجراءات أمنية مشددة في الأماكن المستهدفة، ما منع وقوع هجمات.
وألغت تركيا -بموجب مرسوم رئاسي وقَّعه الرئيس رجب طيب إردوغان في يونيو (حزيران) الماضي- الإعفاء الذي كان ممنوحاً لمواطني طاجيكستان للدخول إلى تركيا من دون تأشيرة. وجاء في المرسوم أنه «تمَّ اتخاذ قرار بإلغاء نظام الإعفاء من التأشيرة لمواطني طاجيكستان الذين يدخلون تركيا باستخدام جواز سفر عام». ولم يتضمن المرسوم أسباباً للقرار.