وقائع انهيار بنايات في القاهرة تُثير تساؤلات

«عقار شبرا» الأحدث بعد حادثة حلمية الزيتون

عناصر من «الحماية المدنية» في موقع انهيار أحد العقارات بمصر (أرشيفية - أب)
عناصر من «الحماية المدنية» في موقع انهيار أحد العقارات بمصر (أرشيفية - أب)
TT

وقائع انهيار بنايات في القاهرة تُثير تساؤلات

عناصر من «الحماية المدنية» في موقع انهيار أحد العقارات بمصر (أرشيفية - أب)
عناصر من «الحماية المدنية» في موقع انهيار أحد العقارات بمصر (أرشيفية - أب)

جددت وقائع انهيار بنايات في القاهرة تساؤلات بشأن أسباب تكرار هذه الحوادث خلال فترة زمنية قصيرة، خصوصاً عقب حادثي انهيار بنايتين خلال أسبوع، ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين.

وانهار عقار في ضاحية شبرا، وسط القاهرة، صباح الجمعة، مما تسبب في وفاة شقيقتين وطفلة، بعد أيام من وفاة شخص وإصابة 3 آخرين في واقعة انهيار عقار بمنطقة حلمية الزيتون (شرق القاهرة). وسبق ذلك انهيار عقار ثالث في منطقة «أرض الغولف» (شرق القاهرة) مطلع الشهر الحالي ما تسبب في مقتل اثنين وإصابة 5.

«تكرار حوادث انهيار البنايات لعدم اتباع الإجراءات اللازمة للحفاظ على المباني»، يأتي حسب رئيس «الجمعية المصرية للتخطيط العمراني»، الدكتور محمود غيث، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض المباني القديمة بحاجة للتأكد من سلامتها الإنشائية قبل الشروع في تنفيذ أي إصلاحات بها أو تغيير الأساسات»، مشيراً إلى أن «الجزء الأكبر من أسباب الانهيار يرجع إلى عدم اتباع الإجراءات العلمية عند التعامل مع إزالة المباني المجاورة، أو حتى إصلاح الأعمدة الموجودة في العقارات». وأضاف غيث أن الشروع في تعديل أو هدم أي بناية يتطلب إجراءات هندسية، وحساب نسبة المياه الجوفية في الأرض، وملوحة التربة، وغيرها من الإجراءات التي «لا يتم عادة التدقيق بشأنها والتعامل معها بشكل علمي»، مشيراً إلى «وجود مشكلة أخرى مرتبطة بطريقة التعامل مع المباني الآيلة للسقوط وعدم إخلائها من السكان».

وقدمت عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة إيرين سعد، سؤالاً برلمانياً، الشهر الماضي، حول تكرار وقائع انهيار العقارات. وطالبت بتوضيح نتائج الدراسات وحصر العقارات المهددة على مستوى ربوع البلاد من أجل «البحث عن حلول بديلة تساهم في معالجة أزمة العقارات الآيلة للسقوط». واستندت سعد إلى بيانات التعداد الرسمي للمنشآت الصادر عام 2017 عن «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، الذي رصد «وجود أكثر من 97 ألف عقار بالمحافظات المصرية لم تتخذ قرارات بشأنها».

في حين قال مدير «إدارة الحماية المدنية» الأسبق بالجيزة، اللواء حاتم توفيق، لـ«الشرق الأوسط»، إن غالبية العقارات التي تنهار بشكل مفاجئ يكون السبب «تصدعات ظهرت مسبقاً أو أعمال إنشائية جرت في العقار أو العقارات الملاصقة له مما أثر على العقار». وأضاف أن «هناك عقارات قديمة يرفض سكانها تركها خوفاً من فقدان منازلهم».

وخلال دور الانعقاد البرلماني الماضي، قدم عضو مجلس النواب المصري، النائب محمود عصام، مشروعاً بقانون يهدف إلى إنشاء صندوق يتولى «الإشراف على أعمال الصيانة والترميم للمنشآت، ويتولى الإقراض لتلك الأعمال، وتوفير مساكن بديلة للمساكن الآيلة للسقوط»، وهو المشروع الذي أحيل للجان النوعية من أجل دراسته.

وأشار مدير «إدارة الحماية المدنية» الأسبق بالجيزة إلى «ضرورة تسريع وتيرة التعامل مع المخالفات التي تحدث في بعض العقارات، التي لا تكون رادعة في كثير من الأوقات، خصوصاً عندما يتعلق بالأمر بالإنشاءات الداخلية»، لافتاً إلى أن تعدد الجهات التي يجب اللجوء إليها من أجل الاعمال الإنشائية «أمر يزيد من صعوبة الموضوع».

وهنا أكد رئيس «الجمعية المصرية للتخطيط العمراني» ضرورة تطبيق «معايير صارمة في التعامل مع العقارات، سواء عند البناء أو الهدم، أو إدخال أي تعديلات هندسية، الأمر الذي يتطلب تفعيل اللجان الموجودة في الأحياء المختلفة وعدم الاكتفاء بكتابة تقارير من دون متابعة على أرض الواقع»، لافتاً إلى أن «غالبية الأبنية المنهارة في الفترة الأخيرة تعود لأواخر السبعينات وبداية الثمانينات، ولم تخضع لأي إجراء يضمن التأكد من سلامتها قبل الشروع في إنشاءات بجوارها أو بداخلها».


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

«الجامعة العربية» تحذر من «إشعال الفتنة» في سوريا

حذرت جامعة الدول العربية، الخميس، من «إشعال فتنة» في سوريا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع رئيس الوزراء المصري مع عدد من المستثمرين (مجلس الوزراء)

تحويلات المصريين بالخارج تصل إلى أعلى مستوياتها

شهدت تحويلات المصريين العاملين بالخارج «ارتفاعاً قياسياً» أخيراً، وسط تأكيدات مسؤولين مصريين أن ذلك جاء في ظل «تحرير» سعر صرف الجنيه.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا مطار الغردقة الدولي (موقع وزارة الطيران المدني المصرية)

مصر تعوّل على القطاع الخاص في تحسين الخدمات بالمطارات

تُعوّل الحكومة المصرية على «القطاع الخاص» لإدارة وتشغيل المطارات المصرية، سعياً لـ«تحسين جودة الخدمات» الجوية في حركة النقل الجوي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع الرئيس المصري مع رئيس هيئة قناة السويس (الرئاسة المصرية)

السيسي يعوّل على مشروعات تطوير «قناة السويس» لمواجهة توترات البحر الأحمر

عوّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، على تطوير قناة السويس وتحسين الخدمات الملاحية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مقتل 69 مهاجراً في غرق قارب قبالة المغرب

قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)
قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)
TT

مقتل 69 مهاجراً في غرق قارب قبالة المغرب

قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)
قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)

قالت السلطات في مالي إن 69 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم بعد انقلاب قارب قبالة المغرب، بينما كان متجهاً من غرب أفريقيا إلى جزر الكناري في 19 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في حين أظهرت بيانات أن عدد وفيات المهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا، عبر السواحل المغربية، ارتفع لأعلى مستوى على الإطلاق في 2024.

وكان نحو 80 شخصاً على متن القارب عندما انقلب، بحسب ما ذكره تقرير لوكالة «رويترز»، الجمعة.

وذكرت وزارة شؤون المغتربين الماليين في بيان، بعد جمع معلومات عن الحادث، أنه لم ينجُ سوى 11 شخصاً.

وأضافت أنه تم تشكيل وحدة أزمة لمتابعة الوضع.

وشهدت طريق الهجرة من ساحل غرب أفريقيا إلى جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي، التي عادة ما يسلكها المهاجرون الأفارقة، الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا، ارتفاعاً كبيراً في عدد الوافدين هذا العام؛ إذ وصل 41425 مهاجراً في الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، ليتجاوز العدد بالفعل الرقم القياسي المسجل العام الماضي، والذي بلغ 39910 مهاجرين.

ومن بين الأسباب التي تدفع المهاجرين إلى محاولة عبور هذه الطريق الصراع المستمر منذ سنوات في منطقة الساحل، التي تضم مالي، والبطالة، وتأثير تغير المناخ على المناطق الزراعية.

وذكرت منظمة الصليب الأحمر أن شخصاً واحداً توفي من بين 300 وصلوا على متن ستة قوارب، الجمعة، إلى جزيرة إل ييرو في جزر الكناري.

ووفقاً لمنظمة «ووكينج بوردرز»، المعنية بحقوق المهاجرين، فإن الطريق الأطلسية التي تشمل نقاط هجرة في السنغال وجامبيا وموريتانيا والمغرب هي الأكثر فتكاً في العالم.

وفي تقريرها السنوي، الذي أصدرته هذا الأسبوع، قالت المنظمة إن 9757 مهاجراً لقوا حتفهم في البحر في عام 2024 أثناء محاولتهم الوصول إلى الأرخبيل الإسباني من ساحل المحيط الأطلسي في أفريقيا. ووفقاً للتقرير ذاته، فقد قتل 10457 شخصاً، أو ما يقرب من 30 شخصاً يومياً، وهم يحاولون الوصول إلى إسبانيا هذا العام من جميع الطرق.

وكانت الطريق المنطلقة من موريتانيا، التي استخدمها المهاجرون المغادرون من منطقة الساحل بشكل خاص هذا العام، هي الأكثر فتكاً؛ إذ شهدت وفاة 6829 مهاجراً.

وتقول منظمة «ووكينج بوردرز» إن السبب في زيادة الوفيات في البحر هو التقاعس عن عمليات الإنقاذ، أو تنفيذها بشكل عشوائي وتجريم المهاجرين، متهمة الحكومات «بإعطاء الأولوية للسيطرة على الهجرة على الحق في الحياة».