الضحك يُخفف من جفاف العين

الضحك يساعد على تخفيف الاكتئاب والقلق والألم المزمن (جامعة والدن)
الضحك يساعد على تخفيف الاكتئاب والقلق والألم المزمن (جامعة والدن)
TT

الضحك يُخفف من جفاف العين

الضحك يساعد على تخفيف الاكتئاب والقلق والألم المزمن (جامعة والدن)
الضحك يساعد على تخفيف الاكتئاب والقلق والألم المزمن (جامعة والدن)

كشفت دراسة إكلينيكية أُجريت في الصين، أن الضحك قد يكون فعّالاً مثل استخدام القطرات في تحسين أعراض مرض جفاف العين.

وأشارت الدراسة إلى أن تمارين الضحك قد تكون علاجاً أولياً يساعد في تخفيف أعراض هذا المرض المزعج، ونشرت النتائج، الأربعاء، في «المجلة الطبية البريطانية».

ويُعدّ مرض جفاف العين حالة مزمنة تؤثر على نحو 360 مليون شخص حول العالم، وتتمثل أعراضه في الشعور بالانزعاج واحمرار العينين والجفاف والحكة.

وعلى الرغم من أن العلاج التقليدي يتضمن استخدام القطرات المرطبة، فإن الدراسة الجديدة أضافت بُعداً مختلفاً يتمثل في الضحك بوصفه علاجاً محتملاً.

وأظهرت الأدلة السابقة أن العلاج بالضحك يُخفف من الاكتئاب والقلق والألم المزمن، ويُعزز من كفاءة الجهاز المناعي، وقد تم اعتباره علاجاً مكملاً مفيداً لعدد من الحالات المزمنة، لكن تأثير الضحك على مرض جفاف العين كان لا يزال مجهولاً حتى الآن.

ولتقييم فاعلية وسلامة تمارين الضحك في تخفيف أعراض مرض جفاف العين، تعاون باحثون من الصين والمملكة المتحدة لإجراء دراسة شملت 283 مشاركاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً.

وجرى تقييم المرضى باستخدام مقياس مؤشر أمراض سطح العين (OSDI)، وتم تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين؛ الأولى مارست تمارين الضحك، والثانية استخدمت مجموعة قطرات «هيالورونات الصوديوم» لتخفيف جفاف العين؛ إذ قام كل منهما بتطبيق العلاج لمدة 8 أسابيع.

وتمارين الضحك هي أنشطة بسيطة تُحفز الضحك المتعمد، إذ يتم المزج بين التنفس العميق وتكرار عبارات تثير الضحك بشكل متكرر، ما يُحفز عضلات الوجه، ويساعد في تقليل التوتر، وتحسين المزاج.

وتلقَّت مجموعة الضحك فيديو تعليمياً، وجرى توجيههم لتكرار عبارات معينة بصوت عالٍ لمدة 5 دقائق في كل جلسة، باستخدام تطبيق على الهاتف المحمول لمراقبة تعبيرات الوجه. أما المجموعة الأخرى فاستخدمت القطرات 4 مرات يومياً، وتتبعوا استخدامها من خلال التطبيق نفسه.

وفي نهاية الأسابيع الثمانية، أظهرت النتائج تحسناً كبيراً في أعراض الجفاف لدى المجموعتين، مع انخفاض متوسط درجات مقياس مؤشر أمراض سطح العين، بمقدار 10.5 نقطة في مجموعة الضحك، و8.83 نقطة في مجموعة القطرات، ما يُشير إلى أن تمارين الضحك كانت فعّالة بشكل مشابه للقطرات.

كما سجلت تمارين الضحك تحسينات كبيرة في وظيفة «الغدد الميبومية» (الغدد الدهنية التي تمنع تبخر الدموع بسرعة)، وزمن انكسار الدموع، إضافة إلى تحسُّن الحالة النفسية. ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية للعلاج في كلتا المجموعتين.

وقال الباحثون إن دراساتهم أثبتت أن تمارين الضحك تُعدّ تدخلاً آمناً وذا تكلفة منخفضة لتحسين أعراض مرض جفاف العين، ويمكن أن تكون علاجاً أولياً يُستخدم في المنزل للأشخاص الذين يعانون أعراض المرض.


مقالات ذات صلة

زيت الخروع علاج «واعد» لجفاف العين

يوميات الشرق التهاب الجفن يُسبّب جفاف العين (أرشيفية)

زيت الخروع علاج «واعد» لجفاف العين

توصَّل باحثون بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا إلى أنّ «زيت الخروع يمكن أن يصبح علاجاً آمناً وطبيعياً محتملاً لمرض جفاف العين».

محمد السيد علي (القاهرة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
TT

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

اختار «مهرجان برلين السينمائي» الفيلم المصري «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ليكون فيلم افتتاح برنامج «أسبوع النقاد» خلال دورته الـ75 المقررة في الفترة من 13 إلى 22 فبراير (شباط) 2025.

وكان الفيلم الذي يُعدّ إنتاجاً مشتركاً بين هولندا، ومصر، وقطر، قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان السينمائي» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، خلال دورته الـ77، كما انفرد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بعرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج «رؤى جديدة»، وحاز الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان «كيرالا السينمائي الدولي» بالهند، للتناغم بين عناصر الديكور والصوت والتصوير، كما جاء في حيثيات لجنة التحكيم. ويشارك الفيلم في مهرجان «روتردام السينمائي» ضمن قسم «أفضل الأفلام العالمية» في دورته التي تنطلق في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الفيلم من بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة شمة، وينتمي لفئة «الكوميديا السوداء»، حيث تدور أحداثه في إطار الفانتازيا الساخرة من خلال الموسيقي الطموح «عبده» العالق في مستعمرة صحراوية معزولة ويقضي وقته بين حفر القبور وتأليف الموسيقى باستخدام آلات موسيقية اخترعها من أدوات منزلية، ويخطّط عبده للهروب من المستعمرة رفقة حبيبته للتخلص من هيمنة «شوقي بيه»، بينما الحكاءة «جلالة» تروي للناس قصصاً خيالية عن البحر، والفيلم من تأليف وإخراج هالة القوصي في ثاني أفلامها الطويلة بعد «زهرة الصبار».

وأبدت المخرجة المصرية الهولندية سعادتها باختيار الفيلم في «برلين»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت باختياره لأن موزعته هي من تقدمت به، وأضافت: «لم أكن أعرف أن مهرجان (برلين) يقيم أسبوعاً للنقاد، على غرار مهرجاني (كان) و(فينيسيا)، عَلِمتُ بذلك حين اختاروا فيلمنا بوصفه فيلم افتتاح، هذا في حد ذاته شرف كبير، وقد قال لي الناقد طارق الشناوي إنها ربما المرة الوحيدة التي يتم فيها اختيار فيلم مصري لافتتاح هذا القسم».

المخرجة هالة القوصي في مهرجان «البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

وتلفت هالة إلى أن «أسبوع النقاد يُعد جهة مستقلة في جميع المهرجانات الكبرى عن إدارة المهرجان نفسه، ويقام تحت إدارة نقاد، وهو في مهرجان (برلين) لديه طبيعة نقدية وله بعد مفاهيمي من خلال عقد مناقشات بين الأفلام».

وترى هالة أن «أول عرض للفيلم يحدّد جزءاً من مسيرته، وأن التلقي الأول للفيلم في مهرجان (كان) الذي يُعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، ويحضره عدد من نقاد العالم والمنتجين ومبرمجين من مختلف المهرجانات يتيح للفيلم تسويقاً أكبر وحضوراً أوسع بمختلف المهرجانات».

وعُرض فيلم «شرق 12» في كلٍ من السعودية والبرازيل وأستراليا والهند، حيث شاهده جمهور واسع، وهو ما تراه هالة القوصي غاية السينما؛ كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات، في حين يرى الناس في بلاد مختلفة صدى لتجربتها الشخصية بالفيلم، موضحة: «لذلك نصنع السينما، لأنه كلما شاهد الفيلم جمهور مختلف وتفاعل معه، هذا يجعلنا أكثر حماساً لصناعة الأفلام».

بوستر اختيار الفيلم في مهرجان «برلين» (الشرق الأوسط)

وعن صدى عرض الفيلم في مهرجان «البحر الأحمر» مؤخراً، تقول المخرجة المصرية: «كان من المهم بالنسبة لي عرضه في مهرجان (البحر الأحمر) لأتعرف على ردود فعل عربية على الفيلم، وقد سعدت بها كثيراً، وقد سألني كثيرون، كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم؟ فقلت، إن أفق الجمهور أوسع مما نتخيل، ولديه قدرة على تذوّق أشكالٍ مختلفة من الفنون، وهذا هو رهاني دائماً، إذ إنني لا أؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده)، التي يردّدها بعض صناع الأفلام، لأن هذا الجمهور سيزهد بعد فترة فيها، وفي النهاية فإن العمل الصادق سيلاقي حتماً جمهوره».

لا تستعين هالة بنجوم في أفلامها، وتبرر ذلك قائلة: «لأن وجود أي نجم بأفلامي سيفوق أجره ميزانية الفيلم كلّه، فنحن نعمل بميزانية قليلة مع طموحٍ فني كبيرٍ، ونقتصد في كل النفقات التي لا تضيف قيمة للفيلم، نعمل في ظروف صعبة ليس لدينا كرافانات ولا مساعدين للنجوم، ونحرص على تكثيف فترات العمل وضغط النفقات في كل شيء، وهو ما لا يناسب النجوم».

ووفق الناقد خالد محمود، فإن «مهرجان (برلين) دائماً ما يمنح فرصاً للتجارب السينمائية الجريئة والمختلفة من المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأفلام خارج سياق السينما التجارية، التي تجد متنفساً لها في مهرجان (برلين)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم (شرق 12) يُعدّ أحد الأفلام المستقلة التي تهتم بها المهرجانات الكبرى وتُسلط عليها الضوء في برامجها، وقد حقّق حضوراً لافتاً في مهرجانات كبرى بدءاً من عرضه الأول في (كان)، ومن ثمّ في (البحر الأحمر)، ولا شك أن اختياره في أسبوع النقاد بـ(برلين) يمثل إضافة مهمة له».