ضياء يوسف... رفيقة «سدرة» المتيّمة بالصحراء والشغوفة بالفن

بعد تتويجها بـ«جائزة الثقافة للشباب» قالت لـ«الشرق الأوسط»: حبي للفنون يتجدد كل يوم ويشعرني بالحياة

وزير الثقافة في أثناء تتويج ضياء يوسف بجائزة الثقافة للشباب (الجوائز الثقافية الوطنية)
وزير الثقافة في أثناء تتويج ضياء يوسف بجائزة الثقافة للشباب (الجوائز الثقافية الوطنية)
TT

ضياء يوسف... رفيقة «سدرة» المتيّمة بالصحراء والشغوفة بالفن

وزير الثقافة في أثناء تتويج ضياء يوسف بجائزة الثقافة للشباب (الجوائز الثقافية الوطنية)
وزير الثقافة في أثناء تتويج ضياء يوسف بجائزة الثقافة للشباب (الجوائز الثقافية الوطنية)

الفنانة السعودية ضياء يوسف ليست فنانة عادية، فهي مؤلفة وشاعرة ومخرجة أفلام، تربطها علاقة وثيقة مع السينما، ولها رؤية فنيّة فريدة، مكّنتها من الفوز بجائزة «الثقافة للشباب»، ضمن الدورة الرابعة للجوائز الثقافية الوطنية التي قدمها وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، ليلة البارحة.

عن رحلتها مع الفنون، تقول ضياء لـ«الشرق الأوسط»: «شغفي جعلني أعطي من القلب دون كلل، بل كانت سعادتي في أن أضيف للثقافة والفن... مهما كانت الظروف أو الإحباطات، كان حبي للفنون يتجدد كل يوم ويشعرني بالحياة».

وتضيف: «بدأت بوادر تعلقي بالكتابة والفنون من المدرسة، ومن بعدها واصلت مسيرتي طالبةً للفنون في سنتي الأولى وصحافية محترفة في آن واحد، ثم مؤسِّسة ورئيسة تحرير لعدد من المجلات الثقافية، والتي تحولت فيما بعد إلى مركز ثقافي (سدرة) الكائن في حي جاكس الثقافي بالدرعية».

تشير ضياء إلى أن رحلتها الفنيّة تضمنت كتابة السيناريو للأفلام، كما توجهت إلى الفن المعاصر، ومن خلال شغفها بالفيديو رأت أنها أصبحت مؤهلة لأخذ موقعها مخرجةَ أفلام سينمائية، ثم عضو مجلس إدارة مؤسس في جمعية السينما، والتي يعد «مهرجان أفلام السعودية» أحد أهم منتجاتها. وتتابع: «اليوم من خلال (سدرة) أدير عدداً من المهرجانات الثقافية، وأعمل مع مجموعة مذهلة من الكُتاب في غرفة كتابة محترفة للسينما والدراما والتأليف».

بوستر فيلم «ولد سدرة» أحد أبرز أعمالها حيث حاز على ثلاث جوائز (الشرق الأوسط)

سحر الصحراء

وفيما يتعلق بفيلم (ولد سدرة) الذي يعد أبرز أعمالها الفنية، والحائز على عدد من الجوائز، تقول: «بعد عدد من الأفلام التجريبية والتكريم في مجال السيناريو حصل فيلمي الأول - بصفتي مخرجة - على جائزة مهرجان دبي السينمائي، ثم حصل على عدد من الجوائز؛ أغلاها جائزة مركز إثراء، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان أفلام السعودية»، لافتة خلال حديثها إلى أن (ولد سدرة) الذي أنتج عام 2019، كان نتاج رؤية فنية عميقة عملت عليها لسنوات.

وأضافت: «بحثنا لنتأكد من أن لون الصحراء الذي نراه واحداً يكتنز الكثير من السحر الفريد والتنوع الذي يرقى ويزيد على أجمل الفنون العالمية... ففي الفيلم استلهمت عدداً من الأعمال العالمية التي ظهرت منسجمة مع لون الصحراء الأسمر، بكل تلقائية، وبما يثبت أنها كنز رباني فائق الجمال».

الفيلم الجديد

وتتابع: «فيلمي المقبل رغم أنه على العكس من نخبوية (ولد سدرة) سيكون موجهاً للطفل والعائلة، وهو أيضاً ينبثق من سحر الصحراء الجميل».

وعن نظرتها لمستقبل السينما في السعودية تقول ضياء: «بصفتي عضو لجان تحكيم في عدد من المهرجانات المحلية والدولية وصانعة أفلام، بدأت ألمس زيادة الوعي لهذا النوع من الفن... وأستطيع القول إن إمكاناتنا بوصفنا صناعاً للسينما في المملكة ستشهد قريباً قفزة كبيرة تجعل أكبر أحلامنا حقيقة ماثلة».

ضياء يوسف

من «سدرة» إلى «غابة»

وبسؤالها عن طموحاتها وما ترغب في تحقيقه خلال مسيرتها المهنية، تقول ضياء: «آمل تحقيق مستهدفاتي في مجال السينما، حيث أؤمن بضرورة وجود سينما تنبع من الداخل السعودي وتتوجه إليه، وبعد أن تنال حب الناس تنطلق إلى العالمية لتعبر بصدق عن وجداننا السعودي».

وتردف: «آمل أن أجعل من السدرة غابة وافرة لا يستظل بها المبدعون فقط، بل حتى غيرهم من الناس، وأن أساهم في جعل الثقافة نمط حياة جميلاً يتمتع بالحيوية والصدق والمعنى، كما أني أسست أول مسرح (بلاك بوكس) في المملكة في حي جاكس الثقافي بالدرعية، وآمل قريباً بتعاون عدد من الجهات أن يشهد النجاح الذي أطمح إليه».

وتختتم ضياء حديثها بالتطرق إلى فوزها بجائزة الثقافة للشباب، قائلة: «يعني لي الكثير رعاية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو أمير الشباب، لهذه الجائزة... كما أنه ليس أمراً عادياً أن أحصل على جائزة الشباب في وطن الشباب... هذا وسام أعتز به إلى آخر العمر، ولا توصف سعادتي بتكريم وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وأتمنى من الله أن أكون نموذج خير يُحتذى به في وطن الطموح والأمل».


مقالات ذات صلة

مباحثات سعودية – كويتية تناقش سبل تعزيز التعاون الأمني

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال استقباله الشيخ فهد بن يوسف سعود الصباح في الرياض الأحد (واس)

مباحثات سعودية – كويتية تناقش سبل تعزيز التعاون الأمني

ناقش الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، والشيخ فهد بن يوسف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، الأحد، سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج السعودية أول دولة إسلامية بادرت لنجدة الشعب الأفغاني في محنه (واس)

بعثة السعودية في كابل تستأنف أعمالها

أعلنت السفارة السعودية لدى أفغانستان استئناف أعمال بعثتها في كابل اعتباراً من الأحد.

«الشرق الأوسط» (كابل)
الاقتصاد حاويات تابعة لشركة «فلك» السعودية (الشرق الأوسط)

«فُلك» البحرية السعودية تعلن عن بناء 5600 حاوية

الشركة تؤكد أنها تأتي ضمن خططها التوسعية ودعم مساعي المملكة للتحول لمركز لوجيستي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق إقبال كبير شهده معرض جدة للكتاب طوال عشرة أيام (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق تسليط الضوء على المواهب السعودية التي تركت بصمتها في مجالات القراءة والفكر (هيئة المكتبات)

«ملتقى القراءة الدولي» في الرياض... رحلة ثقافية أثرت الحوار

نجح الملتقى في الجمع بين ثقافات متعدّدة وحضارات متنوعة، لفتح آفاق جديدة أمام القراء من مختلف الفئات العمرية والتوجهات الفكرية، بتركيزه على التّعليم المُستدام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

دريد لحام لـ «الشرق الأوسط» : لم أكن مع النظام

لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)
لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)
TT

دريد لحام لـ «الشرق الأوسط» : لم أكن مع النظام

لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)
لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)

أمضى الفنان دريد لحّام أكثر من نصف عمره، الذي يقارب التسعين، في بلدٍ كان يُعرف بـ«سوريا الأسد». اليوم تبدّلت التسميات والرايات والوجوه، ويبدو الممثل العابر للأجيال مستعداً هو الآخر للعبور إلى فصلٍ مختلف من تاريخ وطنه.

«الشرق الأوسط» حاورته حول التغيير، فاختصر انطباعه بالقول: «أشعر بأنَّ هناك حياة مختلفة عمّا كانت عليه سابقاً خلال سنوات القهر». يذهب في تفاؤله أبعد من ذلك ليعلن أنَّه على استعداد لتجهيز عملٍ مسرحي أو تلفزيوني جديد. يودّ أن يطلق عليه عنوان «مبارح واليوم».

عُرف لحام بدعمه النظام، لكنَّه يوضح موقفه السابق بالقول: «أنا مع النظام بمعنى أنني ضد الفوضى».