نداء أممي لإنقاذ أرواح 50 ألف عائلة يمنية عقب الفيضانات

مزارعون في ذمار متخوفون من تدخلات الانقلابيين

آلاف الأسر اليمنية فقدت مآويها بفعل الفيضانات وتكافح وسط الدمار (الأمم المتحدة)
آلاف الأسر اليمنية فقدت مآويها بفعل الفيضانات وتكافح وسط الدمار (الأمم المتحدة)
TT

نداء أممي لإنقاذ أرواح 50 ألف عائلة يمنية عقب الفيضانات

آلاف الأسر اليمنية فقدت مآويها بفعل الفيضانات وتكافح وسط الدمار (الأمم المتحدة)
آلاف الأسر اليمنية فقدت مآويها بفعل الفيضانات وتكافح وسط الدمار (الأمم المتحدة)

أطلقت وكالة أممية نداءً للحصول على تمويل لتقديم مساعدات عاجلة منقذة للأرواح في اليمن بعد الفيضانات الشديدة والعواصف العاتية التي أثرت على أكثر من نصف مليون شخص، في حين تعمل وكالة أخرى على تعزيز الأمن الغذائي في البلاد، من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنها تسعى للحصول على مبلغ يقارب 13.3 مليون دولار أميركي لفترة 6 أشهر لصالح دعم 50 ألف أسرة تضم أكثر من 350 ألف فرد يعيشون في مناطق عالية الخطورة في محافظات مأرب، والحديدة، وصنعاء، وإب وتعز، مشددة على ضرورة وجود تمويل إضافي للتعامل مع الاحتياجات المتنامية بشكل متسارع.

مُسن وطفلة داخل مأوى للنازحين دمرته الرياح (الأمم المتحدة)

ومن المتوقع، بحسب تقرير للمنظمة الأممية، وقوع مزيد من الأحداث الجوية القاسية طوال الشهر الحالي، وهو ما يستدعي مزيداً من التمويل لمواجهة نتائج التطورات المناخية.

ونقلت المنظمة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه تم الإبلاغ عن 36 حالة وفاة و564 إصابة حتى الوقت الحالي. في محافظة تعز (جنوبي غرب)، بينما تحملت أكثر من 5100 عائلة العبء الأكبر من الفيضانات، والأضرار الكبيرة في المآوي ومصادر المياه والطرق والبنى التحتية العامة.

وحددت تقييمات الاحتياجات في مديريتي الخوخة والتحيتا التابعتين لمحافظة الحديدة (غرب) ما لا يقل عن 700 عائلة تأثرت بالفيضانات، بينما لا تزال 850 عائلة في مديريتي الشمايتين والمعافر في محافظة تعز بحاجة إلى المساعدات في المواقع التي تديرها المنظمة.

كما نقلت الهجرة الدولية عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الأمطار الغزيرة غير المسبوقة ألحقت الأضرار بنحو 550 عائلة على الأقل في صنعاء، حيث غُمِرت منازلها بالمياه، وبالمثل في إب (193 كيلومتراً جنوب صتعاء) تضررت نحو 1500 عائلة بالفيضانات الشديدة؛ ما أدى إلى وفاة 9 أشخاص بشكل مأساوي.

احتياجات وتدخلات

تمثلت استجابة المنظمة الدولية للهجرة حتى الآن في حصول 3300 عائلة على حقائب آلية الاستجابة السريعة، تحتوي على الطعام ومواد النظافة العامة والشخصية وتتضمن المساعدات النقدية متعددة الأغراض، و4300 عائلة حصلت على خزانات مياه عائلية، وخدمات تفريغ وصيانة المراحيض أو تشييدها.

كما تم دعم 1885 فرداً بالخدمات الصحية وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، في حين تلقت 2600 عائلة مساعدات نقدية من أجل المأوى.

موظفون تابعون للمنظمة الدولية للهجرة يجرون تقييمات لأضرار الفيضانات في اليمن (الأمم المتحدة)

وتشمل تدخلات المنظمة وفق تقريرها، تقديم النقد مقابل المأوى والمواد غير الغذائية، وتوزيع حقائب الاستجابة السريعة وحقائب النظافة وحقائب المواد غير الغذائية والأغطية البلاستيكية، وتوزيع حقائب المأوى الطارئ والخيام وخزانات المياه، وبناء أو إصلاح المآوي الانتقالية والمراحيض والحفر ونقاط توزيع المياه.

كما تتضمن التدخلات تفعيل ونشر لجان وفرق تحفيز الصيانة، وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي وخدمات الرعاية الصحية الطارئة، وإجراء تقييمات سريعة للاحتياجات، وإعادة نقل العائلات من مسارات الفيضانات، وتنفيذ أعمال رعاية المواقع وصيانتها.

وكشفت المنظمة أن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن تواجه عجزاً حاداً في التمويل منذ الشهر الحالي، حيث تم تأمين 29.4 في المائة فقط من الموارد.

وتتسبب فجوة التمويل الهائلة في تفاقم احتياجات العائلات الضعيفة، بينما لا تستطيع المنظمة حالياً دعم 6000 عائلة مكونة من 42000 فرد، بحاجة إلى مساعدات متعددة القطاعات داخل مواقع النازحين التي تديرها.

وتعهدت المنظمة بالعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية ووكالات الأمم المتحدة والكتل وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين لتوفير الإغاثة لآلاف العائلات، والحد من حدوث مزيد من الآثار السلبية.

مشاريع تنموية

في غضون ذلك أبدى سكان في منطقة وصاب السافل التابعة لمحافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) خشيتهم من أن يكون لتدخلات قادة حوثيين في مشروع تنموي تنفذه وكالة أممية بدعم من البنك الدولي آثار سلبية تؤدي إلى توقف المشروع أو عدم الاستفادة المجتمعية منه.

ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة على تنفيذ مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن، بدعم من البنك الدولي، بغرض معالجة أزمة الأمن الغذائي من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية والحفاظ عليها وتعزيز الممارسات الزراعية الذكية مناخياً.

جزء من مشروع قناة ري لتعزيز مواجهة التغير المناخي في اليمن (الأمم المتحدة)

ويهدف المشروع إلى مواجهة آثار التغير المناخي مثل الجفاف الذي ضرب الكثير من المناطق الزراعية، وتسبب في معاناة المزارعين والإضرار بمعيشتهم.

وشرح البرنامج بعض مساهماته ومشاريعه التنموية في هذا التوجه، مثل إعادة تأهيل قناة ري في مديرية بني سواد، إحدى مديريات منطقة وصاب السافل التابعة لمحافظة ذمار، وهو المشروع الذي جاء استجابة لصعوبة ري الأراضي الزراعية في المنطقة التي تعاني من ندرة المياه.

واستفاد المزارعون في المنطقة من القناة الجديدة بعد الجفاف الذي طال أمده وندرة المياه؛ ما تسبب في تراجع إنتاج المحاصيل وتجويع المواشي.

ويتخوف السكان والمزارعون، وفق مصادر «الشرق الأوسط» من أن يؤدي سعي القادة الحوثيين لتجييره لصالحهم إلى إيقاف المشروع قبل إنجازه بالكامل، أو التحكم بإدارته، واتخاذه مبرراً لفرض جبايات طائلة على ملاك المزارع مقابل السماح لهم بالاستفادة منه.

مزارع يمني في ذمار استفاد من مشروع قناة ري في مواجهة الجفاف (الأمم المتحدة)

ووفقاً للبرنامج الأممي؛ فقد تم اختيار هذه المنطقة لكونها تعتمد على الزراعة نشاطاً اقتصادياً أوحد، ما يعني زيادة الفائدة من هذا التدخل إلى أقصى حد.

وإلى جانب الفوائد المنتظرة من مثل هذا المشروع، فإن الوكالات الأممية تعمل على تمكين العائلات من الحصول على فرص عمل فيها، ضمن نهج جديد يقوده البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الشركاء المحليين، لمضاعفة الأثر الإيجابي على مستوى المجتمعات.


مقالات ذات صلة

حديث حوثي عن غارة غربية في تعز وإسقاط «درون» في صعدة

العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أرشيفية - أ.ف.ب)

حديث حوثي عن غارة غربية في تعز وإسقاط «درون» في صعدة

تحدثت الجماعة الحوثية، المدعومة من إيران، (الثلاثاء)، عن إسقاط مسيّرة أميركية في صعدة، كما أقرّت بتلقي ضربة في محافظة تعز قرب مدرسة؛ ما أدى إلى مقتل طالبتين.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي يمنيات في ريف صنعاء يشاركن في فعاليات حوثية ذات طابع تعبوي (إعلام حوثي)

ضغوط انقلابية لدفع اليمنيات للتبرع بالأموال والحلي

وسَّعت جماعة الحوثيين في الأيام الأخيرة من حجم ابتزازها المالي للتجار والسكان وصغار الباعة، وصولاً إلى استهداف النساء والفتيات اليمنيات في صنعاء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي نقاشات مستمرة لإنشاء كيان حكومي يمني للحد من مخاطر الكوارث (إعلام حكومي)

اليمن بصدد إنشاء آلية وطنية للحد من مخاطر الكوارث

بدأت الحكومة اليمنية مناقشة مشروع إنشاء آلية وطنية للحد من مخاطر الكوارث؛ إذ تحتل البلاد المرتبة السابعة ضمن الدول الأكثر تضرراً من تطرف المناخ.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة من طراز «إف 22» في منطقة القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

انقلابيو اليمن يعترفون بتلقي ضربة أميركية في الحديدة

تلقت الجماعة الحوثية في اليمن ضربة أميركية استهدفت موقعاً في الحديدة، الاثنين، وذلك غداة 3 ضربات دمرت 3 مسيّرات ومنظومتي صواريخ شرق مدينة إب.

علي ربيع (عدن)
الخليج رئيس الوزراء القطري يستقبل نظيره اليمني في الدوحة (سبأ)

مباحثات قطرية - يمنية في الدوحة لتعزيز الشراكة في جميع المجالات

أجرى رئيس الوزراء اليمني مع نظيره القطري مباحثات في الدوحة ركزت على إيجاد شراكات تنموية واستثمارية في كل المجالات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

غوتيريش يندد بضربة المواصي بغزة

آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يندد بضربة المواصي بغزة

آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش ندد بشدة بالغارة الجوية الإسرائيلية التي أسقطت قتلى في منطقة مخصصة للنازحين في جنوب غزة قبل فجر اليوم الثلاثاء.

وأضاف دوغاريك: «استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان أمر غير مبرر. لقد انتقل الفلسطينيون إلى هذه المنطقة في خان يونس بحثاً عن مأوى وعن الأمان بعد أن تلقوا تعليمات متكررة بذلك من قبل السلطات الإسرائيلية نفسها».

من جانبها، أكدت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة مقتل 19 شخصاً على الأقل تم التعرّف على هوياتهم في القصف الإسرائيلي على المنطقة الإنسانية في المواصي، فجر الثلاثاء.

ووفقاً لـ«رويترز»، قالت الوزارة في بيان: «جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة مروّعة بقصف خيام للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس فجر اليوم، حيث وصل منها إلى المستشفيات 19 شهيداً ممن عرفت بياناتهم»، مشيرة إلى أنه «ما زالت هناك جثث في الطرق وتحت الركام لم يصل المسعفون إليها».

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ مقاتلاته «قامت بمهاجمة عدد من الإرهابيين البارزين في منظمة حماس كانوا يعملون داخل مجمّع للقيادة والسيطرة مموّه في منطقة إنسانية في خان يونس».

وأكد المتحدّث باسم الجيش أفيخاي أدرعي: «اتّخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة ومراقبة جوية ومعلومات استخباراتية إضافية».

وتابع: «هذا مثال آخر على الاستخدام المنهجي من المنظمات الإرهابية في قطاع غزة للسكان والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المناطق الإنسانية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل وقوات جيش الدفاع».

ووصفت «حماس» الاتهامات بأنها «كذبٌ مفضوح، يسعى من خلاله (الجيش) لتبرير هذه الجرائم البشعة»، مكررة نفيها وجود «أيّ من عناصرها بين التجمعات المدنية، أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية».