حادثة جسر الملك حسين ترفع منسوب التشنج بين الأردن وإسرائيل

تتخوف مصادر من أن تلقي عملية المعبر بظلالها على المشهد الانتخابي

سيارة خدمات طبية تسير بالقرب من موقع إطلاق سائق شاحنة النار على جسر أللنبي المعروف أيضاً باسم جسر الملك حسين بالقرب من أريحا في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
سيارة خدمات طبية تسير بالقرب من موقع إطلاق سائق شاحنة النار على جسر أللنبي المعروف أيضاً باسم جسر الملك حسين بالقرب من أريحا في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT
20

حادثة جسر الملك حسين ترفع منسوب التشنج بين الأردن وإسرائيل

سيارة خدمات طبية تسير بالقرب من موقع إطلاق سائق شاحنة النار على جسر أللنبي المعروف أيضاً باسم جسر الملك حسين بالقرب من أريحا في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
سيارة خدمات طبية تسير بالقرب من موقع إطلاق سائق شاحنة النار على جسر أللنبي المعروف أيضاً باسم جسر الملك حسين بالقرب من أريحا في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

شكلت حادثة مقتل 3 إسرائيليين، الأحد، في عملية مسلحة نفذها مواطن أردني على جسر الملك حسين (أللنبي)، الذي يشكل شريان الحركة بين الأردن والضفة الغربية، سابقة هي الأولى من نوعها، وسط توقعات بتصعيد سياسي من الجانب الإسرائيلي، ظهرت أولى بوادره، لتضاف إلى سلسلة من المواقف المتشنجة بين الأردن وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع بدء عملية طوفان الأقصى.

الحادثة التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي، لم تصدر تصريحات رسمية أردنية وافية بشأنها، سوى بيان صدر عن وزارة الداخلية الأردنية التي قالت إن «الجهات الرسمية باشرت التحقيق» في حادثة إطلاق النار التي وقعت على الجانب الآخر من جسر الملك الحسين، مُعلنة إغلاق المعبر من الجانب الإسرائيلي. وإن التحقيقات الأوليّة في حادثة إطلاق النار في الجانب الآخر من جسر الملك حسين، أكدت أن مطلق النار مواطن أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي، من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان، وكان قد عبر الجسر سائقاً لمركبة شحن تحمل بضائع تجارية من الأردن إلى الضفة الغربيّة.

هوية ماهر الجازي الذي نفذ عملية ضد 3 إسرائيليين على معبر «جسر أللنبي» صباح الأحد (متداولة على مواقع التواصل)
هوية ماهر الجازي الذي نفذ عملية ضد 3 إسرائيليين على معبر «جسر أللنبي» صباح الأحد (متداولة على مواقع التواصل)

الوزارة أكدت أن النتائج الأوليّة للتحقيق تشير إلى أن الحادث «عمل فردي»، وأنه يجري التنسيق بين الجهات المعنيّة لتسلم جثة منفذ العملية لدفنها في الأردن. كما أكدت وزارة الداخلية أنه أفرج عن كل السائقين الأردنيين الذين تم التحقيق معهم بعد الحادث، وعادت أكثر من 100 شاحنة إلى المملكة بشكل متتابع نهار اليوم. وأشارت الوزارة إلى أن الجهات المعنيّة تتابع أيضاً مسألة إغلاق الجسر بعد الحادث.

وفي حين ذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن العملية التي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، هي عملية «منفردة» ولا توجد أي معلومات تتحدث أي ارتباطات تنظيمية لمنفذ العملية الذي ينتمي إلى منطقة البادية الجنوبية -نحو (400 كم) جنوب المملكة- التي تسكنها عشائر قبيلة الحويطات.

ورغم عدم إعلان الجانب الأردني هوية منفذ العملية، في وقت مبكر اليوم، فإن شخصاً يدعى كاسب الحويطي، نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تعليقاً مقتضباً قال فيه: «أخي الشهيد البطل ماهر ذياب حسين العودات الجازي الحويطات منفذ عملية معبر الكرامة». فيما كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت صورة تدعي أنها عن جواز سفره.

في الأثناء، أفادت المصادر، بأن الشاحنة التي عبرت من جسر الملك حسين من الجانب الأردني إلى معبر «أللنبي» في الجانب الإسرائيلي، كانت برفقة عدد من الشاحنات المحملة بالبضائع إلى الضفة الغربية، وهي قادمة من عدة دول.

جنود إسرائيليون عند معبر «جسر أللنبي» بين الضفة الغربية والأردن (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون عند معبر «جسر أللنبي» بين الضفة الغربية والأردن (إ.ب.أ)

وأظهرت فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتقال عدد من سائقي الشاحنات الذين ينتمون إلى عدة جنسيات.

ويشير مراقبون مسبقاً، إلى أن إسرائيل ستسعى على نطاق رسمي واسع، إلى «توظيف» العملية الفردية عند المعبر، على أنها «استهداف أمني» مباشر، ليكون ذريعة للتوسع في عملياتها العسكرية بالضفة الغربية، وهو ما حذرت منه عمّان في الآونة الأخيرة، وتعده تهديداً لمصالحها في حال تمسكت حكومة اليمين الإسرائيلي، بسياسة التهجير سواء في غزة أو الضفة.

وشنت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفتها مصادر أردنية بأنها إسرائيلية، حملات تحريضية ضد الأردن مستخدمة شائعات وأخبار كاذبة، بهدف إحداث فتنة على الساحة الأردنية، والتشويش على الموقف الرسمي المطالب بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وسعي تل أبيب إلى تفجير الأوضاع في الضفة الغربية.

عملية المعبر جاءت على بُعد ساعات فقط من موعد فتح صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس النواب العشرين، المقررة يوم الثلاثاء 10 سبتمبر (أيلول)، وتشارك فيها جميع الأحزاب الأردنية، ومنها حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة في البلاد.

ويتوقع مراقبون أن تُلقي عملية المعبر بظلالها على المشهد الانتخابي، خصوصاً أمام رفع سقف الشعارات الحزبية المطالبة بتجميد اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية التي أبرمت في نهاية عام 1994، في حين عبرت مصادر أردنية عن خشيتها أن تؤثر حادثة المعبر على خطوط تزويد وإمداد قطاع غزة بالمواد الأساسية من غذاء ودواء، من خلال المعابر البرية بسبب الإغلاقات الأمنية الإسرائيلية.

وكان حزب جبهة العمل الإسلامي المعارض، قد دعا فور وقوع الحادثة إلى استعادة من وصفه «بجثمان الشهيد»، فيما تم الإعلان أيضاً عن تنفيذ مسيرة ليلة في منطقة الجامع الحسيني وسط عمّان، أطلق عليها الحزب اسم «زفة الشهيد».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين في مداهمات بالضفة

المشرق العربي مركبات عسكرية إسرائيلية تسير على طول الطريق أثناء عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين في مداهمات بالضفة

أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتقالات جديدة مع استمرار المداهمات في شمال الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء، غداة مقتل 3 فلسطينيين بالرصاص في إطار عملية عسكرية.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
شؤون إقليمية مركبات عسكرية إسرائيلية تسير على طول الطريق في أثناء عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية يوم الثلاثاء play-circle 07:11

50 يوماً على العملية الإسرائيلية في الضفة... ماذا تغير؟

رغم مرور 50 يوماً على تحويل إسرائيل الضفة الغربية لساحة حرب حقيقية، وتنفيذها عمليات إخلاء ومداهمات واسعة في المخيمات.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي لقطة عامة للثروة الحيوانية البدوية الفلسطينية بعد أيام قليلة من اتهام المستوطنين الإسرائيليين بسرقة الماشية من قرية عين العوجا في الضفة الغربية (رويترز)

في الضفة... تجمّع بدوي يتهم مستوطنين إسرائيليين بسرقة مئات الأغنام

كشف سكان أن مستوطنين إسرائيليين مسلحين سرقوا مئات الأغنام من تجمع بدوي في غور الأردن، في واحدة من أكبر الهجمات التي تحدث عنها البدو في المنطقة أخيراً.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يقفون أمام مركبة عسكرية خلال عملية عسكرية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

مقتل ‭6‬ فلسطينيين في الضفة الغربية مع تصاعد العملية الإسرائيلية

قالت السلطة الفلسطينية إن 5 فلسطينيين قُتلوا خلال 24 ساعة بنيران القوات الإسرائيلية في جنين، وأضافت أن قوات الأمن الفلسطينية قتلت رجلاً آخر كان مطلوباً.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي إسرائيل تنشر ما يقرب من 900 حاجز وبوابة حديدية في الضفة الغربية لتقييد حركة الفلسطينيين (رويترز)

«الخارجية الفلسطينية»: إسرائيل تقيد حركة سكان الضفة الغربية بنشر حواجز وبوابات حديدية

اتهمت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الثلاثاء، إسرائيل بتقييد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر نشر قرابة 900 حاجز وبوابة حديدية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

اتهامات أممية لإسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية وعنف جنسي في غزة

أطفال فلسطينيون يجلسون وسط أنقاض المنازل التي دمرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
أطفال فلسطينيون يجلسون وسط أنقاض المنازل التي دمرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT
20

اتهامات أممية لإسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية وعنف جنسي في غزة

أطفال فلسطينيون يجلسون وسط أنقاض المنازل التي دمرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
أطفال فلسطينيون يجلسون وسط أنقاض المنازل التي دمرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

قال خبراء في الأمم المتحدة في تقرير جديد، اليوم الخميس، إن إسرائيل ارتكبت «أعمال إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين، ودمرت بشكل ممنهج منشآت رعاية صحية للنساء خلال الحرب على قطاع غزة، واستخدمت العنف الجنسي استراتيجية في الحرب.

ووصفت البعثة الدائمة لإسرائيل في الأمم المتحدة في جنيف الاتهامات في التقرير بأنها لا أساس لها ومنحازة وتفتقر للمصداقية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية وإسرائيل: «السلطات الإسرائيلية دمرت جزئياً القدرة الإنجابية للفلسطينيين في قطاع غزة بأفعال منها فرض إجراءات بهدف منع المواليد وهي أحد بنود أعمال الإبادة الجماعية في (نظام روما الأساسي) ومعاهدة منع الإبادة الجماعية».

وذكرت اللجنة أن تلك الإجراءات بالإضافة إلى ارتفاع عدد الوفيات بين الأمهات بسبب تقييد الوصول إلى الإمدادات الطبية يصل إلى حد جريمة الإبادة وهي من الجرائم ضد الإنسانية.

واتهم التقرير القوات الإسرائيلية باستخدام التعرية العلنية القسرية والاعتداء الجنسي في إطار الإجراءات الاعتيادية لتنفيذ العمليات لمعاقبة الفلسطينيين بعد هجوم قادته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ورفضت إسرائيل تلك الاتهامات.

وقالت بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة بجنيف في بيان رداً على ذلك، إن الجيش الإسرائيلي «لديه أوامر واضحة... وسياسات تمنع صراحة مثل تلك الإساءات»، مضيفة أن عمليات المراجعة التي تنفذ تتسق مع المعايير الدولية.

واتهم تقرير سابق نشرته اللجنة في يونيو (حزيران) 2024 حركة «حماس» وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى بارتكاب انتهاكات خطيرة للحقوق خلال هجوم السابع من أكتوبر بما تضمن التعذيب والمعاملة المهينة.

وإسرائيل من الدول الموقعة على معاهدة منع الإبادة الجماعية وأمرتها محكمة العدل الدولية في يناير (كانون الثاني) 2024 باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية خلال الحرب على حركة «حماس».

لكن إسرائيل ليست طرفاً في «نظام روما الأساسي» الذي يمنح المحكمة الجنائية الدولية صلاحية إصدار أحكام في قضايا جنائية فردية تنطوي على إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

ورفعت جنوب أفريقيا قضية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية بسبب ما فعلته في قطاع غزة أمام محكمة العدل الدولية.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي شنه مسلحون بقيادة حركة «حماس» عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر الهجوم. ويقول مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 48 ألفاً.